المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معادن الناس



امـ حمد
03-03-2015, 05:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معادن الناس
إن الله قد خلق الأرض وجعلها مليئة بالمعادن المختلفة فمنها النفيس غالي الثمن ومنها الرديء الذي لا يلتفت إليه,
ومن المعادن الثمينة المشهورة معدن الذهب والفضة والذي يقل تواجدهما على الأرض,وبكميات محدودة ,فمن أجل ذلك أتفق العالم على أنه معدن نفيس،
ولقد أصبح مسمى الذهب والفضة مصطلح دارج على ألسنة الناس في المديح أثناء حديثهم كمن يقول،أن هذا الرجل هو من أخيار الناس ويعتمد عليه فهو كالذهب،أي أنه ثقة في أمانته وفي حسن تعامله,
وأحيانا يطلقون ذلك على أخلاقه ودينه كالذهب,فأصبح وجه الشبه بين بعض الرجال وبين الذهب هو تميزه في جانب الثقة والأمانة كتميز الذهب بين المعادن الأخرى بصفائه وجودته وبراقة لونه الذي يخطف الأبصار,وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(تجدون الناس معادن،خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية،وتجدون شر الناس ذا الوجهين،الذي يأتي هؤلاء بوجه،ويأتي هؤلاء بوجه)
رواه البخاري,
أشد له كراهية،أي النفاق،
إن الإنسان خلق من مادة الطين ومن صفات هذا الطين أنه يحتاج لتحسين نوعيته ليكتسب جودة ويكون ذلك بما يضاف إليه من مواد تكسبه صلاحاً وتزيل شوائبه,وفي حق الإنسان تحتاج النفس التي تسكن الجسد إلى مزايا كثيرة لتكتسبها كأخلاق حسنة تتعامل بها مع الناس لتزين ذلك الإنسان وتضيف إلى صلاحه صلاحاً,وكذلك يحتاج لتخلية الشوائب عن نفسه وتنقيتها حتى تتهذب صفاته ويزول عنه الخبث الموجود في طينته الأصلية ليصبح بعد ذلك كالذهب الصافي،إذا وضع في كفه رجح بمئات الرجال وفاق عليهم،
ولا يطهر الناس من شوائبهم بعد الإيمان،
العمل الصالح الذي يزيدهم تقوى ويعينهم على مخالفة هوى النفس,
أما المصائب والبلايا فإنها تمحصهم لتكشف عن معادنهم وتزيدهم إيماناً وتنفي عنهم كل صفة سيئة لتؤكد أن القلب والقالب متفقان فظاهره كباطنه وأنهما طاهران نقيان من كل خبث(مرض)فإذا طهرت قلوبهم أرتقت لمنازل الصفوة وصاروا أهلا لحمل الأمانة أي أمانة الدين,قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )سورة محمد,أي أن الموحدين الذين التزموا بكلمة التوحيد أحق بحمل أمانة الدين,وكلمة التقوى هي لا إله إلا الله،
فلا بد لهذه النفس من التمحيص حتى يتلاشى عنها الكدر العالق بجوهر المؤمن لتطهر نفسه وتظهر محاسنه ويعلوا قدره , فلولا تعاليم الإسلام الذي هذبت المؤمنين وصقلتهم لما برز أمثال أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وباقي الصاحبة رضوان الله عليهم أجمعين , ولولا تهذيب الإسلام لهم لما رضي الله عنهم ورضوا عنه قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة,
إن النفوس إذا زكت بالإيمان ارتفعت وعلت عن التشبث بالأرض لذلك ذكرها الله في كتابه،قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا )الشمس، أي من أشتغل في إصلاحها ,
إن خير شيء ينفع لتزكية النفس هو،العمل الصالح والمداومة على التقرب بكل عمل يناسب نفسه لتزكيتها , فانظروا ماذا كان يفعل أبو بكر الصديق،لإصلاح نفسه
,فقد ذكر الألباني في صحيح الأدب المفرد ،عن أبي هريرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبح اليوم منكم صائماً قال أبو بكر،أنا،
قال،من عاد منكم مريضاً، قال أبو بكر،أنا،
قال،من شهد منكم اليوم جنازة،قال أبو بكر،أنا ،
قال،من أطعم اليوم مسكيناً،قال أبو بكر،أنا ،
قال عليه الصلاة والسلام،ما اجتمع هذه الخصال في رجل في يوم ،إلَّا دخل الجنة)حديث صحيح،
فأنظر كم كان يجاهد هذا الصديق نفسه حتى أصلحها فرضيت به الأمة ليكون بعد نبيها خليفة له ,
إن أبا بكر الصديق،لم يكن يتطلع إلى إمامة الناس في الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولكنها سيقت إليه سوقاً أثناء مرض نبي هذه الأمة,فقد قال صلى الله عليه وسلم،مروا أبا بكر فليصلي بالناس,
فحينئذ لا يجرؤ أحد من المؤمنين أن يتقدم على أبي بكر الصديق،في الصلاة فنبيهم زكاه وقدمه على غيره وهو أعلم بمن يقيم لهم دينهم ,
وكذلك في الخلافة لم يكن أبا بكر يطلب الإمارة لنفسه،بل كان يسعى في اجتماع السقيفة لتأمير أحد الرجلين،فقال لهم اختاروا إما عمر ابن الخطاب،أو أبو عبيدة بن الجراح،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،راضياً عنهما ,ولكن الله يأبى إلا أن يلبسها أبي بكر الصديق،فهو أهلاً لها والله ارتضاه لهم وهو أعلم حيث يضع الخلافة ,
إن على المؤمن الصالح أن يتهم نفسه بالعجز عن حمل أي أمانة تعرض عليه ويدفعها عن نفسه إلى من يرى أنه أقوى على حملها وأصلح،إلا إذا أجمع عليه الأخيار وبشهادتهم أنه لا يوجد أحسن منه,
ويحذر من اغتراره بنفسه الأمارة بالسوء،وعليه أن يعلم أن الله يعلم السر وأخفى،وأن ما تعلمه أنت عن نفسك أقل بكثير مما يعلمه الله عنك,
فلا تسرف في المديح والثناء على نفسك ولا تبتهج كثيراً بما يقوله الناس من ثناء عليك فلعلك عند الله لا تزن جناح بعوضة,
فربما في أقل اختبار وفي أضعف موقف من مواقف البلاء،تنكشف رايتك ويظهر ضعفك من بعد سنين كان الناس يستبشرون بك على أنك كالفاروق عمر رضي الله عنه ,
أسأل الله العظيم أن لا يعرضنا للفتن وأن لا يهتك سترنا وأن يهدي قلوبنا ويعيننا على إصلاح أنفسنا،
اللهم آميــــــن.

الحسيمqtr
03-03-2015, 12:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بومحمد المطاوعه
03-03-2015, 01:03 PM
جزاكي الله خير يا ام حمد
بارك الله فيج

امـ حمد
03-03-2015, 03:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
03-03-2015, 03:45 PM
جزاكي الله خير يا ام حمد
بارك الله فيج

بارك الله في حسناتك بو محمد المطاوعه
وجزاك ربي جنة الفردوس

راعي ال VXR
09-03-2015, 10:35 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
09-03-2015, 02:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس