المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا تبكون من عطش يوم القيامة



امـ حمد
04-04-2015, 05:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا تبكون من عطش يوم القيامة
ألا تبكون من عطش يوم القيامة يوم يحشر الخلائق وقد ذبلت شفاههم,ولم يجدوا ماء الا حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم , فيشرب قوم ويُمنع آخرون،ألا وإن من بكى من خوف عطش هذا اليوم سقاه الله من عيون الفردوس،الحسن البصري،
جلس الحسن البصري،ذات يوم يعظ الناس،فجعلوا يزدحمون عليه ليقربوا منه،فأقبل عليهم،وقال،تزدحمون عليّ لتقربوا مني،فكيف بكم غدا في القيامة،اذا قرّبت مجالس المتقين،وأبعدت مجالس الظالمين،وقيل للمخفين جوزوا،أم مع المثقلين أحط، أم مع المخفين أجوز،ثم بكى حتى غشي عليه،وبكى من حوله،
فاقبل عليهم وناداهم،ألا تبكون خوفا من النار،ألا من بكى خوفاً من النار نجاه الله منها يوم يجرّ الخلائق بالسلاسل والأغلال،
ألا تبكون شوقاً الى الله،من بكى شوقاً الى الله،لم يحرم من النظر الى الله اذا تجلى بالرحمة، واطّلع بالمغفرة، واشتدّ غضبه على العاصين،
ألا تبكون من عطش يوم القيامة،يوم يحشر الخلائق وقد ذبلت شفاههم،ولم يجدوا ماء الا حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيشرب قوم،ويمنع آخرون،
وانّ من بكى من خوف عطش ذلك اليوم سقاه الله من عيون الفردوس،
ثم نادى الحسن البصري رضي الله عنه،واذلاه اذا لم يروي عطشي يوم القيامة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم،ثم بكى،
وقال،لقد مررت ذات يوم بامرأة من المتعبدات،وهي تقول،الهي،قد سئمت الحياة شوقاً ورجاء فيك،
فقلت لها،يا هذه،أتراك على يقين من عملك،فقالت،حبي فيه وحرصي على لقائه بسطني،أتراه يعذبني وأنا أحبه،
قال،فبينما أنا كذلك،إذ أقبل لها ولد يقال له،ضيغم،فقالت،يا ضيغم، أتراني أراك غداً يوم القيامة في المحشر أو يحال بيني وبينك،قال، فصاح الصبي صيحة ظننت أنه قد انشق قلبه، ثم خرّ مغشيًا عليه، فجعلت تبكي عليه،وبكيت لبكائها،
فلما أفاق من غشيته،قالت له،يا ضيغم،قال لها لبيك يا أماه،قالت،أتحب الموت،قال،نعم،قالت،ولم يا بنيّ،قال لها،لأصير إلى من هو خير منك،وهو أرحم الراحمين،إلى من غذاني في ظلمة أحشائك، وأخرجني من أضيق المسالك ولو شاء لأماتني عند الخروج من ضيق ذلك المسلك حتى تموتي أنت من شدة أوجاعك، لكنه برحمته ولطفه،سهّل ذلك عليّ وعليك،أما سمعتيه عز وجل يقول(نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ)الحجر،وجعل يبكي وينادي،أواه أواه، إن لم أنج غدًا من عذاب الله،ولم يزل يبكي حتى غشي عليه،وسقط على الأرض، فدنت منه أمه، فلمسته بيدها، فإذا هو ميّت رحمه الله،
فجعلت تبكي وتقول،يا ضيغماه،يا قتيلا في حبّ مولاه،ولم تزل كذلك حتى صاحت صيحة عظيمة،ووقعت في الأرض،قال،فحرّكتها، فإذا هي قد ماتت،رحمة الله عليه وعليها،ورحمنا الله بهما،
أين البكاء من خشية الله،أين الدموع التي تمحوا الخطايا،متى آخر دمعة سقطت من عينيكم خوفاً من الله،فالبكاء دليل على خشيتكم لله ومراقبتكم له،إسألو انفسكم هل تحبون الله،هل تخافون عقابه ،إذا متى آخر دمعة سقطت من اعينيكم خوفا من الله،
تذكروا قول الله تعالى(وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)البقرة(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)آل عمران،ألا تخافون الله ألا تحذرون عقابه،كيف بكم وأنتم بين يدي الله تعالى وقد شهد عليكم سمعكم وبصركم،ألا تتقون الله، ألا تبكون خوفا من الله، وهو القائل سبحانه (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)لأنفال،
اعلموا أن البكاء من خشية الله دليل على حياة قلبكم،واستقامة جوارحكم، وهو علامة على صحة الإيمان، وسبب من أعظم أسباب النجاة يوم القيامة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم)رواه الترمذي وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،وذكر منهم،ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)أخرجه البخاري ومسلم،
إن كنت تريدون ظل الرحمن يوم القيامة،يوم لا تنفع الحسرة والندامة ، فمن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة،
وها هو نبينا صلى الله عليه وسلم،يربي أصحابه على الخشية والخوف من الله عز وجل،ليحذروا من الوقوع في معصية الله جل وعلا ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم(إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب،فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)أخرجه البخاري ومسلم،
وعن أنس رضي الله عنه قال،خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،خطبة ما سمعت مثلها قط ،فقال(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،وجوههم،ولهم خنين،أخرجه البخاري ومسلم،
فأين نحن من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد زكاهم الله تعالى فقال(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)الفتح،
وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه،كان كثير البكاء من خشية الله تعالى،وكان يقول،ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا،وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل،
ولما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم،وجعه قيل له في الصلاة فقال(امروا أبا بكر فليصلي بالناس)فقالت عائشة رضي الله عنها،إن أبا بكر رضي الله عنه رجل رقيق إذا قرأ القرآن غلبه البكاء،فقال( مروه فليصل)أخرجه البخاري ومسلم،
وهذا عمر فاروق الأمة رضي الله عنه،قرأ الطور إلى أن بلغ قوله (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ)الطور،فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه،وهذا هو حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم التربية ونعم المربي نبينا صلى الله عليه وسلم،
لقد كان أخوفهم لله وأتقاهم له وأخشاهم،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن،واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ)فكأن ذلك ثقل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال لهم(قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل )رواه الترمذي وصححه الألباني،
وانظروا حال النبي صلى الله عليه وسلم،عند سماع القران،عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال،قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم(اقرأ علي القران)قال،فقلت،يارسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل،قال(إني أشتهي أن أسمعه من غيري)فقرأت النساء حتى بلغت(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً)النساء،فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل)أخرجه البخاري ومسلم،
أذكروا متى آخر دمعة سقطت من اعينيكم خوفاً من الله تعالى، فهذا حال نبينا صلى الله عليه وسلم،وصحابته فماذا نقول نحن، بم سنلقى الله عز وجل،وكلنا نعلم أنه لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه،وعن علمه فيم فعل فيه،وعن ماله من أين اكتسبه،وفيم أنفقه،وعن جسمه فيم أبلاه،
إنها الجنة،إنها سلعة الله الغالية،إنها ما لا عين رأت،ولا أذن سمعت،ولا خطر على قلب بشر،فبيعوا انفسكم في دنيا فانية لله تعالى،واشتري الباقية،فإنما نحن في متاع زائل،
الا تبكون شوقاً الى الله،الا من بكى شوقاً الى سيده لم يحرمه النظر اليه،
الا تبكون خوفاً من النار،الا انه من بكى خوفا من النار اعاذه الله منها،
الا تبكون راغبين بالتوبة،الا من تاب بصدق قبلت توبته ومحيت ذنوبه،
الا تبكون راغبين بالجنة،الا انه من سـأل الله الجنة ثلاثة قالت الجنة اللهم ادخله جنتك،
عن ابن عمر،أنه،كان إذا أتى على هذه الآية(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ)بكى حتى يبل لحيته البكاء،ويقول(بلى يا رب)
أسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح فساد قلوبنا، وأن يرزقنا الخشوع، وأن يجعلنا من عباده الأتقياء الأنقياء الأخفياء،
اللهم اجعل اعيننا تبكى من خشيتك،وارضى عنا واغفر لنا،ولاتحرمنا من النظر اليك يوم نلقيك،اللهم ارحمنا برحمتك،
اللهم آميــن.

M99
04-04-2015, 05:41 PM
السلام عليكم
اختي مواضيعج تجذب
لكن طرح الموضوع عليج فييه

يعني لو تختصرين الموضوع بكلمات بسيطه الواحد يقرا بدون ملل

والله يجزااج خير

M99
04-04-2015, 05:45 PM
الله يجزاج خير ع الطرح القيم

وموضعج ذكرني بموقف
يعني الناس ماصارت تخاف من الاخره
وماتخاف من النار
لدرجه في هالمواضيع يصير فيها مزح وعبط

يعني في مره كنا نتكلم ونستهبل
فقلت يعني ايام قبل بس لو يسمعون كلمة النار او الاخره كانوا يبكون
واهم احسن الناس

واحنا الي عندهم ولاشي مانخاف من هالشي

الله يهدينا ويثبتناا ويرزقنا حسن الخاتمه

امـ حمد
04-04-2015, 05:52 PM
الله يجزاج خير ع الطرح القيم

وموضعج ذكرني بموقف
يعني الناس ماصارت تخاف من الاخره
وماتخاف من النار
لدرجه في هالمواضيع يصير فيها مزح وعبط

يعني في مره كنا نتكلم ونستهبل
فقلت يعني ايام قبل بس لو يسمعون كلمة النار او الاخره كانوا يبكون
واهم احسن الناس

واحنا الي عندهم ولاشي مانخاف من هالشي

الله يهدينا ويثبتناا ويرزقنا حسن الخاتمه
إن شاء الله بقصر المواضيع
نورت صفحتي المتواضعه
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
04-04-2015, 07:18 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
05-04-2015, 03:18 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس