المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العمادي: الحزم علامة قطرية في تاريخ العمارة وكلفته 3 مليارات



Beho
30-03-2015, 01:16 AM
العمادي: الحزم علامة قطرية في تاريخ العمارة وكلفته 3 مليارات ريال
الشرق - 30/03/2015

أكد محمد عبد الكريم العمادي - الرئيس التنفيذ لشركة العمادي للمشاريع - أن مشروع الحزم سيكون علامة تاريخية للعمارة في قطر، ويثبت أن الشركات القطرية قادرة على تنفيذ أعظم المشاريع في العالم بأيدٍ واستثمارات وكفاءات قطرية 100 %. وأضاف في حوار مع "بوابة الشرق" أن مشروع الحزم سيكون رمزاً للفخامة والرفاهية في قلب الدوحة. وصرح شامخ يتميز بروعة التصميم، وتحفة معمارية، عصري بتصميمه الأوروبي الكلاسيكي المستوحى من أروقة التسوق الإيطالية العريقة..

يعكس الحزم روعة التصميم التقليدي الذي يتحدى الزمن، بفخامته الأسطورية وأعمدته الشامخة وقببه وأقواسه الرائعة.

وأضاف.. لعبت العمادي للمشاريع دوراً رائداً في تعزيز مسيرة التنمية التي تشهدها قطر. مع كل مشروع جديد ومبادرة متميزة، نبذل جهوداً حثيثة لتحقيق إنجازات مبتكرة والإسهام بفعالية في ترسيخ سمعة قطر المتنامية كأفضل مكان في العالم للعيش والعمل والترفيه. من خلال إطلاق هذا المفهوم الفريد لتجارة التجزئة، نحن نؤكد التزامنا بمستقبل قطر، ونوسع نطاق أعمالنا لتشمل قطاعات جديدة. ونحن نسهم في بناء الوجهة المثالية للاستمتاع بعلامات تجارية حصرية، ومطاعم متميزة، وفعاليات رائعة تحت سقف واحد، ونتطلع قدماً لمشاركة عملائنا هذه التجربة الفريدة.

ويقول محمد عبد الكريم العمادي: الحزم هو أكثر من مجرد وجهة تسوق. إنه يجّسد مفهوماً جديداً في عالم الرفاهية. هو الوجهة المثالية لأصحاب الذوق الرفيع، حيث يضم أرقى العلامات التجارية العالمية والمنتجات الفاخرة العصرية، ضمن بيئة داخلية أنيقة. ويستقطب الحزم عشاق الفخامة والرفاهية بما يقدمه من تكامل مثالي بين متاجر الأزياء الراقية، والمطاعم والمقاهي العصرية، والفعاليات المتميزة".


فكرة المشروع

- كيف راودتك فكرة إقامة مثل هذا المشروع على أرض قطر بهذه الفخامة التي لا نظير لها؟

الفكرة راودتني حينما كنت في زيارة إلى إيطاليا بمدينة ميلانو وكنت أجلس في مبنى الجالاريا بمطعم اسمه بيفي، مع أحد أصدقائي وتحدثت معه عن إقامة مثل هذا المشروع في قطر، وفوجئت بردة فعل صديقي الذي اتهمني بالمبالغة في الأحلام وعدم التصديق، ولكن الفكرة تكونت في عقلي وقررت أن أتحدى نفسي وأنفذ المشروع بعد أن عدت إلى نفس المطعم بعد شهرين وبدأت أستلهم من هذه المناظر الخلابة والأسطورية التي في المكان، كما بدأت في وضع التخطيط المناسب لكيفية التنفيذ في الأول، إضافة إلى الدراسات المبدئية حيث زرت معظم المدن الإيطالية للتعرف على فن العمارة القديمة مثل روما وفلورنس فيرونا وسيسليا والمدن القديمة هناك، ومشاهدة المتاحف والقصور والبيوت القديمة حتى أخرج بأفكار غير تقليدية، ونقل الثقافة من هذه المدن باعتبار أن عملية النقل موجودة في العالم، كما أن الثقافة العربية منتشرة في معظم المدن الأوروبية. والإسلام يحضنا ويشجعنا على الإتقان في العمل – من عمل منكم عملا فليتقنه –.

- ولماذا حافظت على النظام الكلاسيكي في المشروع، بحيث كانت صفة رئيسية، لم يخالفها في أي مرحلة من مراحل التنفيذ؟

- النظام الكلاسيكي يزداد روعة وتألقا كلما مر عليه الزمن، ومتاحف العالم كانت في الأصل مقتنيات كلاسيكية لأشخاص، وبالتالي فإن العمل الكلاسيكي يزداد قيمة على مر العصور، فليس هناك قصور أو متاحف مودرن ولكن كلاسيك، والعمارة الكلاسيكية على مدار التاريخ كله تزداد قيمتها، والمدن الأوروبية القديمة خير مثال على ذلك مثل فيينا وروما وباريس ولندن.. لذلك تم اختيار منطقة المشروع بعناية فائقة حيث وقع الاختيار على أحد الأماكن المرتفعة، وبالمناسبة فإن معنى كلمة الحزم في اللغة العربية هو الأرض المرتفعة، لذلك فإن الاسم يتناسب مع الموقع بالفعل، كما أن كلمة الحزم من التراث العربي والقطري وتتميز بالقوة، والمشروع في فخامته يرفع من مستوى المنطقة المتواجد بها.


التصاميم والتنفيذ

- كيف بدأت عملية التنفيذ، وإجراء التصاميم والتنفيذ على أرض الواقع؟

- نحن في قطر نؤمن بمبدأ معروف وهو إذا سويت شيء لابد أن يكون مختلفا، ولابد أن يكون لأهل قطر والبلد، لذلك فإنني أعتبر هذا المشروع لأهل بلدي وليس لي شخصيا.. وأهل قطر يستهلون الزين، وهذا المشروع وضعت وقررت أن أهديه إلى سمو الأمير المفدى وسمو الأمير الوالد حفظهما الله وأهل قطر.. وفكرة المشروع تقوم على خلق وإبداع مكان لأهل قطر يلتقون فيه يكون ذا خصوصية ويحافظ على القيم والتقاليد، وهو ما يتحقق في المكان الذي يضم مطاعم غير موجودة في قطر ومحلات تفتح أبوابها لأول مرة في قطر أيضا، سواء مقاهي أو ماركات ملابس وبالتالي فكل شيء جديد في المشروع.. وليس الغرض من زيارته هو شرب الشاي أو القهوة أو شراء منتج ولكن هو التمتع وعيش تجربة جديدة من خلال التصاميم للمباني وما يضمه المشروع من عمارة كلاسيكية غير موجودة في قطر كلها، إضافة إلى أن المكان يحافظ على الخصوصية والتقاليد والعادات، ويحترمها، لذلك لن تقدم المقاهي الشيشة على سبيل المثال.. ونحن نبغي أن نحافظ على خصوصية العائلات القطرية وغيرها من العائلات المحافظة التي تبحث عن المكان الذي يحقق هذه الأشياء.

- هل يشجع مشروع الحزم الشباب القطري على الاستثمار؟ وكيف تدعم العمادي للمشاريع هؤلاء الشباب؟

- العمادي للمشاريع لديها مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع ومنها دعم الشباب القطري، حيث وفرنا لهم فرصا للاستثمار في الحزم، وأتحنا لهم فرصة للابتكار والإبداع من خلال مشاريعهم في الحزم، وهناك العديد من الشباب القطري من الجنسين حصلوا على مواقع في الحزم لبدء مشاريعهم الاستثمارية.. وما أرغب في الإعلان عنه أن شركة العمادي هي التي قامت بالمشروع بالكامل، منذ أن كان فكرة وليدة إلى أن يفتتح رسميا في سبتمبر أو أكتوبر القادم على أقصى تقدير، فالتصاميم الأولية والرسومات والتصاميم النهائية والتنفيذ والبناء والتشطيب كلها قامت بها العمادي للمشاريع، وبذلك نضرب المثل في أن الشركات القطرية قادرة على تنفيذ أكبر المشاريع العالمية بكفاءة وقدرات عالية لا تتوافر في الشركات الأخرى. ومساحة الأرض 55 ألف متر مربع.. إجمالي مساحة البناء 110 آلاف متر مربع، المساحة التأجيرية في حدود 40 ألف متر مربع، وهناك مساحات كبيرة فضاء وتم تصميم المشروع بحيث يتم تخفيض درجة الحرارة الخارجية بمعدل 10 درجات من خلال استخدام الرخام الأبيض اليوناني الذي يتم استخدامه في الحرم المكي، إضافة إلى استخدام تقنية التكييف للجلسات الخارجية، وراعينا أن يكون هناك 57 مصعدا وسلما كهربائيا لتسهيل الوصول إلى جميع الأماكن في المشروع.


فن العمارة في "الحزم"

- من الملاحظ استخدام العمارة الإغريقية والإيطالية واليونانية في التصاميم للمشروع.. كيف تم الاستعانة بهذه الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع؟

- بالفعل استعنا بالعمارة القديمة في جميع الحضارات التي تركت تأثيرا على البشرية، وجميع المنحوتات والأعمدة والتصاميم لا تخدش الحياء العام ولا تخالف الشريعة الإسلامية أو التقاليد العربية، كما أن المواد المستخدمة من الأحجار والرخام الطبيعية وليس الحوائط الجاهزة أو المواد الكيماوية..أما مقاييس الأعمدة فهي تماثل الأعمدة الموجودة في المتاحف الإيطالية بمدينة روما، حيث تم الحصول على مقاييسها وتنفيذها حتى تضاهي هذه المتاحف، إن هناك التزاما كاملا بالنظام الكلاسيكي بالنسب والارتفاعات والأبعاد.. لذلك نحن وضعنا مقاييس ومعايير تكون ستاندر للمستثمرين المستأجرين بحث ما يكون داخل المحلات والمقاهي لا يقل عن الموجود خارجها، مما دفعنا إلى وضع شروط معينة حتى تكون المحلات من روح المكان وليس غريبا عن في الفخامة من حيث الديكورات والتشطيبات.

- لماذا يمثل الحزم اختلافا عن المجمعات التجارية الأخرى بما يضمه من محلات ومقاه ومطاعم؟

بداية ليس هناك محل أو مطعم أو مقهى سيكون موجودا في الدوحة ولكنها أسماء جديدة لم تدخل السوق القطري من قبل ولكنها معروفة عالميا، إضافة إلى وجود مكتبة عالمية تضم الكتب التاريخية والحديثة بحيث تكون مرجعا للمثقفين وهواة القراءة بما تضمه من كتب الأكاديميين والطلبة والقارئ العادي.. كما راعينا وجود ناد للسيدات هو الأول من نوعه في قطر سيكون لسيدات المجتمع تعرض فيه القطع الفنية المميزة والنادرة كما سيكون ملتقى لسيدات الأعمال والمثقفات. كما أن التصميم يقوم على الفكرة الإيطالية للساحات القديمة الواسعة التي تضم أهل المدينة بأسرها.


تمويل تكاليف المشروع

- كيف تم تمويل تكاليف المشروع التي تتراوح بين 2.5 إلى 3 مليارات ريال؟ وهل تم الاستعانة بتسهيلات من البنوك القطرية؟

- بالفعل التكاليف تتراوح بين هذه المبالغ، وبالطبع ليس هناك مستثمر لا يستعين بالتسهيلات الائتمانية التي تقدمها البنوك حتى يستمر التدفق النقدي للمشروع، حيث تم الحصول عليها من بنوك إسلامية محلية شاركت في توفير التمويل دون أي عقبات، بعد التعرف على تفاصيل المشروع والشركة المنفذة التي تكتسب سمعة طيبة في السوق.. والمشروع يمثل علامة في تاريخ قطر بما يضمه من تراث ثقافي واقتصادي واجتماعي، نحن نريد توصيل رسالة إلى العالم أن قطر قادرة على تنفيذ أعظم المشاريع في العالم، بأيد واستثمارات وشركات قطرية 100%.. وأريد أن يشعر أهل قطر أن هذا المشروع لهم وليس لمحمد العمادي أو غيره، خاصة أن العائد المتوقع من المشروع لن يأتي إلا على فترات طويلة جدا، فهو ليس مجمعا تجاريا بالمفهوم العادي ولكنه عنوان القطريين وغيرهم من المقيمين والسياح في قطر.

- كيف دعمت الدولة المشروع في إطار دعمها للقطاع الخاص؟

- الدولة لم تقصر إطلاقا في دعم القطاع الخاص في قطر ومنحه كافة المزايا والحوافز للانطلاق في السوقين المحلي والعالمي، وهو ما حدث في هذا المشروع، وأرى أن الدولة تتوقع من القطاع الخاص مشاريع تتناسب والدعم الذي تقدمه في كافة القطاعات.. وأدعو القطاع الخاص إلى تفعيل دوره بكفاءة عالية والقيام بمشاريع نوعية وليس كمية، لأن الدولة تقدم الدعم الكامل والشامل من حيث البنية التحتية والتسهيلات الضريبية والجمركية والتشريعات، لذلك على المستثمرين أن يتركوا بصمة في مشاريعهم حتى وإن لم تحقق عائدا في البداية، وبحيث تكون هناك إضافة في المجتمع، لذلك كان هناك تجاوب من جميع جهات الدولة بما فيها البنوك طالما هناك التزام بالعمل.


إفتتاح المجمع

- متى سيتم إفتتاح المجمع؟ وهل هناك مراحل للمشروع تدريجياً؟

- الإفتتاح سيكون غير تقليدي بكل المقاييس مع وجود البصمة القطرية، وينتظر أن يتم في أكتوبر القادم المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية في ديسمبر. لذلك قدمنا تسهيلات للمستثمرين القطريين بهدف دعمهم وأكثرهم من الشباب القطري الذي يستثمر، ونحن أخذنا نوعا من المخاطرة بالاشتراك في الاستثمار مع هؤلاء الشباب بهدف دعمهم وتقديم مشاريعهم أمام المجتمع. لذلك فإن المشروع من وجهة نظري يساهم في تنفيذ رؤية قطر 2030 والتماشي مع الرؤية المستقبلية للدولة التي يقودها سمو الأمير حفظه الله.. ونحن استلهمنا هذه الرؤية وطبقناها على أرض الواقع. وأتمنى أن يكون هناك مشاريع أكبر وأفضل من هذا المشروع لأن ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، لذلك فإن شركة العمادي لن تتنازل عن هذا المستوى في مشاريعها المستقبلية.

- هل لديكم في شركة العمادي خطة لإقامة مشاريع بهذا المستوى في المستقبل؟

- لدينا عدد من المشاريع الكبرى أهمها مشروع لوسيل وهو مكون من مبان سكنية وإدارية وتجارية، ولدينا رؤية ألا نقل في مستوى التصميم والبناء والتشطيب عن مستوى الحزم، مما يمثل نوعا من التحدي لشركة العمادي التي تحاول أن تقدم تجارب غير تقليدية في السوق القطري.