المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدب مع الله سبحانه وتعالى



امـ حمد
19-02-2015, 04:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأدب مع الله سبحانه وتعالى
منزلة الأدب مع الله،من أعظم المنازل والمقامات، وأعظمها شأننا وأكبرها قدراً،وإذا خلى العبد من التأدب مع الله لم يكن له أدب صحيح نافع في أي مجال من المجالات،
فأعظم فضائل الأدب مع الله،تجد التوحيد له جل وعلا بأن تفرده بجميع العبادة وتعتقد حقاً أن الله وحده المعبود بحق،وأن كل ما سواه بالباطل(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ)وأن لا تجعل معه شريكاً في عبادته لأنه لا شريك له في خلقه فلا شريك له في عبادته،
ومن مظاهر توحيده،إيمانك الحق بكل اسم سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم،أو كل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم تثبت ذلك حقا على ما يليق بجلال الله من غير تكييف ولا تمثيل(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
ومن مظاهر أدبك مع الله،محبتك لله جل وعلا،وذلك أن تتصور أن الله جل وعلا أنعم عليك بنعم عظيمة أوجدك من العدم، ورباك بالنعم وأحسن خلقك فجعلك في أحسن تقويم وأمدك بالسمع والبصر والفؤاد وأصبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه فكلما تدبرت نعم الله عليك وإفضاله وإحسانه ازددت حبا لله جل وعلا قال جل وعلا،(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ)ومن لازم هذه المحبة أن تحب أنبياءه ورسوله فتحب جميع الرسل،وتحب محمدا صلى الله عليه وسلم،
محبة صادقة لحب الله،تحب أوامر الله فتمتثلها،وتكره نواهي الله وتجتنبها كل ذلك من محبتك لربك جل وعلا،
وأن تخلص لله العبادات كلها فمن صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك من الأعمال الصالحة تؤديها خالصة لله تبتغي بها وجه الله والدار الآخرة لعلمك أن غير الله لا يصرف شيء من ذلك، فتصلي لله، فتصدق لله، تعمل صالحا لله، ترجوا بكل عمل ثواب الله فتخلص العمل لله لأن الله يقول(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)ولا تقول في شرع الله إلا بما تعلم فلا تفتي برأي أو ظن أو تخلص قال الله جل وعلا(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) فكل من أفتى بغير علم فقد كذب على الله ولم يتأدب مع الله، فأدب المسلم مع ربه أن لا يفتي في دينه إلا بما هو عالم به وبدليله ليكون بذلك على بصيرة من أمره،
وأن تشكر الله جل وعلا على عموم نعمه التي أنعم بها عليك ظاهراً وباطناً،وحياءك وخجلك من الله،حياءك أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك، تستحي من ربك لعلمك باطلاعك عليك وعظيم آلاءه وستره عليك فتستحي منه فتتوب إليه،
وإخلاصك الدعاء لله بأن تدعوا الله جل وعلا مخلصاً موقنناً بالإجابة مدرك أن الله سميع عليم قادر بأن يجيب دعوتك،وتسليمك للقضاء والقدر وإيمانك بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، تؤمن بقدر الله الذي قدره خيره وشره،
فأعظم الأدب وأهمه وأوجبهإخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وأن يُخَصَّ بالعبادة، من دعاء وخوفٍ ورجاءٍ وتوكل، ورغبة ورهبة وذبح ونذر، واستغاثة وغير ذلك،كما قال سبحانه(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
وبهذا يعلم أن ما يفعله الجهلة من دعاء والاستغاثة بالأموات، والنذر لهم والذبح لهم، أن هذا هو الشرك الأكبر،هذا هو عبادة غير الله، وهذا داخل في قوله جل وعلا(وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)وفي قوله سبحانه(إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)
فالواجب،تخليص العبادة لله وحده، وأن يُخَصّ بالعبادة من دعاء وخوف، ورجاء، وتوكل، وذبح، ونذر، وغير هذا كله لله وحده، والله يقول جل وعلا(وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ)يعني،من المشركين،
فالواجب على جميع المكلفين أن يخصّوا الله بالدعاء،وبسائر أنواع العبادة،
والإيـمان بأسمائه وصفاته،كما قال تعالى(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)وأن تثبت أسماؤه،من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل، بل يجب إثباتها لله، كما جاءت في القرآن، والسنة الصحيحة، على الوجه اللائق بالله،وأنه سبحانه قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في استوائهم، كما أنه سبحانه يرضى ويغضب،ويعطي ويمنع ،يرحم عباده جل وعلا،ويتكلم،كل ذلك على الوجه اللائق به، لا يشبه كلام عباده(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
فدعاء غير الله من الأموات،أو الجن،كله من سوء الأدب مع الله،فالواجب على الجميع حسن الظن بالله،والاستقامة على دينه،وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى،والإيـمان بأسمائه وصفاته،وبكل ما خبّر به رسوله صلى الله عليه وسلم،وعلى الجميع اتباع القرآن الكريم،والتّمسك به،مع اتباع السنة وتعظيمها،والحذر مما يخالفهما،
ومن سوء الأدب مع الله، السخرية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناهج التعاليم الإسلامية والحط من قدرها أو التشكيك في حفظة القرآن،وأن تستمر في طغيانك وتلج في هواك وضلالاتك من غير خوف من الله،وظلم الناس في أموالهم وأعراضهم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة،فعلينا جميعاً التأدب مع الله،ومع نبيه ومع دينه، وتلقي ذلك بالسمع والطاعة والقبول،والشرك بالله وصرف بعض العبادة لغيره سبحانه وتعالى،يقول الله جل وعلا(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)
ويقول سبحانه(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)
أن الله علم الأشياء ثم كتب ذلك العلم قبل أن يخلق الخليقة بخمسين ألف سنة وشاءه وقدره تؤمن بهذا حق الإيمان،وحسن ظنك بربك فتعتقد أن قضاء الله وقدره مبنين على حكمة وعدله ورحمته، وعلمه،ترضى بذلك لا تسوء الظن به يفقر من يشاء ويغني من يشاء يعز من يشاء،يذل من يشاء كل ذلك على كمال الحكمة والعدل،
وإمساك اللسان عن الأقوال البذيئة والأقوال الساقطة تبتعد عنها طاعة لله فإنك مسئول عن كل ألفاظك(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)فتأدب مع الله في الأقوال والأفعال،
فإن الواجب على جميع المكلفين هو التأدّب مع الله، وذلك بإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، والإيـمان به، وبكل ما أخبر به سبحانه في كتابه العظيم،على لسان رسوله محمد عليه الصلاة والسلام،عن أسمائه وصفاته وعن الآخرة، والجنة والنار، والحساب والجزاء وغير ذلك، يجب على كل مكلّف أن يؤمن بالله، وأن يخصّه بالعبادة، وألاَّ يشرك به شيئاً سبحانه وتعالى،

أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على دينه،وأن يوفقنا جميعاً للفقه في كتابه، وسنة نبيه، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما يخالف شرعه،إنه سبحانه وتعالى سميع قريب.

الحسيمqtr
20-02-2015, 08:54 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
21-02-2015, 12:20 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس







وبارك الله فيك وفي حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

راجي الْعفو
21-02-2015, 01:45 AM
جزيت خيرا

امـ حمد
21-02-2015, 02:52 AM
جزيت خيرا



وبارك الله فيك وفي حسناتك أخوي راجي العفو
وجزاك ربي جنة الفردوس