المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلطان الاباريق



QATAR 77
02-02-2015, 12:01 PM
يحكى أن رجلا كانت وظيفته هى الإشراف على الأباريق لحمام عمومى والتأكد من أنها مملوءة بالماء بحيث يأتى الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضى حاجته ثم يرجع الابريق الى صاحبنا الذى يعيد ملأها للشخص التالي، وهكذا فى إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف إحدى هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسئول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض وأمره المسئول بأن يترك الإبريق الذى فى يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذ الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكى يسلم الإبريق سأل مسئول الأباريق: لماذا أمرتنى بالعودة وأخذ إبريق خاص مع أنه لا فرق بين الأباريق؟! فقال مسئول الأباريق بتعجب! إذن ما عملى هنا؟
إن مسئول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم ويأمر وينهى مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل ذلك، ولا يحتاج إلى التعقيد ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق. وهذا السلطان موجود بيننا ونجده أحيانا فى الوزارات أو المؤسسات والجامعات والمدارس والمطارات، بل لعلنا نجده فى كل مكان نحتك فيه مع الناس. ألم يحدث معك وأنت تقوم بمعاملة تخصك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب إلا أنك واجهت سلطان الأباريق الذى يقول لك: أترك معاملتك عندى وتعال بعد ساعتين ثم يضعها على الرف وأنت تنتظر، مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة سريعة منه، ثم يحيلك إلى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته إلا إذا تكدست عنده المعاملات وتجمع حوله المراجعون.
إنه سلطان الأباريق يبعث من جديد. إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص والتحكم بخلق الله وتنسحب ثقافة سلطان الأباريق أيضا على بعض المدراء والوكلاء والوزراء. نجدها فى مبادئهم حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتها لكى يوهموك بأنهم مهمون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم نستغرب من ميل البعض الى الشدة وإلى التضييق على عباد الله فى كل صغيرة وكبيرة ولا نفكر بالرفق أو اللين! وخفض الجناح بل نعتبرها من شيم الضعفاء. إنها دعوة لتبسيط الأمور لا تعقيدها وللرفق بالناس لا أن نشق عليهم فنحن بحاجة إلى التخلص من عقلية سلطان الأباريق وما أكثرهم فى هذا الزمان.
د. عوض حنا سعد - الإسكندرية.

MAZEN37
02-02-2015, 12:12 PM
مقال ذهبي
تحياتي لك
فعلا في اشخاص بهالصفات وكثير
وممكن نبتلغŒ فيهم

رجل الجزيرة
02-02-2015, 01:25 PM
نعوذ بالله منهم وعلى أشكالهم.

عابر سبيل
02-02-2015, 01:50 PM
وحين عاد لكى يسلم الإبريق سأل مسئول الأباريق: لماذا أمرتنى بالعودة وأخذ إبريق خاص مع أنه لا فرق بين الأباريق؟! فقال مسئول الأباريق بتعجب! إذاً ما عملى هنا؟

يا مكثرهم سلاطين الاباريق..
في كل مكا..و ان اختلفت "مسمياتهم" !

المشكلة في رأيي تكمن فيمن خلف هؤلاء السلاطين..
في "سلاطين" السلاطين- إن صحت التسمية!

فسلطان الاباريق..ورائه من يحاسبه و من يوجهه..و من يقيس كفائته

فالسؤال:
من الذي وضع في ذهن هذا "السلطان" انه
ما لم "يتجبر" على العباد
فإنه لا يؤدي وظيفته!!؟؟

لا يوجد موظف..في قطاع خاص او عام..
يعمل على "هواه"!
*
*
،،
سأحكي لك فيما يلي
قصة عشتها بنفسي في احد مراكز الشرطة!

عابر سبيل
02-02-2015, 01:51 PM
جاء مراجع..الى ضابط..
لكي ينهي اجراء اوراق رسمية تخص "اخاه"..
و شرح للضابط المسألة..و ان الموظف المسؤول رفض انهائها
بحجة انها لأخيه..

فما كان من الضابط..بعد ان رأى ان التصريح ليس فيه اي مخاطرة بأن يأكل هذا الاخ/ المراجع
حقا من حقوق اخيه..بل انه لم يحضر معه البطاقة الشخصية لصاحب المعاملة..
و في الاخير ..
فإن تطبيق التعليمات الادارية بحذافيرها..
فيه تعطيل لمصالح الناس..
و الاعفاء من شرط احضار بطاقة المالك..
لن ينتقص من حق اي احد..لا المالك الاصلي و لا الجهة الرسمية!


فأشّر له بالموافقة..على ان يعود للموظف و ينهي الاجراء!

فما كان من الموظف الا ان رفض امر الضابط..
فعاد المراجع للضابط و اخبره بالأمر!
((و كل هذا يحدث امامي و امام المراجع الاخر))..
بحجة ان "التعليمات" تمنع هذا..

فما كان من الضابط..الا ان امر موظفا اخر بانهاء اوراق المراجع..
و قام امامنا باستدعاء "سلطان الاباريق"...و اتجها معا للمكاتب الخلفية
لكي ينهي الخلاف الذي حصل بينهما على الملأ..و اعتقد انه عاقبه!
*
*
،،
اذا..فههنا..نرى ان سلطان "سلطان الاباريق"..لم يرض بتعنت سلطان الاباريق و عقم تفكيره..
فانهى معاناة "المراجع" الذي لا ذنب له..

اما ان يُسكت عن تعنت و تجاوز سلاطين الاباريق!
فههنا تقع المشكلة!

الحياة الخالدة
02-02-2015, 02:00 PM
شكراً على موضوعك أخوي

أنا بس ودي أفهم .. ليش البعض يحب يعطل أمور الناس .. و يستمتع بذلك
يعني ورقة تخلص بجرة قلــــــم .. أو تاخذ لها إن كثرت يوم أو يومين
ليش يقطها على المكتب .. و هو متفرغ ما عنده شي .. لمجرد التعطيل .. أو عشان يبين أنه مهـــــــم ( شعور بالنقص )

بس سبحان الله
في ناس جذي .. تحب تصعب الأمور
و ناس في المقابل .. تحاول تيسرها قد ما تقدر

QATAR 77
02-02-2015, 02:27 PM
لأنه البعض يتلذذ بتعذيب الاخرين