امـ حمد
07-04-2015, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آداب الدعاء
إن الله تعالى يحب أن يُسأل،قال الله تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)غافر،
وللدعاء من الدين منزلة عالية رفيعة،حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم( الدعاء هو العبادة )رواه الترمذي،وأبو داود،وابن ماجه،وصححه الألباني،
آداب الدعاء،أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد ، فشرط إجابة الله للدعاء،استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته ، قال الله تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة،
الإخلاص لله تعالى في الدعاء،فالإخلاص شرط لقبوله،
أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى،والثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله،قَال رسول اللَه صلى الله عليه وسلم(إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد اللَه والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى اللَه عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء،قَال،ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد اللَه وصلى على النبي صلى اللَه عليه وسلم،فقال البي صلى اللَه عليه وسلم،أيها المصلي،ادع تجب)صححه الألباني،
قال النبي صلى الله عليه وسلم( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه الطبراني،وصححه الشيخ الألباني،
استقبال القبلة،قال النووي رحمه الله في شرح مسلم،فيه استحباب استقبال القبلة في الدعاء،
رفع اليدين،عن سلمان رضي الله عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عَلَيْهِ وسلم( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)صححه الشيخ الألباني،ويكون باطن الكف إلى السماء،المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى)
اليقين بالله تعالى بالإجابة ،وحضور القلب،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(ادعوا اللَه وأنتم موقنون بالإجابة،واعلموا أن اللَه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه )رواه الترمذي،وحسنه الشيخ الألباني،
الإكثار من المسألة،فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ،والإلحاح في الدعاء،وعدم استعجال الاستجابة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم(يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم،ما لم يستعجل،قيل،يا رسول اللهِ،ما الاستعجال،قال،يقول،قد دعوت،وقد دعوت،فلم أر يستجيب لي)رواه البخاري،ومسلم،
التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، قال الله تعالى(ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) الأعراف،
الدعاء ثلاثاً،عن عبد اللَه بن مسعود رضي الله عنه قال،كان النبي صلى اللَه عليه وسلم،إذا دعا دعا ثلاثاً،وإذا سأل سأل ثلاثاً)رواه البخاري ،ومسلم،وصححه الألباني،
إطابة المأكل والملبس،روى مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،فقال تعالى( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )
وقال ابن رجب رحمه الله،فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء،
وإخفاء الدعاء وعدم الجهر به،وأثنى الله تعالى على عبده زكريا عليه السلام بقوله( إذ نادى ربه نداءً خفياً ) مريم،
فسبحانه وتعالى،وأنه العظيم الأعظم,ولما نبههم على هذا الأمر قال لهم بعده(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)الأعراف،
فأمر الله،عز وجل،عباده المؤمنين بدعائه متضرعين إليه،
التضرع،هو التذلل والخضوع, وإظهار المسكنة والضعف،
فالمسلم ينبغي عليه أن يدعو ربه،لأنه متعبدٌ بذلك،ومفتقرٌ كلَ الافتقار إلى ربه ومالكه،جل جلاله،فهو لا يستغني عن لطفه ورحمته طرفة عين, فهو بحاجة إلى دعاء دائماً,وحينما يدعو الإنسان ينبغي عليه أن يمتثل ما أمر الله،عز وجل،به،
أدعوه دعاء الضارع الذليل الخائف تضرعاً وخفية(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)الأعراف،
فإذا دعا الإنسان ربه فينبغي أن يظهر عليه من الخضوع, والخشوع والذل والانكسار ما يناسب عبوديته,وإذا دعا فإنه لا يليق به بحال من الأحوال أن يدعو دعاء من يخاطب إنساناً مثله,أو ممن هو دونه, إنما هو يتضرع إلى ربه،جل جلاله،وهو العظيم الأعظم،
(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)والإخفاء،مطلوب في الدعاء إلا إذا كان ثمة من يؤمن على هذا الدعاء,
ثم إن هذا الرفع إذا احتيج إليه لوجود من يؤمن على هذا الدعاء فلا ينبغي أن يكون رفعاً زائداً, سواءً كان ذلك من جهة الداعي, أو من جهة المؤمن على هذا الدعاء،لأن المؤمن داعٍ, وأما رفع الأصوات رفعاً زائداً، والضجيج في المساجد, ورفع المأمومين الصوت بالتأمين رفعاً زائداً فهذا أمرٌ يتنافى مع الأدب مع الله،عز وجل، ويتنافى مع قوله(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) الأعراف،
ولما رفع الصحابة،رضي الله عنهم،أصواتهم رفعاً زائداً في كل مكان يرتفعون عليه،أو ينخفضون،بالتكبير والتسبيح ونحو ذلك, قال لهم النبي،صلى الله عليه وسلم(اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا أبكماً ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً, إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)أخرجه البخاري،ومسلم،
قال الله،عز وجل(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)و(إنَّ)تدل على التوكيد, وهذا يدل على أن رفع الأصوات من غير حاجة أنه من الاعتداء في الدعاء, وأن الدعاء بأسلوب يتنافى مع الأدب مع الله،عز وجل،
أنواع الاعتداء في الدعاء،ما يفعله بعض الناس في دعائهم حيث أنهم يحولون الدعاء إلى موعظة,فيتحدثون عن القبور وعن الدود, وعن التراب واللحود,
فالدعاء ليس موعظة، وإنما هو سؤال وتضرع,وافتقار إلى الله، تبارك وتعالى،والمسألة دين وشرع،
وكذلك دنو الهمة,إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فينبغي للإنسان أن يرفع همته، والله هو الكريم الأكرم, والعظيم الأعظم،
وكذلك تعليق الدعاء بالمشيئة،اللهم أدخلني الجنة إن شئت،فقد نهى النبي،صلى الله عليه وسلم،عن ذلك,
ومن ذلك الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم،
وأن يعجل الإنسان في دعائه فيقول،دعوت فلم يستجب لي،فهذا من أسباب رد الدعاء, وهو سوء أدب وسوء ظن مع الله،تبارك وتعالى،
أيوب السختياني ،كان ينشج نشيجاً إذا صلى في الليل في بيته يسمع له نشيج، صوت البكاء, والنبي -صلى الله عليه وسلم،كان يسمع له أزيز في صدره, ما كان يتكلف البكاء أمام الناس,وبعض الناس يرفع صوته بالبكاء رفعاً زائداً كأنه جالس في مكان سخب أو مأتم أو نياحة، وهذا أمر لا يليق،
وبعض يقطع الصلاة من شدة البكاء، فهذا أمر لا يليق أن يفعله المسلم, والمسألة ليست عواطف, القضية قضية شرعية ينبغي أن تضبط بضابط الشرع حتى تقبل العبادة،
ويخشى أن يكون تزيين الصوت بالدعاء من الرياء،وتلحين الدعاء،كأن يجعل الدعاء على هيئة الآيات التي تقرأ، يرتل الدعاء وإنما ينبغي أن يلقى الدعاء دعاءً جزلاً في إلقاء جزل،وفيه خضوع لله،عز وجل،وانكسار وتذلل,وأيضاً فيه تأدب في الصوت والنبرة لا يرفع رفعاً زائداً, وإنما يسمع من وراءه دعاء الخاشع الخائف الذليل, ثم يؤمن من خلفه تأميناً مناسباً لائقاً مع مقام المعبود الذي يناجونه ويقفون بين يديه،سبحانه وتعالى،
أما رفع الأصوات بالبكاء الشديد في المساجد،فهذا أمر لا يحسن ولا يليق, وكثير من الناس يجرون مع العواطف, ولا ينضبطون بالضوابط الشرعية،
ومن قوله تعالى(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)الأعراف،فالإفساد في الأرض, والدعاء من غير خوف، ومن غير طمع هذا كله من مضنة رد الدعاء، كما ذكر الله عز وجل,فالإنسان الذي يريد أن يستجاب دعاءه ينبغي أن يكون صالحاً مصلحاً, لا يكون مفسداً في الأرض ويرفع يديه ويقول،يارب يارب, والله عز وجل،يمقته ويرده خائباً،نسأل الله ألا يردنا وإياكم خائبين،
أسأل الله،عز وجل،أن يتقبل منا ومنكم, وأن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم, وأن يجعلنا هداة مهتدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آداب الدعاء
إن الله تعالى يحب أن يُسأل،قال الله تعالى(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)غافر،
وللدعاء من الدين منزلة عالية رفيعة،حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم( الدعاء هو العبادة )رواه الترمذي،وأبو داود،وابن ماجه،وصححه الألباني،
آداب الدعاء،أن يكون الداعي موحداً لله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، ممتلئاً قلبه بالتوحيد ، فشرط إجابة الله للدعاء،استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته ، قال الله تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة،
الإخلاص لله تعالى في الدعاء،فالإخلاص شرط لقبوله،
أن يسأل اللهَ تعالى بأسمائه الحسنى،والثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله،قَال رسول اللَه صلى الله عليه وسلم(إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد اللَه والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى اللَه عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء،قَال،ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد اللَه وصلى على النبي صلى اللَه عليه وسلم،فقال البي صلى اللَه عليه وسلم،أيها المصلي،ادع تجب)صححه الألباني،
قال النبي صلى الله عليه وسلم( كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ) رواه الطبراني،وصححه الشيخ الألباني،
استقبال القبلة،قال النووي رحمه الله في شرح مسلم،فيه استحباب استقبال القبلة في الدعاء،
رفع اليدين،عن سلمان رضي الله عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عَلَيْهِ وسلم( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)صححه الشيخ الألباني،ويكون باطن الكف إلى السماء،المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى)
اليقين بالله تعالى بالإجابة ،وحضور القلب،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(ادعوا اللَه وأنتم موقنون بالإجابة،واعلموا أن اللَه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه )رواه الترمذي،وحسنه الشيخ الألباني،
الإكثار من المسألة،فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ،والإلحاح في الدعاء،وعدم استعجال الاستجابة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم(يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم،ما لم يستعجل،قيل،يا رسول اللهِ،ما الاستعجال،قال،يقول،قد دعوت،وقد دعوت،فلم أر يستجيب لي)رواه البخاري،ومسلم،
التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، قال الله تعالى(ادعوا ربكم تضرعاً وخفية ) الأعراف،
الدعاء ثلاثاً،عن عبد اللَه بن مسعود رضي الله عنه قال،كان النبي صلى اللَه عليه وسلم،إذا دعا دعا ثلاثاً،وإذا سأل سأل ثلاثاً)رواه البخاري ،ومسلم،وصححه الألباني،
إطابة المأكل والملبس،روى مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،فقال تعالى( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ )
وقال ابن رجب رحمه الله،فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء،
وإخفاء الدعاء وعدم الجهر به،وأثنى الله تعالى على عبده زكريا عليه السلام بقوله( إذ نادى ربه نداءً خفياً ) مريم،
فسبحانه وتعالى،وأنه العظيم الأعظم,ولما نبههم على هذا الأمر قال لهم بعده(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)الأعراف،
فأمر الله،عز وجل،عباده المؤمنين بدعائه متضرعين إليه،
التضرع،هو التذلل والخضوع, وإظهار المسكنة والضعف،
فالمسلم ينبغي عليه أن يدعو ربه،لأنه متعبدٌ بذلك،ومفتقرٌ كلَ الافتقار إلى ربه ومالكه،جل جلاله،فهو لا يستغني عن لطفه ورحمته طرفة عين, فهو بحاجة إلى دعاء دائماً,وحينما يدعو الإنسان ينبغي عليه أن يمتثل ما أمر الله،عز وجل،به،
أدعوه دعاء الضارع الذليل الخائف تضرعاً وخفية(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)الأعراف،
فإذا دعا الإنسان ربه فينبغي أن يظهر عليه من الخضوع, والخشوع والذل والانكسار ما يناسب عبوديته,وإذا دعا فإنه لا يليق به بحال من الأحوال أن يدعو دعاء من يخاطب إنساناً مثله,أو ممن هو دونه, إنما هو يتضرع إلى ربه،جل جلاله،وهو العظيم الأعظم،
(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)والإخفاء،مطلوب في الدعاء إلا إذا كان ثمة من يؤمن على هذا الدعاء,
ثم إن هذا الرفع إذا احتيج إليه لوجود من يؤمن على هذا الدعاء فلا ينبغي أن يكون رفعاً زائداً, سواءً كان ذلك من جهة الداعي, أو من جهة المؤمن على هذا الدعاء،لأن المؤمن داعٍ, وأما رفع الأصوات رفعاً زائداً، والضجيج في المساجد, ورفع المأمومين الصوت بالتأمين رفعاً زائداً فهذا أمرٌ يتنافى مع الأدب مع الله،عز وجل، ويتنافى مع قوله(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) الأعراف،
ولما رفع الصحابة،رضي الله عنهم،أصواتهم رفعاً زائداً في كل مكان يرتفعون عليه،أو ينخفضون،بالتكبير والتسبيح ونحو ذلك, قال لهم النبي،صلى الله عليه وسلم(اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا أبكماً ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً قريباً, إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)أخرجه البخاري،ومسلم،
قال الله،عز وجل(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)و(إنَّ)تدل على التوكيد, وهذا يدل على أن رفع الأصوات من غير حاجة أنه من الاعتداء في الدعاء, وأن الدعاء بأسلوب يتنافى مع الأدب مع الله،عز وجل،
أنواع الاعتداء في الدعاء،ما يفعله بعض الناس في دعائهم حيث أنهم يحولون الدعاء إلى موعظة,فيتحدثون عن القبور وعن الدود, وعن التراب واللحود,
فالدعاء ليس موعظة، وإنما هو سؤال وتضرع,وافتقار إلى الله، تبارك وتعالى،والمسألة دين وشرع،
وكذلك دنو الهمة,إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فينبغي للإنسان أن يرفع همته، والله هو الكريم الأكرم, والعظيم الأعظم،
وكذلك تعليق الدعاء بالمشيئة،اللهم أدخلني الجنة إن شئت،فقد نهى النبي،صلى الله عليه وسلم،عن ذلك,
ومن ذلك الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم،
وأن يعجل الإنسان في دعائه فيقول،دعوت فلم يستجب لي،فهذا من أسباب رد الدعاء, وهو سوء أدب وسوء ظن مع الله،تبارك وتعالى،
أيوب السختياني ،كان ينشج نشيجاً إذا صلى في الليل في بيته يسمع له نشيج، صوت البكاء, والنبي -صلى الله عليه وسلم،كان يسمع له أزيز في صدره, ما كان يتكلف البكاء أمام الناس,وبعض الناس يرفع صوته بالبكاء رفعاً زائداً كأنه جالس في مكان سخب أو مأتم أو نياحة، وهذا أمر لا يليق،
وبعض يقطع الصلاة من شدة البكاء، فهذا أمر لا يليق أن يفعله المسلم, والمسألة ليست عواطف, القضية قضية شرعية ينبغي أن تضبط بضابط الشرع حتى تقبل العبادة،
ويخشى أن يكون تزيين الصوت بالدعاء من الرياء،وتلحين الدعاء،كأن يجعل الدعاء على هيئة الآيات التي تقرأ، يرتل الدعاء وإنما ينبغي أن يلقى الدعاء دعاءً جزلاً في إلقاء جزل،وفيه خضوع لله،عز وجل،وانكسار وتذلل,وأيضاً فيه تأدب في الصوت والنبرة لا يرفع رفعاً زائداً, وإنما يسمع من وراءه دعاء الخاشع الخائف الذليل, ثم يؤمن من خلفه تأميناً مناسباً لائقاً مع مقام المعبود الذي يناجونه ويقفون بين يديه،سبحانه وتعالى،
أما رفع الأصوات بالبكاء الشديد في المساجد،فهذا أمر لا يحسن ولا يليق, وكثير من الناس يجرون مع العواطف, ولا ينضبطون بالضوابط الشرعية،
ومن قوله تعالى(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)الأعراف،فالإفساد في الأرض, والدعاء من غير خوف، ومن غير طمع هذا كله من مضنة رد الدعاء، كما ذكر الله عز وجل,فالإنسان الذي يريد أن يستجاب دعاءه ينبغي أن يكون صالحاً مصلحاً, لا يكون مفسداً في الأرض ويرفع يديه ويقول،يارب يارب, والله عز وجل،يمقته ويرده خائباً،نسأل الله ألا يردنا وإياكم خائبين،
أسأل الله،عز وجل،أن يتقبل منا ومنكم, وأن ينفعنا وإياكم بالقرآن العظيم, وأن يجعلنا هداة مهتدين.