المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمة الله التى وسعت كل شئ



امـ حمد
22-02-2015, 02:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله التي وسعت كل سئ
في أعظم سورة نقلنا الله تعالى من حمده على ربوبيته للعالمين إلى رحمته بالعالمين،
وبين كل آية وآية يرد الله عزَّ وجلَّ علينا ويخاطبنا كما أخبر بذلك الصادق المصدوق،
إنها الفاتحة،إنها لأكثر سورة يجب أن يخشع العبد فيها،
ولكن بعض الناس لا يبدأ بالتركيز إلا بعد إنتهاءه من الفاتحة ويستبعد أن يكون هناك ما يشدهُ فيها،مع أن الذي يطلِّع على أسرارها، يجد لها طعماً آخر،
والسبب في أن قول الله تعالى(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)أتى عقب قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،إن ربوبية الله عزَّ وجلَّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق، لأنه تعالى لما قال(رَبِّ الْعَالَمِينَ)فقال بعدها ربي(الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ)
ومن ثمرات معرفة هذا الاسم،في شرح اسمي ( الرّحمن والرّحيم )محبّة الله،ورجاء عفوه ومغفرته، وحسن الظنّ به في خلقه وشرعه، والتماس هذه الرّأفة وطلبها،
فالرحمن،أي ذو الرحمة الواسعة،ويدُل على أن صفة الرحمة قائمة به سبحانه،
أما الرحيم،فهو الذي يوصل الرحمة إلى من يشاء من عباده،
يقول ابن القيم،ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيراً كقوله تعالى(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)طه،و(ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً)الفرقان ،فاستوى على عرشه باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها،والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)الأعراف،
فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء،
ويقول،والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم،فكان الأول للوصف والثاني للفعل،
فالأول،دال أن الرحمة صفته،
والثاني،دال على أنه يرحم خلقه برحمته،فتأمل قوله(وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)الأحزاب،
الرحمن،هو الموصوف بالرحمة،
ورحيم،هو الراحم برحمته،وقوله تعالى(إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)التوبة،
﴿ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾
من رحمة الله بالخلق أن الله سبحانه وتعالى،شرع لنا التوبة،
وهذه التوبة هي قارب النجاة،ولولاها لتفاقمت الذنوب، وانتهت بأصحابها إلى جهنم وبئس المصير، لكن الله رحيم بعباده، شرع لنا التوبة،وقال﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ﴾سورة النساء،
لذلك هذه التوبة صمام الأمان، وحبل النجاة،
ورد في الأثر،التوبة النصوح ليس لها ثواب إلا الجنة،فلذلك تشريع التوبة رحمة كبيرة لهؤلاء البشر(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾
ورحمة الله تكون في ما منعك،كما تكون في ما منحك،فإذا منعك الله تعالى من شيءٍ تحبه وتريده،فهذا هو عين العطاء لك،لإنه إن كان هذا الشيء في الظاهر محبباً لك،فإن فيه مفاسد هي أعظم من منافعه والله تعالى يراها وأنت لا تراها،فهو الخالق سبحانه (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)الملك،
فيكون منعك منه فيه منفعة لك أكثر من حصوله لك سواء في العاجل أم في الآجل،قال تعالى(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)البقرة،
وقال الطّبري رحمه الله في،تفسيره،لقوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)البقرة
،الرّأفة،أشد من الرحمة،يقال،فلان رحيم،فإذا اشتدّت رحمته فهو رؤوف،
والرّأفة،أعلى معاني الرّحمة، وهي عامّة لجميع الخلق في الدّنيا ولبعضهم في الآخرة،وقال في موضع آخر،إنّها رقّة الرّحمة،
وقال الأزهري،والرّأفة أخصّ من الرّحمة وأرق،
ولقد ذكر القرطبي،رحمه الله،فقال،إنّ الرّأفة نعمة ملذّة من جميع الوجوه،والرحمة قد تكون مؤلمة في الحال،ويكون في عقباها لذّة،
فلعلّه من أجل ذلك قال تعالى،في الزانيين(وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)النّور،
فالله أمر بإقامة الحد عليهما وذلك فيه رحمة بهما لتطهيرهما من الذنب،وليرتدعا عن ذلك،ولكنه نهى عن الرأفة التي من أجلها ربما عطلوا حد الله عليهما أو أنقصوا منه،
ولمن أصابه بلاء في الدنيا في ضمنه خير في الأخرى،إنّ الله قد رحمه بهذا البلاء،
لذلك قدّم الله ذكر الرّأفة فقال(إِنَّ اللهَ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
قال الخطابي،هو الرحيم العاطف برأفته على عباده،
والرّؤوف،ومعناه المتساهل على عباده، لأنّه لم يحمّلهم ما لا يُطيقون،
فقد تكرّر ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم في مواضع، فقال تعالى(إنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)النّحل،
وقال(وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)البقرة،
ولذلك عدّ العلماء جميعهم هذا الاسم من أسمائه تعالى،
ومن تأمّل المواطن الّتي ذكرت فيها صفة الرّأفة فإنّه يزداد يقينا بذلك و إيمانا، وراحةً واطمئنانا،
فمن مظاهر رأفته عز وجل،
أولاً، أنّ من ترك الشّيء لله سبحانه فليعلم أنّ الله سيعوّضه خيرا منه،
لأنّه تعالى،رؤوف رحيم،
قال تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)البقرة،
ثانياً،وأنّه تعالى لا يضيع طاعة العباد،
فقد قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)الكهف،وقال(إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)التّوبة،
ثالثاً،وأنّه تعالى يحذّر عباده،من عذابه،وذلك ليسألوه فضله ورحمته، ويستعيذوا من قعذابه،والعذاب إمّا،في الآخرة،بأنّ هذا التّحذير لمصلحة المحذَّرين،لأنّ رأفة الله شاملة لكلّ النّاس مسلمِهم وكافرِهم،وما وعيدهم إلا لجلب صلاحهم،
وإما في الدّنيا،كما قال تعالى،وهو يذكر تفضّله على العباد بالأنعام(وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)النّحل،
وفي مقام دعوة النّاس إلى الرّجوع إليه والتّوبة إليه،فقال تعالى(ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)التّوبة،

فنسأل الله عزّ وجلّ رأفته ورحمته، وأن يدفع عنّا غضبه ونقمته، إنّه رؤوف رحيم، برّ كريم.

الحسيمqtr
22-02-2015, 09:55 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

.. الكاش ..
22-02-2015, 11:47 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
23-02-2015, 02:32 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
23-02-2015, 02:32 AM
جزاك الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الكاش
وجزاك ربي جنة الفردوس

قلم صادق
23-02-2015, 09:09 AM
تسلمين اختي ام حمد .. وجزاج الله خير

امـ حمد
23-02-2015, 04:27 PM
تسلمين اختي ام حمد .. وجزاج الله خير





بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي قلم صادق
وجزاك ربي جنة الفردوس