المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤسسة قطر تسعى لإنتاج 85% من الطاقة الشمسية المحلية



Beho
02-02-2015, 07:30 AM
مؤسسة قطر تسعى لإنتاج 85% من الطاقة الشمسية المحلية
الراية - 01 02 2015

شهدت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منذ انطلاقها عام 1995، مسيرة حافلة بالإنجازات المهمة التي ساهمت في تحقيق رسالة المؤسسة الهادفة إلى إطلاق قدرات الإنسان، والتشجيع على الابتكار والإبداع.. ورفعت مؤسسة قطر لواء التعليم والبحوث وتنمية المجتمع في دولة قطر أولاً، لتنطلق منها إلى المنطقة والعالم، وتكون خير مثال لما يمكن للطاقات القطرية الشابة تحقيقه.

وفي إطار جهودها لتعزيز الاستدامة، فقد حرصت مؤسسة قطر على الاستعانة بأحدث التقنيات والحلول العلمية لتطوير البناء المستدام، في كل مشاريعها، بالإضافة إلى نشاطها في نشر ثقافة الاستدامة بين أفراد المجتمع القطري.


كما ستساهم مؤسسة قطر في إنتاج 85% من كامل الإنتاج المحلي للطاقة الشمسية الذي يتم إنتاجه في دولة قطر، وذلك من خلال مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الذي أطلقته المؤسسة. وسينتج المشروع ما مجموعه 3.3 ميجاواط، من إجمالي 4 ميجاواط يتم إنتاجها محلياً.

وعلى مدار 20 عاماً، أطلقت المؤسسة مجموعة واسعة من المبادرات والفعاليات التعليمية والبحثية والمجتمعية، التي زادت على 50 مركزاً ومشروعاً مميزاً، تصب جميعها في خدمة تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، ورفد مسيرة نمو الدولة الرامية إلى الانتقال من الاقتصاد القائم على الكربون إلى اقتصاد معرفي.

فقد تخرّج في المدينة التعليمية نحو 2500 طالب واعد، ممن رفدوا سوق العمل المحلي بأفضل الكفاءات. وصب هؤلاء الطلاب في القطاعين العام والخاص في الدولة، في اختصاصات التعليم والبحوث، والنفط والغاز، والإعلام، والعلاقات العامة والاتصال، بالإضافة إلى التسويق والهندسة والخدمات المالية.

بينما ساهمت الأبحاث التي أجراها قطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر في إنتاج تقنيات وأنظمة جديدة "صنع في قطر" بالكامل.

وفي ضوء رؤية قطر الوطنية 2030، تمضي مؤسسة قطر قدماً في مسيرتها لتحقيق رسالتها عبر مراكز متميّزة، لتتمكن في فترة تقل عن عشرين سنة، من بناء بيئة تعلّم متكاملة وشاملة في المدينة التعليمية، تتيح فرصاً من الطراز العالمي بمجالي التعليم والابتكار في البحوث والتطوير.

وأنشأت المؤسسة مراكز تغطي جميع المستويات التعليميّة من أطفال الستة شهور إلى طلاب الدراسات العليا، وفق دورة تعليمية تضع الطلاب على درب مسيرة تعليمية تعزز ثقافة العلوم والبحوث منذ البداية، وتسهم في نهاية المطاف في تحقيق إنجازات وإسهامات ملموسة تصب في مصلحة المجتمع بأسره. وتجمع المدينة التعليمية حالياً أكثر من 6 آلاف طالب، يتوزعون بين مختلف الأكاديميات والجامعات المنضوية تحت لواء المؤسسة.

ويضم التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر 8 أكاديميات وبرامج، بما يشمل أكاديميات قطر الخمس وأكاديمية قطر للقادة، وأكاديمية العوسج، بالإضافة إلى برنامج الجسر الأكاديمي.. وقد خرّجت أكاديميات مؤسسة قطر أكثر من 844 طالباً منذ انطلاق أكاديمية قطر- الدوحة عام 1996.

وخلال العام الدراسي 2013-2014 ضمت أكاديميات مؤسسة قطر ما مجموعه 2977 طالباً، بينهم أكثر من 70% من القطريين. كما استقبلت أكاديمية قطر للقادة 158 طالباً، بينهم 70% من القطريين، بينما ضمت أكاديمية العوسج 338 طالباً، بينهم 92% من القطريين.

أما برنامج الجسر الأكاديمي، الذي تأسس عام 2001، فتخرج منه ما يربو على 2500 طالب منذ ذلك التاريخ، يستكمل 90% منهم دراستهم الجامعية داخل دولة قطر أو خارجها. وفي العام الدراسي 2013-2014، التحق بالبرنامج 198 طالباً، 78% منهم قطريون.

وتضم المدينة التعليميّة في كنفها جامعة حمد بن خليفة التي تعتبر نموذجاً تعليميّا وبحثيّاً فريداً متعدد الاختصاصات، حيث تقدم برامج تعليمية تشمل أبرز التخصصات التي تفيد دولة قطر، من خلال كلية الدراسات الإسلامية ومعهد دراسات الترجمة.

كما تعمل جامعة حمد بن خليفة على توفير فرص البحث العلمي والتعليم والاكتشاف والتعلم لجميع طلابها، من خلال الاستفادة من علاقات التعاون التي تجمعها بشركائها الحاليين والمستقبليين، بهدف تقديم مجموعة من البرامج التعليمية المتميزة، التي تضمن تقديم مستوى مستدام من التعليم الجامعي الذي يتوافق مع الاحتياجات والتحديات المستقبلية للدولة.

وفي عام 2014، استقبلت المدينة التعليمية أكثر من 2500 طالب جامعي جديد، موزعين بين مختلف الكليات والجامعات. وينتمي الطلاب إلى 90 جنسية من حول العالم.

وضمن قائمة شركاء جامعة حمد بن خليفة، تحتضن مؤسسة قطر تحت مظلتها حالياً أفرعاً جامعيّة لثمان من أبرز الجامعات المرموقة في العالم المخصّصة للتميّز الأكاديمي، التي تتيح للشباب الحصول على شهادات في الطب والهندسة والصحافة والفنون والعلوم الإنسانية، إضافة إلى الدراسات العليا في إدارة الأعمال وحفظ التاريخ والتراث.

وفي مجال البحوث والتطوير تصبّ جهود مؤسسة قطر البحثية في خدمة أهداف استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2016، التي تحدّد برنامجاً واضحاً لتحقيق الرؤية الوطنية 2030.

وقد خصّصت دولة قطر أعلى استثمار من نوعه في العالم لدعم قطاع البحوث والتطوير في الدولة، وعهدت لمؤسسة قطر مهمة التعاون مع المؤسسات الأخرى المعنية في الدولة لتحقيق رؤية البحوث والتطوير التي وردت في استراتيجية قطر الوطنية للبحوث 2012، إضافة إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وتؤسس استراتيجية قطر الوطنية للبحوث لإجراءات وخطوات من شأنها أن توائم بين أهداف البحث وبين الأولويات الوطنية، إذ تم ربط استثمارات البحث والتطوير بأهداف استراتيجية بحثية، تسعى لتطوير قدرات الموارد البشرية والبنية التحتية للدولة في مجال البحوث. وهي تمثل أول خطة شاملة للبحوث في الدولة، بهدف قيادة جميع استثمارات هذا القطاع، والمساعدة في توفير أطر موازية للأولويات الوطنية.

وتضم الاستراتيجية 5 ركائز ذات أولوية تشمل مجالات الصحة والطب الحيوي، والطاقة والبيئة، وبحوث الحوسبة والتكنولوجيا، والعلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية، بالإضافة إلى ركيزة قطاع البحوث والتطوير الأساسية. وهي تعدّ وثيقة ديناميكية دائمة التطور، ستتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري لتلبية الاحتياجات البحثية للدولة.

وتركز المعاهد البحثية الرئيسية الأربعة في مؤسسة قطر، فضلاً عن المبادرات المرتبطة بها، على بحوث البيئة والطاقة والطب الحيويّ والحوسبة. وهي تسعى مجتمعة إلى الارتقاء بصحة سكان دولة قطر ورفاههم ودعم ثقافة الأمة المميّزة وتحسين البيئة الطبيعيّة والمبنيّة. كما تسعى إلى إعطاء الأولوية لتطوير المواهب العلميّة المحلية وتمكين الخرّيجين من العمل جنبًا إلى جنب مع أبرز العقول الرائدة في المجالات العلمية.

وتقدّم المعاهد البحثية التي أنشأتها المؤسسة دورة متكاملة، تبدأ من تشجيع الطلاب على إجراء البحوث حول أفكارهم وتطويرها. بعدها، تقدّم لهم مؤسسة قطر الدعم العملي، من خلال الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، الذي يؤمن لهم البنية التحتية والمعونة الماليّة إلى جانب الإرشاد من قبل الخبراء، بهدف الوصول إلى تطوير مشاريع مجدية تجاريًّا، من شأنها أن تسهم في الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة. وفي المرحلة الأخيرة من هذه الدورة، تتولى واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر إدارة عملية التسويق التجاري، لتتحول الفكرة التي نشأت من أبحاث معمقة إلى نموذج عملي يحظى ببراءة اختراع، من ثم يخضع للتسويق التجاريّ حتى تستفيد منه دولة قطر، والبشرية جمعاء.

وتقوم واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر بدعم الشركات المتوسطة والصغيرة محلياً، كمثال شركة iHorizons والتي ساندتها الواحة في تطوير تقنيات لتحليل المحتوى العربي على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر. وهو أمر من الأهمية بمكان لما يشهده القطاع من نقص في التكنولوجيات التي تتابع وتحلل أصوات المنطقة العربية على الإنترنت. ويعتبر العديد من الخبراء أن قطاع المحتوى والحلول الرقمية باللغة العربية يشهد نمواً مستمراً في السوق الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فوفقاً لتقرير أصدرته مجلة /إيكونوميست/ مؤخرا، يستحوذ المحتوى العربي على أقل من 1% من صفحات الإنترنت حول العالم.

كما دعمت واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، شركة/أمان/ لنظم المعلومات والبرمجيات، والتي قامت بتطوير "منظومة تقنية لمطابقة وتدقيق أمن المعلومات في قطر"، وهو المشروع الذي يوفر نظاماً متكاملاً يعمل على تحديد الإجراءات التي تحتاج الشركات اتخاذها للعمل مطابقةً للسياسة القومية لأمن المعلومات. وقد قامت الواحة بمساعدة الشركة في ترجمة رؤيتها إلى تطبيق تجاري فعلي.

وتوفر الواحة، من خلال المنطقة الحرة، خدمات متميّزة للشركات العاملة في قطاع البحوث والتطوير والتسويق التجاري، ويعمل من داخل الواحة 39 شركة تتنوّع ما بين شركات دولية ومحلية كبرى ومتوسطة وصغيرة. وفي إطار دعم الأبحاث التطبيقية، قامت الواحة بدعم شركة /الخليج الأخضر/ والتي تعمل أيضا من داخل الواحة في تطوير وتأسيس منشأة اختبار تقنيات الطاقة الشمسية لدراسة التكنولوجيات المتاحة في الأسواق وتحديد الأكثر ملاءمة منها للظروف المناخية بقطر والخليج.

أما الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، فقد موّل، منذ تأسيسه عام 2006 نحو 35 جهة وطنية، وبمشاركة أكثر من 500 جهة بحثية أجنبية من 50 دولة. وخلال العام 2014 أطلق الصندوق ثلاثة برامج جديدة لدعم الباحثين الشبان، من بينها برنامج "المنح التشجيعية للابتكار لدولة قطر" الذي يهدف إلى تطوير التقنيات الريادية وتشجيع الأفكار المبتكرة للمتقدمين المتميّزين من أجل تطوير النماذج الأولية والاختبارية لمشاريعهم البحثية. ويضمّ الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي 10 برامج تمويلية تتناسب مع مختلف المؤهلات العلمية للباحثين. ونجح الصندوق خلال العام 2014 بإتمام حوالي 236 مشروعاً بحثياً.

أما برنامج قطر للريادة في العلوم، التابع لإدارة التعليم والتدريب والتطوير في مؤسسة قطر، فيضم حالياً 150 متدرباً، يتوزّعون بين 63 متدرّباً ضمن مسار البحوث للطلاب الجامعيين، و21 متدرّباً في مسار إدارة البحوث، بالإضافة إلى 64 متدرباً من مسار علماء البحوث، ومتدرّبين اثنين يتابعون دراستهم في مسار البحوث للحاصلين على الدكتوراه.

وقد انضم 18 من خريجي البرنامج إلى سوق العمل القطري، من خلال التحاقهم بقطاع البحوث والتطوير في مؤسسة قطر، وعدد من المراكز البحثية التابعة للمؤسسة.

وفي المجالات المجتمعية والبيئية المتنوعة تولي جميع مبادرات مؤسسة قطر اهتمامًا فائقًا بتنمية المجتمع، وينعكس ذلك بوضوح في شتّى المبادرات التي تطلقها المؤسسة في مجالات الفنون والتراث والأدب والصحة وتنمية الأسرة وبحوث السياسيات والاستدامة، وقد أثمرت هذه المبادرات فوائد جمّة عمّ نفعها دولة قطر والمنطقة والعالم بأسره. كما تدعم مؤسسة قطر نمو مجتمع ديناميكي تقدّمي يقدّم سبل الرعاية للجميع، ويعزّز المواطنة النشطة ولا يغفل تراثه الثقافي في الوقت الذي يدعم فيه بناء الاقتصاد المعرفي ونموّه.

فعلى الصعيد الصحي، تعاونت المؤسسة مع كلية طب وايل كورنيل في قطر، في دعم حملة "صحتك أولاً"، التي تهدف إلى غَرْس مفاهيم الأطعمة الصحية بين النشء في سن مبكر بما يسهم في الارتقاء بصحة هذا الجيل والأجيال القادمة والحدّ من انتشار السمنة ومرض السكري وأمراض القلب خلال الأعوام المقبلة.

طبياً أيضاً، تقدّم مركز السدرة للطب والبحوث التابع لمؤسسة قطر، بطلب للحصول على براءة اختراع من مكتب العلامات التجارية وبراءات الاختراع بالولايات المتحدة الأمريكية. والطلب المقدم هو للحصول على براءة الاختراع لأول طريقة غير جراحية لرصد تطوّر السرطان وهو إجراء يمكن أن يؤثر إيجاباً على طرق علاج المرضى.

ويعد مركز السدرة للطب والبحوث إحدى المؤسسات العلاجية والبحثية والتعليمية الرائدة التي تتأسّس على أرض العاصمة القطرية الدوحة. ويهدف المركز إلى توفير الرعاية الصحية المثلى للأطفال والنساء على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وفي مجال طبي آخر، يعمل مركز قطر بيوبنك، على استكشاف آفاق الحالة الصحية في دولة قطر، من خلال جمع نماذج بيولوجية وبيانات صحية، لتمكين البحوث الطبية التي تتناول القضايا الصحيّة الملحّة في دولة قطر، وتحسين صحة مواطنيها. وهو ما يتحقق من خلال دراسة العوامل الجينية والبيئية التي تؤثر على السكّان.

وكانت مؤسسة قطر أنشأت مركز قطر بيوبنك في 2010، حيث دأب منذ ذلك الحين على التعاون مع المجلس الأعلى للصحة ومؤسسة حمد الطبية وباحثين من كلية إمبريال كوليدج لندن. وقد بدأت المرحلة التجريبية للمشروع المتمثّل في جمع الباحثين للبيانات الصحية والنماذج البيولوجية.

يذكر أن مؤسسة قطر اتخذت من شجرة السدرة شعاراً لها، لكونها تشكل جزءاً مهماً من تراث دولة قطر العريق. هي شجرة دائمة الخضرة تنمو شامخة وراسخة وسط الظروف المناخيّة العاتية وتتحدى الظروف الطبيعيّة القاسية لتضرب لنا نموذجاً في الثبات والرسوخ على امتداد عالمنا العربي.

واليوم، تعتبر مؤسسة قطر المنصة الرائدة في دولة قطر لتقاسم المعرفة وتبادل الآراء..وقد برهنت مؤسسة قطر، خلال العشرين عاماً الماضية، من خلال مبادراتها ومراكزها ومعاهدها، على التزامها الذي لا يتزعزع بإطلاق قدرات الإنسان. كما أنها تعتز بالدور المحوري الذي تتولاه، عبر تبنيها لثقافة التميز والابتكار، في تطوير المجتمع المحلي، والسير قدماً بدعم مسيرة الدولة في التحول نحو اقتصاد المعرفة.

© Al Raya 2015