المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيهما أفضل في هذا الزمان ! إظهار النعمة أم إخفاؤها



امـ حمد
01-04-2015, 02:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيهما أفضل في هذا الزمان ،إظهار النعمة أم إخفاؤها
فالأصل إظهار النعمة والتحدث بها مع شكرها ومعرفة حق الله فيها،وحديث عوف بن مالك،عن أبيه رضى الله عنه،لما دخل على النبى صلى الله عليه وسلم،وهو رث الثياب،قال له(إن الله يحب أن يرى أثر نعمته علىى عبده)وإتقاء عين الحاسد إنما تكون بالتحصن بذكر الله تعالى،كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم،
فعن معاذ بن أنس رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم ،قال،من ترك اللباس،يعني اللباس الجميل الطيب تواضعاً لله عز وجل،وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها،وهذا يعني أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم، لئلا تنكسر قلوبهم،ولئلا يفخر عليهم، فإنه ينال هذا الأجر العظيم،
أما إذا كان بين أناس قد أنعم عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة،فإن الأفضل أن يلبس مثلهم لأن الله تعالى جميل يحب الجمال،ولاشك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة ولبس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة فالإنسان ينظر ما تقتضيه الحال فإذا كان ترك رفيع الثياب تواضعاً لله ومواساة لمن كان حوله من الناس فإن له هذا الأجر العظيم،
أما إذا كان بين أناس قد أغناهم الله ويلبسون الثياب الرفيعة فإنه يلبس مثلهم،
والاقتصاد في اللباس،أن الإنسان يقتصد في جميع أحواله في لباسه وطعامه وشرابه،لكن لا يجحد النعمة ،فإن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده إذا أنعم على عبده نعمة،فإن كانت مالاً فإنه يحب سبحانه وتعالى أن يرى أثر هذا المال على من أنعم الله عليه به بالإنفاق والصدقات والمشاركة في الإحسان والثياب الجميلة اللائقة به وغير ذلك،
وإذا أنعم الله على عبده بعلم فإنه يحب أن يرى أثر هذه النعمة عليه بالعمل بهذا العلم في العبادة وحسن المعاملة ونشر الدعوة وتعليم الناس وغير ذلك،
وكلما أنعم الله عليك نعمة فأري الله تعالى أثر هذه النعمة عليك فإن هذا من شكر النعمة،
وأما من أنعم الله عليه بالمال وصار لا يرى عليه أثر النعمة يخرج إلى الناس بلباس رث وكأنه أفقر عباد الله،فهذا في الحقيقة قد جحد نعمة الله عليه كيف ينعم الله عليك بالمال والخير وتخرج إلى الناس بثياب كلباس الفقراء أو أقل،
وكذلك ينعم الله عليك بالمال ثم تمسك ولا تنفق فيما أوجب الله عليك،
وكذاك ينعم الله عليك بالعلم فلا يرى أثر هذه النعمة عليك لا بزيادة عبادة أو خشوع أو حسن معاملة ولا بتعليم الناس ونشر العلم كل هذا النوع من كتمان النعمة التي ينعم الله بها على العبد والإنسان كلما أنعم الله عليه بنعمة فإنه ينبغي أن يظهر أثر هذه النعمة عليه حتى لا يجحد نعمة الله
وليس بكتمان نعمة الله وفضله،ليعلم أن التحدث بنعمة الله هو من حقوق هذه النعمة عليك،ومن الإقرار بالجميل للمنعم سبحانه،
قال الله تعالى( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )الضحى،
عن أبى نضرة قال(كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها)تفسير الطبري،
قال ابن القيم رحمه الله،والفرق بين التحدث بنعم الله،والفخر بها،
أن المتحدث بالنعمة،مخبر عن صفات مُولِيها،ومحض جوده وإحسانه،فهو مُثنٍ عليه بإظهارها والتحدث بها،شاكراً له،مقصوده بذلك إظهار صفات الله،ومدحه والثناء عليه،ومحبته ورجائه، فيكون راغباً إلى الله بإظهار نعمه ونشرها والتحدث بها،
وأما الفخر بالنعم،فهو أن يستطيل بها على الناس،ويريهم أنه أعز منهم وأكبر،فيركب أعناقهم،ويستعبد قلوبهم،ويستميلها إليه بالتعظيم والخدمة،والكبر على عباد الله،
الثناء بنعمة الله الخاصة على عبد من عباده،وإن كان أمراً محموداً،إلا أنه إذا خشيت من ورائه مفسدة،من حسد أو غل أو نحو ذلك،فإنه يعدل عن ذكر النعمة الخاصة،إلى الثناء على الله بما هو أهله من النعم العامة عليه وعلى غيره من الناس،
قال السعدي رحمه الله،وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية(فحدث ) أي،أثن على الله بها،وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة،وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق،فإن التحدث بنعمة الله،داع لشكرها ،وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها،فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن،
وقال المناوي رحمه الله،في شرحه لحديث (والتحدث بنعمة الله شكر،وتركها كفر )هذا الخبر موضعه ما لم يترتب على التحدث بها ضرر كحسد،وإلا فالكتمان أولى،
فالأصل حسن الظن بالمسلم،وتفويض الأمور إلى الله،والتوكل عليه في جلب الخيرات،ودفع المضرات،والنصيحة لك أن تحصن نفسك بذكر الله،وقراءة الأوراد الشرعية،في الصباح والمساء،وأن تتحصن بالرقية الشرعية،لا سيما المعوذتين،
عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه،قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،في طريق مكة فأصبت خلوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم،فدنوت منه فقال(قل) فقلت،ما أقول قال (قل) قلت ما أقول قال(قل أعوذ برب الفلق حتى ختمها،ثم قال قل أعوذ برب الناس حتى ختمها ،ثم قال ما تعوذ الناس بأفضل منهما) رواه النسائي،وصححه الألباني،
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،التوقي من شرور الحاسد والعائن فإنه
أولاً،بالتوكل على الله عز وجل،وأن لا يلتفت الإنسان لهذه الأمور ولا يقدرها وليعرض عنها،
ثانياً،باستعمال الأوراد النافعة التي جاء بها الكتاب والسنة،فإنها خير حامٍ للإنسان،مثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، في آية الكرسي أن (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطانٌ حتى يصبح)
ثالثاً،إذا نسيت قراءة أذكار الصباح أو المساء،في يوم ما، فبإمكانك أن تستدركها متى ذكرتها،فإن كان فات وقتها،وخرج أول النهار،أو أول الليل،فلا شيء عليك إن شاء الله،ويرجى أن تحصل بركتها بداومك عليها في عامة أحوالك،على أننا ننبهك إلى أن الرقية الشرعية ليست خاصة بأذكار الصباح والمساء،بل هي في أي وقت،وننبهك أيضا إلى أنه بإمكانك أن تعوض ما فاتك بكثير من الأذكار والتسابيح،وتلاوة القرآن،وهو كله غير مقيد بوقت صباح ولا مساء،
الحمد لله على نعمة الاسلام والامن والامان،ولك الحمد والشكر على نعمك التي لا تحصى،وعلى كل هذه النعم التي بين ايدينا،ففي الحمد والشكر تدوم النعم.

الحسيمqtr
01-04-2015, 09:26 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-04-2015, 03:24 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس