المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم



امـ حمد
02-02-2015, 03:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم
فالإحساس بآلام الناس والقيام بخدمتهم وقضاء حوائجهم من تمام رحمته،وكمال جُوده وسعيه، وحسن أخلاقه وجميل صفاته،صلوات الله وسلامه عليه،وقد قال الله تعالى عنه(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)الأنبياء،
وعن جابر بن عبد الله،رضِي الله عنه،قال(ما سُئِل رسول الله،صلّى الله عليه وسلَّم،شيئًا قطُّ فقال،لا)رواه البخاري،
وفي سيرته وسُنته،صلوات الله وسلامه عليه،شواهد كثيرة تدل على اهتمامه الكبير بقضاء حوائج المسلمين،والحث والعمل على تفريج كربهم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن يسر على معسر،يسر الله عليه في الدنيا والأخرة،ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والأخرة،والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )رواه مسلم،
قضاء حوائج الناس،إن بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال،ولا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه،
ولأن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهراً كاملاً،
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(أحب الناس إلى الله أنفعهم،وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،أو تكشف عنه كربة،أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعاً،ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهراً،ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظاً،ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة،ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له،أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )رواه الطبراني،وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة،
إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لايستغرق أداؤها أحياناً نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر واحد،فتخيل لو أردت اعتكاف شهر كامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة،وبقائك حبيس المسجد ثلاثين يوماً،
إما ذاكراً لله أو ساجداً أو قارئاً للقرآن،ولكن خلال دقائق معدودة تنجز فيها لأخيك حاجته أو تسعى فيها لأرملة يسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة،
فكم سنة لم تحييها في الواقع سيسجل لك ثوابها إذا سخرت جزءا من وقتك لخدمة إخوانك المسلمين،
الموظف الذي يقابل الجمهور وهو على مكتبه ليخدمهم وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله،فكم من السنوات سيسجل له ثواب اعتكافها
يا ترى،فاحرص على قضاء حوائج المسلمين،واعلم أنه كلما كانت العبادة يتعدى نفعها إلى غيرك كان أجرها أعظم إذا احتسبتها عند الله،
كان من هديه،صلى الله عليه وسلم،مع أصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفي،ومن ذلك أنه كان يسأل عنهم،ويتواضع معهم، ويزور مرضاهم،ويشهد جنائزهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم، ويسعى في تفريج همومهم وقضاء حوائجهم، فكان يقوم على حاجة أصحابه عامة،وعلى حاجة الأرامل والمساكين واليتامى خاصة، فلا يأنَفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجتهم،
وعن حصين بن محصن،رضي الله عنه،عن عمِّة له،أنها أتت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،تطلب حاجة،فلمَّا قَضت حاجتها، قال،صلى الله عليه وسلم(ألك زوج،قالت،نعم،قال،صلَى الله عليه وسلم،فأين أنت منه،قالت،ما آلُوه خير إلا ما عجزت عنه،قال، انظري فإنَّه جنَّتك ونارُك )رواه الحاكم،
قال ابن القيم،كان،صلى الله عليه وسلم،أعظم الناس صدقة بما ملكت يده،وكان لا يستكثر شيئًا أعطاه لله تعالى،ولا يستقلُّه، ولا يَسأَله أحدٌ شيئًا عندَه إلا أعطاه، قليلاً كان أو كثيرًا، وكان عَطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحبَّ شيءٍ إليه، وكان سروره وفرحه بما يُعطِيه أعظمَ من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجودَ الناس بالخير،
وكان إذا اعترض له محتاج آثره على نفسه، تارةً بطعامه، وتارةً بلباسه، وتارةً بالصدقة،وتارة بالهدية، وتارة بشراء الشيء،ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها أو بأَضعافها،ولذلك كان،صلى الله عليه وسلم،أشرح الخلق صدراً،وأطيبهم نفساً،وأنعمهم قلباً،
أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس،كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم،فلما استُخلف قالت جارية منهم،الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر،بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل،ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة،فدخل إليها طلحة نهارًا فإذا عجوزاً عمياء مقعدة،فسألها،ما يصنع هذا الرجل عندك،قالت،هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني،يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى،فقال طلحة، ثكلتك أمك يا طلحة،عثرات عمر تتيع،
وقال مجاهد،صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر،
وكان حكيم بن حزام،يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجاً ليقضي له حاجته،
فيقول،ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة،إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها،
وإذا علمت أن هذا الثواب العظيم كله لمن يخدم أخاه المسلم فكيف بمن يكون في خدمة والديه،وفي قضاء حوائجهما وهو أمر واجب عليه،فالله الله بالوالدين والحذر كل الحذر من العقوق أعذنا الله وإياكم من ذلك،
فعلى العاقل يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي في قضاء حاجات المسلمين، فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين سعى الله نفسه في قضاء حاجتك،فأيهما خير لك،أن تسعى في حاجة نفسك أنت، أم يسعى الله العليم القدير،الذي بيده ملكوت كل شيء، وعنده خزائن كل شيء،في قضاء حاجتك،
قضاء حوائج الناس سنة نبوية، وهي من أعظم القربات، ومن أجلّ الأعمال التي يتقرّب بها المسلم إلى ربّه، ومن رحمة الله،سبحانه، أنه جعل لقضاء حوائج الناس أهلاً،فتراهم يسارعون إلى إسداء المعروف وخدمة الناس بنفس راضية ووجه مبتسم، فنعم الرجال هم، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة، وإن الله إذا أراد بعبده خيرًا جعل قضاء حوائج الناس على يديه، ومن قام بما يجب عليه من شكر الله على نعمته عليه،بأن جعله مفتاحاً للخير وقضاء حوائج الناس فقد شكرها وحافظ عليها،ومن قصر ولم يقم بحق المسلمين عليه،بقضاء حوائجهم ومساعدتهم،فقد عرَّضها للزوال،
فعن عبد الله بن عمر،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم لمنافعِ العباد،ويقرها فيهم ما بذلوها،فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم )رواه الطبراني وحسنه الألباني،
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت،
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

الحسيمqtr
02-02-2015, 12:03 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-02-2015, 03:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
02-02-2015, 03:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

المطوع1
09-02-2015, 04:37 AM
الله يبارك فيك ويجعلها بميزان حسناتك

امـ حمد
09-02-2015, 03:31 PM
الله يبارك فيك ويجعلها بميزان حسناتك

اللهم آمين
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي المطوع
وجزاك ربي جنة الفردوس