مغروور قطر
02-09-2006, 05:23 AM
الإيمان الحقيقي هو الذي يقضي علي الشقاق والنفاق
الدوحة - الراية :اكد الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي وجود صحوة اسلامية بعد أن عاد المسلمون الي الايمان ورغم ذلك فلا زال امامهم الكثير حتي تتحقق لهم وحدتهم وعزتهم بالعمل علي مبدأ الفرقة والتمزق فيما بينهم مشيرا الي وجود اشارات طيبة لتلك الصحوة في فلسطين ولبنان.. وندد الدكتور القره داغي بالاقتتال الطائفي في العراق ووصفه بأنه يتنافي مع الايمان المؤثر .. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها فضيلته امس حيث قال : بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله بدأ الشيخ علي القره داغي خطبته بما يأتي:
هناك صحوة اسلامية مباركة، عاد المسلمون عودة حميدة الي الايمان، ومع ذلك فلم تتحقق لهم وحدتهم، ولا عزتهم المنشود نعم هناك اشارات جزئية في فلسطين ولبنان، في غيرهما وهناك بشائر طيبة، ونماذج طيبة من التضحيات والبطولات ولكن بجانب ذلك فهناك التمزق والتفرق علي اشده فيما بين المسلمين، وهناك الظلم والاعتساف، والشقاق والنفاق، وهناك الضعف والاستضعاف، وهناك تمكن المشركين والمحتلين في اراضي المسلمين، وهناك الكثير والكثير من مظاهر الضعف والتخلف.. وهنا يثور التساؤل حول اسباب ذلك كله
فيجيب عن ذلك القرآن الكريم بشكل واضح في سورة البقرة، عندما تحدث الله تعالي عن سيدنا ابراهيم، وأمته حيث وجه خطابه الي هذه الأمة المسلمة فأمرهم بالايمان بالله تعالي وبجميع ما انزل الله تعالي علي جميع انبيائه، كما امرهم بالاسلام الكامل لله تعالي ونحن له مسلمون فبعد ذلك قال تعالي: مبيناً الاسلام الكامل لله تعالي وموضحاً آثاره ودوره وتأثيره وتفعيله، وموضحاً حقيقته ومعالمه وأركانه وجوهره فقال تعالي: فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فإنما هم في شقاق.. البقرة ،137 ثم بيَّن مظاهر هذا الإسلام وتأثيره علي الظاهر والباطن فقال تعالي: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون البقرة 138 ، فالإسلام هو اسلام الظاهر والباطن، والتزام بالقيم والمباديء العظيمة التي ليس فيها تعصب ولا حقد، ولا طينية، ولا أنانية ، ولا عصبية أيا كان نوعها، في الباطن قوة واخلاص وتجرد، وفي الظاهر عمل صالح ومصلح، واخلاق والتزام.
وقد اكدت آيات من سورة النساء هذا المعني بوضوح حينما قالت: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل علي رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً . سورة النساء 36.
فالله تعالي هنا أمر المؤمنين بالإيمان، فهؤلاء الذين آمنوا أمرهم الله تعالي بالإيمان مرة اخري، لا يقصد في نظري- ان يؤمنوا بالله ورسوله وكتبه مرة اخري، فهذا تحصيل الحاصل، وكذلك لا يقصد به - في نظري - ان يجددوا ايمانهم بالقول، بأن يكرروا كلمة الشهادة، والإيمان بالأركان الأساسية، بل الإيمان لا يتحقق حتي في الظاهر الا بعد الايمان بما ذكر، فوصف هؤلاء بأنهم آمنوا لا ينبغي ان يفهم منه التكرار.
وانما تفسيره هو الأمر بمقتضي هذا والايمان الموجود فكما تقول لانسان : يا أيها الانسان كن انساناً، ان اعمل علي مقتضي إنسانيتك ويقول لعالم: يا أيها العالم كن عالماً اي اعمل علي مقتضي علمك ومن هنا فمعني الآية - والله أعلم - يا أيها الذين امنوا اعملوا بمقتضي ايمانكم بالله تعالي من استشعار رقابته علي أعمالكم وعلمه بكل ما تعملون، وبالتالي فتخافون منه وتكونون في مرحلة الاحسان الذي فسره النبي صلي الله عليه وسلم بقوله: اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك حديث متفق عليه .
