المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختص الله نفسه بالطيب



امـ حمد
16-12-2014, 03:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختص الله نفسه بالطيب
والمقصود أن الله سبحانه،اختار من كل جنس أطيبه، فاختصهم لنفسه( فإنه سبحانه وتعالى طيب لا يحب إلا الطيب،ولا يقبل من القول والعمل والصدقة إلا الطيب،
ومعنى أنه طيب،أنه منزه عن النقص،
وبهذا يعلم عنوان سعادة العبد وشقاوته،فإن الطيب لا يناسبه إلا الطيب ولا يرضى إلا به،ولا يسكن إلا إليه،ولا يطمئن قلبه إلا به،فله من الكلام،
الكلام الطيب الذي لا يصعد إلى الله إلا هو)أخرجه مسلم في صحيحه،
وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها،وهي التي أجمعت على حسنها الفطر السليمة مع الشرائع النبوية، وزكتها العقول الصحيحة،مثل أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويؤثر مرضاته على هواه،ويتحبب إليه بجهده،ويحسن إلى خلقه ما استطاع،
وله من الأخلاق أطيبها، كالحلم والوقار، والصبر والرحمة، والوفاء والصدق، وسلامة الصدر، والتواضع،وصيانة الوجه عن بذل وتذلله لغير الله،
وكذلك لا يختار من المطاعم إلا أطيبها،وهو الحلال الهنيء الذي يغذي البدن والروح أحسن تغذية مع سلامة العبد من تبعته،وكذلك لا يختار من الأصحاب إلا الطيبين،
فهذا ممن قال الله فيهم﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)النحل،
ومن الذين تقول لهم خزنة الجنة(سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)
(سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خالدين)الزمر،أي،بسبب طيبكم فادخلوها،
وقال تعالى(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)النور،
ففسرت الخبيثات للرجال الخبيثين،والطيبات للرجال الطيبين،
والله سبحانه جعل الطيب فِي الجنة،وجعل الخبيث في النار،
فدار أخلصت للطيب، ودار أخلصت للخبيث،ودار مزج فيها الخبيث بالطيب،
فإذا كان يوم المعاد،ميز الله الخبيث من الطيب،
فأيهما غلبت عليه كان من أهلها،فإن أراد الله بعبده خيراً طهره قبل الموافاة فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار،
(لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا)أتحب أن يحبك الله،كن طاهراً من العيوب، من الغل، من الحسد،من الغيبة،من النميمة، من قول الزور،من الكبر، من الاستعلاء من الأنانية،لا يقبل من مالك الذي تتصدق به إلا إذا كان حلالاً طيباً،
حتى الأعمال إذا كان فيها شرك،وافتخار،وعجب،وكان فيها استعلاء على الناس لا يقبلها،
هو منزه عن كل نقص، لا يقبل إلا طيباً، لا يقبل من المال إلا ما كان حلالاً،ومن العمل إلا ما كان خالصاً،ومن الكلام إلا ما كان وفق السنة،لا يقبل كلامك، ولا أفعالك، ولا مالك،إلا إذا كان طيباً،
فهو سبحانه إنما يقبل من الأعمال ما كان طيباً،خالصاً من شوائب الشرك والرياء،كما قال سبحانه في محكم كتابه(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)الكهف، كما أنّه تعالى،لا يقبل من الأموال إلا ما كان طيبا ، من كسب حلال،لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب،ولا يقبل الله إلا الطيب،فإن الله يقبلها بيمينه) صحيح البخاري،اوهو سبحانه أيضا لا يقبل من الأقوال إلا الطيب،كما قال تعالى(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)فاطر،
وحتى يتحقق للمؤمن هذه الطيبة التي ينشدها ، فإنّه ينبغي عليه أن يحرص على تناول الطيب من الرزق،كما قال تعالى(كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحًا )المؤمنون،
ومن ناحية أخرى يجب على العبد أن ينأى بنفسه عن كل ما حرّمه الله تعالى،عليه من مطعم أو مشرب أو ملبس ، لأن الحرام سيورده موارد الهلاك،يقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك (لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به )رواه الترمذي،وصححه الألباني،
وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم،فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف من هديه وسيرته،والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء،والله ذو الفضل العظيم،
اللهم اجعل مطعمنا حلالاً،ومشربناً حلالاً، وملبسناً حلالاً، وبناءناً حلالاً، ونفقاتنا حلالاً،
اللهم طهر أموالنا من المال الحرام،
اللهم اجعلنا ممن أطابوا مطاعمهم ومشاربهم، ومن الذين عرفوا الحلال فأحلوه، وعرفوا الحرام فحرموه، واجعلنا ممن يقف عند حدودك لا يتعداها،
اللهم آميــــــــن.

الحسيمqtr
16-12-2014, 10:07 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-12-2014, 05:35 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس