المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطابور" بمعناه الشامل هو أن تعرف مكانك



رجل مثالي
05-02-2015, 05:02 PM
قف في الطابور واحترم دورك
"الطابور" بمعناه الشامل هو أن تعرف مكانك بذاتك وتنتظر دورك دون أن تأكل حق غيرك في الدور، ولطالما بهرتني نتيجة الربط بين تقدم الأمم وبين احترامها لهذا المفهوم
يأسرني مفهوم "الطابور" ويأخذني بعيدا في أبعاده ومعانيه وكم خدم البشرية منذ أن تم اختراعه آليةً لتنظيم الجموع من البشر، لست أدري أي عبقرية تلك التي اخترعت الطابور وفي أي زمن كان ذلك الاختراع، لكنها عقلية فذة بلا شك، استطاعت أن تضع شيئا لم يستطع الإنسان حتى اليوم أن يجد له بديلا لينظم وصول الجموع لذات الغرض وفق ترتيب عادل، وبدون الطابور تكون "الفوضى" هي سيد الموقف.
في المدراس كان الطابور ذا هيبة وقداسة تجعلنا نخاف من مخالفته بأي شكل، كنا نقف فيه وكأننا عسكر ونسير منظمين على نغمات "يا بلادي واصلي" وهي تهز أرجاء المدرسة، وكان المدير لا يعاقب على شيء قدر معاقبته لخارج عن الطابور، أو مخل بنظام ذلك الطابور،و كان الأستاذ يقف على طابور "المقصف" في كل فسحة، وكل غرضه معاقبة من يخالف الطابور بـ"قرموع" على نافوخ المخالف ، وأذكر مرة قبل أكثر من عشر سنوات أنني زرت الباكستان وفي المطار أثناء الوقوف في طابور الجوازات للمغادرة، وجدت الناس تصيح برجل فلاح ذي حالة بئيسة أن يحترم الطابور، وكان من الظاهر تماما أن هذا الرجل لا يعرف وما هو الفرق بين عدم المعرفة بالطابور وبين تجاهله ومحاولة التغلب عليه والخروج عنه؟ بالنسبة لي النتيجة واحدة وهي الفوضى وإشاعة التغلب بالقوة، أما بالنسبة للعلاج فعلاج عدم المعرفة أسهل من علاج التجاهل، لأن الثانية ممزوجة بشيء من الطغيان الذاتي والرغبة في إبراز العضلات على الآخرين والتغلب بالقوة الشخصية على قوة القانون.
حين أزور مكانا أو دولة لأول مرة فإن أول ما أبحث عنه هو مفهوم الطابور في هذه الدولة، أو هذا المكان، ليس بالضرورة مفهوم الطابور بالمعنى التقليدي وهو أن تقف في الصف منتظرا دورك، وإنما مفهوم الطابور بمعناه الشامل وهو أن "تعرف مكانك بذاتك وتنتظر دورك دون أن تأكل حق غيرك في الدور"، ولطالما بهرتني نتيجة الربط بين تقدم الأمم وبين احترامها لمفهوم الطابور، وكذلك الربط بين تخلف الأمم وبين إغفالها وتجاهلها لهذا المفهوم.
الأمم المتقدمة تقدس مفهوم الطابور قداسة خاصة، وتجعله هو الشرعة العامة حين تغيب النصوص ويغيب الرقيب أيضا، ففي المطارات والمحلات التجارية يندر أن ترى من يتجاوز الطابور أو يخالف مساره لغرض شخصي، وفي الشوارع كل ما تحتاجه أن تعرف أن الأولوية لمن يصل عند التقاطع أولا، وإن وصل اثنان في ذات الوقت فالأولوية لذلك الذي على اليمين، وكم كانت مفاجأتي كبيرة حين بدأت أسوق خارج الدوحة رأيت كم يحترمون هذه القاعدة وكيف أنها أغنتهم عن رجال المرور وعن الإشارات الضوئية في كثير من الأحيان، وقد رأيت قبل أيام على "اليوتيوب" تسجيلا لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وهو يشتري مع زوجته الهامبورجر، ورفض تماما أن يقدم في الطابور بل قال أقف هنا في آخر الطابور.
أما لدينا فيكفيك أن تقف على تقاطع تعطلت إشارته الضوئية لتسمع بأذنيك وترى بأم عينيك كم نحاول أن تكون الغلبة لنا، فكلنا يريد أن يمر وأن يعبر قبل الآخر لتكون النتيجة أن الجميع تقريبا يتكدسون في منطقة الوسط دون أن يعبر أحد، والكل يعلق صوت بوق سيارته ليعبر عن لسان حاله "بأنه الأولى" حتى يأتي رجل المرور ليحل الإشكال، ذات المشهد تراه في المطارات: مهما حاول الرجل على البوابة أن ينظم وأن يرتب فالكل يريد أن يدخل الطائرة أولا، وذات المشهد يتكرر عند محلات المأكولات في رمضان، كل يريد أن يخدمه أولا بغض النظر عن وقت وصوله، وذات المشهد يتكرر في الدوائر الحكومية خصوصا لمن يعرف موظفا خلف الشباك أو من أصحاب المناصب، وذات المشهد يتكرر حين تدخل امرأة إلى مكان ما وفجأة وبدون مقدمات تتقدم على الكل وإذا اعترضت يأتيك الرد "ما تشوف المرة، كيف تخليها توقف في الطابور؟" وعندما تنتهي من حاجتها تجدها تطالب بالمساواة مع الرجل! ياسيدتي من تبعات المساواة مع الرجل أن تقفي في الطابور حتى يأتي دورك!
يكفينا لمعرفة المدى الفاصل بيننا وبين التطور أن نرى منظر الطابور في قطار المشاعر بالحج، وأن نرى التدافع بيننا عند أدائنا مناسكنا.. كل منا يريد أن يكون في المكان الأميز والأفضل في ذات الوقت، ونغفل الأميز والأفضل للمجموع ونغفل الأميز والأفضل بحسب النظام.
إنها دعوة من القلب أن يكون احترام النظام والطابور من أهم الألويات التي تعلم في المدارس، ولكل جهة خدمية أن تساعد المراجعين أن يلتزموا بالطابور، ودعوة لكل مواطن أن يساعد كل الجهات ومقدمي الخدمات على الأداء الأفضل بأن يلتزم بالطابور. إنها دعوة لبذر نواة التطور فينا!

أرجو الرد حسب تعليمات المنتدى وما في أي شئ أن نرد على بعض لمعرفة الاستفادة من الطابور والنظام في حياتنا والنظام في كل مكان من الشارع والاماكن العامة والدوائر وفي كل مكان
يخدم الناس في حياتهم اليومية وعلى مدار الوقت
نكون مع النظام لنصل الى خدمات مميزة وسريعة
درن تأخير بسبب النظام

بانغ بانغ
05-02-2015, 05:36 PM
اخوي

ما تقدر اتغير سلوكيات مجتمع قائم على العشوائية الادارية والفوضى التنظيمية

قصدي في الاخلاقيات وليس الانظمة

بانغ بانغ
05-02-2015, 05:38 PM
اسمح لي بس انت وانا لو كنا واقفين في طابور في البنك واثنينا عرفنا المدير وطلب منا انروح مكتبه ايخلصنا بسرعة ..... بنوافق

رجل مثالي
05-02-2015, 05:44 PM
اخوي

ما تقدر اتغير سلوكيات مجتمع قائم على العشوائية الادارية والفوضى التنظيمية

قصدي في الاخلاقيات وليس الانظمة


الله يسلمك ممكن تتعدل الأخلاقيات
حسب ردك لأن التقيد بالنظام يعتبر
من التطور والرقي الإنساني

رجل مثالي
05-02-2015, 05:47 PM
اسمح لي بس انت وانا لو كنا واقفين في طابور في البنك واثنينا عرفنا المدير وطلب منا انروح مكتبه ايخلصنا بسرعة ..... بنوافق


الله يسلمك بالنسبة لي التقيد بالنظام الا إذا لا قدر الله عند
الضرورة الصحية مثل الواحد يتعالج ممكن
يساعده المدير لا باس في ذلك عند استطاعة المدير

يمامـة
05-02-2015, 11:49 PM
ثقافة مجتمع بنعاني منها وااايد لو دققنا عليها ..

لكن لو اماننا انها ثقافة مجتمع في سبيلها للتغيير راح نرتاح كثيرا..

اليوم مثلا.. لو وقفت في طابور ولقيت ناس معينين بيخالفون الطابور
اعذرهم لأنهم مب تبعين بثقافة الطابور.. لكن لو شفت هالشي من اجنبي عيونه زرق بيغمي عليه لأنه تعادى!!