المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجار الذهب: الذهب ما يزال الملاذ الآمن للاستثمار



Beho
17-01-2015, 10:53 AM
الذهب ما يزال الملاذ الآمن للاستثمار
الراية: 17 01 2015

أكد عدد من مسؤولي محلات بيع الذهب في السوق المحلية على أن مبيعات المعدن الأصفر شهدت انتعاشاً في الفترة الماضية، وذلك بفضل الهبوط الحاد الذي مني به الذهب مؤخراً على المستوى العالمي، مشيرين إلى ارتفاع نسبي لأسعار المعدن الأصفر منذ بداية تعاملات الأسبوع الجارى لتصل إلى أكثر من 5 ريالات في الغرام الواحد منذ السادس من الشهر الجاري، وليسجل سعر 129.63 ريالاً لعيار 21، وذلك بعد هبوطات متتالية مني بها بها المعدن الأصفر على المستوى العالمي خلال الأسبوع الأخير من العام الماضي والأسبوع الأول من العام الجاري، حيث وصل حينها إلى مستويات متدنية قياسية لم يشهدها منذ مدة طويلة، الأمر الذي كان عامل إغراء لكثير من المستهلكين على شراء مشغولات ذهبية سواء للاستخدام أو للاستثمار قصير ومتوسط الأجل.

وأشاروا في استطلاع رأي لـ الراية الاقتصادية إلى عدم تأثر السوق المحلية بأي آثار سلبية لارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب عالمياً، فالسوق المحلية تتبع رغبة الناس وحاجتهم لاقتناء الذهب، وخاصة بالنسبة لمن يرغبون بشراء المشغولات الذهبية، لافتين إلى أن الانخفاض أو الارتفاع ليس مدعاة للقلق، ولا يلعب دوراً في تقليل نسبة الشراء، فمن لديه مناسبة يقبل على الشراء مهما كان السعر مرتفعاً، وفي فترة هبوط الأسعار يزداد الشراء، حيث ما يزال الذهب ملاذاً آمناً لمختلف المستهلكين، وأكثر ملاءمة للهدايا والمناسبات السعيدة، لافتين إلى أن المواطنين القطريين يتصدرون قائمة الأكثر إقبالاً على شراء المشغولات الذهبية من عيار 21 و24 وبغض النظر عن أسعاره، سواء أكانت مرتفعة أو منخفضة، وذلك تلبية لحاجاتهم، ومناسباتهم السعيدة، وتأتي الجنسيات العربية في المرتبة الثانية، في مقدمتهم الجنسية السودانية، وكذلك الجنسية الهندية، بينما يزداد إقبال الجنسيات الآسيوية على الشراء في أوقات انخفاض أسعار الذهب، كذلك تصدرت المشغولات الذهبية ذات الطابع التراثي والتقليدي لائحة المشغولات الأكثر مبيعاً، يليها المشغولات البحرينية ذات الأشكال المتنوعة.

وأوضح أيضاً مسؤولو محلات الذهب أن ما حدث من انخفاض في أسعار الذهب وتزامنها مع موسم مناسبات سعيدة وإجازات لبعض الجنسيات كان له دور مهم في زيادة إقبال المستهلكين على الشراء، والتي زادت نسبتهم بما لا يقل عن 10% عن نفس الفترة من العام الماضي مع توقعاتهم بزيادة إقبال الناس على اقتناء المعدن الأصفر في الفترة المقبلة، وذلك مع حلول إجازة الربيع ونصف السنة بالنسبة للمدارس، وما يرافقه بعد ذلك من إعلان نتائج المدارس، ورغبة الكثيرين بشراء الهدايا للناجحين، فضلاً عن توقعات البعض بارتفاع بسيط لأسعار الذهب في الفترة المقبلة، ما يعني أنها فرصة مناسبة مع انخفاض السعر الحالي لمن يرغبون بالاستثمار قصير الأجل، والاستفادة لاحقاً من ارتفاع الأسعار عبر تحقيق أرباح حتى وإن كانت بسيطة، فضلاً عن هبوط أرباح البورصة وتذبذبها، وهدا ما دفع بالكثيرين لاستثمار أموالهم في الذهب الأصفر على أمل الاستفادة من أرباح مستقبلية حين الارتفاع، ومشددين في الوقت نفسه على أن أسعار الذهب لم تستقر حتى الآن، وهي ما تزال متذبذبة، لارتباطها بأسعار الدولار والنفط.

وفي هذا الصدد قال عارف السعدي مسؤول مبيعات بمحلات روما للذهب والمجوهرات بأن الذهب في الفترة الماضية شهد ارتفاعاً نسبياً في الأسعار، وإن لم يكن كبيراً إلا أنه ارتفاع مطمئن لقبول السوق استقراراً محتملاً لأسعار الذهب في الفترة المقبلة، خاصة بعد الهبوطات الكبيرة التي تعرض لها المعدن الأصفر العام الماضي، لافتاً إلى وجود إقبال من المستهلكين على الشراء والاستفادة من الانخفاض، حيث يتصدر القطريون قائمة المشترين الأكثر إقبالاً ومن ثم الجنسية العربية وعلى رأسهم الجنسية السودانية، كما يزداد التوجه لاقتناء المشغولات الذهبية التراثية، التي تنال رضا المشترين بما تحمله من قيمة مادية وفنية في الوقت نفسه.



وأكد عارف بأن تذبذب أسعار الذهب يقلق المدخرين الذين يرغبون باقتناء الذهب كسبائك لفترات قصيرة، ومن ثم جني أرباح من اقتنائه، فهناك خوف من خسارة جزءاً من مدخراتهم نتيجة هذا التذبذب، ولكنه لا يؤثر على المستثمرين الكبار الذين يقتنون الذهب لفترات متوسطة وطويلة الأجل، بل في بعض الأحيان تعتبر انخفاض أسعاره فرصة مناسبة لاقتناء السبائك، وخاصة مع تدني مستويات البورصة في الفترة الحالية، ولجوء البعض للاستثمار بالذهب على اعتبار أنه استثمار آمن، وكذلك بالنسبة لمشتري الذهب للاستخدام الشخصي، وتحديداً المشغولات الذهبية المرتبطة بحاجة الناس للذهب في مناسباتهم الاجتماعية سواء زواج أو هدايا في المناسبات، فالذهب ما يزال الملاذ الآمن للكثير من الناس، سواء أكانوا مدخرين أو مستثمرين أو محبي اقتنائه كمشغولات ذهبية.

وأضاف بأن انخفاض الذهب مع مطلع عام 2015 لم يكن قوياً كما حدث العام الماضي، حيث كانت أسعار الذهب تتذبذب ما بين 120 ريالاً و130 ريالاً للجرام الواحد من عيار 21 طيلة الفترة الماضية، بينما هبط في آخر عام 2014 لغاية 118 ريالاً للجرام الواحد، وكان أدنى نزول له في السنة الماضية، متوقعاً استمرار تذبذب الأسعار في الفترة المقبلة بين 120 ريالاً و130 ريالاً للجرام الواحد من عيار 21، مشيراً في السياق نفسه إلى عدم تأثير ارتفاع أو انخفاض أسعار الذهب على مبيعاته في السوق المحلية، لافتاً إلى وجود نسبة مبيعات وشراءات يومية من قبل المستهلكين، وهناك إقبال منذ مطلع العام الحالي، خاصة مع وجود بعض المناسبات كأعياد الميلاد وغيرها، حيث كان الاستهلاك للذهب ما بين 20-25 جراماً للهدايا بهذه المناسبات، وأيضاً من المتوقع أن تشهد السوق انتعاشاً في المرحلة المقبلة مع إجازة الربيع ورغبة الكثيرين الاستفادة من الانخفاض لاقتناء مشغولات ذهبية.

إقبال متزايد

ومن جانبه قال مسؤول مبيعات الذهب عبدالرحمن السعدي: إن المبيعات تحسنت هذا الشهر بعد انقضاء العام الماضي الذي كان سيئاً بالنسبة للمعدن الأصفر الذي تعرض لعدد من الهبوطات على فترات متقاربة، لافتاً إلى أن الاستقرار النسبي الذي شهده الذهب منذ مطلع العام الحالي وتذبذبه بين 120 ريالاً للجرام الواحد و127 ريالاً من عيار 21 شجع الكثيرين على الشراء مع توقعات بمزيد من الاستقرار في الفترة المقبلة، لكن مع وجود بعض القلق والتردد لدى البعض من مزيد من الانخفاض لأسعاره مع ارتفاع الدولار وهبوط أسعار النفط.

وأضاف عبدالرحمن بأن إقبال الناس على شراء الذهب لا يتأثر كثيراً بأسعاره العالمية، خاصة مع قناعة الكثيرين بأن المعدن الأصفر يعتبر زنية وخزينة، ولذلك من المتوقع أن تزداد نسبة مبيعاته خلال أجازة الربيع النصف السنوية الحالية، ولغاية آخر شهر فبراير، فالإجازات تزيد من نسبة الناس المقبلين على الشراء للهدايا وغيرها من المناسبات،

وأوضح عبدالرحمن بأن أسواق الذهب شهدت حركة ملحوظة خلال الفترة الماضية، محققة نسبة مرتفعة في المبيعات بحدود 10% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك مع رغبة الكثير من المستهلكين بالاستفادة من الأسعار المتدنية التي وصلت إلى مستويات مغرية، مشيراً إلى أن "هذا الإقبال عادة ما نشهده عندما تسجل أسعار الذهب هبوطاً كبيراً" ، مع وجود نسبة لابأس بها من المشترين سواء المستثمرين الكبار أو الصغار والذين يقبلون على الذهب الخالص (السبائك) والتي لا يكون من ضمن أسعارها أية تكاليف إضافية كما هو الحال بالنسبة لبعض قطع الزينة التي ترتديها النساء، ويعتبرونه استثمارا آمنا.

انتعاش مقبل

كذلك أكد قاسم بنسر اليافعي مدير جواهر قطر على أن عدم استقرار أسعار الذهب في الفترة الحالية لا يشعر الزبائن بالاطمئنان، ولكنه في الوقت نفسه لا يمنعهم من الشراء، مرجعا هذا الانخفاض إلى حركة الأسواق العالمية، وارتباط أسعار الذهب بأسعار الدولار وعلاقته بالنفط، وبالتالي أي تأثير على الدولار ينعكس طرداً على الذهب، وكلما ارتفعت قيمة الدولار عالمياً انخفضت أسعار المعدن الأصفر، والعكس صحيح أيضاً.

وأشار قاسم إلى أن الذهب ما بين نهاية عام 2014 ومطلع عام 2015 شهدت أسعاره تذبذباً كبيراً ما بين ارتفاع وانخفاض، حيث بلغ سعر الأونصة 1150 دولاراً أي ما يعادل 118 ريالاً للجرام الواحد، ومن ثم ارتفعت خلال أسبوع أو عشرة أيام إلى 1240 دولاراً للأونصة، وبما يعادل 126 ريالاً للجرام الواحد، وهذا التذبذب جاء بعد هبوطات قاسية بالمجمل في عام 2014، ما يجعل العام الجاري أفضل من العام الماضي، من حيث قدرة المعدن الأصفر على الصمود خلال الفترة الماضية ما بين 120 ريالاً و130 ريالاً للجرام الواحد.

وأضاف بأن ما يشهده السوق من انخفاض متلاحق لأسعار الذهب على المستوى العالمي يشجع الكثيرين على الشراء، ويعتبر هذا الانخفاض عاملاً من عوامل انتعاش حركة سوق الذهب المحلية في الفترة الحالية، مع توقعات بزيادة الإقبال على اقتناء الذهب في الفترة المقبلة، وذلك مع قدوم أجازة الربيع، ولجوء البعض للسفر للترفيه، أو لزيارة الأقارب والأصدقاء، وما تحمله من هدايا، وبعدها إعلان نتائج النصف السنوية للمدارس، وما يتبعها من شراء هدايا ومقتنيات لمختلف أفراد الأسرة، وبالتالي من المتوقع انتعاش حركة المبيعات الفترة المقبلة، سيما وأن الفارق السعري بين ما كان عليه الذهب في مطلع عام 2014 واليوم يصل إلى نحو 30 ريالاً للغرام الواحد وهذا فارق مغر للشراء.

وأكد أن الذهب ما يزال يعتبر عند الكثيرين الملاذ الآمن للاقتناء أو للاستثمار، مشيراً إلى أن المستثمرين لا يتأثرون بنزول أو ارتفاع الأسعار، وذلك لأن شراء وبيع الذهب نشاطهم الأساسي المتمرسون فيه، والعارفون ببواطنه، بل المشكلة لديهم أن تبقى السيولة المادية بحوزتهم دون استثمار، بينما يـتأثر المتاجرون المؤقتون والعارضون للذهب، والذين يبحثون عن أرباح وقتية، فهؤلاء قد يتأثرون بنزول أسعار الذهب، ويتعرضون لخسائر، وعليهم دراسة هذا العمل قبل الولوج فيه.

© Al Raya 2015