قطري2022
17-02-2015, 12:17 PM
الم يتساءل احدنا لماذا فلان انجح مني مهنيا او اسريا او اجتماعيا ؟ بالتاكيد ان هناك الكثير يسالون انفسهم هذا السؤال ، بعضهم علم الاجابة وعلم بأخطاؤه وقام بتصحيحها والبعض لم يعلم ، او علم الاجابة ولكنه تجاهل السبب ، والاجابة هي ان لديه افكار خاطئة بنى عليها مسار حياته والنتيجة انه حصل على حياة خاطئة ، ومن تسبب في تكون تلك الافكار هي اخلاقه الخاطئة ، فأخلاق المرء هي من تشكل افكاره ، وافكاره هي من تحدد سلوكه ، و بالتالي هي من تخطط له اسلوب حياته بشتى مراحلها ، فطريقة حياة المرء هي مرآة افكاره ، بمعنى ، ان اسلوب حياته هو نتيجة لافكاره ، فمن اسس افكاره بشكل سليم سيعيش حياة سليمة ومن اسس افكاره بشكل خاطىء سيعيش حياة خاطئة مليئة بالعراقيل التي تودي به الى الفشل والياس ، والمكابرة على الخطا وعدم الاعتراف به سبب رئيسي للفشل في كافة المجالات ، على سبيل المثال هناك من يشكو من عدم استقراره اسريا ، اي كثرة المشاكل بينه وبين زوجته وابنائه ، لكنه يتسائل لماذا فلان ناجح اسريا ولا يشكو كما اشكو ، السبب يرجع هو ان الشخص المستقر تربى على الضمير الحي وحب الخير للاخرين ومراعاة مشاعرهم طما تربى ايضا على الرحمة والالفة ، تلك الاخلاق شكلت في عقله افكارا خيرة تحث على فعل الخير ورحمة الاخرين وحب الخير لهم وعدم ايذائم ومراعاة شعورهم بالاضافة الى ان اخلاقه كونت في عقله خبرة في الحياة وفي كيفية التعامل مع الأنفس البشرية ، وقد اختار زوجة تتفق معه في الافكار والاطباع بشكل كبير ، قد تكون من اختياره هو او من اختيار عائلته وكان تقارب الاقكار والاطباع بينهما مجرد صدفة ، حيث يعلم كيف يعامل زوجته معاملة منطقية تتماشى مع طباعها وفطرتها ، وتوافق الافكار والاطباع بين الزوجين عامل رئيسي لنجاح الحياة الزوجية ، كما عمل على تربية ابنائه بطريقة علمية تتماشى مع فطرتهم ، حيث يعلم متى يحن عليهم ومتى يقسو ومتى يعاقب ، بينما الشخص الغير مستقر ربما كانت اسباب عدم استقراره هي صرامته الشديدة تجاه زوجته وابنائه ، كمعاملة الزوجة وكانها خادمة اومربية لابنائه فقط او قطعة من قطع الاثاث بالمنزل ، او معاملة الابناء معاملة قاسية دون رحمة ، او ربما كان غير مبال بتربيتهم مما يؤدي الى فساد اخلاقهم في سن الطفولة والمراهقة والشباب وربما المشيب ايضا ، وقد يؤدي هذا الفساد الى عواقب وخيمة غالبا لاتنتهي ، وهنا قد يتكرر نفس الخطأ مع الابناء ، الا وهو الخطا الذي وقع فيه سابقا من تسبب في سوء تربية الابناء سواء الاب او الام ، الخطأ الذي يؤدي الى عدم استقرار حياة الابناء بسبب اسلوب التربية الذي تربو عليه منذ طفولتهم وكما ذكرت ، المتسبب هو احد الوالدين او كلاهما ، وهكذا تستمر اثار التربية الخاطئة عبر الاجيال ، ويرجع سوء معاملة هذا الاب او الام الى عدم تربيتهم تربية صحيحة من قبل والديهما او حدهم ، حيث يكون المخطئ منهم قد تربى على عدم مراعاة شعور الاخرين وحب السيطرة وموت الضمير . نأتي الى مثال اخر وهو الشخص البخيل ، خُلُق البخل جعل تفكيره محصورا في ان يحافظ على امواله بجشاعة و باي وسيلة كانت مهما كان الثمن ، وبالتالي يفضل ان يتعب جسده واعصابه ومن حوله كأسرته اوغيرهم بهدف توفير المال ، مما يؤدي الى زيادة الحمل على عقله واعصابه ،وكما نعلم تراكم الهموم تنقص من صبر الانسان مما تقلل من حكمته في مواجهة المواقف وحل المشاكل ، ذلك يؤدي الى الغرق في الهموم اكثر فاكثر ، انا لست ضد توفير الاموال ولكني ارجح توفيرها بطريقة صحيحة توافق المنطق وليس بجشع . نأتي الى الحاسد ، غالبا ماينشأ الحسد لدى الابناء عن طريق امتصاص هذا الخلق من احد الابوين او كلاهما ، وخلق الحسد ينشىء فكرة اني اكره ان ارى شخصا افضل مني و لن اسمح لاحد بان يكون افضل بشتى الوسائل ، ومن ثم ينتج السلوك الذي مراده اني اذا رايت شخصا افضل مني ساتمنى زوال تلك النعمة التي جعلته افضل مني ، واود هنا ان اوضح
نقطة مهمة ، و هي ان الحاسد كثير الانتقاد ، والانتقاد المستمر صفة الحاسد ، ولكن هناك فرق بين الغيرة و الحسد ، فالغيرة هي ان يتمنى الانسان بان يصبح كغيره في موضوع معين او افضل منهم دون التمني بزوال النعمه عن الغير ، والغيرة فطرية في الانسان ، ولكن في نفس الوقت يجب عليه ان يضبط نفسه ولا يحول غيرته الى حسد . وهنالك الكثير من الاخلاق السيئة التي تخلق افكارا سيئة تؤدي الى سلوك اسوأ ، ختاما ، ارجو من الوالدين ان يعملو على تربية ابنائهم تربية اسلامية التي تتفق مع فطرة وتركيبة النفس البشرية وليس على الاخلاق العرفية التي تربو عليها ، والتي بسببها تدهورت اخلاق المجتمعات ، فالتربية هي عملية تعويد ليس اكثر ، يجب ان تكون باسلوب علمي وليس بطريقة عرفية ومجتمعية ويجب ان تكون ايضا في مرحلة الطفولة وليس في مرحلة المراهقة او مرحلة الشباب حيث يكون الاوان قد فات ، والطفل صفحة بيضاء ان لم يشكلها الوالدان شكلتها البيئة ، فشكلوها قبل ان تشكلها بيئتكم ، والاخلاق في الصغر كالنقش على الحجر وليس العلم فقط .
نقطة مهمة ، و هي ان الحاسد كثير الانتقاد ، والانتقاد المستمر صفة الحاسد ، ولكن هناك فرق بين الغيرة و الحسد ، فالغيرة هي ان يتمنى الانسان بان يصبح كغيره في موضوع معين او افضل منهم دون التمني بزوال النعمه عن الغير ، والغيرة فطرية في الانسان ، ولكن في نفس الوقت يجب عليه ان يضبط نفسه ولا يحول غيرته الى حسد . وهنالك الكثير من الاخلاق السيئة التي تخلق افكارا سيئة تؤدي الى سلوك اسوأ ، ختاما ، ارجو من الوالدين ان يعملو على تربية ابنائهم تربية اسلامية التي تتفق مع فطرة وتركيبة النفس البشرية وليس على الاخلاق العرفية التي تربو عليها ، والتي بسببها تدهورت اخلاق المجتمعات ، فالتربية هي عملية تعويد ليس اكثر ، يجب ان تكون باسلوب علمي وليس بطريقة عرفية ومجتمعية ويجب ان تكون ايضا في مرحلة الطفولة وليس في مرحلة المراهقة او مرحلة الشباب حيث يكون الاوان قد فات ، والطفل صفحة بيضاء ان لم يشكلها الوالدان شكلتها البيئة ، فشكلوها قبل ان تشكلها بيئتكم ، والاخلاق في الصغر كالنقش على الحجر وليس العلم فقط .