المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف هانت عليهم وهي معلقة بالعرش



امـ حمد
18-01-2015, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف هانت عليهم وهي معلقة بالعرش
ظاهرة بدأت تسري سريان النار في الهشيم،
تدخل في البيوت وتفسدها،وتتغلغل بين الأسر وتحطمها،
ظاهرة في ديننا هي كبيرة من الكبائر،ومع ذلك قد نراها في بيوت المستقيمين على الدين،فليست خاصة بالأقل تمسكاً بالدين،إنها قطيعة الرحم،
ففي مجتمع إسلامي كان يفخر بعلاقاته الاجتماعية المميزة أصبحنا نسمع قصصاً محزنة عن قطيعة الرحم,ليست بين الأقارب فقط،بل بين أقرب الأقارب،
نسمع عن تقاطع بين الأشقّاء،عن أختين اجتمعتا في بطن واحد، كيف هانت عليهما تلك البطن التي جمعتهما،
وليتها قصص وقفت على قطيعة بل وصلت إلى نزاعات في المحاكم،
أحد القضاة يقول أن أكثر القضايا في المحاكم هي قضايا النزاع بين الإخوة على الميراث,وكيف أنهم وصلوا لدرجة من القطيعة البشعة بسببه,
فانظر كيف استغل الشيطان حب الإنسان للمال ليرتكب مسلم كبيرة من الكبائر،وعملاً مقيتاً يبغضه الله،
انظر كيف جرتهم القطيعة إلى أعظم الذنوب وهو عقوق الوالدين،فهم يعلمون أنه عمل يحزن ويغضب والديهم,
كيف هانتعليهم الرحم التي جمعتهم،
الرحم التي أمر الله بصلتها في كتابه الكريم وأمرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بها في أكثر من حديث،
الرحم التي هي من الإيمان(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)البخاري ومسلم,
الرحم التي ورد في الحديث أنها معلقةبالعرش،تقول(من وصلني وصله الله,ومن قطعني قطعه الله) البخاري ومسلم,
الرحم التي قرن الله تقواه بها حيث قال تعالى(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)النساء،
بل إنه سبحانه توعد قاطعها بوعيد تقشعر منه الأبدان, قال تعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)محمد,
أي عقوبة أشد من اللعن والطرد عن رحمة الله،
قال الإمام ابن عشور رحمه الله في تفسيرها،وفي الآية إشعار بأن الفساد في الأرض وقطيعة الأرحام من شعار أهل الكفر,فهما جرمان كبيران يجب على المؤمنين اجتنابهما،
بل إن عقوبة قاطع الرحم من العقوبات المعجلة في الدنيا قبل الآخرة,ففي الحديث الصحيح(ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا,مع ما يدِّخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم)رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه,وصححه الالباني،
هؤلاء القاطعين للرحم كيف يمرون على هذه الآيات،ربما هذا مصداق الآية , فهم استحقوا عقوبة القطيعة التي هي الصمم والعمى عن الحق(فأصمهم وأعمى أبصارهم)فهم لا يرونها ولا يسمعونها وإن كانت أعينهم مفتوحة وآذانهم سليمة،
والرجل الذي يصلي,ويصوم,ويحج,ويجتهد في العبادة ليحقق أمنية كل مسلم وهي،دخول الجنة,ثم يقطع رحمه،وهو يسمع بحديث صحيح في البخاري ومسلم(لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ)
ربما هذا القاطع لرحمه يعتذر لنفسه أن أقاربه هم الذين قطعوه، ويهوّن لنفسه القطيعة بأنه ليس هو من بدأها،
ألا فليعلم أن عذره غير مقبول،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الواصل بالمكافئ, ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)رواه البخاري،
ألا فليعلم أنه يصلهم لله،ويمتثل لأمر الله,ويتغافل عن أذاهم لله,
وينتظر المكافأة من الله,فلا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا،
ليكن في تعامله معهم عظيماً كأبي بكر رضي الله عنه الذي كان ينفق على ابن خالته الفقير, ولما قذف بعض المنافقين عرض عائشة رضي الله عنها كان ابن خالته ممن خاض معهم,
فأوقف الصديق النفقة وحلف أن لا ينفق عليه, وبعد أن أنزل الله آيات براءة الصديقة أنزل قوله تعالى في سورة النور(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )قال أبوبكر رضي الله عنه،بلى،أي،بلى أحب أن يغفر الله لي،ما أعظم العفو والصفح،وما أجمل تلك القلوب النقية،
وكما أن عقوبة قطيعة الرحم معجلة في الدنيا قبل الآخرة,
كذلك ثواب صلة الرحم معجل في الدنيا قبل الآخرة،
من يصل رحمه لله،فليبشر بسعة الرزق , وطول العمر, والذكر الحسن الذي يبقى حتى بعد موته, إنه وعد من الله لا يخلف الله وعده, بشرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم(مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَه)البخاري ومسلم،
وهذا ملاحظ كثيرا في حياتنا,فكم رأينا من واصل بارك الله له في رزقه وعمره،
يقول،الشيخ ابن جبرين رحمه الله،على الحديث السابق حيث قال،أن الله يجازي العبد من جنس عمله،فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه , وصلاً حقيقياً ,
وضده،من قطع رحمه , قطعه الله في أجله وفي رزقه.. "
فتاوى الشيخ ابن جبرين،
نسأل الله أن يكفي مجتمعنا قطيعة الرحم,وأن يعيدنا إلى واحة التراحم,ويجعلنا ممن قال فيهم(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) الرعد.

الحسيمqtr
18-01-2015, 09:13 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
19-01-2015, 03:12 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس