المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لعن المسلم كقتله



امـ حمد
01-02-2015, 04:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعن المسلم كقتله
أصل اللعن في اللغة،فإذا كانت اللعنة من الله تعالى في الآخرة،فهي العقوبة والعذاب والطرد من رحمته،
وإذا كانت منه سبحانه في الدنيا،فهي انقطاعٌ من قبول رحمته وتوفيقه،
وإذا كانت من الإنسان للإنسان،فهي بمعنى الدعاء عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله،
جاء في،المفهم للقرطبي،قال،وهو في الشرع البعد عن رحمة الله تعالى وثوابه،إلى ناره وعقابه،
جاءت النصوص الشرعية تبين حرمة لعن المسلم، وتجعل لعنه كقتله، بل تعدى الأمر إلى حرمة لعن الأشياء والحيوانات،لأن ذلك ليس من خلق المسلم،
وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال،بينما جاريةٌ على ناقة عليها بعض متاع القوم،إذ بصرت بالنبي،صلى الله عليه وسلم، وتضايق بهم الجبل،فقالت،حَل حَل اللهمَّ العنها،فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم(لا تصاحبنا ناقةٌ عليها لعنة)رواه مسلم،
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رجلاً نازعته الريح رداءه على عهد رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فلعنها،فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)
رواه أبو داود،وصححه الألباني،
عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)رواه الترمذي،رواه أحمد، والبخاري،
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه(سمعت رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول(إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة)رواه مسلم، وأحمد، والبخاري،وأبو داود،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً)صحيح على شرط مسلم، والبخاري،
وعن الهجيمي رضي الله عنه قال،قلت يا رسول الله،أوصني قال صلى الله عليه وسلم(أوصيك أن لا تكون لعاناً)صحيح أحمد، والبخاري،
ومن حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَال( ومن لعن مؤمنًا فهو كقتله،ومن قذف مؤمنًا بكفر فهو كقتله)أخرجه البخاري ومسلم،
قال الإمام النووي،رحمه الله،في شرحه لصحيح مسلم،قوله صلى الله عليه وسلم(لا يَنْبَغِي لصديق أن يكون لعانًا،ولا يكون اللعانونَ شهداء ولا شفعاء يوم القيامة،فيه الزجر عن اللعن،وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة،لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة اللَّه تعالى،وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم اللَّه تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى،وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد،وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لِنفسه،فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة،وهي الإبعاد من رحمة اللَّه تعالى،
ولهذا جاء في الحديث الصحِيح(لعن المؤمن كقتله)لأن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا، وهذا يقطعه عن نعيم الآخرة ورحمة اللَه تعالَى،ومعنى(لعن المؤمن كقتله)فِي الإِثْم،
وقد أصاب،رحمه الله،إلى ما ذهب إليه مما يلحقه في الإثم كقتله، لقوله تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )الأحزاب،
الدليل على جواز لعن الكافرين والمنافقين والعصاة والمبتدعة من المسلمين،
لقوله تعالى( فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ )البقرة،
ولقوله تعالى(أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ،الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)هود،
وَعَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال،فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيه(لعن الله اليهود والنصارى،اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )البخاري،ومسلم،
وقوله صلى الله عليه وسلم(لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده)البخاري،ومسلم،
وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَال(لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء )رواه مسلم،وأحمد في المسند،
وعن ابن عباس، رضِيَ اللَّهُ عنهما قَال( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)رواه البخاري،
وفي رواية(عن ابن عباس قال،لعن النبي صلى الله عليه وسلم،المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء)
وعن أبي الدرداء،رضي الله عنه،أيضاً قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها،ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها،ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن،فإن كان كذلك أهلاً ،وإلا رجعت إلى قائلها)رواه أبو داود،وحسنه الألباني،
وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَال،قَال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)رواه البخاري،ومسلم،
وروى الطبراني عن حذيفةَ بن أَسيد رضي الله عنه،أَن النبي صلى الله عليه وسلم،قَال(من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم )رواه الطبراني،وصححه للألباني،
وقال الإمام ابن العربي،رحمه الله،فأما العاصي المعين فلا يجوز لعنه اتفاقاً لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم،جيء به بشارب خمر مراراً فقال بعض من حضره،ما له، لعنه الله،ما أكثر ما يُؤتى به،فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا تكونوا أعوانًا للشيطان على أخيكم فجعل له حرمة الإخوة،وهذا يوجب الشفقة)صحيح البخاري،
جاءت النصوص الكثيرة في القرآن،بجواز لعن الفاسق غير المعين بالشخص ممن اتصف بأوصاف مذمومة شرعاً كالكفر والظلم والكذب وغيرها من المحرّمات الثابتة،
قوله تعالى(فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ)سورة البقرة،
وقوله تعالى(أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)سورة هود،
قوله تعالى(ثمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)سورة آل عمران،
التحذير من الدعاء باللعن أو غيره على النفس والأولاد والأموال والخدم،عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه أبو داود بإسناد صحيح،
أن اللعن أمرٌ خطير،فإذا لعن الإنسان أي شيء كان، ولم يكن هذا الشيء مستحقاً للعنة، رجعت اللعنة عليه، فينبغي أن يُحتاط له أشد الاحتياط،
ينبغي على المسلم أن لايلعن،لأن اللعن في زماننا يوجه لكل أحد، فمن أراد الله والدار الآخرة فليكن العلم إلى عقله سبيلاً،

اللهم لاتجعلنا من الملعونين،واحفظنا واهدنا ولاتجعلنا من المغضوب عليهم.

رجل الجزيرة
01-02-2015, 08:34 AM
جزاج الله خير ويا ما أكثر اللعن بين الشباب ذا الأيام الله يصلحهم.

الحسيمqtr
01-02-2015, 10:17 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
01-02-2015, 02:38 PM
جزاج الله خير ويا ما أكثر اللعن بين الشباب ذا الأيام الله يصلحهم.
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي رجل الجزيرة
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
01-02-2015, 02:38 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سري للغاية
01-02-2015, 11:23 PM
جزاك الله خير اختي " امـ حمــد "
على التنبيه والتذكير
والمشكلة ان صار اللعن عند البعض شيء عادي ومن ضمن كلامهم اليومي والله المستعان
عسى الله يكتبها في موازين حسناتك

امـ حمد
02-02-2015, 03:54 AM
جزاك الله خير اختي " امـ حمــد "
على التنبيه والتذكير
والمشكلة ان صار اللعن عند البعض شيء عادي ومن ضمن كلامهم اليومي والله المستعان
عسى الله يكتبها في موازين حسناتك


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سري للغاية
وجزاك ربي جنة الفردوس