المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر واليابان..أربعة عقود من الشراكة الناجحة



Beho
20-02-2015, 08:00 AM
قطر واليابان..أربعة عقود من الشراكة الناجحة
الراية - 19 02 2015

تأتي زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، اليوم الى اليابان لتفتح آفاقا جديدة وواسعة للتعاون المشترك بين البلدين، وهو تعاون ضارب في القدم وتمتد جذوره إلى 42 عاما خلت شهدت خلالها العلاقات القطرية اليابانية كثيرا من التميز والنجاح، يغذيه حرص القيادتين في البلدين على تقوية العلاقات ودفعها باستمرار إلى الأمام، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

كما ستضع زيارة سمو الأمير، التي تأتي في ظل ترحيب ياباني واسع، لبنة جديدة في صرح الشراكة المتنامية وتأتي انعكاسًا لرغبة صادقة لدى البلدين للانطلاق بالعلاقات نحو آفاق جديدة بتوقيع مزيد من اتفاقيات الشراكة التي ستعزز التعاون القائم على الاحترام والثقة المتبادلة.

وتحظى زيارة سمو الأمير باهتمام واسع على المستويين الرسمي والشعبي لما يربط البلدين من علاقات وثيقة رسختها الرؤى المتقاربة لقيادتي البلدين حول مختلف الملفات الاقليمية والدولية، وأبرزها القضيتان السورية والفلسطينية، حيث تؤمن قيادتا البلدين بضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين، وإيجاد حل سياسي سلمي للازمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري.

صندوق الصداقة

لم تنس اليابان ولن تنسى وقوف قطر إلى جانبها في محنتها المتمثلة في كارثة الزلزال وتسونامي الذي ضربها في 2011، حيث أعلنت قطر تأسيس صندوق الصداقة القطري الياباني بقيمة 100 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار المناطق التي تأثرت من الزلزال والتسونامي.

وعلى مدى 42 عاما، شهدت العلاقات بين قطر واليابان تقدما ملحوظا في مختلف الأصعدة والمجالات، وسعى الجانبان طوال هذه العقود الاربعة من عمر العلاقات بينهما الى تعزيز وتنويع مجالات التعاون، وهو ما أكده سعادة السيد شينجو تسودا، سفير اليابان لدى الدوحة في احتفالات السفارة بعيد الميلاد الـ80 لإمبراطور اليابان ديسمبر الماضي، قائلا: "الجانبان لديهما عزم على تنويع العلاقات لتشمل مجالات متعددة. وأعرب عن امتنانه للحكومة القطرية لدعمها للجالية اليابانية بما في ذلك مدرسة اليابان بالدوحة.

الشريك الأكبر

وتعد اليابان اكبر شريك تجاري لدولة قطر، حيث وصل إجمالي حجم التجارة بين البلدين إلى 38 مليار دولار امريكي في عام 2013، كما تعد دولة قطر مزودا كبيرا للطاقة إلى اليابان، التي تعتبر واحدة من أكبر الموردين للغاز الطبيعي المسال بحصة تبلغ 18% كما تصل الواردات لنحو 16 مليون طن من أصل انتاجها الذي بلغ 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام "2013.

كما كانت اليابان عضوا في التحالف الدولي الذي طور صناعة الغاز الطبيعي المسال في دولة قطر من المرحلة الاولى كرائد ومستثمر وممول ومشتر ومقاول هندسة.

وتواصل قطر واليابان مرحلة لافته من الازدهار كشريكين كبيرين في مجالي التجارة والأعمال، وقد اتسعت دائرة العلاقات والتعاون بين البلدين في السنوات الأخيرة لتشمل مجالات التعليم والثقافة والرياضة والتكنولوجيا، ويعتبر الاحترام المتبادل والدعم المشترك المفتاح الرئيسي للعلاقات القوية بينهما.

مشروع قطر - اليابان

جسد مشروع قطر - اليابان 2012 للاحتفال بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، رغبة اكيدة لدى الجانبين لتقوية الشراكة الشاملة بينهما لتحقيق الاستقرار والرفاهية وذلك من خلال الارتقاء بمستوى التعاون في مختلف المجالات. ونوه بذلك السفير تسودا في كلمته باحتفالات السفارة بعيد ميلاد الامبراطور بالقول "هناك نية مشتركة وعزم من الطرفين - قطر واليابان - على العمل نحو تنويع العلاقات - والتي استندت بشكلٍ أساسي على قطاع الطاقة - لتصبح تعاونًا متعدد الطبقات لتشمل مجالات الثقافة، الرعاية الصحية، التعليم، وتنمية الموارد البشرية."

وجددت اليابان الإعلان عن رغبتها في تعزيز علاقاتها مع قطر عقب الانتقال التاريخي للسلطة في قطر وتتويج حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أميرًا لدولة قطر في 25 يونيو 2013. وفي خُطوة لتفعيل هذا التعهد، قام رئيس الوزراء الياباني سعادة السيد شينزو آبي، بزيارة قطر في أغسطس من نفس العام مصطحبًا معه أكثر من 180 مديرًا تنفيذيًا من مختلف القطاعات، حيث جاءت هذه الزيارة انعكاسًا صادقًا لرغبة البلدين في التوسع بالعلاقات نحو آفاق جديدة. ورحب رئيس الوزراء الياباني بالتقدم الواضح الذي حققه التعاون الثنائي بين البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي، وبالعلاقات الثقافية والتعاون المشترك بين الشعبين.

اتفاقيات مشتركة

ترتبط قطر واليابان بالعديد من علاقات الشراكة واتفاقيات التعاون. وشهدت زيارة رئيس الوزراء الياباني الى الدوحة التوقيع على مذكرة الحوار السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين وعقد حوار أمني شامل حول الأوضاع العالمية والإقليمية بين وزارات الخارجية والدفاع في البلدين، وعقد محادثات بين قيادتي الأركان وقبول المبتعثين من اليابان لتعلم اللغة العربية في مدرسة اللغات التابعة للقوات المسلحة القطرية، وتبادل زيارات الطلبة بين أكاديمية الدفاع الوطني اليابانية وكلية أحمد بن محمد العسكرية بدولة قطر وتوسيع الحوار والتعاون بين اليابان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أساس مذكرة التعاون والحوار الاستراتيجي وفقاً لخطة العمل، وإقامة حوار استراتيجي بين اليابان والمجلس على المستوى الوزاري وعقد اجتماع لكبار المسؤولين من الطرفين في أقرب وقت ممكن والاتفاق بين الجانبين على بدء وضع اتفاقية استثمارية جديدة من شأنها العمل على زيادة تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وفقاً لمصالح شعبيهما.

الموارد البشرية

تميزت الشهور الماضية باهتمام كبير من الجانبين بمجال تنمية الموارد البشرية، وتمت دعوة العديد من الموظفين التقنيين والإداريين القطريين إلى اليابان في إطار برامج تدريب أقامتها العديد من الشركات اليابانية لإعداد وتعزيز خبرة جيل مؤهل من الشباب ولمساعدة دولة قطر في تطوير صناعاتها الخاصة، وليكونوا قادرين على تحمل مسؤولية مستقبل دولة قطر.

وأكد السفير الياباني لدى الدولة ان العلاقات بين قطر واليابان "تبلورت وتطورت على مر السنين من خلال التحول من مجرد إحياء ذكرى من الماضي إلى معنى أكثر اتساعا لاحتضان مفهوم الاحتفال بالمستقبل". وأضاف أن "دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تمكنت من لعب دور هام في عدد لا يحصى من المجالات، يأتي على رأسها مبادرات دولة قطر لتنمية الموارد البشرية من أجل تمكين شعبها من المحافظة على مجتمع ناجح" مشيرا إلى أن " دولة قطر باعتبارها دولة واعدة في المنطقة اتخذت خطوات كبيرة على الطريق الصحيح، لتحقيق الأهداف التي وضعتها لـ "رؤية قطر الوطنية 2030، وفي الوقت ذاته حافظت على ثقافتها وتراثها وهويتها الخاصة".

كما اعرب السفير تسودا عن اعجابه بقدرة قطر وحفاظها على توازن بين اقتصاد يعتمد على النفط وقائم على المعرفة في طريق واحد من أجل المساعدة في تنويع اقتصاد البلاد وضمان تهيئة بيئة أعمال مستقرة ومستدامة، وفي هذا النطاق، ستعمل دولتا قطر واليابان على نحو مستمر وبلا هوادة في المستقبل نحو تعزيز وتقوية العلاقات وتنويع مجالات التعاون الثنائي لما ابعد من العلاقات الممتازة القائمة حاليا التي تأسست على مجالي الطاقة والتجارة.

أحداث عالمية

ينتظر قطر واليابان حدثان عالميان من شأنهما تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات حيث تستضيف قطر نهائيات مونديال 2022 لكرة القدم، فيما تستضيف اليابان الأولمبياد عام 2020 وهما حدثان تاريخيان كبيران يمثلان عامل تحفيز لتعزيز التعاون الوثيق بين كلا البلدين وتبادل المعرفة والخبرات من أجل ضمان نجاحهما بصفتهما بلدين مضيفين.

تدعم قطر جهود إعادة إعمار اليابان في نواح عديدة من خلال "صندوق الصداقة القطري" وذلك من منطلق ايمانها بالقيم والمبادئ الانسانية التي تجمع العالم ككل. وهناك تقدير ياباني على اعلى المستويات الرسمية والشعبية للدور الذي قامت به قطر ووقوفها إلى جانب اليابان في الكارثة التي ألمت بها بعدما ضربها الزلزال وموجات توسونامي في مارس 2011 وحرصها على متابعة جهود الاعمار واعادة البناء.

© Al Raya 2015