امـ حمد
20-12-2014, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفوس مجبولة على حب الجمال،فقد فطرت على حب كل جميل من المخلوقات والانجذاب إليه،ولذا فكل إنسان يحرص أن يكون في أجمل صورة،
فالله جميل يحب الجمال،ودين الإسلام يدعو إلى الطهارة والجمال،
وسّر العناية بجمال الباطن يزيد الظاهر جمالاً وبهاءً،ويكون بالأعمال الصالحة،
وفساد الباطن يكسب الظاهر قبحاً وشيناً،
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية،وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه،
والقبح والشين،الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه،ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة،والأعمال الفاسدة، فكلما كثُر البر والتقوى،قوى الحسن والجمال،
وكلما قوى الإثم والعدوان، قوى القبح والشين،حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح،
فكم ممن لم تكن صورته حسنة،ولكن له من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه، حتى ظهر ذلك على صورته،
ويؤكد هذا الإمام ابن القيم،رحمه الله،فيقول،فكل من لم يتق الله،عز وجل،في حسنه وجماله انقلب قبحاً وشيناً يشينه به بين الناس، فحسن الباطن،يعلو قبح الظاهر ويستره،
والسر الأعظم لوصفة الجمال من خلال الأعمال التالية،
أولاً،سلامة القلب وصحته،القلب ملك الأعضاء وفي صحته،وسلامته ونوره سلامة الأعضاء وضياءها ونورها،
فعن حذيفة،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً،فأي قلب أشربها،نكت فيه نكتة سوداء،وأي قلب أنكرها،نكت فيه نكتة بيضاء)رواه مسلم، فالقلب السليم الصحيح ينكر الفتن فيسلم ظلمتها وتنكت فيه نكتة بيضاء فيزداد ضياءً ونوراً وإشراقاً ويتبعه البدن في ذلك،
ثانياً،التزود والاستكثار من الأعمال الصالحة،الأعمال الصالحة نور القلوب وحياتها ينعكس ذلك النور على الجوارح فيكسبها جمالاً وضياء وبهاء،
والأعمال الصالحة مصدرٌ لجمال الروح والبدن،وهي كثيرة منها،
قراءة القرآن،قال ابن القيم،رحمه الله،فلا روح إلا فيما جاء به ولا نور إلا في الاستضاءة به،فهو الحياة والنور والعصمة والشفاء والنجاة والأمن،
وقال،رحمه الله،أخبر أن كتابه الذي أنزله على رسوله،صلى الله عليه وسلم،متضمن للأمرين،فهو روح تحيا به القلوب،
ونور تستضيء وتشرق به،
وذكر الله،عز وجل،قال تعالى(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)الزمر،
قال ابن القيم،رحمه الله،إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء وهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة،
الصلاة،عن أبي مالك الأشعري قال،قال رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم(والصلاة نور) رواه مسلم،
قال الشيخ ابن عثيمين،وَالصَّلاةُ نور،أي صلاة الفريضة والنافلة
نور في القلب،ونور في الوجه، ونور في القبر،ونور في الحشر،
قال ابن القيم،فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة،ودفع مفاسد الدنيا والآخرة،ومنورة للقلب ومبيضة للوجه ومنشطة للجوارح والنفس،وجالبة للرزق ،ومنزلة للرحمة وكاشفة للغمة،دافعة للأذى،مبعدة من الشيطان،مقربة من الرحمن،
الدعوة إلى الله تعالى،قال،صلى الله عليه وسلم(نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه،فربّ مبلغ أوعى من سامع)رواه الترمذي وصححه الألباني،
قال الخطابي،معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعيم والبهجة،
وقال السيوطي،رحمه الله،أي ألبسه الله نضرة ً وحسناً وزينة وجمالاً،أوصله لنضرة الجنة نعيماً ونضارةً قال تعالى(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)المطففين،
وقال ابن القيم،رحمه الله،فإن النضرة البهجة والحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره وتلذذه به فتظهر هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه ولهذا يجمع له،سبحانه،بين البهجة والسرور والنضرة،
قيام الليل،في الثلث الأخير،قيل للحسن،رحمه الله،ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً،قال،لأنهم خلوا بنور الرحمن في الظلمة فألبسهم نوراً من نوره،
وقال ابن القيم،قد كان بعضُ النساء تُكثر صلاة الليل،فقل لها في ذلك،فقالت،إنها تُحسّن الوجه،وأنا أحب أن يحسنَ وجهي،
غض البصر،قال ابن القيم،رحمه الله،غض البصر يورث نوراً في القلب ولهذا جمع الله،سبحانه وتعالى،بين الأمر به وبين ذكر آية النور فجمع الله،سبحانه،بين نور القلب بغض البصر وبين نوره الذي مثله بالمشكاة لتعلق أحدهما بالآخر،
اعتياد المساجد والمكوث فيها،المساجد محل الأنوار تأوي إليها ملائكة الرحمن التي خلقت من نور ويتلى فيها القرآن،
والقرآن نور وتقام فيه الصلاة والصلاة نور،
قال ابن كثير،لما ضرب الله تعالى،مثل قلب المؤمن،وما فيه من الهدى والعلم،بالمصباح في الزجاجة الصافية المتوقّد من زيت طيب، وذلك كالقنديل،ذكر محلها وهي المساجد،التي هي أحب البقاع إلى الله،تعالى،من الأرض،وهي بيوته التي يعبد فيها ويُوحّد،
البعد عن الذنوب والمعاصي،الذنوب والمعاصي هي أساس الخبائث والقبح،يقول ابن القيم عن أثار الذنوب ومنها،ظلمة يجدها في قلبه حقيقَة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهِيم،فإن الطاعةَ نور،والمعصيةَ ظلمة،وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته،حتى يقع في البدع والضلالات والأمورِ المهلكة وهو لا يشعر،كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين،ثم تقوى حتى تعلو الوجه،وتصير سواداً في الوجه حتى يراه كل أحدٍ،
والأعمال الصالحة،سعادة ولذة وقرة عين،يواصل صاحبة،حتى يدخل دار الجمال الأبدي،فعن أنس بن مالك،أن رسول اللهِ،صلى الله عليه وسلم،قَال(إن في الجنة لسوقاً،يأتونها كل جمعة،فتهب رِيح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم،فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالًا،
فيقول لهم أهلوهم،والله لقَد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً،فيقولون،وأنتم،والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً)رواه مسلم،
اللهم نور قلوبنا بالقرآن وأجعل صدورنا مضيئةً بذكرك،
اللهم زدنا إيماناً،وتقوى،وارزقنا قلباً خاشعاً،وعلماً نافعاً،وعملاً متقبلاً،وعيناً خاشعةً باكيةً من خشيتك يا رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النفوس مجبولة على حب الجمال،فقد فطرت على حب كل جميل من المخلوقات والانجذاب إليه،ولذا فكل إنسان يحرص أن يكون في أجمل صورة،
فالله جميل يحب الجمال،ودين الإسلام يدعو إلى الطهارة والجمال،
وسّر العناية بجمال الباطن يزيد الظاهر جمالاً وبهاءً،ويكون بالأعمال الصالحة،
وفساد الباطن يكسب الظاهر قبحاً وشيناً،
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية،وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه،
والقبح والشين،الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه،ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة،والأعمال الفاسدة، فكلما كثُر البر والتقوى،قوى الحسن والجمال،
وكلما قوى الإثم والعدوان، قوى القبح والشين،حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح،
فكم ممن لم تكن صورته حسنة،ولكن له من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه، حتى ظهر ذلك على صورته،
ويؤكد هذا الإمام ابن القيم،رحمه الله،فيقول،فكل من لم يتق الله،عز وجل،في حسنه وجماله انقلب قبحاً وشيناً يشينه به بين الناس، فحسن الباطن،يعلو قبح الظاهر ويستره،
والسر الأعظم لوصفة الجمال من خلال الأعمال التالية،
أولاً،سلامة القلب وصحته،القلب ملك الأعضاء وفي صحته،وسلامته ونوره سلامة الأعضاء وضياءها ونورها،
فعن حذيفة،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً،فأي قلب أشربها،نكت فيه نكتة سوداء،وأي قلب أنكرها،نكت فيه نكتة بيضاء)رواه مسلم، فالقلب السليم الصحيح ينكر الفتن فيسلم ظلمتها وتنكت فيه نكتة بيضاء فيزداد ضياءً ونوراً وإشراقاً ويتبعه البدن في ذلك،
ثانياً،التزود والاستكثار من الأعمال الصالحة،الأعمال الصالحة نور القلوب وحياتها ينعكس ذلك النور على الجوارح فيكسبها جمالاً وضياء وبهاء،
والأعمال الصالحة مصدرٌ لجمال الروح والبدن،وهي كثيرة منها،
قراءة القرآن،قال ابن القيم،رحمه الله،فلا روح إلا فيما جاء به ولا نور إلا في الاستضاءة به،فهو الحياة والنور والعصمة والشفاء والنجاة والأمن،
وقال،رحمه الله،أخبر أن كتابه الذي أنزله على رسوله،صلى الله عليه وسلم،متضمن للأمرين،فهو روح تحيا به القلوب،
ونور تستضيء وتشرق به،
وذكر الله،عز وجل،قال تعالى(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)الزمر،
قال ابن القيم،رحمه الله،إن الذكر ينور القلب والوجه والأعضاء وهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة،
الصلاة،عن أبي مالك الأشعري قال،قال رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم(والصلاة نور) رواه مسلم،
قال الشيخ ابن عثيمين،وَالصَّلاةُ نور،أي صلاة الفريضة والنافلة
نور في القلب،ونور في الوجه، ونور في القبر،ونور في الحشر،
قال ابن القيم،فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة،ودفع مفاسد الدنيا والآخرة،ومنورة للقلب ومبيضة للوجه ومنشطة للجوارح والنفس،وجالبة للرزق ،ومنزلة للرحمة وكاشفة للغمة،دافعة للأذى،مبعدة من الشيطان،مقربة من الرحمن،
الدعوة إلى الله تعالى،قال،صلى الله عليه وسلم(نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه،فربّ مبلغ أوعى من سامع)رواه الترمذي وصححه الألباني،
قال الخطابي،معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعيم والبهجة،
وقال السيوطي،رحمه الله،أي ألبسه الله نضرة ً وحسناً وزينة وجمالاً،أوصله لنضرة الجنة نعيماً ونضارةً قال تعالى(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)المطففين،
وقال ابن القيم،رحمه الله،فإن النضرة البهجة والحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره وتلذذه به فتظهر هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه ولهذا يجمع له،سبحانه،بين البهجة والسرور والنضرة،
قيام الليل،في الثلث الأخير،قيل للحسن،رحمه الله،ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً،قال،لأنهم خلوا بنور الرحمن في الظلمة فألبسهم نوراً من نوره،
وقال ابن القيم،قد كان بعضُ النساء تُكثر صلاة الليل،فقل لها في ذلك،فقالت،إنها تُحسّن الوجه،وأنا أحب أن يحسنَ وجهي،
غض البصر،قال ابن القيم،رحمه الله،غض البصر يورث نوراً في القلب ولهذا جمع الله،سبحانه وتعالى،بين الأمر به وبين ذكر آية النور فجمع الله،سبحانه،بين نور القلب بغض البصر وبين نوره الذي مثله بالمشكاة لتعلق أحدهما بالآخر،
اعتياد المساجد والمكوث فيها،المساجد محل الأنوار تأوي إليها ملائكة الرحمن التي خلقت من نور ويتلى فيها القرآن،
والقرآن نور وتقام فيه الصلاة والصلاة نور،
قال ابن كثير،لما ضرب الله تعالى،مثل قلب المؤمن،وما فيه من الهدى والعلم،بالمصباح في الزجاجة الصافية المتوقّد من زيت طيب، وذلك كالقنديل،ذكر محلها وهي المساجد،التي هي أحب البقاع إلى الله،تعالى،من الأرض،وهي بيوته التي يعبد فيها ويُوحّد،
البعد عن الذنوب والمعاصي،الذنوب والمعاصي هي أساس الخبائث والقبح،يقول ابن القيم عن أثار الذنوب ومنها،ظلمة يجدها في قلبه حقيقَة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهِيم،فإن الطاعةَ نور،والمعصيةَ ظلمة،وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته،حتى يقع في البدع والضلالات والأمورِ المهلكة وهو لا يشعر،كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين،ثم تقوى حتى تعلو الوجه،وتصير سواداً في الوجه حتى يراه كل أحدٍ،
والأعمال الصالحة،سعادة ولذة وقرة عين،يواصل صاحبة،حتى يدخل دار الجمال الأبدي،فعن أنس بن مالك،أن رسول اللهِ،صلى الله عليه وسلم،قَال(إن في الجنة لسوقاً،يأتونها كل جمعة،فتهب رِيح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم،فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالًا،
فيقول لهم أهلوهم،والله لقَد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً،فيقولون،وأنتم،والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً)رواه مسلم،
اللهم نور قلوبنا بالقرآن وأجعل صدورنا مضيئةً بذكرك،
اللهم زدنا إيماناً،وتقوى،وارزقنا قلباً خاشعاً،وعلماً نافعاً،وعملاً متقبلاً،وعيناً خاشعةً باكيةً من خشيتك يا رب العالمين.