المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنحترس في الشتاء



بـارود
12-01-2015, 07:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سكب الماء الساخن في الحمامات أو غيرها قد يُصيب الجن بأذى ، وهذا مشهور ومعروف ، فيُتجنب ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَتَارَةً يَكُونُ الْإِنْسِيُّ آذَاهُمْْ إذَا بَالَ عَلَيْهِمْ أَوْ صَبَّ عَلَيْهِمْ مَاءً حَارًّا ، أَوْ يَكُونُ قَتَلَ بَعْضَهُمْ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَذَى، وَهَذَا أَشَدُّ الصَّرْعِ ، وَكَثِيرًا مَا يَقْتُلُونَ الْمَصْرُوعَ ،

فليحترز المسلم من صب الماء الحار في الحمامات أو غيرها ؛ لئلا يصيب الجن وهو لا يعلم ، فيصيبونه بأذى ، ومثل هذا يعرف بالتجربة ، ولا نعلم فيه شيئاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .

وإن احتاج المسلم إلى صب الماء الحار: فليقل : بسم الله عند صبه للماء أو قبل دخوله للحمام.

امـ حمد
12-01-2015, 08:09 PM
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس على التنبيه

بـارود
13-01-2015, 09:47 PM
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس على التنبيه

وفيكم بارك الرحمن
ورفع قدركم
وأعلى مقامكم

غريب الدّار
14-01-2015, 08:43 AM
بس اخوي هل في حديث عن الرسول بخصوص هالموضوع؟

بـارود
14-01-2015, 09:14 PM
بس اخوي هل في حديث عن الرسول بخصوص هالموضوع؟

لا علم لي
أحسن الله إليك

بو عمر
18-01-2015, 08:41 AM
جزاك الله خيراً أخي بارود على تلك النصيحة. و الله إنا أحياناً نتغافل عن مثل هذا الأمر مع أنه متواتر و كما تفضلت ثابت في فتاوى الراسخين من أهل العلم السابقين.

بوركت أخي على التذكرة.

بـارود
18-01-2015, 07:34 PM
جزاك الله خيراً أخي بارود على تلك النصيحة. و الله إنا أحياناً نتغافل عن مثل هذا الأمر مع أنه متواتر و كما تفضلت ثابت في فتاوى الراسخين من أهل العلم السابقين.

بوركت أخي على التذكرة.

وفيك بارك المولى أيها الحبيب
هل لك أن تضع بين أيدينا فتوى بشأن هذا الأمر
وجزاك ربي خير الجزاء

كازانوفا
19-01-2015, 08:15 AM
بوركت اخي الكريم

مهرة
19-01-2015, 11:14 AM
..

جزاكم الله خير

وايضاً وقت صلاة المغرب تهرب الشياطين لأماكن الخلاء فيجب منع الصغار من الخروج ذلك الوقت والتحصن بأذكار المساء

بـارود
20-01-2015, 08:30 PM
..

جزاكم الله خير

وايضاً وقت صلاة المغرب تهرب الشياطين لأماكن الخلاء فيجب منع الصغار من الخروج ذلك الوقت والتحصن بأذكار المساء

وجزاكم بمثله أختي الكريمة
وللإستزادة حول ما طرحتم وتفضلتم

،،،

حديث إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ حديث صحيح
هل هناك دليل على أن وقت المغرب هو وقت انتشار الشياطين ، وأنه يجب إدخال الأطفال إلى المنزل في هذا الوقت ؟
الحمد لله

نعم ، ورد في هذا الأدب جملة من الأحاديث الصحيحة . فمن ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )

رواه البخاري (3280) ومسلم (2012) ، وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب .

وروى مسلم (2013) عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ – أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها - وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ـ في الحديث الأول ـ :

" ( جُِنح الليل ) هو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ، يقال : جنح الليل : أقبل .

قوله : ( فخلوهم ) قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة ، لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا ، والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت .

والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد " انتهى.

" فتح الباري " (6/341)

وقال الإمام النووي رحمه الله :

" هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والأدب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ، ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب ، وهذا كما جاء في الحديث الصحيح أن العبد إذا سمى عند دخول بيته قال الشيطان : ( لا مبيت ) أي : لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء ، وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان ، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .

وفى هذا الحديث الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع ، ويلحق بها ما في معناها ، قال أصحابنا : يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال ، وكذلك يحمد الله تعالى في أول كل أمر ذي بال ، للحديث الحسن المشهور فيه .

