تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوء الظن وإشاعة الكذب على الأبرياء



امـ حمد
07-03-2015, 03:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الاتهام والكذب على الناس، والافتراء على الأبرياء والبريئات، خطره جسيم، وضرره عظيم، وهو خطيئة منكرة،وجريمة عظيمة، وعاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)فينبغي على الإنسان أن يهتم بكلامه وحكمه علي الناس،(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُم ْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)سورة النور،
إن الظن السيئ،والتسرع في الاتهام،روع به أقوام من الأبرياء،وظُلم به فئات من الناس،وهُجر به صلحاء دون مسوغ شرعي،المبعث على ذلك العداوة،الذين ينقلون الأخبار، والظن الآثم، والغيبة النكراء، والبهتان المبين،إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا،وبهتانهم بما لم يفعلوا،عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة، لقد صار الحسد، والعداوات الشخصية، من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات،
إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة،وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة،لقد صار الحسد،والعداوات الشخصية،من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات،
وهذا يوصف بالإجرام،وآخر بذهاب الدين،وثالث بالسرقة والاحتيال،ورابع بالفاحشة، وتستمر ألسنة الناس تلوك أعراض الأبرياء، ويقولون،فلانة هي التي عملت لكم السحر وهي بريئة، فيصدقون المشعوذ،والذي يتعامل مع الشياطين، فلان عقد لكم السحر، فيتسببون بالقطيعة بين الأقارب،ويأخذون الأخبار من هؤلاء الكهان،والسحرة،أخبار الكذب والدجل،لتحدث القطيعة والبغضاء،
قال الشيخ السعدي رحمه الله،وكم أشاع الناس عن الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية،أو لها بعض الحقيقة فنميت بالكذب والزور،وخصوصاً عند من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل،أو عرف منهم الهوى،فالواجب على العاقل التثبت،والتحرز،وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد،ورزانته،وعقله،
قال تعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)النحل،وقال عليه الصلاة والسلام(ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)
قال المناوي(عليكم بالصِّدق،أي،الزموه وداوموا عليه،فإنَّه مع البر،والمراد به العبادة، وهما في الجنَّة،أي،الصِّدق مع العبادة يُدْخِلان الجنَّة،
وإيَّاكم والكذب،اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه،فإنَّه مع الفُجُور،أي،الخروج عن الطَّاعة( يُدْخِلان نار جهنَّم)
قال ابن رجب(ويعني بالفُجُور،أن يخرج عن الحقِّ عمدًا حتى يصير الحقُّ باطلًا والباطل حقًّا،وهذا ممَّا يدعو إليه الكذب، كما قال صلى الله عليه وسلم(إيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار)
وقال ابن بطال(الفُجُور،الكذب والرِّيبة،وذلك حرام،ألَا ترى أنَّ النَّبيَّ،عليه السلام،قد جعل ذلك خصلة مِن النِّفاق)
قال شيخ الإسلام(الصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها، فإن الله سبحانه فطر القلوب على قبول الحق،والانقياد،والطمأنينة به،والسكون إليه،ومحبته،وفطرها على بغض الكذب،والباطل،والنفور عنه،الريبة به،وعدم السكون إليه،
سوء الظن وإشاعة الكذب على الأبرياء،
لقد أصبح سوء الظن في الناس متفشياً،وهذا له بواعث،لانتشار الشر الكثير،ولكن هذا لا يبرر أن يساء الظن بكل أحد، أو أن يفترض الإنسان بإخوانه المسلمين الشر أساساً،ويقول،كنت أشك به دائماً،إنه منافق،فلان أكل أموال الأيتام،لقد جرحوا الخادمة، وأكلوا أموالها،إما أن يكون كذب،أو مبالغة،أو سمع جزءاً من القصة ولم يسمع البقية،أو سمع من طرف واحد،
وقد يكون الذي يتناقل صدق،وحق، فكيف يتبين الإنسان،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا)سورة الحجرات،
وقال عز وجل قبلها(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) سورة الحجرات،
التبين والتثبت إذاً،استقصاء الأمر،البحث عن أصل القصة، أين الشهود العدول،ما هي البينة،إن هنالك ضوابط شرعية في هذه القضية لا بد للمسلمين من معرفتها،وكم من دماء قد أريقت لأبرياء،وكم من أعراض قد انتهكت،
روى الإمام أحمد عن جابر،رضي الله عنه،قال،خطَبنا رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،يوم النَّحر،فقال(أيُّ يوم أعظمُ حُرمة)فقالوا،يومُنا هذا،قال(فأيُّ شهرٍ أعظمُ حُرمةً)قالوا،شهرُنا هذا،قال(أيُّ بلدٍ أعظمُ حُرمة)قالوا،بلدُنا هذا،قال(فإنَّ دماءَكم، وأموالكم عليكم حرامٌ، كحُرمة يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا،هل بلَّغتُ)قالوا،نعم،قال(اللهمَّ اشْهَد)
ثم كيف نقبل الأخبار من مجاهيل،لا نعرف من الذي كتب في هذه الساحة، أو في غيرها، ومن الذي يروج هذه الإشاعة وغيرها،لا بد أن نتثبت،وأن نتبين،
لن يغني عنك من الله شيئاً أن تقول،سمعت الناس يقولونه فقلته، وقد قال تعالى(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) سورة النور،
وقد قال نبيك صلى الله عليه وسلم(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع)رواه مسلم،
والإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، ولا يشترط فيه التعمد، ولذلك ينبغي الدقة والمراجعة للنفس،
اللهم انا نسال أن تجنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء،وأهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين،واحفظنا من الكذب والحرام واجعلنا مع الصادقين.

الحسيمqtr
07-03-2015, 11:50 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بومحمد المطاوعه
07-03-2015, 12:08 PM
بارك الله فيج وجزاكي الله خير الجزاء

امـ حمد
07-03-2015, 03:40 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

اللهم آمين
بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
07-03-2015, 03:40 PM
بارك الله فيج وجزاكي الله خير الجزاء


اللهم آمين
بارك الله في حسناتك اخوي بو محمد
وجزاك ربي جنة الفردوس