المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تتصبر على البلاء



امـ حمد
05-02-2015, 03:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تتصبر علـى البلاء
هناك( قلوب صابرة محتسبة )من الذي يجازيها،
وما هو جزاءها،قال الله جل وعلا(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
فعليك أن تتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم ،وأن تصبر ولا تتضجر وتحتسب أجرك على الله حتى تلقى الخير الكثير،فاصبر،وارض،وارضى بقضاء الله وقدره،وثِق بحكمته وتدبيره، وما أنت إلا عبد من عباده،
ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك،ومكفر لخطاياك،
ولا تحزن،فما أشقاك الله إلا ليسعدك،وما حرمك إلا ليتفضل عليك،وما أخذ منك إلا ليعطيك،وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك،
فائدة للشيخ ابن عثيمين،قال الله تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)يونس،
فالضوء لا بد فيه من حرارة وهكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة،ولهذا كان أجره بغير حساب ، فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة،بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان )
فلا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلة،فاصبر حتى يأتي الله بأمره،واستمسك بدينك،واثبت على الطريق،واستعن بالله الواحد الأحد،
والبلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه،فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة،فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البلاء،قال تعالى(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا،إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)الإنسان،
فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه،فيهون عليه الأمر،ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه،
هوِّن على نفسك،فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة،
كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء،قال،سحابة صيف ثم تنقشع،
فكيف تنال هذا الفضل العظيم وتصير من عباد الله الصابرين،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من يتصبر يصبره الله،وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر)متفق عليه،
وعلى قدر استعدادك،يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق،
فعليك بخطوات التصبر،حتى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب،
معرفة الحكمة من البلاء،فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليُهذب لا ليُعذب،
البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور،فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا،كي يكفرها الله عز وجل عنا،ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيا،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه)متفق عليه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
البلاء دليل حب الله للعبد، والمُحب لا يتضجر من فعل حبيبه أبداً،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أحب الله قومًا ابتلاهم،فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع)رواه أحمد وصححه الألباني،
البلاء يُبلغك المنازل العلا،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله(إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)رواه ابن حبان وقال الألباني،حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب،
بالمصيبة،أحمد الله عليها أربع مرات،
أحمد الله،إذ لم يكن أعظم منها،
وأحمد الله،إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد الله،إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد الله،إذ لم يجعلها في ديني،من كتاب سير أعلام النبلاء،
وهكذا يكون حال المؤمن ما بين الابتلاءات ونزول الرحمات حتي يُلاقي الله عزَّ وجل،أما الكافر فإذا أخذه لم يفلته،
وكم في البلية من نعمةٍ خفية،
تذكَّر أحوال الأشد منك بلاءً،فمن يرى بلاء غيره،يهون عليه بلائه،
وتذكر لطف الله تعالى عليك،مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه،اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت،أخذت عضواً وأبقيت أعضاء، وأخذت ابناً وأبقيت أبناء،
تلقى البلاء بالرضا بقضاء الله وقدره،وهذا من أعظم ما يُعين العبد على المصيبة،قال تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحديد،
فالبلاء من قدر الله المحتوم،وقدر الله لا يأتي إلا بخير،قال ابن مسعود،لأن أعض على جمرة،أو أن أقبض عليها حتى تبرد فى يدى،
أحب إلى من أن أقول لشيءٍ قضاه الله،ليته لم يكن،فالرضا بقضاء الله يورث حلاوة الإيمان التي تهوِّن من أثر الشوك تحت الأقدام،
معرفة طبيعة الدنيا وأنها دار عناء،فالدنيا بمثابة القنطرة التي تعبر بها إلى الدار الآخرة،فلا تحزن على ما فاتك فيها،
قال ابن الجوزي،لولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتور فيها الأمراض والأكدار،ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار،ولو خلقت الدنيا للذة لم يكن حظّ للمؤمن منها،
معرفة ثواب الصبر العظيم،وحينها يهون عليك كل بلاء،قال تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
والصبر مثل اسمه مر مذاقه،لكن عواقبه أحلى من العسل،
ثق بحدوث الفرج من الله سبحانه وتعالى،إذا رأيت أمراً لا تستطيع تغيره،فاصبر وانتظر الفرج،
قال تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)الشرح،
استعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة،واسأله أن يُلهمك الصبر والرضا بقضائه،كي يهون عليك البلاء وتنجح في الامتحان الذي يورثك الجنة إن شاء الله تعالى،
فلابد من التوكل والاستعانة،كي تنال الصبر،
قال الله تعالى(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)النحل،
بُث شكواك إلى مولاك،كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام عندما قال(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)يوسف،
لمن تشكو يا عبد الله،هل تشكو الخالق للمخلوق،
رأى بعضهم رجلاً يشكو إلى آخر فاقة وضرورة،فقال،يا هذا، تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك،
وإياك والغضب عند البلاء،فإن الغضب ينافي الصبر،قال تعالى (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)القلم،
ولا تستعجل،فوض أمرك إلى الله وخذ بالأسباب،ولا تستعجل فكل يأتي بقدر،
لا تيأس وتستسلم لتثبيط الشيطان،مهما كانت شدة البلاء،فإنه دائمًا يبدأ كبيراً ثمَّ يتلاشى شيئاً فشيئاً،وقد قال الله تعالى(وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)الحجر،
التأمل في قصص الصابرين،فأي بلاء قد تتعرض له،فقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم،لمحن وابتلاءات أشد منه،وكان خير الصابرين والشاكرين والحامدين،فتأمل في صبره وصبر الصالحين من قبله وبعده,
يقول ابن القيم في الفوائد،ياابن آدم أين أنت والطريق،
طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمِي في النار الخليل، وأضجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين،
ونُشِرَ بالمنشار زكريا،وذبح السيد الحصور يحيى،وقاسى الضر أيوب،وزاد على المقدار بكاء داوود،وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم،وتزهى أنت باللهو واللعب،الفوائد،
قول الله تعالى،لكل مُبتلى(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)النور،
وقوله عزَّ وجلَّ(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة،
لاتفقد صبرك، فالأشياء الجميلة تأتي بعد صبر جميل(وبشر الصابرين)

الحسيمqtr
06-02-2015, 12:52 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
06-02-2015, 03:24 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس

_ناصر
18-02-2015, 09:52 AM
جزاك الله خير

بومحمد المطاوعه
18-02-2015, 09:53 AM
جزاكي الله خير الجزاء اختي

وبارك الله فيج

امـ حمد
18-02-2015, 03:32 PM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي ناصر
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
18-02-2015, 03:33 PM
جزاكي الله خير الجزاء اختي

وبارك الله فيج
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بو محمد المطاوعه
وجزاك ربي جنة الفردوس