المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تسبوا الدهر،فإن الله هو الدهر



امـ حمد
25-02-2015, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه،عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ،قال(لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)
ورواه البخاري،عن أبي هريرة،لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر،إني أنا الدهر،أرسل الليل والنهار،فإذا شئت قبضتهما )
فإن من واجب جميع الأمة أن يأخذوا به، لما ورد في قول الله تعالى(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)الحشر،
أخرج البخاري ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال الله تعالى،يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)
وهو الدهر،الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء،
فقال النووي،قال العلماء سببه أن العرب في جاهليتها،إذا أصابهم شدة أو بلاء
كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك،فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر أي لا تسبوا فاعل النوازل،والحوادث،وخالق الكائنات،فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى،
لأنه هو فاعلها ومنزلها،وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى،
وقال البغوي،رحمه الله،معناه(إن العرب كان من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل،لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره،فيقولون،أصابتهم قوارع الدهر،وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها،
فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها،فنهوا عن سب الدهر)
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر،فأجاب قائلاً،
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام،
القسم الأول،أن يقصد الخبر المحض دون اللوم،فهذا جائز مثل أن يقول،تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده،وما أشبه ذلك، لأن الأعمال بالنيات،
القسم الثاني،أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل،كأن يقصد بسبه الدهر،أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر،فهذا شرك أكبر،لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً حيث نسب الحوادث إلى غير الله،
القسم الثالث،أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله،ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة،فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر،لأنه ما سب الله مباشرة ،ولو سب الله مباشرة لكان كافراً،
(((ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس،أنه يلعن الساعة أو اليوم الذي حدث فيه الشيء الفلاني،مما يكرهه،ونحو ذلك من ألفاظ السّباب،فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح،وما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة،إن هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث،وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب،وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن،فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر،
أن المراد بقوله(أن الله هو الدهر)أي المدبر للأمور‏،أي،صاحب الدهر‏،
بقوله،بيدي الليل والنهار،وعن أبي هريرة بلفظ (بيدي الليل والنهار أجدده وأبليه وأذهب بالملوك)أخرجه الأمام أحمد‏،
وقال عياض‏،من زعم أن الدهر من أسماء الله،فهو غلط فإن الدهر مدة زمان الدنيا، وعرفه بعضهم بأنه أمد مفعولات الله في الدنيا،أو فعله لما قبل الموت،
وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة‏،فمن سب نفس الليل والنهار أقدم على أمر عظيم،
قال الله عزّ وجل،يؤذيني بن آدم يقول يا خيبة الدهر،فلا يقولن أحدكم،يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره،فإذا شئت قبضتهما،
قال ابن القيم رحمه الله،في هذا ثلاث مفاسد عظيمة،
إحداها،سبه من ليس بأهل أن يسب،فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله،منقاد لأمرِه،مذلل لتسخيره،
الثانية، أن سبّه متضمن للشرك،فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع،وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر،ورفع من لا يستحق الرفعة،وحرم من لا يستحق الحرمان،وهو عند شاتميه مِن أظلم الظلمة،
وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَـبّه كثيرة،وكثير من يصرح بلعنه وتقبيحه،
الثالثة،أن السبّ منهم إنما يَقَع على من فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض،وفي حقيقة الأمر فرب الدهر تعالى هو المعطي المانع،الخافض الرافع،المعز المذل،والدهر ليس له من الأمر شيء،فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل،فجاء النهي عن ذلك تنزيها لله تعالى وإجلالاً له،لما فيه من مضارعة سبّ الله وذمه،تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً،
ومِن الذّم أن يُقال،الزمان ما له أمان،أو قول بعض الناس عند الغضب مِن شخص مُعيّن،يلعن اليوم أو الساعة التي عرفه فيها
وفي هذا خطأ،وهو،نسبة الأفعال إلى الزمان،قد يصِل بصاحبه إلى الشرك،إذا اعتقد أن الزمان يفعل كذا،وهذا كَحَال الذين قالوا(مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)
وقال تعالى عن عاد(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)
قال القرطبي،أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه،واستمر عليهم فيه العذاب إلى الهلاك.

بنت الجزيرة
26-02-2015, 01:08 AM
’’

جزيت خيراً ي الغالية ’’
وبارك الله فيك على هذا الطرح المهم ’’

امـ حمد
26-02-2015, 05:37 AM
’’

جزيت خيراً ي الغالية ’’
وبارك الله فيك على هذا الطرح المهم ’’


تسلمين حبيبتي بنت الجزيرة
وبارك الله في حسناتج يالغلا

الحسيمqtr
27-02-2015, 07:53 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
27-02-2015, 04:46 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي الحسيم