المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنعم ولهو الحاكم ورعيته ومفاوضات النهايه



عضوو
29-12-2014, 10:44 AM
الزمن: سنة 656 هجريأ

الظروف: محاصرة التتار لبغداد ثم احتلالها

الخليفة: هو اخر خلفاء الدولة العباسية مع العلم ان الدولة العباسية وقتها كانت قد ضعفت جدأ

اسميأ هو خليفة المسلمين وحاكمهم جميعأ فعليأ لا يسيطر الا على مدينه بغداد فعليأ

مثل ملكة بريطانيا اسميأ هي تحكم استراليا حتى ولكن فعليأ لا تحكم سوى قصرها حتى بريطانيا حاكمها الفعلي رئيس الوزراء وليس الملكه نعود لموضوعنا.









لم ينتظر هولاكو وقتاً طويلاً.. ولم يعط لصديقه الخليفة ما يريده من الوقت للتفكير المتعمق، ولكنه قرر أن يجبره على سرعة التفكير، وذلك عن طريق بدأ إطلاق القذائف النارية والحجرية على بغداد، مستخدماً في ذلك أحدث التقنيات العسكرية في ذلك الزمان.. وبدأ القصف التتري المروع لأسوار وحصون وقصور وديار بغداد، وبدأت المدينة الآمنة تُروع للمرة الأولى تقريباًً في تاريخها..

بدأ القصف التتري في الأول من صفر سنة 656هـ، واستمر أربعة أيام متصلة.. ولم تكن هناك مقاومة تذكر..

مصرع عرفة!!

يذكر ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية موقفاً "بسيطاً" لا يعلق عليه، ولكنه حمل بالنسبة لي معاني كثيرة..

يقول ابن كثير: "وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب، حتى أصيبت جارية كانت "تلعب" بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه، وكانت تسمى "عرفة"، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي "ترقص" بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك، وفزع فزعاً شديداً، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم"، فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز، وكثرت الستائر على دار الخلافة!!"..

وعجيب أن يذكر ابن كثير هذا الخبر دون تعليق!!..

والحدث -وإن كان ظاهره بسيطاً عابراً- إلا أنه يحمل معانٍ هائلة..

لقد تمكنت الدنيا تماماً من قلوب الناس في بغداد، وأولهم الخليفة.. فها هو الخليفة الموكل إليه حماية هذه الأمة في هذا الموقف الخطير يسهر هذه السهرة اللاهية.. نعم قد تكون الجارية ملك يمينه.. وقد تكون حلالاً له.. وإذا لم يكن هناك من يشاهدها غيره فلا حرج من أن يشاهدها الخليفة وهي ترقص.. لكن أين العقل في رأس الخليفة؟! العاصمة الإسلامية للخلافة محاصرة، والموت على بعد خطوات، والمدفعية المغولية تقصف، والسهام النارية تحرق، والناس في ضنك شديد، والخليفة يستمتع برقص الجواري!!..

أين العقل؟ وأين الحكمة؟!

لقد أصبح رقص الجواري في الدماء، فصار كالطعام والشراب.. لابد منه حتى في وقت الحروب.. ولا أدري حقيقة كيف كانت نفسه تقبل أن ينشغل بمثل هذه الأمور، والبلاد والشعب وهو شخصياً في مثل هذه الضائقة..

وما أبلغ العبارة التي كتبها التتار على السهم الذي أطلق على دار الخلافة وقتل الراقصة المسكينة إذ قالوا: "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم"، فالله عز وجل قد قضى على بغداد بالهلكة في ذلك الوقت، وأذهب فعلاً عقل الخليفة وعقول أعوانه وشعبه، ولا شك أن هذه العبارات المنتقاة بدقة كانت نوعاً من الحرب النفسية المدروسة التي كان يمارسها التتار بمهارة على أهل بغداد..

ويكفي كدليل على قلة عقل الخليفة أنه بعد هذه "الكارثة" (كارثة قتل الراقصة) لم يأمر الشعب بالتجهز للقتال، فقد وصل الخطر إلى داخل دار الخلافة، وإنما أمر فقط بزيادة الاحتراز، ولذلك كثرت الستائر حول دار الخلافة لحجب الرؤية ولزيادة الوقاية وستر الراقصات!..

ولا حول ولا قوة إلا بالله..

مفاوضات النهاية

ظل التتار على قصفهم مدة أربعة أيام من أول صفر إلى الرابع منه سنة 656 هجرية، وفي يوم الرابع من صفر بدأت الأسوار الشرقية تنهار.. ومع انهيار الأسوار الشرقية انهار الخليفة تماماً..

لقد بقيت لحظات قليلة جداً في العمر..

هنا لجأ الخليفة إلى صديقه الخائن مؤيد الدين العلقمي، وسأله ماذا يفعل؟ وأشار عليه الوزير أن يخرج لمقابلة هولاكو بنفسه لكي يجري معه المفاوضات..

وذهبت الرسل إلى هولاكو تخبره بقدوم الخليفة، فأمر هولاكو أن يأتي الخليفة، ولكن ليس وحده، بل عليه أن يأتي معه بكبار رجال دولته، ووزرائه، وفقهاء المدينة، وعلماء الإسلام، وأمراء الناس والأعيان، حتى يحضروا جميعاً المفاوضات، وبذلك تصبح المفاوضات ـ كما يزعم هولاكو ـ ملزمة للجميع..

ولم يكن أمام الخليفة الضعيف أي رأي آخر..

وجمع الخليفة كبار قومه، وخرج بنفسه في وفد مهيب إلى خيمة هولاكو خارج الأسوار الشرقية لبغداد.. خرج وقد تحجرت الدموع في عينيه، وتجمدت الدماء في عروقه، وتسارعت ضربات قلبه، وتلاحقت أنفاسه..

لقد خرج الخليفة ذليلاً مهيناً، وهو الذي كان يستقبل في قصره وفود الأمراء والملوك، وكان أجداده الأقدمون يقودون الدنيا من تلك الدار التي خرج منها الخليفة الآن..

وكان الوفد كبيراً يضم سبعمائة من أكابر بغداد، وكان فيه بالطبع وزيره مؤيد الدين بن العلقمي، واقترب الوفد من خيمة هولاكو، ولكن قبل الدخول على زعيم التتار اعترض الوفد فرقة من الحرس الملكي التتري، ولم يسمحوا لكل الوفد بالدخول على هولاكو، بل قالوا: إن الخليفة سيدخل ومعه سبعة عشر رجلاً فقط، أما الباقون فسيخضعون - كما يقول الحرس - للتفتيش الدقيق.. ودخل الخليفة ومعه رجاله، وحجب عنه بقية الوفد.. ولكنهم لم يخضعوا لتفتيش أو غيره.. بل أخذوا جميعاً....... للقتل!!!..

قُتل الوفد بكامله إلا الخليفة والذين كانوا معه.. قُتل كبراء القوم، ووزراء الخلافة، وأعيان البلد، وأصحاب الرأي، وفقهاء وعلماء الخلافة العباسية..

ولم يُقتل الخليفة؛ لأن هولاكو كان يريد استخدامه في أشياء أخرى..

وبدأ هلاكو يصدر الأوامر في عنف وتكبر..

واكتشف الخليفة أن وفده قد قتل بكامله..

اكتشف الخليفة ما كان واضحاً لكل الخلق.. ولكنه لم يره إلا الآن.. لقد اكتشف أن التتار وأمثالهم لا عهد لهم ولا أمان{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10].

واكتشف أيضاً أن الحق لابد له من قوة تحميه.. فإن تركت حقك دون حماية فلا تلومن إلا نفسك.. لكن -وللأسف- جاء هذا الاكتشاف متأخراً جداً..

وبدأت الأوامر الصارمة تخرج من السفاح هولاكو:

1ـ على الخليفة أن يصدر أوامره لأهل بغداد بإلقاء أي سلاح، والامتناع عن أي مقاومة .. وقد كان ذلك أمراً سهلاً؛ لأن معظم سكان المدينة لا يستطيعون حمل السلاح، ولا يرغبون في ذلك أصلاً..

2ـ يقيد الخليفة المسلم، ويساق إلى المدينة يرسف في أغلاله، وذلك لكي يدل التتار على كنوز العباسيين، وعلى أماكن الذهب والفضة والتحف الثمينة، وكل ما له قيمة نفيسة في قصور الخلافة وفي بيت المال..

3ـ يتم قتل ولدي الخليفة أمام عينه!! فقُتل الولد الأكبر "أحمد أبو العباس"، وكذلك قُتل الولد الأوسط "عبد الرحمن أبو الفضائل".. ويتم أسر الثالث مبارك أبو المناقب، كما يتم أسر أخوات الخليفة الثلاث: فاطمة وخديجة ومريم..

4ـ أن يستدعى من بغداد بعض الرجال بعينهم، وهؤلاء هم الرجال الذين ذكر ابن العلقمي أسماءهم لهولاكو، وكانوا من علماء السنة، وكان ابن العلقمي يكن لهم كراهية شديدة، وبالفعل تم استدعاؤهم جميعاً، فكان الرجل منهم يخرج من بيته ومعه أولاده ونساؤه فيذهب إلى مكان خارج بغداد عينه التتار بجوار المقابر، فيذبح العالم كما تذبح الشياه، وتؤخذ نساؤه وأولاده إما للسبي أو للقتل.!!. لقد كان الأمر مأساة بكل المقاييس!!

ذُبح على هذه الصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي (العالم الإسلامي المعروف)، وذبح أولاده الثلاثة عبد الله وعبد الرحمن وعبد الكريم، وذُبح المجاهد مجاهد الدين أيبك وزميله سليمان شاه، واللذان قادا الدعوة إلى الجهاد في بغداد، وذُبح شيخ الشيوخ ومؤدب الخليفة ومربيه "صدر الدين علي بن النيار"، ثم ذُبح بعد هؤلاء خطباء المساجد والأئمة وحملة القرآن!!..

كل هذا والخليفة حي يشاهد، وأنا لا أتخيل كمّ الألم والندم والخزي والرعب الذي كان يشعر به الخليفة، ولا شك أن أداء الخليفة في إدارته للبلاد كان سيختلف جذرياً لو أنه تخيل - ولو للحظات - أن العاقبة ستكون بهذه الصورة، ولكن ليس من سنة الله عز وجل أن تعود الأيام، ثم إن الخليفة رأى أن هولاكو يتعامل تعاملاً ودياً مع ابن العلقمي الوزير الخائن، وأدرك بوضوح العلاقة بينهما، وانكشفت أمامه الحقائق بكاملها، وعلم النتائج المترتبة على توسيد الأمر لغير أهله، ولكن كل هذه الاكتشافات كانت متأخرة جداً..

تدمير بغداد!

وبعد أن ألقى أهل المدينة السلاح، وبعد أن قتلت هذه الصفوة، وبعد أن انساب جند هولاكو إلى شوارع بغداد ومحاورها المختلفة.. أصدر السفاح هولاكو أمره الشنيع "باستباحة بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية".. والأمر بالاستباحة يعني أن الجيش التتري يفعل فيها ما يشاء.. يقتل.. يأسر.. يسبي.. يرتكب الفواحش.. يسرق.. يدمر.. يحرق.. كل ما بدا لهؤلاء الهمج أن يفعلوه فليفعلوه!!..

وانطلقت وحوش التتار الهمجية تنهش في أجساد المسلمين..

واستبيحت مدينة بغداد العظيمة..

اللهم لا حول ولا قوة إلا بك..

كم من الجيوش خرجت لتجاهد في سبيل الله من هذه المدينة!!..

كم من العلماء جلسوا يفقهون الناس في دينهم في هذه المدينة!!..

كم من طلاب العلم شدوا الرحال إلى هذه المدينة!!..

أواه يا بغداد! .. لم يبق لك أحد!..

أين خالد بن الوليد؟

أين المثنى بن حارثة؟

أين القعقاع بن عمرو؟

أين النعمان بن مقرن؟

أين سعد بن أبي وقاص؟

أين الحمية في صدور الرجال؟!

أين النخوة في أبناء المسلمين؟!

أين العزة والكرامة؟!

أين الذين يطلبون الجنة؟

أين الذين يقاتلون في سبيل الله؟

بل أين الذين يدافعون عن أعراضهم ونسائهم وأولادهم وديارهم وأموالهم؟

أين؟!!!

لا أحد!!..

لقد فتحت بغداد أبوابها على مصاريعها..

لا مقاومة.. لا حراك..

لم يبق في بغداد رجال.. ولكن فقط أشباه رجال!!..

استبيحت المدينة العظيمة بغداد..

استبيحت مدينة الإمام أبي حنيفة، والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل..

استبيحت مدينة الرشيد.. الذي كان يحج عاماً ويجاهد عاماً..

استبيحت مدينة المعتصم.. فاتح عمورية ببلاد الروم..

استبيحت عاصمة الإسلام على مدار أكثر من خمسة قرون!!..

وفعل التتار في المدينة ما لا يتخيله عقل!!..

لقد بدأ التتار يتعقبون المسلمين في كل شارع أو ميدان.. في كل بيت أو حديقة.. في كل مسجد أو مكتبة.. واستحر القتل في المسلمين.. والمسلمون لا حول لهم ولا قوة، فكان المسلمون يهربون ويغلقون على أنفسهم الأبواب، فيحرق التتار الأبوب أو يقتلعونها، ويدخلون عليهم، فيهرب المسلمون إلى أسطح الديار، فيصعد وراءهم التتار، ثم يقتلونهم على الأسطح، حتى سالت الدماء بكثرة من ميازيب المدينة (والميازيب هي قنوات تجعل في سقف المنازل لينزل منها ماء المطر، ولا يتجمع فوق الأسطح)..

ولم يقتصر التتار على قتل الرجال الأقوياء فقط.. إنما كانوا يقتلون الكهول والشيوخ، وكانوا يقتلون النساء إلا من استحسنوه منهن؛ فإنهم كانوا يأخذونها سبياً.. بل وكانوا يقتلون الأطفال.. بل كانوا يقتلون الرضع!!..

وجد جندي من التتار أربعين طفلاً حديثي الولادة في شارع جانبي، وقد قُتلت أمهاتهم، فقتلهم جميعاً!!.

قلوب كالحجارة.. أو أشد قسوة!!..

وتزايد عدد القتلى في المدينة بشكل بشع..

ومر اليوم الأول والثاني والثالث والعاشر.. والقتل لا يتوقف.. والإبادة لا تنتهي..

ولا دفاع.. ولا مقاومة.. فقد دخل في روع الناس أن التتار لا يهزمون.. ولا يجرحون.. بل إنهم لا يموتون!!..

كل هذا والخليفة حي يشاهد.. وهذا هو العذاب بعينه..

هل تتخيلون الخليفة وهو يشاهد هذه الأحداث؟!

هل تتخيلون الخليفة ابن الخلفاء.. العظيم ابن العظماء.. وهو يقف مقيداً يشاهد كل هذه المآسي؟!

- قتل ولدان من أولاده..

- أسر ابنه الثالث..

- أسرت أخواته الثلاث..

- قتل معظم وزرائه..

- قتل كل علماء بلده وخطباء مساجده وحملة القرآن في مدينته..

- اكتشف خيانة أقرب المقربين إليه "مؤيد الدين العلقمي الشيعي.."

- دمر جيشه بكامله..

- نهبت أمواله وثرواته وكنوزه ومدخراته..

- استبيحت مدينته وقتل من شعبه مئات الآلاف أمام عينيه..

- أحرقت العاصمة العظيمة لدولته، ودمرت مبانيها الجميلة..

- انتشر التتار بوجوههم القبيحة الكافرة الكالحة في كل بقعة من بقاع بغداد.. فكانوا كالجراد الذي غطى الأرض الخضراء، فتركها قاعاً صفصفاً..

- وضعت الأغلال في عنقه وفي يده وفي قدمه.. وسيق كما يساق البعير..

لقد شاهد الخليفة كل ذلك بعينيه..

وتخيل مدى الحسرة والألم في قلبه..

لا شك أنه قال مراراً: "يا ليتني مت قبل هذا، وكنت نسياً منسياً"..

لا شك أنه نادم {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة: 28 - 29]...

ومر على ذهنه شريط حياته في لحظات..

ولا شك أنه أخذ يراجع نفسه ولسان حاله يقول: "رب ارجعون! لعلي أعمل صالحاً فيما تركت"..

يا ليتني جهزت الجيوش وأعددتها وقويتها!!..

يا ليتني حفزت الأمة على الجهاد في وقت أحيطت فيه بأعداء الدين من كل مكان..

يا ليتني رفعت قيمة الإسلام في عيون الناس وفي قلوبهم، حتى يصبح الإسلام عندهم أغلى من أموالهم وحياتهم..

يا ليتني تركت اللهو واللعب والحفلات والتفاهات..

ليتني ما عشت لجمع المال..

ليتني ما استكثرت من الجواري.. وليتني ما سمعت المعازف..

ليتني اخترت بطانة الخير..

ليتني عظمت من العلماء وتركت الأدعياء..

ليتني.. ليتني.. ليتني....

لكن القيود الثقيلة المسلسلة في عنقه ويديه وساقيه ردته إلى أرض الواقع.. ليعلم أن الزمان لا يعود أبداً إلى الوراء..

عن عبدالله بن عمر { أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال:" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ (نوع من الربا)، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ (العمل في رعي المواشي)، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ (أي رضيتم بالاشتغال بالزراعة، والمقصود عملتم في أعمال الدنيا أياً كانت في وقت الجهاد المتعين)، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ".

لقد عمل أهل بغداد في الزراعة والتجارة والكتابة والصناعة.. بل وفي العلم والتعلم.. وتركوا الجهاد في سبيل الله.. فكانت النتيجة هذا الذل الذي رأيناه..

وهذه دروس قيمة جداً إلى كل مسلم.. حاكم أو محكوم.. عالم أو متعلم.. كبير أو صغير.. رجل أو امرأة...

ـ لابد للحق من قوة تحميه..

ـ الحقوق لا تُستجدى ولكن تؤخذ.. ويُبذل في سبيلها الغالي والثمين..

ـ ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا..

ـ أعداء الأمة لا عهد لهم..

الخليفة المستعصم بالله والموت رفسًا!!..

وسيق الخليفة "المستعصم بالله" إلى خاتمته الشنيعة.. بعد أن رأى كل ذلك في عاصمته، وفي عقر دار خلافته، بل وفي عقر بيته..

أصدر السفاح هولاكو الأمر بالإجهاز على الخليفة المسكين.. ولكن أشار على هولاكو بعض أعوانه بشيء عجيب..! لقد قالوا: لو سالت دماء الخليفة المسلم على الأرض، فإن المسلمين سيطلبون ثأره بعد ذلك، ولو تقادم الزمان، ولذلك يجب قتل الخليفة بوسيلة لا تسيل فيها الدماء.. ولا داعي لاستعمال السيف..

وهذا بالطبع نوع من الدجل .. لأنه من المفترض أن يطلب المسلمون دم خليفتهم، بل ودماء المسلمين جميعاً الذين قتلهم هولاكو وجنوده بصرف النظر عن طريقة قتلهم..

لكن هولاكو استمع لهم.. وسبحان الله!!.. كأن الله عزه

وجل قد أراد ذلك، حتى يموت الخليفة بصورة مخزية ما حدثت مع خليفة قبله، وما سمعنا بها مع أي من ملوك أو أمراء الأرض.. مسلمين كانوا أو غير مسلمين..

لقد أمر هولاكو أن يقتل الخليفة "رفساً بالأقدام"!!!..

وبالفعل وضع الخليفة العباسي على الأرض، وبدأ التتار يرفسونه بأقدامهم..

وتخيل الرفس والركل بالأقدام إلى الموت!!..

أي ألم.. وأي إهانة.. وأي ذل!!..

لقد ظلوا يرفسونه إلى أن فارقت روحه الجسد..

وإنا لله.. وإنا إليه راجعون..

إن بغداد لم تسقط فقط!!

إنما سقط أخر خلفاء بني العباس في بغداد..

وسقط معه شعبه بكامله!..

وكان ذلك في اليوم العاشر من فتح بغداد لأبوابها.. في يوم 14 صفر سنة 656هـ..

ولم تنته المأساة بقتل الخليفة.. وإنما أمر هولاكو - لعنه الله - باستمرار عملية القتل في بغداد.. فهذه أضخم مدينة على وجه الأرض في ذلك الزمان.. ولابد أن يجعلها التتار عبرة لمن بعدها..

واستمر القتل في المدينة أربعين يوماً كاملة منذ سقوطها..

وتخيلوا كم قتل في بغداد من المسلمين؟!

لقد قتل هناك ألف ألف مسلم (مليون مسلم..!!) ما بين رجال ونساء وأطفال!!!..

ألف ألف مسلم قتلوا في أربعين يوماً فقط!!..

وتخيل أمة فقدت من أهلها مليوناً في غضون أربعين يوماً فقط..

كارثة رهيبة!..

نذكر ذلك لنعلم أن المصائب التي يلقاها المسلمون الآن -مهما اشتدت- فهي أهون من مصائب رهيبة سابقة.. وسنرى أن المسلمين سيقومون بفضل الله من هذه المصيبة.. لنعلم أننا -بإذن الله- على القيام من مصائبنا أقدر..





بقلم الدكتور: راغب السرجاني

الشامخ
29-12-2014, 11:05 AM
ما الهدف من موضوعك ؟

وهل انت من مؤيدي داعش والنصره والقاعدة ؟

عضوو
29-12-2014, 11:09 AM
قصة من التاريخ الأسلامي نستنبط منها الكثير من العبر من اهمها خطورة الغفله والتنعم الزائد والبعد عن الدين

بالنسبه لسؤالك الثاني نعم وبكل فخر

الشامخ
29-12-2014, 11:15 AM
البغدادي ماذا يمثل لك ؟

من هم المشايخ الذين تأخذ منهم العلم ؟

عضوو
29-12-2014, 11:22 AM
الاخ الكريم بارك الله فيك موضوعنا عن غزو التتار وسؤالك السابق تمت الاجابه عليه مع انه خارج الموضوع

لوتكرمت اذا اردت ان تناقش في مايخص أسئلتك الأخرى افتح موضوع خاص وانا مستعد لأجابة كل ماتريد من الأسئلة

shadad
29-12-2014, 11:38 AM
في ناس صادتهم حساسيه هههههه ويش دخل داعش والقاعده ومهدي الروافض الشيعه بالسرداب الله يهديكم بس. الرجال نقل موضوع فقط.

وازيد بالموضوع لتعم الفائده بعد اذن صاحب الموضوع طبعا .

ولا يخفى على من له أدنى وعي تاريخي بالشيعة دور الوزير ابن العلقمي الخياني في سقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، وما جره على المسلمين من القتل والخراب والذل والهوان بالاتصال بـهولاكو وإغرائه بغزو العراق وهيأ له من الأمور ما يمكنه من السيطرة والاستيلاء.

وقد سلك ابن العلقمي في التخطيط لذلك الأمر بأن أشار على الخليقة المستعصم بتسريح أكبر عدد ممكن لتخفيف الأعباء المالية على الميزانية العامة، فوافقه الخليفة على ذلك ولم يكن يعلم الخليفة بأن اقتراح الوزير ما هو إلا إضعاف جيش الخلافة في مواجهة الغزاة التتار، حتى أن الجنود تدهورت حالتهم الاجتماعية والمالية مما اضطرهم إلى الاستخدام في حمل القاذورات.

أقوال المؤرخين في خيانة ابن العلقمي:
لكي نلم ببعض جوانب تلك الخيانة العلقمية نورد بعض أقوال المؤرخين في بيان حقيقة ابن العلقمي وما قام به من المساهمة في سقوط الخلافة الإسلامية:

جلال الدين السيوطي:
إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد.

أبو شامة شهاب الدين بن عبد الرحمن بن إسماعيل:
إن التتار استولوا على بغداد بمكيدة دبرت مع وزير الخليفة.

قطب الدين اليونيني البعلبكي:
وكاتب الوزير ابن العلقمي التتر وأطمعهم في البلاد، وأرسل إليهم غلامه وسهل عليهم ملك العراق، وطلب منهم أن يكون نائبهم في البلاد، فوعدوه بذلك، وأخذوا في التجهيز لقصد العراق، وكاتبوا بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل في أن يسير إليهم ما يطلبونه من آلات الحرب، فسير إليهم ذلك، ولما تحقق قصدهم علم أنهم إن ملكوا العراق لا يبقون عليه، فكاتب الخليفة سراً في التحذير منهم، وأنه يعد لحربهم، فكان الوزير لا يوصل رسله إلى الخليفة ومن وصل إليه الخليفة، منهم بغير علم الوزير اطلع الخليفة وزيره على أمره..

ويتابع البعلبكي في وصف جيوش التتار الزاحفة على بغداد وبعد أن تمكنوا هزيمة الحامية الهزيلة في صد الغزو، فيقول:
فحينئذ أشار ابن العلقمي الوزير على الخليفة بمصانعة ملك التتر ومصالحته وسأله أن يخرج إليه في تقرير زواج ابنته من ابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى سلطان الروم في سلطنة الروم لا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، وينصرف بعساكره عنك فتجيبه إلى هذا فإنه فيه حقن دماء المسلمين، ويمكن بعد ذلك أن يفعل ما تريد فحسن له الخروج إليه فخرج في جمع من أكابر أصحابه، فأنزل في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا عقد النكاح فيما أظهره فخرجوا فقتلوا وكذلك صار يخرج طائفة بعد طائفة.

شمس الدين الذهبي:
وأما بغداد فضعف دست الخلافة وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر ، وانقطع ركب العراق، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي جهد في أن يزيل دولة بني العباس ويقيم علوياً وأخذ يكاتب التتار ويراسلونه والخليفة غافل لا يطلع على الأمور ولا له حرص على المصلين.

ابن شاكر الكتبي:
وأخذ يكاتب التتار إلى أن جرأ هولاكو وجره على أخذ بغداد.

عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي:
وكان شيعيا رافضياً في قلبه غل للإسلام وأهله، وحبب إلى الخليفة جمع المال والتقليل من العساكر فصار الجند يطلبون من يستخدمهم في حمل القاذورات ومنهم من يكاري على فرسه ليصلوا إلى ما يتقوتون به.

ثم يصف لنا السبكي مؤامرة ابن العلقمي في قتل الخليقة والعلماء والفقهاء واستباحة بغداد وإراقة الخمور في بيوت الله تعالى فيقول:
وقصد هولاكو بغداد من جهة البر الشرقي، ثم إنه ضرب سواراً على عسكرة وأحاط ببغداد فأشار الوزير على الخليفة بمصانعتهم وقال: أخرج أنا إليهم في تقرير الصلح، فخرج وتوثق لنفسه من التتار ورجع إلى المعتصم وقال: إن السلطان يا مولانا أمير المؤمنين قد رغب في أن يزوج بنته بابنك الأمير أبي بكر ويبقيك في منصب الخلافة كما أبقى صاحب الروم في سلطنته ولا يؤثر إلا أن تكون الطاعة له كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية، ونصرف عنك بجيوشه، فمولانا أمير المؤمنين يفعل هذا فإن فيه حقن دماء المسلمين وبعد ذلك يمكننا أن نفعل ما نريد والرأي أن تخرج إليه، فخرج أمير المؤمنين بنفسه في طوائف من الأعيان إلى باب الطاغية هولاكو ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فأنزل الخليفة في خيمة ثم دخل الوزير فاستدعى الفقهاء والأماثل ليحضروا العقد فخرجوا من بغداد فضربت أعناقهم وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة فتضرب أعناقهم، ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم، وأما الخليفة فقيل: إنه طلبه ليلاً وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل. فقيل لـهولاكو :
إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا ويكون سبب خراب ديارك، فإنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة الله في أرضه، فقام الشيطان المبين الحكم نصير الدين الطوسي وقال:
يقتل ولا يراق دمه وكان النصير من أشد الناس على المسلمين، فقيل:
إن الخليفة غم في بساط وقيل: رفسوه حتى مات.

ولما جاءوا ليقتلوه صاح صيحة عظيمة، وقتلوا أمراءه عن آخرهم، ثم مدوا الجسر وبذلوا السيف ببغداد واستمر القتل ببغداد بضعاً وثلاثين يوماً، ولم ينجو إلا من اختفى، وقيل: إن هولاكو أمر بعد ذلك بعدّ القتلى فكانوا ألف ألف وثمانمائة ألف والنصف من ذلك تسعمائة ألف غير من لم يعد ومن غرق، ثم نودي بعد ذلك بالأمان فخرج من كان مختبئاً، وقد مات الكثير منهم تحت الأرض بأنواع من البلايا والذين خرجوا ذاقوا أنواع الهوان والذل ثم حفرت الدور وأخذت الدفائن والأموال التي لا تعد ولا تحصى، وكانوا يدخلون الدار فيجدون الخبيئة فيها وصاحب الدار يحلف أن له السنين العديدة فيها ما علم أن بها خبيئة، ثم طلبت النصارى أن يقع الجهر بشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وأن يفعل معهم المسلمون ذلك في شهر رمضان، فألزم المسلمون بالفطر في رمضان وأكل الخنزير وشرب الخمر، ودخل هولاكو إلى دار الخليفة راكباً لعنه الله، واستمر على فرسه إلى أن جاء سدة الخليفة وهي التي تتضاءل عندها الأسود ويتناوله سعد السعود كالمستهزئ بها وانتهك الحرم من بيت وغيره، وأعطى دار الخليفة لشخص من النصارى،
وأريقت الخمور في المساجد والجوامع، ومنع المسلمون من الإعلان بالأذان، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،

هذه بغداد لم تكن دار كفر قط وجرى عليها هذا الذي لم يقع قط من منذ قامت الدنيا مثله، وقتل الخليفة وإن كان وقع في الدنيا أعظم منه إلا أنه أضيف له هوان الدين والبلاء الذي لم يختص بل عم سائر المسلمين.

حسن الديار بكري:
ابن العلقمي الرافضي كان قد كتب إلى هولاكو ملك التتار في الدست أنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها لك. وكان قد داخل قلب اللعين الكفر، فكتب هولاكو : إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقاً فيما قلته، وداخلاً في طاعتنا، فرّق عساكر بغداد، ونحن نحضر، فلما وصل كتابه إلى الوزير، ودخل إلى المستعصم وقال: إنك تعطي دستوراً لخمسة عشر ألف من عسكرك وتوفر معلومهم. فأجاب المستعصم لذلك، فخرج الوزير لوقته ومحا اسم من ذكر في الديوان ثم نفاهم من بغداد ومنعهم من الإقامة بها، ثم بعد شهر فعل مثل فعلته الأولى ومحا اسم عشرين ألفاً من الديوان، ثم كتب إلى هولاكو بما فعل وكان قصد الوزير بمجيء هولاكو أشياء منها:

أنه كان رافضياً خبيثاً وأراد أن ينقل الخلافة من بني العباس إلى العلويين فلم يتم له ذلك من عظم شوكة بني العباس وعساكرهم، ففكر أن هولاكو قد يقتل المستعصم وأتباعه ثم يعود لحال سبيله وقد زالت شوكة بني العباس وقد بقي هو على ما كان عليه من العظمة والعساكر وتدبير المملكة فيقوم عند ذلك بدعوة العلويين الرافضة من غير ممانع لضعف العساكر ولقوته ثم يضع السيف في أهل السنة فهذا كان قصده لعنه الله.

ولما بلغ هولاكو ما فعل الوزير ببغداد ركب وقصدها إلى أن نزل عليها وصار المستعصم يستدعي العساكر ويتجهز لحرب هولاكو ، وقد اجتمع أهل بغداد وتحالفوا على قتال هولاكو وخرجوا إلى ظاهر بغداد ومضى عليهم بعساكره فقاتلوا قتالاً شديداً، وصبر كل من الطائفتين صبراً عظيماً، وكثرت الجراحات والقتلى في الفريقين إلى أن نصر الله تعالى عساكر بغداد وانكسر هولاكو أقبح كسرة وساق المسلمون خلقهم وأسروا منهم جماعة وعادوا بالأسرة ورءوس القتلى إلى ظاهر بغداد ونزلوا بخيمهم مطمئنين بهروب العدو، فأرسل الوزير ابن العلقمي في تلك الليلة جماعة من أصحابه فقطعوا شط دجلة فخرج على عساكر بغداد وهم نائمون فغرقت مواشيهم وخيامهم وأموالهم وصار السعيد منهم من لقي فرساً يركبها، وكان الوزير قد أرسل إلى هولاكو يعرفه بما فعل ويأمره بالرجوع إلى بغداد فرجعت عساكره إلى بغداد وبذلوا فيها السيف.

حسن السوداني- معاصر:
لقد اتفق ابن العلقمي و الطوسي مع ملة الكفر ضد الخلافة الإسلامية بحجة الدفاع عن أنصار الإمام علي رضي الله عنه وشيعته.
ومعرف أن الطوسي يسمى أستاذ البشر والعقل الحادي عشر، وسلطان المحققين وأستاذ الحكماء والمتكلمين وأصله من طوس وهي من توابع مدينة قم، ويعتبر الطوسي فخر الحكماء ومؤيد الفضلاء ونصير الملة، ولا ندري هل كان هولاكو من هؤلاء الفضلاء الذين أيدهم الطوسي ؟ وهل كان المغول هي الملة التي نصرها الطوسي على المسلمين، فهتكت الأعراض، وخربت مركز الحضارة الإسلامية؟

لقد كان الطوسي و ابن العلقمي من حاشية هولاكو وهو يخرب ضريح الإمام موسى الكاظم فلم يبد منهما ما ينم عن اعتراض !!!

تجمع المصادر التي وصفت الساعات الأخيرة من حياة الخلافة العباسية الإسلامية على أن هولاكو قد استشار أحد المنجمين قبل أن يبدأ غزوته وكان المنجم الفلكي حسام الدين مسلماً غيوراً على المسلمين وحياتهم فقرأ له ما يلي:
إن كل من تجاسر على التصدي للخلافة والزحف بالجيش إلى بغداد لم يبق له العرش ولا الحياة، وإذا أبى الملك أن يستمع إلى نصحه وتمسك برأيه فسينتج عنه ست مهالك: تموت الخيل، ويمرض الجند، لن تطلع الشمس، ولم ينزل المطر، ثم يموت الخان الأعظم.

لكن مستشاري هولاكو قالوا بغزو بغداد وعدم الاستماع لرأي المنجم، فاستدعى هولاكو العلامة نصير الدين الطوسي الذي نفا ما قاله حسام الدين وطمأن هولاكو بأنه لا توجد موانع شرعية تحول دون إقدامه على الغزو، ولم يقف الطوسي عند هذا الحد بل أصدر فتوى يؤيد فيها وجهة نظره بالأدلة العقلية والنقلية وأعطى أمثلة على أن كثيراً من أصحاب الرسول قتلوا ولم تقع الكارثة، وغزا هولاكو بغداد بفتوى الطوسي وبمعلومات ابن العلقمي وهما وزيراه الفارسيان، ولم يستسلم المستعصم فقد أشار عليه البعض بأن ينزل بالسفينة إلى البصرة ويقيم في إحدى الجزر حتى تسنح الفرصة ويأتيه نصر الله، لكن وزيره ابن العلقمي خدعه بأن الأمور ستسير على ما يرام لو التقى بهولاكو .

فخرج المستعصم ومعه (1200) شخصية من قضاة ووجهاء وعلماء فقتلهم هولاكو مرة واحدة، ووضع المستعصم في صرة من القماش وداسته سنابك الخيل، وكان قتلى بغداد كما تقول المصادر المعتدلة:
800 ألف مسلم ومسلمة كانوا هم ضحايا ابن العلقمي و الطوسي ، والأخير كان قد أصدر فتوى بجواز قتل المستعصم حين تردد هولاكو عن قتله، فأفهمه الطوسي أن من هو خير منه قد قتل ولم تمطر الدنيا دماً، وقد استبيحت بغداد في اليوم العاشر من شباط عام (1258م) ولم يكن ذلك اليوم آخر نكبة حلت بالأمة على يد الوزراء الفرس ولابسي العمامة الفارسية المجوسية.
والشيعة في جميع أدوار التاريخ يتملقون للحكام المسلمين إذا كانت الدولة قوية، أما إذا ضعفت أو هوجمت من عدو انحازوا إلى صفوفه وانقلبوا عليها. كما حصل في أواخر الدولة الأموية، حيث كانت ثورة العباسيين عليهم بتسويل الشيعة وتحريضهم ودسائسهم، ثم كانوا في مثل هذا الموقف الإجرامي مع دولة بني العباس أيضاً عندما كانت مهددة باجتياح هولاكو والمغول الوثنيين لخلافة الإسلام وعاصمة عزه ومركز حضارته وعلومه، فبعد أن كان النصير الطوسي حكيم الشيعة ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المعتصم ، ما لبث أن انقلب عليه سنة (655هـ) محرضاً عليه ومتعجلاً نكبة الإسلام في بغداد، وجاء في طليعة موكب السفاح هولاكو ، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات أطفالاً وشيوخاً، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامي في دجلة حيث ذهب نفائس التراث الإسلامي، وقد اشترك معه في ارتكاب هذه الخيانة العظمى زميلان له أحدها :
وزير شيعي وهو محمد بن أحمد العلقمي ،
والآخر:
مؤلف معتزلي أكثر تشيعاً من الشيعة وهو عبد الحميد بن أبي الحديد ، اليد اليمنى لـابن العلقمي ، وقد عاش عدواً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شحن به شرحه الخبيث لكتاب (نهج البلاغة) من الأكاذيب التي شوهت تاريخ الإسلام، ولا يزال ينخدع بها من يجهلون حقائق ماضي الإسلام ودخائله.

فالمصادر التي مرت عليك أخي القارئ أجمعت على أن ابن العلقمي كان الساعد الأيمن لـهولاكو في غزو بغداد واستباحة الأموال والأنفس، وقد ساعد هولاكو في قتل الخليفة عندما أحجم عن قتله نصير الدين الطوسي بإصدار فتوى بجواز ذلك.

ومع ذلك يقول حاخام إيران الأكبر الخميني :
ويشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام. !!! ( من جماعته طبعا )

ونحن نسأل نائب الخرافة المنتظر ما هي الخدمات التي قدمها للإسلام والمسلمين غير القتل والإرهاب؟ وأما إذا كان يقصد خدماته التي قدمها للطاغية التتري هولاكو وأنه يمثل الإسلام، فهذا يكون له وجه آخر عند من يكون همهم معاونة الكفار على أهل السنة.

ولا يزال الشيعة إلى هذه العصور المتأخرة تتلذذ بالشماتة وتتمتع بالعداوة للإسلام بما حل به في نكبة هولاكو .
وكتاب (روضات الجنات) للخونساري مليء بمدح السفاحين والخونة، والشماتة بما وقع يومئذ للإسلام، والتشفي من ضحايا تلك النكبة من خاصة وعامة والسرور بما جرى من الذبح العام للمسلمين.

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

QATAR 77
29-12-2014, 11:42 AM
هذه نهاية الاستعانة بالرافضة و الاجانب

عضوو
29-12-2014, 11:54 AM
الأخ شداد أضافتك رائعه خاصة الأقوال في ابن العلقمي

وقصة التتار تكاد تكون معروفه للجميع ولكن الدكتور راغب تناولها بطريقه

توصف حال الناس في ذلك الزمان وكيف كانوا يعيشون في اكبر واحدث مدينه

في العالم وكيف انقلب حالهم دون ان يشعروا

ولو نظرنا في حالنا في الخليج فهو ليس فهو مقارب

فقد اجتمع فينا الترف والضعف وكثرة الاعداء من حولنا

لذلك يجب نعمل على اسباب قوتنا وذلك بطرق كثيره اولها الرجوع لله

عضوو
29-12-2014, 11:55 AM
هذه نهاية الاستعانة بالرافضة و الاجانب

فعلا لاتقوم أمة الا على اكتاف ابنائها والعالم لايحترم الا القوي

الدوحه1
29-12-2014, 11:56 AM
"العرب لايقرأون واذا قرأوا لايفهمون واذا فهموا فسرعان ماينسون ولايتذكرون"!!!

عضوو
29-12-2014, 12:02 PM
"العرب لايقرأون واذا قرأوا لايفهمون واذا فهموا فسرعان ماينسون ولايتذكرون"!!!





لن تستطيع أحصاء عيوب العرب من كثرتها في حال بعدهم عن الدين ولكنهم حين تمسكهم بالدين يهدون الحبال هداً