وكذلك تعملون علي مقتضي ايمانكم بالقرآن الكريم من تعلمه وتعليمه، وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ومن العمل بكل ما جاء به، وجعله منها في حياتكم، وبالتالي يُصبح كلُ
منكم كأنه قرآن يمشي كما كان الرسول (صلي الله عليه وسلم) حينما سئلت عائشة (رضي الله عنها) عن اخلاقه قالت: كان خلقه القرآن) حيث كان كأنه قرآن يمشي علي الأرض.
وكذلك الايمان بالرسول الحبيب محمد (صلي الله عليه وسلم) يقتضي الاقتداء به، وتطبق سنته، والابتعاد عن مخالفته وعن كل ما هو يدعو في العبادات.
فهذا الايمان المُفعَّل والمؤثر هو الذي امر الله تعالي به وهو الذي لا يعتمد الا علي الله تعالي مع الاخذ بالاسباب ولذلك وصفه هؤلاء الذين امنوا في الظاهر ولكن لم يؤثر الايمان في تصوراتهم وافكارهم وسلوكياتهم بالمنافقين، وجعل من مظاهر ذلك اتخاذ الكافرين اولياء لانهم يبتغون عندهم العزة فقال تعالي (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً اليما الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون الله يبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا سورة النساء 138/139.
فهذه التربية المنهجية التي تولتها الرعاية الالهية كذلك (صلي الله عليه وسلم) كل جهوده لاخراج امة تكون (خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) سورة آل عمران.
ونري في هذه الآية انها قدمت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي الايمان بالله تعالي، حتي يتبين بأن الايمان الحقيقي هو الذي له حقيقة التأثير والعمل والاصلاح بين الناس.
فقد عالج الله في هذه الآيات النفس البشرية بالدواء الذي صنعه صانع هذه النفس، الخبير بدروبها ومنحنياتها، البصير بطبيعتها وحقيقتها/ العليم بما في داخلها للنهوض بها من مستنقع ا لجاهلية الي قمة السمو والعلو والاخلاص، والتجرد، والايثار، وذلك لتحقيق الاخوة الايمانية الفعالة لتحقيق خير به الامة وقوتها ووحدتها.
وفي الخطبة الثانية كان الحديث حول العراق الجريح النازف جرحه المتعدد من حيث الاحتلال البغيض، ومن حيث الطائفية التي بلغت الي مرحلة خطيرة جدا تهدد كيان العراق ووحدته، ويقتل بسببها المئات ويهجر الآلاف من ارضهم وديارهم.
وامام هذه المأساة يبذل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل جهودهم لعمل ما يمكن عمله لدرء فتنة القتال الداخلي ونزع فتيل الطائفية البغيضة، حيث ارسل وفدا من كبار العلماء كنت في خدمتهم لحضور مؤتمر الوحدة في جمهورية إيران الاسلامية، ولقاء مرشدها وقائدها السيد آية الله علي الخامنئي، حيث تمت المقابلة بهامش المؤتمر، وشرح الوفد وضع العراق، وكيفية العلاج، وتم الاتفاق علي عدة امور منها اصدار فتوي من المرجعيات بحرمة دم أي مسلم.. سنيا أو شيعياً. وحرمة قتله واختطافه وايذائه، والاعتداء علي عرضه وامواله ومنها عقد مؤتمر يحضره المرجعيات بانفسهم مع علماء السنة لبحث الموضوع وعلاجه، لذلك نرجو منكم الدعاء الخالص لنجاح هذه الجهود.
كما تطرق الي وجوب نصرة الشعب اللبناني في محنته هذه بالدعم المادي والمعنوي مشيدا بدور قطر المشرف ثم الدعاء لكل من ساهم في ذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الدوحة - الراية :اكد الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي وجود صحوة اسلامية بعد أن عاد المسلمون الي الايمان ورغم ذلك فلا زال امامهم الكثير حتي تتحقق لهم وحدتهم وعزتهم بالعمل علي مبدأ الفرقة والتمزق فيما بينهم مشيرا الي وجود اشارات طيبة لتلك الصحوة في فلسطين ولبنان.. وندد الدكتور القره داغي بالاقتتال الطائفي في العراق ووصفه بأنه يتنافي مع الايمان المؤثر .. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها فضيلته امس حيث قال : بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله بدأ الشيخ علي القره داغي خطبته بما يأتي:
هناك صحوة اسلامية مباركة، عاد المسلمون عودة حميدة الي الايمان، ومع ذلك فلم تتحقق لهم وحدتهم، ولا عزتهم المنشود نعم هناك اشارات جزئية في فلسطين ولبنان، في غيرهما وهناك بشائر طيبة، ونماذج طيبة من التضحيات والبطولات ولكن بجانب ذلك فهناك التمزق والتفرق علي اشده فيما بين المسلمين، وهناك الظلم والاعتساف، والشقاق والنفاق، وهناك الضعف والاستضعاف، وهناك تمكن المشركين والمحتلين في اراضي المسلمين، وهناك الكثير والكثير من مظاهر الضعف والتخلف.. وهنا يثور التساؤل حول اسباب ذلك كله
فيجيب عن ذلك القرآن الكريم بشكل واضح في سورة البقرة، عندما تحدث الله تعالي عن سيدنا ابراهيم، وأمته حيث وجه خطابه الي هذه الأمة المسلمة فأمرهم بالايمان بالله تعالي وبجميع ما انزل الله تعالي علي جميع انبيائه، كما امرهم بالاسلام الكامل لله تعالي ونحن له مسلمون فبعد ذلك قال تعالي: مبيناً الاسلام الكامل لله تعالي وموضحاً آثاره ودوره وتأثيره وتفعيله، وموضحاً حقيقته ومعالمه وأركانه وجوهره فقال تعالي: فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فإنما هم في شقاق.. البقرة ،137 ثم بيَّن مظاهر هذا الإسلام وتأثيره علي الظاهر والباطن فقال تعالي: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون البقرة 138 ، فالإسلام هو اسلام الظاهر والباطن، والتزام بالقيم والمباديء العظيمة التي ليس فيها تعصب ولا حقد، ولا طينية، ولا أنانية ، ولا عصبية أيا كان نوعها، في الباطن قوة واخلاص وتجرد، وفي الظاهر عمل صالح ومصلح، واخلاق والتزام.
وقد اكدت آيات من سورة النساء هذا المعني بوضوح حينما قالت: يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل علي رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً . سورة النساء 36.
فالله تعالي هنا أمر المؤمنين بالإيمان، فهؤلاء الذين آمنوا أمرهم الله تعالي بالإيمان مرة اخري، لا يقصد في نظري- ان يؤمنوا بالله ورسوله وكتبه مرة اخري، فهذا تحصيل الحاصل، وكذلك لا يقصد به - في نظري - ان يجددوا ايمانهم بالقول، بأن يكرروا كلمة الشهادة، والإيمان بالأركان الأساسية، بل الإيمان لا يتحقق حتي في الظاهر الا بعد الايمان بما ذكر، فوصف هؤلاء بأنهم آمنوا لا ينبغي ان يفهم منه التكرار.
وانما تفسيره هو الأمر بمقتضي هذا والايمان الموجود فكما تقول لانسان : يا أيها الانسان كن انساناً، ان اعمل علي مقتضي إنسانيتك ويقول لعالم: يا أيها العالم كن عالماً اي اعمل علي مقتضي علمك ومن هنا فمعني الآية - والله أعلم - يا أيها الذين امنوا اعملوا بمقتضي ايمانكم بالله تعالي من استشعار رقابته علي أعمالكم وعلمه بكل ما تعملون، وبالتالي فتخافون منه وتكونون في مرحلة الاحسان الذي فسره النبي صلي الله عليه وسلم بقوله: اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك حديث متفق عليه .
وكذلك تعملون علي مقتضي ايمانكم بالقرآن الكريم من تعلمه وتعليمه، وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ومن العمل بكل ما جاء به، وجعله منها في حياتكم، وبالتالي يُصبح كلُ
منكم كأنه قرآن يمشي كما كان الرسول (صلي الله عليه وسلم) حينما سئلت عائشة (رضي الله عنها) عن اخلاقه قالت: كان خلقه القرآن) حيث كان كأنه قرآن يمشي علي الأرض.
وكذلك الايمان بالرسول الحبيب محمد (صلي الله عليه وسلم) يقتضي الاقتداء به، وتطبق سنته، والابتعاد عن مخالفته وعن كل ما هو يدعو في العبادات.
فهذا الايمان المُفعَّل والمؤثر هو الذي امر الله تعالي به وهو الذي لا يعتمد الا علي الله تعالي مع الاخذ بالاسباب ولذلك وصفه هؤلاء الذين امنوا في الظاهر ولكن لم يؤثر الايمان في تصوراتهم وافكارهم وسلوكياتهم بالمنافقين، وجعل من مظاهر ذلك اتخاذ الكافرين اولياء لانهم يبتغون عندهم العزة فقال تعالي (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً اليما الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون الله يبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا سورة النساء 138/139.
فهذه التربية المنهجية التي تولتها الرعاية الالهية كذلك (صلي الله عليه وسلم) كل جهوده لاخراج امة تكون (خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) سورة آل عمران.
ونري في هذه الآية انها قدمت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي الايمان بالله تعالي، حتي يتبين بأن الايمان الحقيقي هو الذي له حقيقة التأثير والعمل والاصلاح بين الناس.
فقد عالج الله في هذه الآيات النفس البشرية بالدواء الذي صنعه صانع هذه النفس، الخبير بدروبها ومنحنياتها، البصير بطبيعتها وحقيقتها/ العليم بما في داخلها للنهوض بها من مستنقع ا لجاهلية الي قمة السمو والعلو والاخلاص، والتجرد، والايثار، وذلك لتحقيق الاخوة الايمانية الفعالة لتحقيق خير به الامة وقوتها ووحدتها.
وفي الخطبة الثانية كان الحديث حول العراق الجريح النازف جرحه المتعدد من حيث الاحتلال البغيض، ومن حيث الطائفية التي بلغت الي مرحلة خطيرة جدا تهدد كيان العراق ووحدته، ويقتل بسببها المئات ويهجر الآلاف من ارضهم وديارهم.
وامام هذه المأساة يبذل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل جهودهم لعمل ما يمكن عمله لدرء فتنة القتال الداخلي ونزع فتيل الطائفية البغيضة، حيث ارسل وفدا من كبار العلماء كنت في خدمتهم لحضور مؤتمر الوحدة في جمهورية إيران الاسلامية، ولقاء مرشدها وقائدها السيد آية الله علي الخامنئي، حيث تمت المقابلة بهامش المؤتمر، وشرح الوفد وضع العراق، وكيفية العلاج، وتم الاتفاق علي عدة امور منها اصدار فتوي من المرجعيات بحرمة دم أي مسلم.. سنيا أو شيعياً. وحرمة قتله واختطافه وايذائه، والاعتداء علي عرضه وامواله ومنها عقد مؤتمر يحضره المرجعيات بانفسهم مع علماء السنة لبحث الموضوع وعلاجه، لذلك نرجو منكم الدعاء الخالص لنجاح هذه الجهود.
كما تطرق الي وجوب نصرة الشعب اللبناني في محنته هذه بالدعم المادي والمعنوي مشيدا بدور قطر المشرف ثم الدعاء لكل من ساهم في ذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.