المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جعل الله الرحمة في مائة جزء



امـ حمد
07-01-2015, 08:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال،سمعت رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول(إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة،وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة)أخرجه البخاري،
إن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء،عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(جعل الله الرحمة في مائة جزء،فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً،وأنزل في الأرض جزءاً واحداً،فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)أخرجه البخاري،ومسلم،
ومعنى(حافرها) الحافر للفرس كالظلف للشاة،
ورواه مسلم بلفظ(إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون،وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها،وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)أخرجه أحمد،ومسلم، وابن ماجة،
قوله(حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)
في رواية عطاء،فبها يتعاطفون،وبها يتراحمون،وبها تعطف الوحش على ولدها،ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها،
وفي حديث سلمان،فيها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض،
شرح الحديث،في هذا الحديث يبين النبي،صلى الله عليه وسلم،سعة رحمة الله تعالى لأهل الجنة في الآخرة، فإذا كانت الرحمة التي نراها في الأرض والتي شملت كل الخلائق تساوى واحداً في المائة من رحمة الله تعالى،
فكيف برحمته تعالى في الجنة التي تساوي تسعاً وتسعين،إنها رحمة شاملة كبيرة ينعم فيها الإنسان ولا ييأس، إنه الفوز الكبير،وهو العطاء الممدود الأبدي غير المقطوع،ورفع لهمم المؤمنين الذين يرجون رحمة الله في الآخرة،
قال ابن حجر رحمه الله،في حديث سلمان عند مسلم(الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا،
هي التي يتغافرون بها يوم القيامة)فيرحمهم الله بها يوم القيامة،قال تعالى(وكان بالمؤمنين رحيما)أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا من غيرها،إذا كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين،
وإليه الإشارة بقوله تعالى(فسأكتبها للذين يتقون)
قال ابن أبي جمرة،ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسع وستين جزءاً،
فإذا قوبل كل جزء برحمة زادت الرحمات،في الآخرة أكثر من النقمة فيها،وقوله تعالى(غلبت رحمتي غضبي)والجنة هي محل الرحمة،
وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى، فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة،وأعلاهم منزلة من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة،
وإدخال السرور على المؤمنين،لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها مما يكون موعوداً،من رحمات الله تعالى المدخرة،ولن تزال الرحمة بالناس حتى أن إبليس ليهتز صدره يوم القيامة مما يرى من رحمة الله وشفاعة الشافعين،
وعن عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،قال،قدم على رسول الله سبي فإذا امرأة من السبي تسعى قد تحلب ثديها إذ وجدت صبياً في السبي فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته،فقال(أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار)قلنا،لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه،قال(فالله تعالى أرحم بعباده من هذه بولدها)أخرجه الشيخان(البخاري،ومسلم)
وعن عبد الله بن عمر قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(الراحمون يرحمهم الرحمن،أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)رواه أبو داود والترمذي،
عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال(أبصر الأقرع بن حابس النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن فقال،إن لي من الولد عشرة ما قبلت أحدا منهم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنه من لا يرحم لا يرحم)رواه البخاري ومسلم،
وفي رواية(أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك)
ورحمة الله عز وجل،وسعت كل شيء فيا لحرمان المحرومين،ويا لشقاء المطرودين،يوم لا يسعهم واسع الرحمة،يقول رب العزة سبحانه( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ )
وفي دعاء الملائكة( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ )
فيا لحرمان المطرودين الملعونين الذين رضوا بالذل والهوان ، ورضوا بأن يُطردوا ويُبعدوا عن رحمة أرحم الراحمين،
ويا لبعد القلوب القاسية،تلك القلوب التي ما يفوق الصخر قساوة
ومن العيون ما يفوق الأرض الجدباء جفافاًفلا قلوبهم ترحمهم،ولا أعينهم تدمع،
وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم،من قلب لا يخشع،فما تُنزع الرحمة إلا من قلب شقي،
قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا،أتقبلون صبيانكم،فقالوا،نعم،فقالوا،لكنا والله ما نُقبّل،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وَأَمْلِك إن كان الله نزع منكم الرحمة)رواه البخاري ومسلم،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة منكم إلا رحيم،قالوا،يا رسول الله كلنا رحيم،قال،ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته حتى يرحم الناس)
شرح صحيح البخارى،
ولا تجتمع الرحمة والشقاوة،قال عليه الصلاة والسلام(لا تُنـزع الرحمة إلا من شقي)رواه الإمام أحمد والترمذي،
وأيضا شفاعة الملائكة والأنبياء ناتجة عن الرحمة التى وضعها الله فى قلوبهم كما جاء الحديث الذي رواه أحمد وغيره(ثم يقول الله،شفعت الملائكة وشفع الأنبياء،وشفع المؤمنون،وبقي أرحم الراحمين)
ويشهد ما جاء فى التفسير،عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال،
وشفاعة الغلمان الصغار لأبائهم،وأيضا شفاعات النبى صلى الله عليه وسلم ،وشفاعة الشهداء ناتجة عن الرحمة التى أوجدها الله فى قلوب عباده،
وقوله تعالى فى الحديث القدسى الذى أخرجه مسلم من حديث أبى ذر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم،قال قال الله عز وجل(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر)
وعن الحسن رضي الله عنه،يقول الله تعالى يوم القيامة،جوزوا الصراط بعفوي وادخلوا الجنة برحمتي،واقتسموها بأعمالكم،وقال،ينادى مناد من تحت العرش،يا أمة محمد أمّا ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وبقيت التبعات فتواهبوها فيما بينكم وادخلوا الجنة برحمتي)فهذا بيان عظيم رحمة الله تعالى بالمؤمنين يوم القيامة،
فينبغي على المسلم أن يتلمس مواضع رحمة الله تعالى وألا يكون من الغافلين، حتى تناله رحمة ربه في الدار الآخرة وينجو من عذاب النار،
نسأل الله عز وجل أن يقينا السيئات يوم القيامة، وأن يدخلنا في رحمته وهو أرحم الراحمين،

الحسيمqtr
07-01-2015, 08:57 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
08-01-2015, 03:21 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس