المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذم الكسل في الكتاب والسنة



امـ حمد
31-01-2015, 03:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكسل،هو التثاقل عما لا ينبغي،وعنه من أمور الدين والدنيا،
أقسام الكسل،قسمان،
الأول، كسل العقل بعدم إعماله في التفكر والتدبر والنظر في آلاء الله من ناحية،وفي تركه النظر إلى ما يصلح شأن الإنسان ومن حوله في الدنيا التي فيها معاشه،وما تأخرت الأمم إلا نتيجة كسل أصحاب العقول فيها،
وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها الله فيهم،
الثاني، كسل البدن المؤدي إلى التثاقل عن الطاعات وأداء العبادات على الوجه المشروع،
ذم الكسل في الكتاب،قوله تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)النساء،
قال ابن كثير،هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها، وهي الصلاة، إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى،لأنهم لا نية لهم فيها،ولا إيمان لهم بها ولا خشية،
ولا يعقلون معناها،
كما روى عن ابن عباس قال،يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان،ولكن يقوم إليها طلق الوجه،عظيم الرغبة،
شديد الفرح فإنه يناجي الله،وإن الله يغفر له ويجيبه إذا دعاه،
ثم يتلو هذه الآية(وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى)النساء،هذه صفة ظواهرهم،
ثم ذكر تعالى صفة بواطنهم فقال(يُرَآؤُونَ النَّاسَ)أي،لا إخلاص لهم،ولا معاملة مع الله، بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة،ولهذا يتخلفون كثيراً عن الصلاة التي لا يُرون فيها غالباً كصلاة العشاء في وقت العتمة،وصلاة الصبح في وقت النعاس،
كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر،ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)رواه مسلم،تفسير ابن كثير،
وأما السنة النبوية،فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم،من الكسل، مما يدل على ذمه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)رواه البخاري ومسلم،
وقرنه صلى الله عليه وسلم،بالعجز،لأن كليهما يؤدي إلى التثاقل عن إنجاز المهمات،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال،فيمن نام ولم يصل(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة،عليك ليل طويل فارقد،فإن استقيظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة،فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)رواه البخاري ومسلم
أشار الحديث الشريف إلى أن الشيطان يعقد على مؤخرة رأس النائم ثلاثة عقد ثم يضرب عليها ليصده عن قيام الليل وصلاة الفجر بإنزال النعاس عليه فيستيقظ بعدها خبيث النفس كسلان،فإن هو استيقظ وذكر الله وتوضأ وصلى ركعتين أنحلت تلك العقد،فَأصبح نشيطاً طيب النفس،وإلّا أصبح خبيث النفس كسلان،
قافية الرأس هي مؤخرته أو آخره وقيل أوسطه وضرب الشيطان على العقد من أجل حجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ ويشعره بالكسل،
قال ابن عبدالبر،هذا الذم يختص بمن لم يقم الصلاة إلى صلاته وضيعها،
أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة أو إلى النافلة بالليل، فغلبته عينه فنام،فقد ثبت أن الله يكتب له أجر صلاته،ونومه عليه صدقة،فتح الباري،
وروى أبو داود،وقال الألباني،صحيح،عن
عائشة رضي الله عنها أنها قالت(لا تدع قيام الليل،فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان لا يدعه،وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً)
وقيل،إياك والكسل والضجر،فإنك إن كسلت لم تؤدّ حقاً،
وإن ضجرت لم تصبر على الحق،
وكما أن البدن يتعود الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكير،تتبلد وتتبله،
فحق على الإنسان ألا يذهب عامة أوقاته إلا في إصلاح أمر دينه ودنياه، متوصلاً به إلى إصلاح أمر آخرته،
قال الحجاج،إن امرأً أتت عليه ساعة من عمره، لم يذكر فيها ربه، أو يستغفر من ذنبه،أو يفكر في معاده، لجديرٌ أن تطول حسرته يوم القيامة،
للكسل أسباب منها،
أولاً،النفاق،وهو خاص بالتكاسل عن الواجبات الدينية،وذلك لأن المنافق ليس له نية صالحة في أداء العبادات، فيؤديها،إن أدَّاها، رياء وطمعاً في رؤية الخلق وخوفاً من عقوبة الدنيا،ولذلك إن أحس أنه في مأمن من نظر الناس ومراقبتهم له،
ثانياً،العجز وحب الراحة،قال بن الجوزي،الموجب للكسل حب الراحة،حديث أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يكثر أن يقول(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل)
ثالثاً،الفراغ، والفراغ قد يكون نعمة إن استعان به الإنسان على النافع من أعمال الدنيا، وقد يكون نقمة إن جعله وسيلة للكسل والراحة، والقعود عن إنجاز المهمات وأداء الأعمال والمصالح،
رابعاً،الترف،إن الإنسان لابد أن يؤدي أعماله بنفسه حتى ولو كان غنياً يستطيع استخدام من يؤدي عنه أعماله، لئلا يتعود الكسل والبطالة، ولقد رأينا كثيراً من الأغنياء كانوا يستمتعون بالعمل، فينظفون بيوتهم بأنفسهم، ويقودون السيارة، ويزرعون حدائق بيوتهم،
أما المترفون فإنهم يرون ذلك من العيب، فقد أدى لهم الترف إلى الكسل وترك العمل، فساءت أحوالهم، وحُرموا من متعة الحياة الطيبة التي يهيئها لهم العمل النافع، فأصبحوا لا قيمة لهم، وإن كانوا يملكون الأموال الكثيرة،
خامساً،كثرة الطعام والشراب،إن الإسراف في تناول الطعام والشراب يؤدي إلى التناقل عن الطاعات ومزاولة ما ينفع من الأعمال، فمن أكل كثيراً شرب كثيراً، فنام كثيراً، ففاته خير كثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)صححه الألباني،.
سادساً،كثرة النوم،قال ابن القيم،فإنه يميت القلب، ويثل البدن، ويضيع الوقت،ويورث كثرة الغفلة والكسل(مدارج السالكين)
سابعاً،طول الأمل،وطول الأمل يدعو كذلك إلى التثاقل عن الطاعات واغتنام الأعمار في كسب الحسنات،ومن طال أمله فسد عمله،
ثامناً،صحبة أهل الكسل،فإن صحبة أهل الكسل،تسقط الهمة، وتضعف العزائم،
تاسعاً،فساد البيئة،فالإنسان إذا عاش في أسرة مفككة،ليس فيه عدالة ولا اهتمام بالعلم،تأثر بذلك وفترت همته فأخذ شيئاً فشيئاً ينتظم في سلك الكسالى والعاجزين،
علاج الكسل،الإيمان الحقيقي المؤدي إلى العمل النافع(الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)
علو الهمة والتشمير عن ساعد الجد، فاللبيب يعلم أنه لم يُخلق عبثاً، وإنما هو في الدنيا كعابر سبيل،
ملء الفراغ بكل مفيد نافع،وعدم الركون إلى الترف والانهماك في طلب اللذات،
وضع أهداف عُليا يعمل على تحقيقها،مثلاً،حفظ القرآن،وإقامة العبودية والوصول إلى رضا الله تعالى والفوز بجنته.

الحسيمqtr
31-01-2015, 09:35 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

كازانوفا
31-01-2015, 01:01 PM
جزيتي خيراا
جعله المولى في ميزان حسناتك يارب

امـ حمد
31-01-2015, 02:18 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
31-01-2015, 02:19 PM
جزيتي خيراا
جعله المولى في ميزان حسناتك يارب

اللهم آمين
بارك الله في حسناتج حبيبتي

المطوع1
09-02-2015, 04:39 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
09-02-2015, 03:24 PM
بارك الله فيك

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي المطوع
وجزاك ربي جنة الفردوس