المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل غابت معاني الأخوة



امـ حمد
12-02-2015, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل غابت معاني الأخوة
وفي حديثه،صلَّى الله عليه وسلَّم(المسلِم أخو المسلم،لا يظلِمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)رواه مسلم،
هناك البعض نتعامل معهم بعفويه،ثم يغضبون ونحن لم نكن نقصد،اذاً فلا حاجة لنا لمداراتهم من هم ليسوا اهل لمعاني الاخوه،أخواه التوحيد،
دائما نسمع،أحبك في الله،فهل أعطينا تلك المشاعر حقها،وان كانت في محلها كيف نتعامل معاها،بعد ان تحتسب الخير في أخ يستحق الحب في الله،
الصفات المشروطة فيمن تختار صحبته، اعلم أنه لا يصلح للصحبة كل إنسان،قال رسول صلى الله عليه وسلم(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)ولا بد أن يتميز بخصال وصفات يرغب بسببها في صحبته،أن يكون عاقلاً حسن الخلق غير فاسق ولا حريص على الدنيا،
أما العقل،فهو رأس المال وهو الأصل،
فلا خير في صحبة الأحمق،فإلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت،فإن من غلبه غضب أو بخل أو جبن وأطاع هواه فلا خير في صحبته،ولأن من لا يخاف الله لا يوثق بصداقته بل يتغير بتغير الأغراض،قال الله تعالى(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه )وفي مفهوم ذلك زجر عن الفاسق،
وقال أبو سليمان الداراني،رحمه الله،لا تصحب إلا أحد رجلين ،رجلا ترتفق به في أمر دنياك،أو رجلاً تزيد معه وتنتفع به في أمر آخرتك،
والاشتغال بغير هذين حمق كبير،وأما الحريص على الدنيا فصحبته سم قاتل،لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء،بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص،ومجالسة الزاهد تزهد في الدنيا ، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا،
وتطلب صحبة العلماء والحكماء ،
قال لقمان،لابنه،يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن القلوب لتحيا بالحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل المطر،
من أهم معاني الاخوه في الله،الإيثار كما حصل بين المهاجرين والانصار عندما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم،قد اقتسموا كل شئ،
أهم ما يجعل تلك الأخوه تستمر هو عدم دخول الدنيا فيها
احذروا ان يتخللها أي امور دنيويه،
الواجب علينا نحن كي نُحيي معاني الاخوه،ان نقف معهم في شدائدهم،عندما تسقط تعلم من هم اصدقائك،
ثم يجب حسن الظن(بقدر حبك الصادق في الله،يكون حُسن ظنك باخيك)
فان اسأت الظن فيه فذلك يعود عليك انت لم يكون حُبك صادق،ثم ان حصل أي تقصير التمس له العذر ولا تجعل للشيطان عليك طريق،وليس لك حق ان تغضب عليه بتقصيره،
لأنه بشر غير معصوم فلا بد من الخلل والزلل لا بد من النقص،
عندما تقول انت اخاً لي تحمل معاني تلك الكلمه،ثم ان من حولك بشر ليسوا ملائكه وليسوا شياطين
لماذا كثرة المُحاسبه والعتب،عتب الأحبه له مذاق رائع،وتحمل معاني الاخوه،
كن على بساطه معهم دون تكلف،لا في الكلام او ملبس او مسكن او أي من مظاهر الدنيا،ان وجدت في نفسك بعض مما سبق،فانت ليس اهل ان تكون اخ صادق،ولا يعني ذلك ان لا يوجد حدود
بل يجب ان يكون احترام مُتبادل،وانتقاء كلمات طيبه لطيفه تزيد من اصدق حُب،
الأخوة شجرة لاتقاس بطولها ولكن بعمق جذورهآ
لله در علقمة العطار لما حضرته الوفاة قال لإبنه‏(‏يا بني إذا صحبت الرجال فاصحب من إذا خدمته صانك،وإن صحبته زانك،وإن أمددت بخير مد،وإن رأى منك حسنة عدها،أو سيئة سترها،اصحب من إذا سألته أعطاك ، وإن سكت ابتداك ، وإن نزلت بك نازلة واساك،اصحب من إذا قلت صدق قولك،وإن تنازعتما آثرك،
الأخوة في الله كعقد لؤلؤ منتظم،يشع لبريقه،فما أجمل هذا العقد إن بقى على مـر الزمن،
روي في السيرة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه،صلى الفجر وقال،اين معاذ قال،ها انا ذا يا امير المؤمنين قال،تعال لقد ذكرتك البارحة وبقيت اتقلب في فراشي حباً وشوقاً اليك فتعانقا وبكيا رضي الله عنهما،
ثمرة المحبَّة في الله،
أوَّلها، أنَّ المتحابين في الله يكونون في ظلّ عرش الله في وقت تدْنو الشَّمس من الرُّؤوس، ويَسيح الناس في عرقهم،
ففي الحديث عن أبِي هُريرة عن النَّبيّ،صلَّى الله عليْه وسلَّم،قال(سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه)وذكر من بينها(ورجُلَين تحابَّا في الله،عز وجل،اجتمعا على ذلك وتفرَّقا عليه)
وعن أبي هريرة عن النَّبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،قال(يقول الله،عزَّ وجل،يوم القيامة،أين المتحابُّون في جلالي،اليوم أظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلِّي)
ثانياً،المتحابون في الله يحبُّهم الله،تعالى،ووالله ما أجملَها من ثمرة أن يحبَّنا الله - جلَّ جلالُه،وهو الغني عن عباده،
ففي الحديث القدسي يقول،تعالى(حقَّت محبَّتي للَّذين يتحابّون فيَّ، وحقَّت محبَّتي للَّذين يتباذلون فيَّ، وحقَّت محبَّتي للَّذين يتزاورون فيَّ)
ثالثها،المتحابّون في الله في مكان يغبطهم عليه من هم في أفضل المنازل،النبيُّون والشهداء،
المتحابُّون في الله لا يَخافون إذا خاف النَّاس،ولا يفزعون حين يفزع النَّاس،ولنسمع إلى هذا الحديث النبوي الَّذي يهز الوجدان،
عن معاذ بن جبل قال،سمعت رسول الله،صلَّى الله عليه وسلم، يقول،قال الله،عزَّ وجل(المتحابّون في جلالي لهم منابرُ من نورٍ يغبطهم النبيُّون والشهداء)الحديث أخرجه التِّرْمذي في سننه وقال، حسن صحيح،
وعن ابن عمر،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله،صلَّى الله عليه وسلم(إنَّ لله عباداً ليسوا بأنبِياء ولا شهداء،يغبطهم الشهداء والنبيُّون يوم القيامة،لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منْه) فجثا أعرابيٌّ على ركبتَيه فقال،يا رسول الله، صفهم لنا وجلّهم لنا، قال(قوم من أقناء النَّاس من نزَّاع القبائل، تصادقوا في الله وتحابّوا فيه،يضَع الله،عزَّ وجل،لهم يوْم القيامة منابرَ من نورٍ،يخاف النَّاس ولا يخافون،هم أولياء الله،عز وجل،الَّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)الحديث أخرجه الحاكِم في،المستدرك،وقال،صحيح الإسناد،
وحديث أبِي هريرة،رضي الله عنه(إن حول العرش منابر من نور، عليها قوم لباسُهم نور ووجوههم نور،ليسوا بأنبِياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء)فقالوا،يا رسول الله، صفْهم لنا،فقال(هم المتحابّون في الله،والمتجالِسون في الله،والمتزاورون في الله)
أخرجه النَّسائي في سننه،
رابعها،أن المحبة في الله تعالى،تصل بالإنسان لدرجة لا يصل إليها بعمله،فلو أن إنساناً أحب من هو فوقه في الدين والمنزلة يحشر يوم القيامة معه،لحديث النبي،صلى الله عليه وسلم،عن أنس بن مالك أن أعرابياً قال لرسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،متى الساعة،قال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلم(ما أعددتَ لها) قال،حبّ الله ورسوله،قال(أنت مع من أحببت)الحديث أخرجه مسلم في صحيحه،
قال أنس،فأنا أحب الله ورسولَه،وأبا بكر وعمر،فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالِهم،الحديث أخرجه مسلم في صحيحه،
خامسها، أنَّ المحبَّة في الله تكون سبباً في تحاتّ الذنوب والخطايا؛ فعن مجاهد قال(إذا التقى المتحابَّان فبش بعضهم إلى بعض، تحاتَّت عنهم الخطايا كما يتحاتُّ ورق الشَّجر في الشتاء إذا يبس،
فالحبُّ في الله تعالى،وتحقيق مبدأ الأخوة من أهم ما ينبغي أن يحرص عليه كل مسلم غيور على دينه، حتى يسود التَّرابط بين المسلمين،

اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك،وارزقْنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا.
جعلنا الله من المتحابّين في الله.

الحسيمqtr
12-02-2015, 06:34 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
12-02-2015, 02:54 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس