امـ حمد
23-12-2014, 05:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدد درجتك
قال صلى الله عليه وسلم(مِنَ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ مَالُهُ عِنْدَ الْلَّهِ فَلْيُنْظَرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ ) قال الشيخ الألباني حسن في صحيح الجامع،
إن العلاقة بين العبد وربه مبنية على التواصل لا الانقطاع،على الاستمرار لا التوقف،على العطاء لا المنع،فلا يستقيم المسلم والمسلمة وهم على المعاصي فاعلين ويظنوا أن صلتهم بربهم حسنة،والعبد هو أول من يعرف مكانته عند ربه،فلا يحتاج إلى من يرشده ويدله،
وأن منزلة الله في قلب العبد على قدر معرفة العبد بالله،والحياء منه ،وخشيته،والالتزام بأوامره،واجتناب نواهيه،كل هذا مع قلب سليم،ونفس مطمئنة،والتسليم له في تصاريف أقداره،وإدامة ذكره،والنهوض بشكر نعمه،وحسن الظن به،
والناس في هذا الشأن درجات،وحظوظ المكلف في هذا الشأن بقدر حظه من هذه الحقائق،فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عند الله جلّ جلاله،
وجاء الهدي النبوي ليعلمنا أن من أراد القربى فليتقرب،
ومن أراد المحبة فليحب،
قال تعالى،يصف حال أناس لا يريدون القربى،قال تعالى(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)سورة الزمر،
أيها الإنسان،أنت من تختار،وتحدد معالم حياتك،وترسم خطوط حظك على صفحات الحياة الدنيا،
قال تعالى(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )سورة الحشر،
ليست الجنة درجة واحدة،وبالتالي ليس الثمن المدفوع فيها واحداً، فمشتري أدنى درجة في الجنة ليس كشاري أعلى الدرجات،وأعلى درجة هناك تستوجب أعلى بذل هنا، وقمة الأجر لديه تتطلب أسرع السير إليه، فأين بلغت في الجنة حتى الآن،
وقد سبق وأن أشار النبي صلى الله عليه وسلم،إلى عدد درجات الجنة ليُشعل نار التنافس بين المؤمنين أيهم يحوز أعلاها،
فقال صلى الله عليه وسلم(الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)
وقال صلى الله عليه وسلم(إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم)
لكن التمايز في الجنة ليس في الدرجات وحدها بل في كل شي، ونأخذ مثلا لذلك،الشراب،
فارق كبير بين المقربين وهم السابقين، وبين الأبرار أو أصحاب اليمين وهم المقتصدين،
فالمقربون يشربون بعيون الجنة صرفاً محضاً لا يخالطه شيء،كما قال تعالى في سورة المطففين في شراب الأبرار(وَمِزَاجُهُ مِن تَسۡنِيمٍ،عَيۡنً۬ا يَشۡرَبُ بِہَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ )المطففين،
وعين التسنيم أعلى أشربة الجنة، يشرب بها المقربون صرفاً، وتُمزج لأصحاب اليمين مزجا،جزاء وفاقا،
قال ابن القيم(وهذا لأن الجزاء وفاق العمل،فكما خلصت أعمال المقربين كلها لله خلص شرابهم،
وكما مزج الأبرار الطاعات بالمباحات مُزج لهم شرابهم،فمن أخلص أُخلص شرابه،ومن مزج مُزج شرابه،
لكن كيف نترجم هذا التنافس واقعاً ملموساً،كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك فتقول،إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد،
تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته، تبغي بذلك درجة أعلى في الجنة ومكافأة أكبر هناك، فأشق الصدقات هو أن تنفق مما تحب،
وأشق الصلوات ما كان في جوف الليل بعد نوم وفي خلوة،
وأشق الأعمال عموماً ما انعدم فيه حظ النفس ورؤية الخلق،
ولن يُعدم عاشق حيلة يصل بها إلى الحبيبة،اسم بهمتك نحو الجنة،
ثم استعد لتحمل الآلام والمشاق في سبيلها، ويشهد لك بذلك الإمام ابن القيّم(كلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل)
اللهم قربني إليك بما ترضاه لي من القول والعمل،وارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم،ولا تحرمني هذه النعمة العظيمة فأكون من الخاسرين،
اللهم قلبي تعلق بك وأنت تعلم ما في قلبي اللهم زدني حباً بك وتعلقاً بك وخشوعاً بين يديك إنك قريب مجيب الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدد درجتك
قال صلى الله عليه وسلم(مِنَ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ مَالُهُ عِنْدَ الْلَّهِ فَلْيُنْظَرْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ ) قال الشيخ الألباني حسن في صحيح الجامع،
إن العلاقة بين العبد وربه مبنية على التواصل لا الانقطاع،على الاستمرار لا التوقف،على العطاء لا المنع،فلا يستقيم المسلم والمسلمة وهم على المعاصي فاعلين ويظنوا أن صلتهم بربهم حسنة،والعبد هو أول من يعرف مكانته عند ربه،فلا يحتاج إلى من يرشده ويدله،
وأن منزلة الله في قلب العبد على قدر معرفة العبد بالله،والحياء منه ،وخشيته،والالتزام بأوامره،واجتناب نواهيه،كل هذا مع قلب سليم،ونفس مطمئنة،والتسليم له في تصاريف أقداره،وإدامة ذكره،والنهوض بشكر نعمه،وحسن الظن به،
والناس في هذا الشأن درجات،وحظوظ المكلف في هذا الشأن بقدر حظه من هذه الحقائق،فأوفرهم حظا منها أعظمهم درجة عند الله جلّ جلاله،
وجاء الهدي النبوي ليعلمنا أن من أراد القربى فليتقرب،
ومن أراد المحبة فليحب،
قال تعالى،يصف حال أناس لا يريدون القربى،قال تعالى(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)سورة الزمر،
أيها الإنسان،أنت من تختار،وتحدد معالم حياتك،وترسم خطوط حظك على صفحات الحياة الدنيا،
قال تعالى(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )سورة الحشر،
ليست الجنة درجة واحدة،وبالتالي ليس الثمن المدفوع فيها واحداً، فمشتري أدنى درجة في الجنة ليس كشاري أعلى الدرجات،وأعلى درجة هناك تستوجب أعلى بذل هنا، وقمة الأجر لديه تتطلب أسرع السير إليه، فأين بلغت في الجنة حتى الآن،
وقد سبق وأن أشار النبي صلى الله عليه وسلم،إلى عدد درجات الجنة ليُشعل نار التنافس بين المؤمنين أيهم يحوز أعلاها،
فقال صلى الله عليه وسلم(الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)
وقال صلى الله عليه وسلم(إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم)
لكن التمايز في الجنة ليس في الدرجات وحدها بل في كل شي، ونأخذ مثلا لذلك،الشراب،
فارق كبير بين المقربين وهم السابقين، وبين الأبرار أو أصحاب اليمين وهم المقتصدين،
فالمقربون يشربون بعيون الجنة صرفاً محضاً لا يخالطه شيء،كما قال تعالى في سورة المطففين في شراب الأبرار(وَمِزَاجُهُ مِن تَسۡنِيمٍ،عَيۡنً۬ا يَشۡرَبُ بِہَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ )المطففين،
وعين التسنيم أعلى أشربة الجنة، يشرب بها المقربون صرفاً، وتُمزج لأصحاب اليمين مزجا،جزاء وفاقا،
قال ابن القيم(وهذا لأن الجزاء وفاق العمل،فكما خلصت أعمال المقربين كلها لله خلص شرابهم،
وكما مزج الأبرار الطاعات بالمباحات مُزج لهم شرابهم،فمن أخلص أُخلص شرابه،ومن مزج مُزج شرابه،
لكن كيف نترجم هذا التنافس واقعاً ملموساً،كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك فتقول،إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد،
تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس لشدته، تبغي بذلك درجة أعلى في الجنة ومكافأة أكبر هناك، فأشق الصدقات هو أن تنفق مما تحب،
وأشق الصلوات ما كان في جوف الليل بعد نوم وفي خلوة،
وأشق الأعمال عموماً ما انعدم فيه حظ النفس ورؤية الخلق،
ولن يُعدم عاشق حيلة يصل بها إلى الحبيبة،اسم بهمتك نحو الجنة،
ثم استعد لتحمل الآلام والمشاق في سبيلها، ويشهد لك بذلك الإمام ابن القيّم(كلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل)
اللهم قربني إليك بما ترضاه لي من القول والعمل،وارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم،ولا تحرمني هذه النعمة العظيمة فأكون من الخاسرين،
اللهم قلبي تعلق بك وأنت تعلم ما في قلبي اللهم زدني حباً بك وتعلقاً بك وخشوعاً بين يديك إنك قريب مجيب الدعاء.