المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجوع إلى الحق فضيلة



امـ حمد
02-04-2015, 03:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع إلى الحق فضيلة
فالإنسان بشر،يعتريه الخطأ والنسيان،والضعف والقوة،ويقع منه الخطأ والمعصية،وليس ذلك عيباً،ولكن العيب هو التمادي فيه،
لحديث أنس رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كل بني آدم خطاء،وخير الخطائين التوابون)رواه ابن ماجة،وحسنه الألباني،
والمطالع لسير السلف الصالح رضي الله عنهم ،يجدهم ممن قلَّت أخطاؤهم، ومع ذلك فهم أحق الناس بأن يكونوا ممن قال الله تعالى فيهم(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)الأعراف،
هذه المبادرة إلى التوبة،والرجوع للحق،هي ولا شك خير من التمادي في الباطل استجابة لأهواء النفوس، ونزعات الشياطين، وتكبراً عن الاعتراف بالخطأ لاسيما عند الخصومات،كثيراً ما تكون الطبائع التي لم تُهذّب سبباً من أسباب زلة القدم، والوقوع في بعض الخصومات، والجدال،ومن المعلوم أن طبائع الناس وأخلاقهم تختلف اختلافاً كبيراً، فمنهم السهل،ومنهم المتواضع ومنهم المتكبر،ومنهم سريع الغضب قريب الرجوع إلى الحق،فيبدي الأسف، أو يبادر بالاعتذار،
أيها المؤمن،اضبط عواطفك،وعد إلى الحق بسرعة، فحبل الخيرية بيدك،فلا تغضب ولا تسيء، وإن لم تتمالك نفسك فلا يطل عليك الأمد، ويتراكم على قلبك الران،وإنما تفيء إلى دائرة الحق، وترجع إلى الصواب على عجل،
ولم يخل مجتمع من المجتمعات من الخصومات والجدل، والنزاع مع خلق الله عز وجل، قد يكون مع أهله وزوجته وأبنائه، أو مع جيرانه، فعليه أن يلزم الحلم والصفح فإنهما صفتان عظيمتان،وقد امتدح الله عز وجل العافين عن الناس،
فقال(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)آل عمران،
وقال(وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)الشورى،وتعرض الأعمال يوميّ الاثنين والخميس فيغفر لكل مؤمن إلا المتخاصمين لحديث أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(تفتح أبواب
الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال،أنظروا هذين حتى يصطلحا)رواه مسلم،
بل إن من صفات المنافق أنه،إذا خاصم فجر لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها،إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)البخاري ومسلم،
والفجور الميل عن الحق،والاحتيال في رده،وكم يكون عظيماً ذلك الذي يذل للمؤمنين، ويؤوب إلى الرشد،ويعجل ويرجع ليرضى عنه،
وليس المطلوب من العبد أن يكون متميزا بالعصمة من الوقوع في الخطأ مع الخلق أو الخالق، فهو في النهاية بشر والخطأ والنسيان من طبائعه لكن المطلوب أن يكون قريب العودة إلى الحق سريع الأوبة إلى الله تعالى،ليكون ممن قال الله فيهم(والذين إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
والمطالع لسير السلف الصالحين رضي الله عنهم لن يجدهم متميزين بالعصمة لكنه يقينا سيجدهم ممن قلت أخطاؤهم ومع ذلك فهم أحق الناس بأن يكونوا ممن قال الله تعالى فيهم(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
هذه المبادرة إلى التوبة وتلك المسارعة إلى الرجوع للحق هي ولا شك خير من التمادي في الباطل استجابة لأهواء النفوس ونزغات الشياطين وتكبراً عن الاعتراف بالخطأ لا سيما عند الخصومات،
أن طبائع الناس وأخلاقهم تختلف اختلافاً كبيراً ،فمنهم السهل،منهم المتواضع ومنهم المتكبر،منهم سريع الغضب،ولكن قريب الرجوع إلى الحق،فيعترف بذنب فيبدي الأسف أو يبادر بالاعتذار،فنفسه الأمارة بالسوء قد غلبته وقهرته فلم تدع له مجالاً لسرعة الرجوع إلى الحق،
فحبل الخيرية بيدك أيها المؤمن، وما عليك إلا أن تضبط عواطفك فلا تغضب ولا تسيء،وإن لم تتمالك نفسك فلا يطل عليك الأمد ويتراكم على قلبك الران وإنما تفيء إلى دائرة الحق بسرعة، وترجع إلى جادة الصواب على عجل،
ولذلك حين تعرض الأعمال يومي الاثنين والخميس يغفر لكل مؤمن إلا المتخاصمين فيقال( أنظروا هذين حتى يصطلحا) ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
والمتوقع من المؤمن الصادق أنه يسرع الفيئة ويسابق إلى الصلح، أما من يلجُّ في الخصومة ويغرق في التمادي فإن(أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخَصِم)وفسره ابن حجر رحمه الله تعالى،بأنه،شديد العوج، كثير الخصومة،
بل إن من صفات المنافق أنه( إذا خاصم فجر)يقول ابن حجر رحمه الله (والفجور الميل عن الحق والاحتيال في رده)وكم يكون عظيماً ذلك الذي يذل للمؤمنين، ويؤوب إلى الرشد، ويعجل إلى ربه ليرضى عنه،
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل،
ليس العيب في الوقوع في الخطأ إذ ( كل بني آدم خطّاء، وخير الخطاءين التوابون)، وإنما تكمن المصيبة في الإصرار على الخطأ والتمادي في الباطل، مع أن أبواب الرحمة مُفتّحة تدعونا لسرعة الفيئة ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) وتستطيع تجاوز العقبة بأن تكون صريحاً مع نفسك وتعترف بخطئك، وهذه بداية طريق التوبة والفيئة إلى الله ( فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه)
وتكمن المصيبة في الإصرار على الخطأ، والتمادي في الباطل،مع أن أبواب الرحمة مُفتّحة تدعونا لسرعة التوبة،فعن أبي موسى رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)رواه مسلم، وتستطيع تجاوز العقبة بأن تكون صريحاً مع نفسك، وتعترف بخطئك، وهذه بداية طريق التوبة والرجوع إلى الله، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه،
أيها العبد المؤمن بادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وإياك ثم إياك والتسويف،
فهل يختار المؤمن مصير الويل والهلاك أم يقاوم هواه ويستعلي على نزوات الشيطان لينطلق من قيدها ساعياً إلى رحمة الله،فإذا أسأت فأحسن،
وإذا أذنبت فاستغفر،لعل عملك يشهد لك،
وإذا أخطأت في حق أحد فبادر بالاعتذار،قبل فوات الأوان،وقبل أن تصل الروح إلى الحلقوم،عند ذلك لا ينفع الندم قال الله تعالى(فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ،وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ،وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ)الواقعة،أما ذكرت أنك ميت، وأن الموت لا مفر منه،
إن الاستمساك بالحق فضيلة،والرجوع إلى الحق بعد الخطأ فضيلة،والإقرار للخصم بالحق إذا كان صاحب حق فضيلة،
والحق من أسماء الله،قال تعالى(قُلِ اللهُ يَهْدِ إِلَى الْحَقِّ أَفَمَنْ يَّهْدِ إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُّتَّبَعَ أَمَّ لَا يَهَدِي إِلَّا أَنْ يُّهْدَى)إن المرء يعيش مع الحق وللحق لا يلتفت إلى الباطل ولا يقره وهذا هو شأن المؤمن قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفِسِكُمُ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالَاقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِّيًّا اوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَىَ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)النساء ،
إنه القائم على الحق لا تأخذه في الله لومة لائم،
فالمؤمن يقول إني لا أستجيب لإنسان طلب مني غير الحق ولا يجد في ليناً وتساهلاً لأجل طلبه،أي أنه لا يستجيب مهما كلفه الأمر وهذا شيء يدل على قوة العقيدة،فإنه لا يقبل التنازل ولا يميل ولا يلين إلا للحق،فهرول أيها العبد إلى رحمة الله وإياك والتسويف،
فإذا أسأت فأحسن،وإذا أذنبت فاستغفر،لعل عملك يشهد لك في طاعة الله،وإذا أخطأت في حق أحد فبادر بالاعتذار ،
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا،وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه،إنه على كل شيء قدير،
الشبكة الإسلامية.

الحسيمqtr
02-04-2015, 06:20 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-04-2015, 03:59 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس