المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أروع الحبّ في الله



امـ حمد
01-01-2015, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أروع المحبة في الله
إن التحابب في الله تعالى والأخوة في دينه من أعظم القربات،
قال تعالى(وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألّف بينهم)الأنفال،
قال ابن مسعود رضي الله عنه ،نزلت في المتحابين في الله (رواه النسائي،والحاكم وقال صحيح،
للمحبة في الله ثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا والآخرة منها،
محبة الله تعالى،عن معاذ رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(قال الله تبارك وتعالى،وجبت محبتي للمتحابين فيّ،والمتجالسين فيّ و المتزاورين فيّ،والمتباذلين فيّ)رواه مالك وغيره،
أحبهما إلى الله أشدّهما حباً لصاحبه،عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال(ما من رجلين تحابا في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه )رواه الطبراني،
الكرامة من الله،عن أبي أمامة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل)أخرجه أحمد،وإكرام الله للمرء يشمل
إكرامه له بالإيمان،والعلم النافع،والعمل الصالح،وسائر صنوف النِّعم
الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة،أين المتحابون بجلالي،اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي)رواه مسلم،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،فقوله،أين المتحابون بجلال الله،تنبيه على ما في قلوبهم من إجلال الله وتعظيمه مع التحاب فيه،وبذلك يكونون حافظين لحدوده،دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم)
وجد حلاوة وطعم الإيمان،قال عليه الصلاة و السلام(من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله)رواه الحاكم،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان،فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله)رواه أحمد والحاكم،
فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحب،بل لا بد أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما،
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أحبّ لله،وأبغض لله،وأعطى لله،ومنع لله،فقد استكمل الإيمان)رواه أبو داود،
دخول الجنة،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا،أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم )رواه مسلم،
ويجعل الله وجوههم نوراً يوم القيامة،ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس،ويغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ،ومجلسهم منه،وهم أولياء الله عز وجل،في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه،أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم(متى الساعة،قال،ما أعددت لها،قال،ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ،ولكني أحبّ الله ورسوله، قال،أنت مع من أحببت)قوله صلى الله عليه وسلم(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)رواه أبو داود وغيره،
قال الأوزاعي،الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب،إذا لم تكن مثله شانته،
وقال بعض العلماء،لا تصحب إلا أحد رجلين،رجل تتعلّم منه شيئاً في أمر دينك فينفعك،أو رجل تعلمه شيئاً في أمر دينه فيقبل منك،والثالث فاهرب منه،
وقال بعض الأدباء،لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرّك،ويستر عيبك، فيكون معك في النوائب،وينشر حسنتك،ويطوي سيّئتك،فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك،
وقد ذكر العلماء فيمن تُؤثر صحبته ومحبته،
أن يكون عاقلاً،حسن الخلق،غير فاسق،ولا مبتدع،ولا حريص على الدنيا،
أما العقل،فهو رأس المال وهو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق،
أما حسن الخلق،قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله،الواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان،و خير الإخوان من إذا عظمته صانك،ولا يعيب أخاه على الزّلّة،فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح،و ينتكب محاسدة الإخوان،لأن الحسد للصديق من سقم المودة ،كما أن الجود بالمودة أعظم البذل ،
أما الفاسق،فلا فائدة في صحبته،قال تعالى(فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا)النجم،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي)رواه الترمذي و أبو داود،
قال أبو حاتم رحمه الله في،العاقل لا يصاحب الأشرار،لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار،لا يستقيم ودّه،ولا يفي بعهده،وإن من سعادة المرء خصالاً أربعاً،أن تكون زوجته موافقة،وولده أبرار،و إخوانه صالحين،ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم،
أما المبتدع،ففي صحبته خطر،فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة،
أما الحريص على الدنيا،فصحبته سمّ قاتل،لأنّ الطّباع مجبولة على التشبّه والاقتداء،بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه،فمجالسة الزاهد تزهدّ في الدّنيا،فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا،ويستحب صحبة الراغبين في الأخرة،
من علامات الحب في الله،وقد وصف الله تعالى المتحابين في قوله(ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)الحشر،ومن علاماته أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه)رواه الشيخان،
وقال صلى الله عليه وسلم(انظروا إلى من أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)رواه مسلم،والبخاري)
سئل أحد الصالحين كم تحب أخاك قال،أحبه حباً يجعلني ألتمس أعذاره،وأتفقد غيابه،
وقال الشيخ الحويني،لا تدع الناس يعرفون عنك سوى سعادتك،
ولا يرون منك إلا ابتسامتك فإن ضاقت عليك،ففي القرآن جنتك،وإن المتّك وحدتك فإلى السماء دعوتك،وإن سألوك عن أخبارك،فأحمد الله وأبتسـم،
إذا أردت أن،ترى الدنيا،بعد موتك،فانظر إليها،بعد موت غيرك،فإذا تأملت كيف ينسى الأحباب أحبابهم الموتى فحينها ستكون على يقين بأن أحب أحبابك
سينساك بعد موتك أو ستشغله الدنيا عنك فاجعل حياتك،كلها لله،فهو الوحيد الذي لا ينسى واحسن علاقتك،مع الله،فهو الوحيد الذي لا يفنى،وقد تميز نبينا بمكارم الأخلاق،فقال له ربه(وإنك لعلى خلق عظيم)
لم يمتدح ربنا لباسه ولكنه امتدح خُلُقه،وهنا مناط الأُسوة وجوهر السُنة أن نقلد النبي في أمانته وفي صدقه وفي كرمه وفي شجاعته وفي حلمه وفي ثباته على الحق وفي حبه للعدل وكراهيته للظلم،
وإذا جاء ذكر الثياب في القرآن فيقول ربنا(وثيابك فطهِّر)فالنظافة كانت نقطة لفت النظر،
قال ابن القيم،رحمه الله،إذا عطش قلبك فلا تسقه إلا بالقرآن .
وإذا استوحش فلا تؤنسه إلا بذكر الرحمن،فمن آوى إلى الله أواه،
ومن فوض أمره إلى الله كفاه،ومن باع نفسه إلى الله اشتراه،فطوبى لمن أواه ربه وكفاه،واشتراه فرضى عنه وأرضاه،
يقول الشنقيطي،ما خذل القُرءان صاحبه أبداً،حتى يوم القيامة لايزال القرءان يسعدك ثم يسعدك ويرفعك ثم يرفعك حتى تقف بين يدي الله ويشفع لك،
قول إبن القيم رحمه الله،اذا كنت تدعُو وضاق عليك الوقت وتزاحمت في قلبك حوائجُك,فاجعل كل دُعائك أن يعفُو الله عنك فإن عفَا عنك،أتتك حوائجك من دون مسألة(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى،يؤدب الله عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى زلة أو هفوة، فلا يزال مستيقظاً حذراً
وأما من سقط من عينه وهان عليه فإنه يخلي بينه وبين معاصيه،وكلما أحدث ذنباً أحدث له نعمة،والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه،ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد، والعقوبة التي لا عاقبة معها،زاد المعاد،

اللهم كما جعلت المودة تنير القلوب وجعلت التوبة طريقاً لمحو الذنوب وجعلت القرآن نهجاً ينير الدروب أسألك لأحبتي إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً،وانزع الحسد والحقد والكرة والخبث والغيرة والضغينة والكبر والرياء وسوء الظن من قلبي وقلوب كل أحبتي،
فما أروع الحبّ في الله،رباط يضمّ المسلمين جميعاً،ليصل بهم إلى الجنة معاً،
اللهم اجمعنا بمن نحب في فردوسك.

الحسيمqtr
01-01-2015, 02:42 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
01-01-2015, 03:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس