المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهي عن شهادة الزور من الكتاب والسنة



امـ حمد
30-12-2014, 04:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهي عن شهادة الزور من الكتاب والسنة
نظرا لما لشهادة الزور من أضرار ومخاطر على الأفراد والمجتمعات فقد ورد ذمها فيكتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يقول الله تعالى(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) الحج،ويقول(وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً)المجادلة،
عن أبي بكرة قال،كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر،الإشراك بالله،وعقوق الوالدين،وجلس وكان متكئاً فقال،ألا وقول الزور،أو شهادة الزور،قال فما زال يكررها حتى قلنا،ليته سكت)رواه البخاري،
قال ابن حجر في قوله،وجلس وكان متكئاً،يفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه،
وسبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور،أسهل وقوعاً على الناس،فالحوامل عليه كثيرة، كالعداوة والحسد وغيرها،
من أسباب شهادة الزور،شهادة الزور هي أن يشهد الإنسان بغير الحق،فشهادة الزور سبب لزرع الأحقاد والضغائن في القلوب،لأن فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم وطمس معالم العدل والإنصاف، ومن شأنها أن تعين الظالم على ظلمه وتعطي الحق لغير مستحقه، وتقوض أركان الأمن، وتعصف بالمجتمع وتدمره،
الشهادة،معيار لتميز الحق من الباطل وحاجز يفصل الدعاوى الصادقة من الكاذبة،
يقول،جل وعلا(وأقيموا الشهادة )
والقائمون بشهاداتهم في عداد أهل البر والإحسان ومن زمرة أهل الفضل والإيمان ،يقول،جل وعلا،في وصف المكرمين(والذين هم بشهاداتهم قائمون)
ومن حقوق الإيمان،وواجباته،الشهادة في الحق ولو على النفس،أو أقرب قريب(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)
وإقامة الشهادة،تشمل على إنشاء العقود وأداءها أمام القضاء والقضاة،
قال أهل العلم،ومن دُعي إلى الشهادة،على عقد أو تصرف من حقوق العباد ولم يوجد غيره يقوم مقامه،وجب عليه تحمل الشهادة يقول،جل وعلا(ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) وهذا في حقوق العباد،
ولئن كان الأمر هكذا،فإن الكتمان أمر مذموم شرعاً ومبغوض يقول،جل وعلا(ولا تكتموا الشهادة،ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)قال بعض أهل العلم،ما توعد الله على شيء كتوعده على كتمان الشهادة حيث قال(فإنه آثم قلبه)
فكتمان الشهادة،جرم عظيم وإثم كبير،يقول،جل وعلا،عن شهود الوصية(ولا نكتم شهادة الله إنا إذًا لمن الآثمين)
وإذا تمهدت لنا تلك الحقائق،فإن على المسلمإظهار الحقوق،مبنية على علم وبيان وأن تنشأ عن ثـقة واطمئنان،قال تعالى(إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)
قال أهل العلم،والأصل أن تكون الشهادة عن مشاهدة أعيان،فما من شأنه أن يعاينه الشاهد كالقتل والسرقة والغصب والرضاع والزنى ونحو ذلك فلا يصح أن يشهد به إلا بالمعاينة والمشاهدة البصرية له،
وما من شأنه أن يسمع فلا يصح للشاهد أن يشهد به إلا بالسماع والمعاينة لقائله كعقود النكاح،والبيوع والإيجارات والطلاق،
فإن شهادة الإنسان على ما لا يعلمه،جريمة عظمى وطامة كبرى، قال الحافظ ابن حجر،رحمه الله،وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب ،والباطل وقد يضاف إلى الشهادة ،
والزور هو الكذب ،الذي قد سُوِّي وحُسن في الظاهر ليُحسب أنه صدق،
إن شهادة الزور من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب،
يقول،جل وعلا(واجتنبوا قول الزور)
روى الترمذي وغيره أن النبي ،صلى الله عليه وسلم،قام خطيباً فقال،أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله ثم قرأ،صلى الله عليه وسلم(فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور)
شهادة الزور،واضحة الأضرار،فهي تحول الشهادة ،فتكون سندًا للباطل بدل الحق وعونًا للجور مكان العدل،
كيف لا،وهي سبب طريقٌ لفساد الأحكام وسبيل لتقويض الأمن والأمان،
يقول،عز وجل،في شأن تسليم الأموال والودائع(فإذا دفعتم إليهم أموالهم ،فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيباً)
شاهد الزور يستحق الطرد والمقت والتشهير وتعريف الناس به حتى يحذروه، كتب عمر بن الخطاب إلى عماله في شاهد الزور أن يضرب أربعين سوطاً، وأن يسوَّد وجهه، ويحلق رأسه، ويطاف به، ويطاول حبسه،وكان الخلفاء رضوان الله عليهم إذا جيء لهم بشاهد زور أوقفوه وعرفوا الناس به وحبسوه،
قال جل و علا (فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبًا)
ولا يجوز للإنسان أن يتحمل شهادة على جور أو أمر محرم قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) أي كونوا قوامين بالحق لله عز وجل، لا لأجل الرياء والسمعة أو سواها من حظوظ النفس وكونوا (شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ) أي بالعدل لا بالجور،ويجب على الإنسان أن يشهد بالحق ولو على نفسه،
ولا تأخذه في ذلك لومة لائم ولا يصرفه عن ذلك طمع أو خوف أو محاباة أو عداوة،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) أي اشهد بالحق ولو عاد ضرر ذلك عليك،فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجاً ومخرجاً من كل أمر يضيق عليه،
وإن كانت الشهادة على والديك وقرابتك فلا تراعهم فيها،فإن الحق حاكم على كل أحد، ولا تراع غنياً لغناه، ولا فقيراً لفقره في أمر الشهادة،
فالله أولى بهما منك،وأعلم بما فيه صلاحهما،
فالله أرحم بعباده منكم فقد تظنون أن في الشهادة عليهم مضرة، وفي الحقيقة أن الشهادة عليهم فيها رحمة بهم ومصلحة لهم وهي النصرة الحقيقية النافعة لهم في تخليصهم من المظالم وتطهيرهم من المآثم،
فإن الشاهد يتحمل تبعة الحكم ويشترك في إثم الظلم فاتقوا الله فيمن تشهدون عليه،وفيمن تشهدون له،وتثبتوا فيما تنطقون به، والتزموا أوامره ومناهجه تُفلحوا وتسعدوا وتنالوا رضى ربكم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لّدنك رحمة إنك أنت الوهاب،
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله،وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

الحسيمqtr
30-12-2014, 08:37 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-12-2014, 11:36 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس