المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجال الأعمال يهربون من الاستثمار الفني



Beho
14-03-2015, 10:13 AM
رجال الأعمال يهربون من الاستثمار الفني
الراية - 14/03/2015

أكد عدد من رجال الأعمال قدرة المستثمرين على لعب دور مهم في سوق الإنتاج الفني من خلال دعم وتطوير الإنتاج التلفزيوني الدرامي والبرامجي والترويج في الوقت نفسه لمنتجاتهم ومشاريعهم، مشيرين في استطلاع رأي لـ الراية الاقتصادية إلى أن قلة الخبرة لدى رجال الأعمال بالإنتاج الفني والدرامي وعدم وجود رؤية واضحة لهذا القطاع من أسباب عدم امتهان رجال الأعمال وتردّد المستثمرين بالاستثمار الاقتصادي بهذه الصناعة التي باتت لها مكانة كبيرة في دول كثيرة من العالم.

وطالب رجال الأعمال بتوفير بنية تحتية تكون مؤهلة لتقديم أعمال فنية عالية المستوى تنعكس مردوداً مالياً مشجعاً للعديد من مبادرات المستثمرين ورجال الأعمال، فضلاً عن إعادة إحياء مشروع مدينة الإنتاج الإعلامي والفني لتكون عاملاً مشجعاً لرجال الأعمال والمستثمرين على دخول قطاع الإنتاج الدرامي والفني بقوة ولتحقيق شراكة استراتيجية متكاملة ما بين الفن والاقتصاد كما حدث في العديد من الدول العربية، فضلاً عن زيادة الدعم الحكومي لهذا القطاع، وتقديم كافة التسهيلات والإعفاءات المشجّعة على تحويل هذا القطاع من قطاع ترفيهي إلى قطاع صناعي وثقافي منتج وفاعل اقتصادياً واجتماعياً، وبالتالي القدرة على المنافسة في سوق الإنتاج والتوزيع في العالم العربي الذي يشهد تنافساً شديداً وسط تكتلات اقتصادية وإنتاجية كبيرة سواء في مصر أو سوريا أو الكويت.



غياب الرؤية

وفي هذا الصدد أكد رجل الأعمال أحمد الخلف أن عدم وجود خبرة لدى رجال الأعمال بالإنتاج الفني عامة والدرامي خاصة، فضلاً عن عدم وجود رؤية واضحة لهذا القطاع من أسباب عدم دخول رجال بتمويل مشاريع فنية، وكذلك عدم وجود دعم لمبادرات القطاع الخاص وتشجيع رجال الأعمال بمجال قطاع الفن والدراما دفع الكثيرين للتخوف من تمويل الإنتاج الفني، وبالتالي يحتاج هذا القطاع إلى بنية تحتية مؤهلة لتقديم أعمال فنية عالية المستوى تنعكس بمردود مالي مشجّع للعديد من مبادرات المستثمرين ورجال الأعمال الراغبين بخوض هذا المجال.

وأشار إلى أن وجود مشروع تم تداوله في السابق لإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي والفني ولكن لم تتحقق هذه الرؤية حتى الآن لتكون عاملاً مشجعاً لرجال الأعمال والمستثمرين على دخول قطاع الإنتاج الدرامي والفني بقوة، خاصة أن هذا النوع من الإنتاج يحتاج إلى دعم الدولة.

وأضاف الخلف أن قطر تمتلك إمكانيات لتحقيق إنتاج درامي متميز، خاصة أن قطاع الإنتاج الفني والتلفزيوني قطاع كبير وواسع يشمل الخليج ومختلف الدول العربية؛ فالفن لا حدود له، ويمكن تعميقه باستثمارات اقتصادية كثيرة، فضلاً عن وجود كوادر فنية مهمة وكبيرة في الخليج يمكن الاستفادة من خبراتها وقدراتها، وبالتالي من الممكن أن تكون قطر رائدة بهذا المجال فيما لو أتيح الدعم والحوافز لتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين على خوض هذه التجربة، كما يمكن الاستفادة من تاريخ الإنتاج الدرامي القطري قديماً في تعميق مقدّرات هذا القطاع وتفعيل مكوناته نحو شراكة حقيقية بين الفنانين ورجال الأعمال والمستثمرين، لافتاً إلى حدوث تأخر في الإنتاج الدرامي المحلي مقارنة بما حققه من تطور في البدايات، ومقارنة مع غيره من إنتاجات خليجية كان سباقاً فيها.

وأشار الخلف إلى الشهرة والنجاح الكبيرين اللذين حققهما إنتاج قطر لمسلسلات تاريخية، ويمكن البناء على نجاح هذه التجربة ورفدها بتنمية اقتصادية تشكّل نسبة جيدة من المدخول العام، خاصة أن الإنتاج الفني يشغل قطاعات اقتصادية كثيرة فيما لو تم استثماره بشكل صحيح، فضلاً عن كونه رسالة حضارية ومسؤولية اجتماعية يتشارك فيها الجميع، وتشي بمدى تطور وتقدّم الدولة، ولكن في الوقت نفسه تحتاج إلى مشاريع محفزة وبنية تحتية تقوم بها الدولة لعجز القطاع الخاص بمفرده على القيام بها لكلفتها العالية، ومن ذلك على سبيل المثال مدينة للإنتاج الفني لتحقيق شراكة إستراتيجية متكاملة ما بين الفن والاقتصاد كما حصل في العديد من الدول كمصر وسوريا وغيرهما.



البنية التحتية

كذلك قال رجل الأعمال والمخرج ناصر الدوسري: إن تخوف رجال الأعمال من خوض تجربة الإنتاج الفني يرجع لقلة الثقافة بأهمية ودور هذا القطاع اقتصادياً واجتماعياً، منوهاً إلى أن غالبية رجال الأعمال يبحثون عن الربح المادي من أي مشروع، لكن مع دعم الحكومة وتوفير بنية تحتية مؤهلة لأن تكون قاعدة لانطلاق إنتاج تلفزيوني ودرامي وفني غزير يشجّع رجال الأعمال والمستثمرين على المجازفة إن جاز لنا التعبير بتقديم إنتاجات درامية لا يخسرون فيها، ولا يكون العبء كاملاً على المنتج أو المستثمر.

وأضاف بأنه من المعروف أن "الرأسمال جبان"، لكن عندما تكون هناك رؤية واضحة لأهمية الفن في حياة المجتمع، وإمكانية تحويل هذا القطاع من قطاع ترفيهي إلى قطاع صناعي منتج وفاعل اقتصادياً واجتماعياً حينها من المؤكد أن رجال الأعمال والمستثمرين سيتهافتون على دعمه والتسويق فيه، فمثالاً في قطاع العقارات أو قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، حينما وجدت الدعم والتشجيع، وتم تهيئة البيئة المناسبة لتطويرها تسارعت وتيرة تنميتها، وحققت نجاحات متتالية عادت بالنفع على المجتمع والاقتصاد.

وأكد الدوسري إمكانية اعتبار الإنتاج الدرامي سلعة بالمفهوم الاقتصادي، يخضع تسويقها لقوانين العرض والطلب، التي يقف خلفها ويتحكّم بها في كثير من دول العالم رجال أعمال والمستثمرين وتجار عقارات ورجال صناعة، وبذلك لم تعد الأعمال الدرامية مجرد أعمال فنيّة بل باتت مشاريع اقتصادية بامتياز يتم رصد ميزانيات مالية ضخمة لتحقيق أرباح عالية تضاف إلى أرصدة الشركات ورجال الأعمال الذين أدركوا بعد ظهور البث الفضائي أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يحقق تواصلاً مباشراً ومؤثراً مع المستهلك، ولذلك يتطلب توفير بنية تحتية مطمئنة لأصحاب رؤوس الأموال من تجار ورجال أعمال لكي يستثمروا أموالهم في مشاريع فنية تعود عليهم بالربح وتضمن دوران عجلة الإنتاج وتأسيس شركات إنتاج جديدة وإنعاش أخرى قائمة لتكون بالتالي القاعدة الأساسية لنهوض الإنتاج.

وأوضح الدوسري أهمية مشاركة الشركات المحلية ورجال الأعمال ومن خلال مسؤوليتهم الاجتماعية بالتوجه للعمل بالإنتاج الفني ودعمه من خلال رعاية المسلسلات، وتبني الأفكار الفنية المبدعة وغير ذلك من مجالات قد لا تؤتي أرباحها سريعاً ولكنها تشكل بذرة قوية لإنتاج مثمر اقتصادياً في المستقبل، والمشاركة لاحقاً في تسريع عجلة الإنتاج وتطوره فنياً ومُزاحمة إنتاج الآخرين من حيث الكم والنوع والتسويق، وبالتالي يجعلها تتحرّك بقوة في سوق الإنتاج والتوزيع في العالم العربي الذي يشهد تنافساً شديداً وسط تكتلات إنتاجية كبيرة سواء في مصر أو سوريا أو الكويت.



الفن صناعة

ومن جانبه قال الكاتب غسان نعامة مدير عام تلفزيون قطر إن الإنتاج الفني عموماً والإنتاج الدرامي خاصة يحتاج إلى زيادة الوعي تجاه دور الإنتاج الدرامي والفني في دعم المستوى الاقتصادي والاجتماعي لأي مجتمع، مشيراً إلى أن الفن اليوم وفي كل أنحاء العالم بات صناعة تحتاج لمستوى عال من التنظيم والإدارة، فضلاً عن ارتباطها الوثيق بالمؤسسات والفعاليات الاقتصادية القائمة في المجتمع.

وأضاف نعامة بأن الإنتاج الفني لن يكون بمقدوره النهوض والمشاركة الفعّالة في التنمية الاقتصادية إن لم يقترن بوجود تنظيمات مهنية تتولى عملية التخطيط والتحرّك في سوق الإنتاج والمنافسة، بحيث تكون الدراما والاقتصاد جنباً إلى جنب في تقديم منتج فني بمستو عال وأرباح مادية تنعكس إيجاباً على خوض رجال الأعمال لهذه التجربة، لافتاً إلى قدرة الشركات المحلية على دعم هذه الصناعة من خلال تخصيص دعم مالي عبر بند المسؤولية الاجتماعية والإعلانات، بحيث يكون جزء من هذه المخصصات لدعم الإنتاج الفني، والنهوض بمشاركته الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، ولكن مع وجود عدم معرفة بأهمية دور الدراما في تحقيق أرباح لرجال الأعمال، ومقدرتها على إيصال رسائلهم الإعلانية للمجتمع، فضلاً عن مساهمتهم عبرها بالشراكة المجتمعية، ضارباً على ذلك مثالاً بالإعلانات التوعوية والتربوية وغيرها مما يتم تصنيفه ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات، والذي من الممكن أن يكون عن طريق الدراما برعاية الشركات نفسها.

وأكد على أن قلة الإنتاج الدرامي لا يغري رجال الأعمال على خوض هذه التجربة لجهلهم بما تحققه من أرباح وشهرة ومسؤولية مجتمعية، وذلك على عكس التجربة المصرية والسورية التي بدأت بإنتاج غزير وثابت على مدار السنة من قبل التليفزيونات المحلية لفتت انتباه رجال الأعمال إلى قوة هذا المنتج اقتصادياً واجتماعياً، وشكّلت عامل إغراء لهم بالمشاركة بتقديم إنتاجات جديدة تعزّز من مواقعهم الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه تلعب دوراً في زيادة الوظائف من خلال زيادة شركات الإنتاج وتفعيل بيئة أعمال جديدة تستقطب الكثير من المهارات والخبرات، فضلاً عن تطوير قطاع بأكمله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد، ومن الممكن أن يرفده بأموال جديدة تساهم في زيادة الدخل لكون الإنتاج الدرامي يتحوّل مع وجود هذا الثقافة والدعم من قبل رجال الأعمال والشركات المحلية إلى مهنة وصناعة قائمة بحد ذاتها.

وأشار إلى قدرة رجال الأعمال على لعب دور مهم في تحديد الإطار الذي سوف يتحرّك فيه سوق الإنتاج الدرامي، والمعلنون في مقدّمتهم من أصحاب الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين والتجار، ليكونوا قوة رئيسة قادرة على دعم وتطوير الإنتاج التلفزيوني الدرامي والبرامجي، وفي الوقت نفسه يروجون لمنتجاتهم ومشاريعهم من خلال عرضها عبر الأعمال الدرامية، منوهاً إلى ضرورة الاستفادة من الدعم الذي تقدّمه الحكومة في سبيل تطوير الإنتاج التلفزيوني، والعمل على تقديم أعمال ذات مستويات فنيّة ومردود اقتصادي جيد.