المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو الفقر الحقيقي



امـ حمد
29-03-2015, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الفقر الحقيقي
قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فاطر،
ما هو الفقر الحقيقي،قال ابن القيم،الفقر الحقيقي،دوام الافتقار إلى الله في كل حال،وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه،
قال الشوكاني،المحتاجون إليه في جميع أمور الدين والدنيا ، فهم الفقراء إليه،
جميع الخلق مفتقرون إلى الله في كل شئونهم وأحوالهم،وفي كل كبيرة وصغيرة، وفي هذا العصر تعلق الناس بالناس، وشكا الناس إلى الناس، ولا بأس أن يستعان بالناس فيما يقدرون عليه، لكن أن يكون المعتمد عليهم والسؤال إليهم والتعلق بهم فهذا هو الهلاك بعينه، فإن من تعلق بشيء وُكِل إليه،نعتمد على أنفسنا وذكائنا بكل غرور وعجب،
أما أن نسأل الله العون والتوفيق، ونلح عليه بالدعاء، ونحرص على دوام الصلة بالله في كل الأشياء وفي الشدة والرخاء، فهذا آخر ما يفكر به بعض الناس،
لذة الافتقار إلى الله،إن في الانكسار،والتذلل بين يدي الرب ومناداته ودعائه لذة لا توصف،ولتكون لي حاجة إلى الله،فأسأله إياها ، فيفتح علّي من مناجاته ومعرفته ،
متى تُفتح أبواب الرحمة،قال شيخ الإسلام، وإذا توجه إلى الله بصدق الافتقار إليه واستغاث به مخلصاً له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره وفتح له أبواب الرحمة،فمثل هذا قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء لله ما لم يذقه غيره،
وأحسن ما يتوسل به العبد إلى الله،دوام الافتقار إليه على جميع الأحوال وملازمة السنة في جميع الأفعال وطلب القوت من وجه حلال،
كيف تظفر بحاجتك،قال ابن القيم،شاهدتُ شيخ الإسلام إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فر منها إلى التوبة والاستغفار والاستغاثة بالله واللجوء إليه واستنزال الصواب من عنده والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه،
والاستعاذة بالله تعالى،هي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل،وجوب الجزم في الدعاء وعدم تعليقه بالمشيئة،لأن ذلك يشعر بعدم اهتمامه بالمطلوب وضعف الافتقار إلى اللهن
مثاله،فلا تقل اللهم وفقني إن شئت،أوتقول لغيرك جزاك الله خيرا إن شاء الله، أو الله يهدينا إن شاء الله، بل تعزم في الدعاء ولا تأتي بكلمة،إن شاء الله في الدعاء،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت وليعزم المسألة فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له)
رواه البخاري، ومسلم،
فبقدر افتقار العبد فيها إلى الله يكون أثرها في قلبه،ونفعها له في الدنيا والآخرة،فالعبد المؤمن يقف بين يدي ربه في سكينة،خاشعاً متذللاً ،خافضاً رأسه،ينظر إلى موضع سجوده،يفتتحها بالتكبير،وإظهارالافتقار إلى الله مما يقوي الإيمان بالله سبحانه وتعالى،
كيف يتحقق الافتقار إلى الله، أن يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة،
ويتحقق ذلك بأمرين متلازمين،هما إدراك عظمة الخالق وجبروته،فكلما كان العبد أعلم بالله تعالى وصفاته وأسمائه كان أعظم افتقاراً إليه وتذللاً بين يديه،
وإدراك ضعف المخلوق وعجزه ، فمن عرف قدر نفسه،وأنَّه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال،فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفاً ولا عدلاً،تصاغرت نفسه،وذهب كبرياؤه،وذلَّت جوارحه، وعظم افتقاره لمولاه،والتجاؤه إليه ، وتضرعه بين يديه،
علامات الافتقار إلى الله،غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب،والتعلّق بالله تعالى وبمحبوباته،
مداومة الذكر والاستغفار في كل الأوقات وعلى جميع الأحوال، الخوف من عدم قبول الأعمال الصالحة،خشية الله في السرَّ،والعلن، وتعظيم أوامر الله ونواهيه،استشعار لذة الانكسار بين يدي اللهن
ومن الأمور التي تجدد الإيمان واستشعار لذة المناجاة والانكسار بين يدي الله عز وجل،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)لأن حال السجود فيه ذلة ليست وانكسار وخضوع ليست في بقية الأحوال، ولذلك أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، لما ألصق جبهته بالأرض، وهي أعلى شيء فيه لمن وضعهانلله، صار أقرب شيء لله،
لم نعد نخشى شيئاً غيرك يا الله , فالأمر كله لك وبيدك(قل إنّ الأمر كلّه لله )
ولم نخف مستقبلنا وقد ملأت اياتك قلوبنا توكلاً عليك وثقة بك،لن نخشى احداً سواك،فانت وحدك خالقنا وأنت وحدك وليّ امورنا،
ف(حسبنا الله ونعم الوكيل)تمنحنا السكينة والأمل،
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ،فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)إن ضاقت هذه الحياة بنا فلك وحدك الشكوى يا الله(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)يوسف،
وإن اشتد الخوف وانقطع الرجاء،لا نقطعه منك يا الله(فصبر جميل والله المستعان)
وإن سالت الدموع،فلك وحدك يا الله،يا من لا تملّ منّا،ولا تخذلنا،ولا تتركنا،بك علقنا الرجاء فلا تخذلنا(واذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب)
قال ابن القيم،فلله ما أحلى قوله،حال الانكسار بين يدي الله والخضوع له سبحانه،أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني بقوتك وضعفي،وفقري إليك،لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك،
أسألك مسألة المسكين،وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل،وأدعوك دعاء الخائف الضريع، سؤال من خضعت لك رقبته،ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه،
اللهم رضاك والجنة ،

الحسيمqtr
29-03-2015, 02:59 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
29-03-2015, 03:43 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس