تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العبار: المشاريع الجديدة في المنطقة ستجذب استثمارات بقيمة 300 مليار دولار



مغروور قطر
22-05-2005, 06:29 AM
أكد محمد علي العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، أن منطقة الشرق الأوسط ستتحول إلى قطب عالمي لجذب الاستثمارات العالمية خلال العقد المقبل نتيجة العدد الكبير من المشاريع التطويرية العملاقة التي ستشهدها المنطقة خلال هذه الفترة.


جاء ذلك في كلمته أمس خلال اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن أمام جمع كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بينهم رجال دولة.


وتوقع العبار زيادة كبيرة في تدفق رأس المال إلى المنطقة، الأمر الذي سيغذي نموها الاقتصادي بطريقة تذكر العالم بالمعجزة الاقتصادية التي غيرت ملامح أجزاء عدة من الصين. ولفت إلى أن الحافز وراء ذلك سيتمثل في موجة عارمة من المشاريع الجديدة في جميع القطاعات، ابتداء من العقارات والبنية التحتية وانتهاء بالسياحة، فضلاً عن التفاؤل الكبير الذي أشاعته عائدات النفط المرتفعة.


وقال: «ستشهد السنوات العشر المقبلة مشاريع استثمارية جديدة متنوعة تزيد قيمتها على 300 مليار دولار، مما سيفتح آفاقاً واسعة أمام المستثمرين العالميين لضخ المزيد من الأموال في المنطقة من أجل رعاية مصالحهم فيها».


وأضاف العبار: «تتضافر عوامل عدة لتضع الشرق الأوسط الآن في صدارة اهتمامات المستثمرين والشركات العالمية، بما في ذلك التوجه المتصاعد نحو الخصخصة والفرص الكثيرة التي ستنجم عن ذلك، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإيجابية التي تشهدها المنطقة وغناها بالموارد الطبيعية وانحسار التصعيد والتوتر فيها».


وتابع قائلاً بحضور عدد كبير من رؤساء الشركات العالمية ورجال الدولة خلال جلسة حول «إصلاح النخبة» ركزت على دور القطاع الخاص في تفعيل أجندة التغيير: «لقد نجحت مبادرات الإصلاح الاقتصادي التي تطلقها الحكومات في الشرق الأوسط في إكساب المنطقة بعداً إيجابياً وفتحت آفاق واسعة للنمو على المدى المتوسط. ، وبالطبع، لا ننسى التحرير المستمر للقطاعات الرئيسية والدور المتنامي للقطاع الخاص».


ودعا رئيس مجلس إدارة إعمار الحكومات في المنطقة إلى تعزيز التعاون والتكامل في ما بينها في مجالات هامة مثل التجارة والتعرفة الجمركية، لافتاً إلى أن ذلك سيضمن للشرق الأوسط التحول إلى كتلة اقتصادية قوية ومتماسكة. وقال: «هكذا فقط يمكننا أن نعطي لمنطقتنا الدور الذي يليق بها ويجعلها قوة كبرى في الاقتصاد العالمي».


وأضاف: «يكفي أن ننظر إلى الدور الذي تلعبه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حتى ندرك حجم القوة التي تتمتع بها هذه المنطقة وما يمكننا القيام به لو استخدمنا جميع مقدراتنا بطريقة مماثلة نوعاً ما. وأنا على ثقة بأن القفزة الاقتصادية النوعية الوشيكة ستحمل المنطقة إلى المستوى التالي من بنائها المستند حالياً إلى ركائز راسخة».


وأوضح العبار أن الطريق لا يزال طويلاً، إذ إن الناتج الإجمالي المحلي للعالم العربي لا يتجاوز 750 مليار دولار، أي أقل من الناتج الإجمالي المحلي لدولة مثل أسبانيا.


وقال:«لا تزال طبيعة سوق الشرق الأوسط وتقسيماته تقف عائقاً أمام تحول هذه المنطقة إلى كتلة اقتصادية على غرار الاتحاد الأوروبي. ولكن يجب الاعتراف بأن هذه العوائق تتراجع تدريجياً في ظل الواقعية الاقتصادية والإرادة السياسية التي تزداد صلابة بدورها».


وأشار إلى أهمية العمل على إنشاء تكتل اقتصادي عربي لتعزيز قدرة المنطقة على الاستفادة من التطورات الاقتصادية المقبلة. وضرب مثلاً بالتكتل الاقتصادي الأوروبي والذي قررت فيه مجموعة من الدول القوية اقتصادياً مثل ألمانيا وفرنسا تأسيس سوق مشتركة ووحدة اقتصادية واحدة على الرغم من قوتها منفردة. وأكد على ضرورة تبني المنطقة لنهج مشابه لتطوير الواقع الاقتصادي في المنطقة وتطوير مستوى معيشة الفرد العربي.


ولفت إلى أن الحكومات بدأت تدرك أنها تواجه تحديات حقيقية داخل المنطقة لا يمكن التغلب عليها بغير الإصلاح. فالبطالة والانكماش الاقتصادي وترهل القطاع الحكومي وغيرها الكثير من المشكلات، التي يسلط المنتدى الضوء عليها، لا يمكن معالجتها بحلول طويلة الأمد إلا بدعم من القطاع الخاص.


واستطرد قائلاً: «لقد فشل القطاع العام في النهوض بالمنطقة، الأمر الذي تكرر أيضاً في جميع أنحاء العالم. وجميعنا يعلم أن الحل في يد القطاع الخاص وأنه حان الوقت لكي نفك قيوده ونطلق حريته ليحدث التغييرات الإيجابية التي تحتاجها بلداننا.


ويمكننا أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح ونحقق إنجازات ملموسة بمزيد من الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص والقليل من الخطوط الحمراء. ولا بد أيضاً من توفير هيكل تنظيمي وقانوني قادر على حفز قطاع الأعمال على النمو، بالإضافة إلى تحرير قطاعات اقتصادية جديدة غير العقارات والاتصالات».


وأردف العبار أن المنطقة تقف على منعطف تاريخي تحتاج فيه إلى ضمان النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي على المدى الطويل. وقال: «يجب أن تغتنم المنطقة الفرصة لكي تتغير وتتكامل في ما بينها، وإلا فلن نلحق بالركب العالمي مطلقاً».


وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، والتي جاءت بعنوان «اغتنام الفرص: قوة الناس والتغيير في الشرق الأوسط»، كان العبار قد ضم صوته إلى أصوات نخبة من قادة الاقتصاد والسياسة للمطالبة باتخاذ خطوات عملية فورية لمعالجة بعض المشكلات التي تكبل المنطقة وتمنعها من التقدم.


البحر الميت ـ «البيان»: