المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مع حب لذة المعصية توبة



امـ حمد
11-01-2015, 04:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مع حب لذة المعصية توبة
من أكبر نعم الله علينا أن فتح لنا باب التوبة ونبهنا إليه فلم يغلق في وجه العصاة باب إلا وفتحته التوبة ومهما بلغت الذنوب وعظمت المعاصي فإن الله يغفرها،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال الله عز وجل(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي،يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة)رواه الترمذي،
ومع كل ذلك الا ان هناك تقف عقبات فى طريق التوبة تحول دون تحقيقها،
العائق الأول،تعلق القلب بالذنب،قد يتعلق القلب بإمرأة،بسيجارة،بمال،بحب النفس، يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي،والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه،
ولنعالج تعلق القلب بالذنب في نقاط،
نسيان الذنب،ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجباً أو كبراً فإذا تذكر ذنبه ذل لله،
نعم ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقاً إليه،
يقول بعض السلف،إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى،
اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل،
هجر أماكن المعصية،أن تهجر مكان المعصية تماماً ولا تعد إليه،
فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه،إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي،لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان،لا تعد إليه مرة أخرى،ولا تمر به،وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني،
فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى،لا يستطيع منه فكاكاً،وابك،على معاصيك،
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم(لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم،لا يصيبكم ما أصابهم)أخرجه البخاري،
فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه،لا بد من هجر أماكن المعصية،
وتغيير الرفقة،وذلك بالالتصاق بالصالحين،ومن تذكرك رؤيتهم بالله تعالى،وتعينك صحبتهم على طاعة الله،
استشعار لذة الطاعة،استشعار لذة العبادة،لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية،
إن للمعصية للغافل لذة ولسقيم القلب متعة،ولكن إذا استشعر لذة العبادة،إذا سجد فتمتّع واستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله،وعلم لطف الله تعالى بعباده،علم كرمه وجوده،فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد،
وكلما خطر له خاطر المعصية هرع الى الصلاة،وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن،ولذة الصلاة ومخاطبة الله له،حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية وتستقذرها،
الانشغال الدائم،إن الفراغ مفسدة للمرء،اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل،ابدأ بحفظ القرآن،تعلم الفقه،والعقيدة،اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم،انظر في سير السلف الأوائل،تحرّك لنصرة دين الله،ساعد الفقراء،إرع المساكين،انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب،
صدق الندم واستقباح الذنب،أن تصدق في الندم على ما فات،فيعافيك الله مما هو آت،أصدق الله يصدقك،واستقباح الذنب،بأن تعتقد قذارة المعصية،فلا تعود اليها، ويعينك الله على الثبات،
قصر الأمل ودوام ذكر الموت،إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت،فيلقى الله على معصيته،فيلقيه الله في النار ولا يبالي،
تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها،لإنّ الحسنات يذهبن السيئات،قال صلى الله عليه وسلم(وأتبع الحسنة السيئة تمحها)أخرجه الترمذي،والامام أحمد في سننه،
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴾النور،
سارعوا بالتوبة إلى الله قبل فوات الآوان،عُد إلى الله وتب إلى الله،فكر وحاسب نفسك،ماذا ضيعت،وماذا قصرت،وماذا فرطت،
فكِّر في لحظة تخرج فيها من هذه الدنيا بلا جاه ولا مَنصب ولاسلطان،ستدخل فيها إلى قبرٍ ضيق يتركك فيه أهلكُ وخلانك وأحبابك،ويتركوك مع عملك بين يدي أرحم الراحمين،عندما يناديك رب العالمين،على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جلا وعلا بدون ترجمان،
فكِّرْ في لحظة ترى فيها جهنم والعياذ بالله،قد أُوتي بها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها،

(اللهم اكفني بحلالك عن حرامك،واغنِني بِفَضلِكَ عَن من سواك)الراوي،شقيق بن سلمة المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الترمذي،
اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا وابعد عنا شرور انفسنا وفتن الدنيا والاخرة
ربنا ارزقنا توبة نصوحة قبل الممات،واغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا واعفوا عنا
اللهم أذقنا برد عفوك،ولذة عبادتك،وحلاوة الايمان بك،
اللهم آميــــــــــن.

الحسيمqtr
11-01-2015, 11:44 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
11-01-2015, 02:15 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس