امـ حمد
21-03-2015, 05:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنهلك وفينا الصالحون
لقد حرص الإسلام على تحصين المجتمعات من عوامل الفساد فجعل النبي صلى الله عليه وسلم،الضمان الذي ينجي من نزول العقوبات الإلهية أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره إذ لا يمكن أن ينزل الله عقوبة على أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات إلا إذا كثرت فيها المنكرات ولم يقم الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ولذلك ينبغي علينا أن نسعى إلىتغيير المنكرات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً لننجي،
عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش,رضي الله عنها,أن النبى،صلى الله عليه وسلم،دخل عليها يوماً فزعاً يقول(لا إله إِلا اللَه،ويل للعرب،من شر قد اقترب،فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ ومأجوج مثل هذه)وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الإبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ،فَقُلْتُ،يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُون،
قال(نعم،إذا كثر الخبث)صحيح البخاري،ومسلم،ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام،وإن كان هناك صالحون،
فإن من تأمل في حياة المسلمين اليوم وجد أن البعض منهم قد أهمل القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد لبس الشيطان في ترك هذه الشعيرة العظيمة بأعذار واهية، وفي هذه الرسالة بيان بواعث الأمر بالمعروف، مع ذكر بعض ثمراته، ثم بيان خطوات الإنكار، وحالات الإعفاء من الإنكار
قال تعالى(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)سورة آل عمران،
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته بالاسلام رفيعة وعظيمة الشأن جعلنا الله واياكم ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،
وقدمه الله تعالى على الايمان،قال تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)آل عمران،
وقدمه كذلك في سورة التوبة على الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)سورة التوبة،
وفي هذا عظم درجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وبيان أهميتة في حياة الفرد والمجتمع والشعوب وبتحقيقه يكون صلاح الامة ويكثر فيها الخير ويزول الشر ويقل االمنكر ونحفظ بذلك ابنائنا من الفتن،
فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
لقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على علو شأن وعظم منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى عدَّه بعض العلماء سادسَ أركان الإسلام، ومنها
تحقيق الخيرية للأمة(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)آل عمران،فبغير الأمر بالمعروف لا تستوفي الأمة أركان الخيرية،
من الصفات الأساسية للمؤمنين(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)التوبة،
من أعظم مهام الرسل والدعاة ومن قام مقامهم،فقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم(يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)الأعراف،
من صفات الصالحين على مر العصور والدهور(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)آل عمران،
تكفير للسيئات ورفعة في الدرجات،ففي الحديث(فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)رواه البخاري،
وقال عليه الصلاة والسلام(وأمرٌ بالمعروف صدقة،ونهي عن المنكر صدقة)رواه مسلم،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم(إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم،فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينهَ عن المنكر)رواه الترمذي وصححه الألباني،
طريق الفلاح،قال الله تعالى(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)آل عمران،
ترك الأمر بالمعروف من صفات المنافقين،قال تعالى(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)التوبة،
وإن فشو المنكرات وكثرة الخبث لمنذر بعموم العقاب،
لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم(أنهلك وفينا الصالحون،قال، نعم،إذا كثر الخبث)حسنه الألباني في الصحيحة،
إن شيوع المنكرات يطفئ جذوة الإيمان؛ فتموت الغيرة على الحرمات، وتسود الفوضى، وتنتشر الجريمة، ويحيق بالقوم مكر الله،
(والذي نفسي بيده،لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر،أو ليُوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)رواه الترمذي،وقال،حسنه الألباني،
اللعن والإبعاد من رحمة الله(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ،كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)المائدة،
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للأفراد والمجتمعات،كما قال سفيان رحمه الله،إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر، أرغمت أنف المنافق،وإن ترك هذه الشعيرة ضياع للأفراد والمجتمعات،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضعف الإيمان،
وبين أن من حق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فإن أبيتم إلا المجالس،فأعطوا الطريق حقها،قالوا،وما حق الطريق،قال(غض البصر،وكف الأذى،ورد السلام،وأمر بالمعروف،ونهي عن المنكر)البخاري،ومسلم،
لقد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاث،التغيير باليد، والتغيير باللسان،والتغيير بالقلب،وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه،وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه،فمن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة باليد،ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه،وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب
فيجب إنكار المنكر،
قال شيخ الاسلام ان تيمية،رحمه الله تعالى،الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الكفاية باتفاق المسلمين وكل واحد منا مخاطب بقدر قدرته وهو من أعظم العبادات،
اذا يتعين علينا وواجب على من يقدر عليه القيام به فمن تركه كان عاصياً لله ولرسوله وقد يكون فاسقاً وقد يكون كافراً،
فعند قلة الدعاة وكثرة المنكرات وعند غلبة الجهل تكون الدعوة فرض عين على كل واحد منا بحسب طاقته وقدرته على التغير،
وتارك امر النهي شريك في الاثم مع فاعل المنكر
لقوله تعالى(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)سورة النساء،
قال القرطبي رحمة الله(فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء وينبغي ان يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآيه)
ينبغي لمن
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ان يكون فقيهاً قبل الأمر،رفيقاً لسلك اقرب الطرق في اصلاح الامر،لأن الغالب ان لا بد ان يصبه أذى كما قال تعالى(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور)لقمان،
فعليك ان تحب ما احب الله وهو المعروف،وان تبغض ما ابغضه الله تعالى وهو المنكر،ومن لم يستطيع انكار المنكر لم يكن مؤمن،فلهذا لم يكن وراء هذا الانكار للمنكر مثقال حبة من خردل من الإيمان،ولا يمكن أن يحب جميع المنكرات الا ان كان كافراً وهو من مات قلبه،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ من ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭف وﺍﻟﻨﺎﻫﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜر،وﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنهلك وفينا الصالحون
لقد حرص الإسلام على تحصين المجتمعات من عوامل الفساد فجعل النبي صلى الله عليه وسلم،الضمان الذي ينجي من نزول العقوبات الإلهية أن يكون الإنسان صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره إذ لا يمكن أن ينزل الله عقوبة على أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات إلا إذا كثرت فيها المنكرات ولم يقم الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ولذلك ينبغي علينا أن نسعى إلىتغيير المنكرات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً لننجي،
عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش,رضي الله عنها,أن النبى،صلى الله عليه وسلم،دخل عليها يوماً فزعاً يقول(لا إله إِلا اللَه،ويل للعرب،من شر قد اقترب،فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ ومأجوج مثل هذه)وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الإبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ،فَقُلْتُ،يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُون،
قال(نعم،إذا كثر الخبث)صحيح البخاري،ومسلم،ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام،وإن كان هناك صالحون،
فإن من تأمل في حياة المسلمين اليوم وجد أن البعض منهم قد أهمل القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد لبس الشيطان في ترك هذه الشعيرة العظيمة بأعذار واهية، وفي هذه الرسالة بيان بواعث الأمر بالمعروف، مع ذكر بعض ثمراته، ثم بيان خطوات الإنكار، وحالات الإعفاء من الإنكار
قال تعالى(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)سورة آل عمران،
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته بالاسلام رفيعة وعظيمة الشأن جعلنا الله واياكم ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،
وقدمه الله تعالى على الايمان،قال تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)آل عمران،
وقدمه كذلك في سورة التوبة على الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)سورة التوبة،
وفي هذا عظم درجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
وبيان أهميتة في حياة الفرد والمجتمع والشعوب وبتحقيقه يكون صلاح الامة ويكثر فيها الخير ويزول الشر ويقل االمنكر ونحفظ بذلك ابنائنا من الفتن،
فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
لقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على علو شأن وعظم منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى عدَّه بعض العلماء سادسَ أركان الإسلام، ومنها
تحقيق الخيرية للأمة(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)آل عمران،فبغير الأمر بالمعروف لا تستوفي الأمة أركان الخيرية،
من الصفات الأساسية للمؤمنين(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)التوبة،
من أعظم مهام الرسل والدعاة ومن قام مقامهم،فقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم(يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)الأعراف،
من صفات الصالحين على مر العصور والدهور(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)آل عمران،
تكفير للسيئات ورفعة في الدرجات،ففي الحديث(فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)رواه البخاري،
وقال عليه الصلاة والسلام(وأمرٌ بالمعروف صدقة،ونهي عن المنكر صدقة)رواه مسلم،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم(إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم،فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينهَ عن المنكر)رواه الترمذي وصححه الألباني،
طريق الفلاح،قال الله تعالى(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)آل عمران،
ترك الأمر بالمعروف من صفات المنافقين،قال تعالى(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)التوبة،
وإن فشو المنكرات وكثرة الخبث لمنذر بعموم العقاب،
لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم(أنهلك وفينا الصالحون،قال، نعم،إذا كثر الخبث)حسنه الألباني في الصحيحة،
إن شيوع المنكرات يطفئ جذوة الإيمان؛ فتموت الغيرة على الحرمات، وتسود الفوضى، وتنتشر الجريمة، ويحيق بالقوم مكر الله،
(والذي نفسي بيده،لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر،أو ليُوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)رواه الترمذي،وقال،حسنه الألباني،
اللعن والإبعاد من رحمة الله(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ،كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)المائدة،
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للأفراد والمجتمعات،كما قال سفيان رحمه الله،إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر، أرغمت أنف المنافق،وإن ترك هذه الشعيرة ضياع للأفراد والمجتمعات،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضعف الإيمان،
وبين أن من حق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فإن أبيتم إلا المجالس،فأعطوا الطريق حقها،قالوا،وما حق الطريق،قال(غض البصر،وكف الأذى،ورد السلام،وأمر بالمعروف،ونهي عن المنكر)البخاري،ومسلم،
لقد بين الحديث أن إنكار المنكر على مراتب ثلاث،التغيير باليد، والتغيير باللسان،والتغيير بالقلب،وهذه المراتب متعلقة بطبيعة هذا المنكر ونوعه،وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه،فمن المنكرات ما يمكن تغييره مباشرة باليد،ومن المنكرات ما يعجز المرء عن تغييره بيده دون لسانه،وثالثة لا يُمكن تغييرها إلا بالقلب فحسب
فيجب إنكار المنكر،
قال شيخ الاسلام ان تيمية،رحمه الله تعالى،الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الكفاية باتفاق المسلمين وكل واحد منا مخاطب بقدر قدرته وهو من أعظم العبادات،
اذا يتعين علينا وواجب على من يقدر عليه القيام به فمن تركه كان عاصياً لله ولرسوله وقد يكون فاسقاً وقد يكون كافراً،
فعند قلة الدعاة وكثرة المنكرات وعند غلبة الجهل تكون الدعوة فرض عين على كل واحد منا بحسب طاقته وقدرته على التغير،
وتارك امر النهي شريك في الاثم مع فاعل المنكر
لقوله تعالى(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)سورة النساء،
قال القرطبي رحمة الله(فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء وينبغي ان يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآيه)
ينبغي لمن
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ان يكون فقيهاً قبل الأمر،رفيقاً لسلك اقرب الطرق في اصلاح الامر،لأن الغالب ان لا بد ان يصبه أذى كما قال تعالى(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور)لقمان،
فعليك ان تحب ما احب الله وهو المعروف،وان تبغض ما ابغضه الله تعالى وهو المنكر،ومن لم يستطيع انكار المنكر لم يكن مؤمن،فلهذا لم يكن وراء هذا الانكار للمنكر مثقال حبة من خردل من الإيمان،ولا يمكن أن يحب جميع المنكرات الا ان كان كافراً وهو من مات قلبه،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ من ﺍﻵﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭف وﺍﻟﻨﺎﻫﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜر،وﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.