المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق التأمين التكافلي في قطر يزدهر ويستقطب مزيدا من العملاء



Beho
05-03-2015, 10:55 PM
سوق التأمين التكافلي في قطر يزدهر ويستقطب مزيدا من العملاء
الشرق - 05 03 2015

يسجل نشاط سوق التأمين التكافلي "الإسلامي" في قطر نموا متواصلا وبوتيرة متسارعة منذ بضع سنوات، الى درجة تحول بعض شركات التأمين المساهمة العامة من التأمين التقليدي الى التكافلي.

فشركة الخليج للتأمين وإعادة التأمين تحولت منذ خمسة أعوام الى النشاط الإسلامي وأصبح إسمها شركة الخليج للتأمين وإعادة التأمين التكافلي، وذلك في ظل التنامي الكبير الذي يحققه هذا النوع من التأمين في مجتمع صغير ما زال يوصف بـ "المحافظ" بالرغم من كل التطور والحداثة التي يشهدها، وبالرغم من كل هذه الزيادة في أعداد سكان قطر من الوافدين الذين يمثلون عشرات الجنسيات والديانات.



يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شركة الخليج التكافلي إن الشركة تسعى بعد تحولها الى نشاط التأمين الإسلامي الى ريادة هذا القطاع، مضيفا: سوق التأمين التكافلي في قطر واعد وهو من الأسواق التي تحقق نموا جيدا على مستوى المنطقة، وبالتالي فإننا نخطط للإستفادة بقوة من العوامل المحفزة التي تقف وراء هذا النمو.

وكانت شركة الخليج التكافلي قد تأسست قبل أكثر من 35 عاما، وهي من كبريات شركات التأمين المساهمة العامة القطرية المدرجة في بورصة قطر.
ويرى المحلل الإقتصادي القطري صالح الشملان أن ما يساهم في النمو القوي للتأمين التكافلي في قطر هو أن هذا النوع من النشاط التأميني يوفر للناس إحتياجاتهم في الأوقات الصعبة ومن خلال أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي فهو لا يركز على عامل الربح فحسب.

وتخطط شركة الخليج التكافلي للتوجه بتركيز أكثر خلال المرحلة المقبلة نحو إيجاد منتجات جديدة مبتكرة للتأمين الإسلامي في السوق المحلي القطري، مستفيدة من خبراتها المتراكمة في نشاط التأمين التقليدي على مدى ثلاثة عقود.

وبالإضافة الى شركة الخليج التكافلي، هناك شركة مساهمة عامة أخرى للتأمين التكافلي هي الشركة الإسلامية القطرية للتأمين، فضلا عن شركة أخرى ما زالت خارج البورصة كشركة مساهمة خاصة.

وغير ذلك، هناك ثلاثة شركات مساهمة عامة تقليدية للتأمين هي شركة قطر للتأمين والقطرية العامة للتأمين والدوحة للتأمين، ولهذه الشركات فروع للتأمين التكافلي.

وبالإضافة الى هذه الشركات، هناك عدة شركات للتأمين تعمل تحت مظلة مركز قطر للمال بموجب تراخيص وأحكام خاصة كفروع لشركات عربية وعالمية.

ووفقا لصالح الشملان، فقد حقق سوق التأمين القطري بشقيه التقليدي والتكافلي نموا بنسبة 20% خلال العام 2014، ليقفز حجم أقساط التأمين الى أكثر من 7 مليارات ريال.

وقال الشملان إن نشاط التأمين التكافلي يستحوذ على قرابة 3 مليارات ريال من إجمالي هذه الأقساط.

وأوضح الشملان أن التأمين التكافلي في قطر ليس في منافسة مع التأمين التقليدي، موضحا أن لكل نوع عملاءه. وقال: إن كانت بعض شركات التأمين التكافلي قد سحبت بعض العملاء والأقساط من الشركات التقليدية، فإن ذلك لا يعود الى كون أن هؤلاء يرغبون بالتحول من التأمين التقليدي الى الإسلامي، ولكن لأن تلك الشركات وفرت لهم منتجات تأمينية تكافلية بأسعار منافسة، ما جعلها تحقق نموا يفوق ما حققتها نظيرتها التقليدية.

وتابع الشملان قوله إن الإقتصاد القطري وفرص الأعمال في قطر تنمو بوتيرة متسارعة، وما من شك في أن قطاع التأمين سيجني الكثير من إستمرار هذا الأداء المتصاعد مع إتجاه الدولة الى بدء تنفيذ الكثير من المشروعات العملاقة المتعلقة بمونديال 2022.

ومضى الشملان الى القول إن هذه المشروعات تشكل في الواقع 70% من أعمال أقساط شركات التأمين غير السيارات، موضحا أن سوق التأمين القطري ينتظر مزيدا من التطور، حيث بدأت تظهر سياسات تسويقية أكثر فاعلية لمنتجات التأمين، فضلا عن وجود وسطاء تأمين يقومون بشراء خدمات معينة في القطاع.

وفيما إذا كانت شركات التأمين العالمية تحت مظلة مركز قطر للمال قد أثرت سلبا على شركات التأمين الوطنية، لم يرد الشملان بالإيجاب، قائلا إن تلك الشركات لم تترك أي أثر سلبي على شركات التأمين القطرية، لأن المنافسة في التجارة مع تاجر واحد هي ذات المنافسة مع 50 تاجرا في آن،.. المهم مستوى نوعية الخدمة أو المنتج الذي تقدمه وسعره.

ويرجع ناصر الخليفي وهو مستثمر قطري في أسهم قطاع التأمين النمو الكبير الذي يحققه سوق التأمين التكافلي في قطر وتمكنه من إستقطاب عملاء لشركات تأمين تقليدية الى أكثر من سبب أبرزها قيام الشركات القائمة على هذا النوع من التأمين بتنفيذ عدة أفكار وخطط تسويقية وتطويرية حديثة، فضلا عن تحسين مستوى الخدمات الفنية لمنتجاتها، ما أدى بالتالي الى تحسن جودة التغطية التأمينية وإرتفاع إيرادات الإستثمارات المتعلقة بها خصوصا في قطاعي العقار والأسهم.

ويبدى الخليفي قدرا كبيرا من التفاؤل إزاء إستمرار تطور ونمو سوق التأمين التكافلي في قطر، متوقعا في هذا الخصوص ظهور تحالفات وشراكات إستراتيجية جديدة في هذا السوق يؤدي الى تعزيز جودة الخدمات والمنتجات التأمينية التي يوفرها للعملاء والمتوافقة مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية.

ويعتقد الخليفي أن مثل هذه التحالفات قد تساعد في تلبية الطلب المتزايد على منتجات التأمين التكافلي التي يمكن أن تتميز بتوفير سلة متنوعة من فرص الإدخار والفرص الإستثمارية الجاذبة التي تحظى بمزايا فردية وعائلية، عدا عن برامج الحماية ضد أنواع المخاطر المحتملة من خلال توفير منتجات التكافل العام، مثل تكافل المنازل والصحة والتكافل البحري والمركبات والممتلكات.

ويبدي الخليفي ثقة كبيرة تجاه مستقبل التأمين التكافلي في قطر قائلا: "أعتقد أن نشاط التأمين التكافلي سيتفوق يوما ما قد يكون قريبا على التأمين التقليدي".

وحققت شركات التأمين المساهمة المدرجة في بورصة قطر أرباحا صافية في 2014 بلغت قيمتها 2.1 مليار ريال مقارنة مع 3 مليارات ريال في 2013، وإحتلت شركة قطر للتأمين المرتبة الأولى بأرباح قيمتها مليار ريال، فيما إحتل قطاع النقل المرتبة الرابعة بأرباح صافية قيمتها ملياري ريال إرتفاعا من 1.7 مليارا في 2013، وجاءت شركة الملاحة في المرتبة الأولى عندما حققت أرباحا بقيمة مليار ريال.

© Al Sharq 2015