امـ حمد
27-12-2014, 03:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،انه قال(
لا تسبوا الدهر،فإن الله هو الدهر)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(قال الله عز وجل،يؤذيني ابن آدم يسب الدهر،وأنا الدهر بيدي الأمر،أقلب الليل والنهار)رواه البخاري،ومسلم،وجاء الحديث من رواية مسلم(قال الله عز وجل،يؤذيني ابن آدم يقول،يا خيبة الدهر،فلا يقولن أحدكم،يا خيبة الدهر،فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما )ومنها رواية للإمام أحمد( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل،قال،أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني،
معاني المفردات
السب،الشتم أو التقبيح والذم،
الدهر،الوقت والزمان،
يؤذيني،أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي،
وأنا الدَّهر،أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه،
أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته،وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة،وهو الحياة،فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده فقال(وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)الفرقان،فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار،
ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل،وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة،
أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان،فيقول أحدهم،قبح الله الدهر الذي شتت شملنا،ولعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا،وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم،فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم،فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان،فإنما يسب،في الحقيقة،الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها،حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر،فإن الدَّهر لا فعل له،وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع،المعز المذل،وأما الدهر فليس له من الأمر شيء،فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل،ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله،
فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد،منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب،فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله،منقاد لأمره متذلل لتسخيره،
وأن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا،إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع،
فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما،إما مسبة الله،أو الشرك به،فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ،
وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك،فهو يسب الله تعالى،
ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية،فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء،هل سيغير ذلك من حاله،ويرفع الألم والمعاناة التي يجدها،ويحصل ما كان يطمح إليه،إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً،ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً،
وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا،
ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن،فقال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)الأحزاب،
،ونفى عن نفسه أن يضره شيء،فقال تعالى(إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً )آل عمران،
وقال في الحديث القدسي(يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني)رواه مسلم،
وجاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم(أنه قال لا تسبوا الحّمى،فإنها تذهب خطايا بني آدم،كما يذهب الكير خبث الحديد،
وجاء الحديث،أن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم،فلعنها،فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تلعنها فإنها مأمورة،وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)
وجاء الحديث بينما جارية على ناقة،عليها بعض متاع القوم،
إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم،وتضايق بهم الجبل،فقالت، اللهم العنها،قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة من الله،
فانه جاء الحديث،عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،أنه قال إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتُغلقُ أبواب السماء دونها،ثم تُهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها،ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعتُ إلى الذي لعن،فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)لأن اللعن طرد عن رحمة اللّه،
وفي الحديث التحذير من لعن من لا يستوجب اللعنة والوعيد عليه بأن يرجع اللعن إليه(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)النور،
و قد جاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم(إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه،قالوا،يارسول الله كيف يلعن الرجل والديه،قال،يسب أبا الرجل فيسب أباه،ويسب أمه فيسب أمه )رواه الترمذي ومسلم،
فانه جاء الحديث انه قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،أوصني فقال،عليك بتقوى الله وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه،يكن وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئا قال فما سببت شيئا بعده،
إسلام ويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،انه قال(
لا تسبوا الدهر،فإن الله هو الدهر)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(قال الله عز وجل،يؤذيني ابن آدم يسب الدهر،وأنا الدهر بيدي الأمر،أقلب الليل والنهار)رواه البخاري،ومسلم،وجاء الحديث من رواية مسلم(قال الله عز وجل،يؤذيني ابن آدم يقول،يا خيبة الدهر،فلا يقولن أحدكم،يا خيبة الدهر،فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما )ومنها رواية للإمام أحمد( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل،قال،أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني،
معاني المفردات
السب،الشتم أو التقبيح والذم،
الدهر،الوقت والزمان،
يؤذيني،أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي،
وأنا الدَّهر،أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه،
أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته،وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة،وهو الحياة،فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده فقال(وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)الفرقان،فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار،
ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل،وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة،
أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان،فيقول أحدهم،قبح الله الدهر الذي شتت شملنا،ولعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا،وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم،فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم،فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان،فإنما يسب،في الحقيقة،الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها،حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر،فإن الدَّهر لا فعل له،وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع،المعز المذل،وأما الدهر فليس له من الأمر شيء،فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل،ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله،
فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد،منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب،فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله،منقاد لأمره متذلل لتسخيره،
وأن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا،إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع،
فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما،إما مسبة الله،أو الشرك به،فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ،
وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك،فهو يسب الله تعالى،
ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية،فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء،هل سيغير ذلك من حاله،ويرفع الألم والمعاناة التي يجدها،ويحصل ما كان يطمح إليه،إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً،ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً،
وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا،
ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن،فقال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)الأحزاب،
،ونفى عن نفسه أن يضره شيء،فقال تعالى(إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً )آل عمران،
وقال في الحديث القدسي(يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني)رواه مسلم،
وجاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم(أنه قال لا تسبوا الحّمى،فإنها تذهب خطايا بني آدم،كما يذهب الكير خبث الحديد،
وجاء الحديث،أن رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم،فلعنها،فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تلعنها فإنها مأمورة،وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)
وجاء الحديث بينما جارية على ناقة،عليها بعض متاع القوم،
إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم،وتضايق بهم الجبل،فقالت، اللهم العنها،قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة من الله،
فانه جاء الحديث،عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،أنه قال إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتُغلقُ أبواب السماء دونها،ثم تُهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها،ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعتُ إلى الذي لعن،فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)لأن اللعن طرد عن رحمة اللّه،
وفي الحديث التحذير من لعن من لا يستوجب اللعنة والوعيد عليه بأن يرجع اللعن إليه(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)النور،
و قد جاء الحديث عن النبي صلى اللَه عليه وسلم(إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه،قالوا،يارسول الله كيف يلعن الرجل والديه،قال،يسب أبا الرجل فيسب أباه،ويسب أمه فيسب أمه )رواه الترمذي ومسلم،
فانه جاء الحديث انه قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،أوصني فقال،عليك بتقوى الله وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه،يكن وباله عليه وأجره لك ولا تسبن شيئا قال فما سببت شيئا بعده،
إسلام ويب