قوله ( جنح الليل ) هو بضم الجيم وكسرها ، لغتان مشهورتان ، وهو ظلامه ، ويقال : أجنح الليل : أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فكفوا صبيانكم ) أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الشيطان ينتشر ) أي : جنس الشيطان ، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ . والله أعلم " انتهى.

" شرح مسلم " (13/185)

وسئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي :

" في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ) ثم جاء فيه : ( وأطفئوا مصابيحكم ) فهل هذا الأمر للوجوب ؟ وإن كان للاستحباب فما هي القرينة الصارفة له عن الوجوب ؟

فأجابت :

" هذه الأوامر الواردة في الحديث محمولة على الندب والإرشاد عند أكثر العلماء ، كما نص عليه جماعة من أهل العلم ، منهم : ابن مفلح في " الفروع " (1/132) ، والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (11/87) والله أعلم " انتهى.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (26/317)

والله أعلم .

بـارود
20-01-2015, 08:31 PM
بوركت اخي الكريم

وفيكم بارك الله أختي الفاضلة ؛

سري للغاية
20-01-2015, 09:34 PM
جزاك الله خير اخوي الغالي " بارود "
على التذكير والنصح
لا حرمنا منك ولا من مواضيعك المميزة

بو عمر
21-01-2015, 07:46 AM
وفيك بارك المولى أيها الحبيب
هل لك أن تضع بين أيدينا فتوى بشأن هذا الأمر
وجزاك ربي خير الجزاء

معذرة أخي بارود على تأخري في الرد. لم أر تعقيبك على ردي حتى قبل قليل فقط.

أبشر، سأبحث في أرشيف فتاوى إسلام ويب و أرجع لكم بما وجدت. أذكر جيداً أني قرأت فتوى في هذا الأمر.

و لكم بمثل إن شاء الله.

بو عمر
21-01-2015, 08:15 AM
وفيك بارك المولى أيها الحبيب
هل لك أن تضع بين أيدينا فتوى بشأن هذا الأمر
وجزاك ربي خير الجزاء


السلام عليكم أخي بارود و كل متابعي الموضوع:
في تلك الفتوى ذات الصلة نجد أن المفتي بارك الله في علمه قد أقر كلاماً منسوباً لابن تيمية عن طرق محتملة قد تكون سبباً في تلبس الجني بالإنسان

ما بين علامتي التنصيص هاتين اقتباس من الفتوى:

"وأما أذية الجن للإنس فتكون لأسباب ثلاثة ذكرها ابن تيمية وهي: أن يكون الجني يحب المصروع، أن يكون الإنسي أذاهم إذا صب عليهم ماء حاراً أو قتل بعضهم، أن يكون بطريق العبث، ولكن لا يقع ذلك إلا بإذن الله وتقديره قال تعالى: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ {البقرة: 102}. "

و يتضح من خلالها إقرار ابن تيمية - و هو موافق لمنهج أهي السنة و غيره من الكثير من أهل العلم- بأن الإنسان قد يلحق أذىً بجني دونما قصد بسكب الماء الساخن دون احتراز في أماكن قد يتواجد فيها الجن.

و رابط الفتوى كاملة بموقع اسلام ويب ها هو: http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=59018&RecID=0&srchwords=%C3%D0%ED%C9%20%C7%E1%CC%E4&R1=1&R2=0

و هذا الاقتباس من فتوى أخرى من ذات الموقع، و الكلام مقتبس من فتوى أخرى لابن تيمية أيضاً:
"وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة: تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل، وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حاراً أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع وكثيراً ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل... انتهى."

و هذا رابط للفتوى الثانية : http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=94593

و هذا النص الكامل للفتوى الأولى:
العرض الموضوعي العقيدة الإسلامية السحر والجن والحسد الجن والشياطين علاقة الجن بالإنس

حكم إلحاق الأذى بالجن وأسباب أذيتهم للإنس

الثلاثاء 6 محرم 1426 - 15-2-2005

رقم الفتوى: 59018
التصنيف: علاقة الجن بالإنس

[ قراءة: 3979 | طباعة: 136 | إرسال لصديق: 0 ]

السؤال :
زوجتي متلبسها الجن ولقد حاولت مع شيخ فاضل بالقراءة عليها وكذلك بالرقى الشرعية ولكن دون جدوى الجن تحدث إلينا ولكنه لم يخرج من جسدها أفيدونا ما هي طريقة العلاج وهل يمكن للجن أن يلحق الأذى بالشخص إذا حاول الشخص إيذاءه؟
وجزاكم الله عنا وعن جميع المسلمين كل خير .
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يمن على زوجتك بالشفاء وأن يحفظها من كل مكروه، ثم اعلم أنه ينبغي لزوجتك أن تكثر من الطاعة والعبادة وقراءة القرآن وملازمة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والطعام والدخول والخروج، فإن الذكر هو الحصن الحصين الذي يهرب منه الشيطان مع تطهير البيت من أي سبب جالب للشياطين كالآت اللهو والصور ونحو ذلك، وأيضاً اللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار والاستعانة به أولاً ثم بالمزيد من الرقية الشرعية، وسوف تنفع إن شاء الله إذا تحققت شروطها وانتفت موانع تأثيرها، كما تقدم في الفتويين: 4310، 5531.

ولمزيد من الفائدة والتفصيل راجع الفتويين رقم: 54239، 21665.

أما قولك هل يمكن للجن أن يلحق أذى بالشخص الذي يحاول إيذاءه؟ فاعلم أنه لا يحل إيذاء الجن إلا لدفع صائلهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، كما يفعل بالإنس قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثاً، كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثاً، فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان. وذلك أن قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق، والظلم محرم في كل حال، فلا يحل لأحد أن يظلم أحداً ولو كان كافراً، وإن كانت جنية فقد أصرت على العدوان بظهورها للإنس في صورة حية تفزعهم بذلك، والعادي هو الصائل الذي يجوز دفعه بما يدفع ضرره ولو كان قتلاً، وأما قتلهم بدون سبب يبيح ذلك فلا يجوز.

وأما أذية الجن للإنس فتكون لأسباب ثلاثة ذكرها ابن تيمية وهي: أن يكون الجني يحب المصروع، أن يكون الإنسي أذاهم إذا صب عليهم ماء حاراً أو قتل بعضهم، أن يكون بطريق العبث، ولكن لا يقع ذلك إلا بإذن الله وتقديره قال تعالى: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ {البقرة: 102}.

وأما من أراد أن يعين أحد إخوانه ممن أصيبوا بمس الجن فأراد أن يرقيه فليعمل بنصيحة شيخ الإسلام رحمه الله إذ يقول: وأما من سلك في دفع عداوتهم مسلك العدل الذي أمر الله به ورسوله فإنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله ورسوله في نصر المظلوم وإغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعي، ومثل هذا لا تؤذيه الجن، وإن كان الجن من العفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغي لمثل هذا أن يحترز بقراءة العوذ مثل آية الكرسي والمعوذات والصلاة والدعاء ونحو ذلك، فإنه مجاهد في سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد، فليحذر أن ينتصر العدو عليه بذنوبه، وإن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا يتعرض من البلاء لما لا يطيق. اهـ باختصار.

والله أعلم.

و هذا النص الكامل للفتوى الثانية:

العرض الموضوعي العقيدة الإسلامية السحر والجن والحسد الجن والشياطين علاقة الجن بالإنس
ثبوت صرع الجن للإنس

الأربعاء 23 ربيع الأول 1428 - 11-4-2007

رقم الفتوى: 94593
التصنيف: علاقة الجن بالإنس

[ قراءة: 10426 | طباعة: 234 | إرسال لصديق: 0 ]

السؤال

سؤالي هو عن ركوب الجني الإنس, كيف يركب الجن الإنس وقد قال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم. ولقد سمعت كلاماً لأحد أهل العلم المشهورين يقول فيه بأن الشيطان لا يستطيع أن يركب الإنسان لأنه لا يملك سوى وسيلة الإغواء فقط، وقد ورد في الآية 22 من سورة يوسف: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌِ. وفي الحديث: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد وبشر بن المفضل قالا حدثنا عمران أبو بكر حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك قالت أصبر قالت فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها. رواه مسلم، وهل يعقل بأن يكون بها جني ويتركه الرسول يعذب المرأة, أرجو الإيضاح؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الجن لهم تأثير بإذن الله تعالى وأضرار يلحقونها ببدن الإنسان وعقله، ومن ذلك الصرع وهو ثابت عند أئمة أهل السنة والجماعة، ويدل لذلك قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}، والمس هو الجنون، كما قال أهل التفسير، ففي الطبري عند تفسير قوله تعالى: إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ. قال: يعني بذلك: يتخبله الشيطان في الدنيا، وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس، يعني من الجنون. وقال القرطبي في تفسيره: في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن... انتهى.

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها. وفي الحديث أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخرج عدو الله أنا رسول الله. قال: فبرئ، قال: فأهدت إليه كبشين وشيئاً من سمن وشيئاً من أقط. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر. قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في الصحيحة بعد ذكر عدة روايات للحديث: وبالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد.

وفي الحديث عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة استفتح، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه. والمراد بهمزه الجنون؛ كما قال صاحب عون المعبود.

وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة: تارة يكون الجني يحب المصروع فيصرعه ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل، وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حاراً أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى وهذا أشد الصرع وكثيراً ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل... انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: وجود الجن ثابت بكتاب الله، وسنة رسوله، واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون، هذا يتكلم على لسانه.

وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع ذلك لا يحس بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه، ويحول آلات، وينقل من مكان إلى مكان، ويجر غير ذلك من الأمور، من شاهدها أفادته علماً ضرورياً، بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك، فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. انتهى.

وقال ابن حجر في الفتح عند شرح حديث السوداء السابق: انحباس الريح قد يكون سبباً للصرع وهي علة تمنع الأعضاء الرئيسة عن انفعالها منعا غير تام، وسببه ريح غليظة تنجس في منافذ الدماغ أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء، وقد يتبعه تشنج في الأعضاء فلا يبقى الشخص معه منتصباً بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة، وقد يكون الصرع من الجن ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم إما لاستحسان بعض الصور الإنسية، وإما لإيقاع الأذية به. والأول هو الذي يثبته جميع الأطباء ويذكرون علاجه، والثاني يجحده كثير منهم، وبعضهم يثبته ولا يعرف له علاجا إلا بمقاومة الأرواح الخيرة العلوية لتندفع آثار الأرواح الشريرة السفلية وتبطل أفعالها، وممن نص منهم على ذلك إبقراط فقال لما ذكر علاج المصروع: هذا إنما ينفع في الذي سببه أخلاط، وأما الذي يكون من الأرواح فلا... انتهى.

وقد ذكر ابن حجر أن ما أصاب هذه المرأة كان من صرع الجن لا من صرع الخلط، واستدل بما أخرج البزار وابن حبان من حديث أبي هريرة شبيها بقصتها ولفظه: جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله، فقال: إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولا حساب عليك، قالت: بل أصبر ولا حساب علي.

وأما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يرقيها ويزيل عنها أذى الصرع وترغيبه إياها في الصبر فلا ينافي رحمته بالناس وحرصه على نفعهم، فإن صبرها على البلاء أفضل وأعظم أجراً، وقد وافقت هي عليه، قال ابن حجر: وفي الحديث فضل من يصرع، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة.... انتهى.

وأما قوله تعالى: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {إبراهيم:22}، ومعنى قوله: وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ أي ما كان لي عليكم فيما دعوتكم إليه دليل ولا حجة فيما وعدتكم به، كذا قال ابن كثير؛ فالمراد نفي حجته لا نفي قوته على المس، وأما تكريم بني آدم وتفضيلهم فلا يفيد عدم المس لأن المكرم قد يصاب وقد يقتل فيعظم أجره، ولا يفيد ذلك عدم تكريمه وتفضيله.

وهذا.. وينبغي أن يتنبه إلى أن أهم من نفي المس ربط الناس بربهم وحضهم على العمل بما يحصنهم من شر عدوهم ومن ذلك الإكثار من تلاوة سورة (الإخلاص والمعوذتين)، فقد أخرج الترمذي والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما. وقراءة سورة البقرة في البيت دائماً، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. والحفاظ على قراءة أذكار الصباح والمساء وغيرها من الأذكار المقيدة والمطلقة وتلاوة القرآن ففي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وأن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره فأتى حصنا حصيناً فتحصن به، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني. وقال تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {الإسراء:45}، ولمعرفة الرقية الشرعية وما يساعد على التخلص من شر الشيطان راجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58076، 30505، 12589، 33860، 36246، 68860، 64558، 4310.

والله أعلم.

بارك الله فيكم جميعاً و حفظنا الله و إياكم من أذى شياطين الإنس و الجن