Beho
11-04-2015, 09:49 AM
خبراء ومستثمرون: فائض الموازنة وتوافر السيولة وكبح التضخم تؤكد حسن إدارة الدولة للطفرة الاقتصادية
الشرق القطرية - 11/04/2015
يواصل الاقتصاد القطري تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية، وأداءه القوي بالرغم من تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث هوت هذه الأسعار بنحو 50 % بداية من النصف الثاني من العام الماضي.
وبلغت نسبة النمو في العام 2014 نحو 6.2%، بالإضافة إلى توقعات بتحقيق نسبة نمو تناهز نحو 7 % في العام الحالي. نمو يؤكد الخبراء أنه هادئ وناعم ، بعيدا عن ارتدادات الجانبية التي عادة ما تصاحب النمو السريع للاقتصاديات.
نمو مدفوع بالدرجة الأولى أيضا بالقطاع غير النفطي الذي استمر في تحقيق نمو مزدوج الرقم، حيث تعد بيانات النمو دليلا على متانة الاقتصاد القطري وقدرته على الصمود في وجه انخفاض أسعار النفط وذلك بفضل الأسس القوية للاقتصاد الكلي.
ولفت الخبراء إلى أن نسب النمو القوية كان لها الأثر الكبير في تحقيق طفرة اقتصادية كبرى تمثلت تجلياتها في المشاريع العملاقة التي رصدت لها الحكومة استثمارات ناهزت 200 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة وتشمل البنى الأساسية للنقل والمواصلات والكهرباء والماء والطرقات والقطاع الصناعي على غرار المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق اللوجستية التي تشمل مختلف مناطق الدولة في إطار ما يسمى اقتصاديا بالتنمية المتكاملة والمندمجة.
وشدد المتابعون للشأن الاقتصادي القطري التأكيد على القدرات التي أظهرتها قطر في إدارة الطفرة التي تشهدها الدولة حاليا والخبرة التي اكتسبتها على مر السنوات الماضية في إطلاق سلسلة من المشاريع العملاقة بصفة متدرجة دون تأثير يذكر على التوازنات الاقتصادية الكبرى خاصة فيما يتعلق بالسيولة ونسب التضخم التي ظلت وفق جل الخبراء تحت السيطرة.
وتشير الأرقام إلى تسجيل معدل التضخم في الدولة بلغ 3 % خلال عام 2014، ومن المتوقع استمراره عند مستويات مقبولة خلال السنوات القليلة القادمة. كما شهدت السنة المالية الماضية فائضا خلال هذه الفترة ما يقارب 137مليار ريال والذي تم توجيهه إلى مجالات مختلفة لتعزيز استثمارات الدولة ووضعها المالي بما فيها زيادة احتياطيات مصرف قطر المركزي وتعزيز قدرات جهاز قطر للاستثمار.
ومن المتوقع وفق التقارير المختصة أن تتواصل عملية التنويع الاقتصادي وأن تزيد حصة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لتصل إلى 68,5% في العام 2017، فيما ستوفر معدلات التضخم المنخفضة، والميزانيات العامة الصحية وفوائض الحساب الجاري الضخمة، بيئة اقتصادية مواتية لتعزيز زخم النمو.
طفرة استثنائية
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر أن دولة قطر نجحت نجاحا كبيرا في إدارة طفرة استثنائية تعيشها حاليا ، على اعتبار أن معدلات النمو الكبيرة التي تحققها متأتية من السير العادي للمشاريع التنموية المرتبطة برؤية قطر للعام 2030، وبالمشاريع المرتبطة بالفعاليات الكبرى التي ستحتضنها في المستقبل القريب، قائلا :" العمل التنموي في قطر يمر بطفرة استثنائية فهناك تنمية في شكلها الأصيل والعادي وتنمية مرتبطة بالالتزامات بالمواعيد الدولية والفعاليات التي ستنظمها الدولة في المستقبل ".
وقال الخاطر إن مسألة إدارة قطر للطفرة التي تمر بها حاليا يجب تفصيلها إلى ثلاث نقاط رئيسية أولها من حيث إدارة المشاريع والثانية تتعلق بإدارة الاقتصاد والثالثة تتعلق بإدارة المواضيع الاجتماعية .
وقال بخصوص النقطة الأولى إن التراكم الحاصل في المشاريع أفرز طفرة كبرى ستتواصل في سنوات القليلة القادمة في مختلف المجالات ، لافتا إلى السلاسة الحاصلة في التنفيذ، قائلا :" قد تحصل بعد الاختناقات وبعض الأخطاء في الفترات الانتقالية لتنفيذ المشاريع لكنها طبيعية وعادية في مثل هذه الظروف ولكن سير التنفيذ المشاريع يبقى إلى حد الآن جيد جدا".
بنية تحتية بديلة
وأضاف :" لقد لاحظنا طوال الفترة القليلة الماضية قدرة على إتمام المشاريع في التوقيت والجودة العالية وأن هناك إعدادا مميزا لمرحلة ما قبل الانطلاق من خلال تركيز بنية تحتية بديلة ساهمت من تخفيف من وطأة وطول فترات الإنجاز ".
ولدى تطرقه لإدارة الاقتصاد خلال فترة الطفرة، بيّن الخاطر أنها ـ أي الإدارة ـ كانت جيدة ، فمع ضبط سعر مرجعي في مستويات مقبولة للنفط في الفترة التي سبقت تراجع الأسعار مكن الموازنة من تحقيق فائض ضمن تمويل المشاريع بدون إشكاليات تذكر.
وقال إن السيولة خلال هذه الفترة لم تعرف نقصا، كذلك لم نشاهد مستويات مرتفعة من التضخم على عكس ما كان متوقعا بسبب ارتفاع الطلب على المواد والسلع واليد العاملة ، حيث بقي التضخم في مستويات مقبولة ومعقولة.
وأشار الخاطر إلى أن الطفرة تتحقق في ظل سياسات مالية صلبة وجدارة ائتمانية عالية وهي من أقوى المؤشرات الموضوعية.
وأكدت التصنيفات التي تحصلت عليها قطر من قبل مؤسسات الترقيم الدولية على متانة الوضع المالي، حيث أبرز التصنيف في التصنيف الائتماني الجديد لدولة قطر الذي أصدرته وكالة فيتش مؤخراً عند درجة «aa» وهي من أعلى التصنيفات الائتمانية، بوضوح قوة الأداء الاقتصادي في الدولة على الرغم من تراجع أسعار النفط.
ويأتي تصنيف وكالة فيتش في نفس مستوى التصنيفات الائتمانية التي أصدرتها وكالات التصنيف الأخرى مثل ستاندرد آند بورز. كما أن وكالة موديز قامت بتأكيد التصنيف السيادي المرتفع للدولة خلال شهر ديسمبر 2014.
ولدى تطرقه للزوايا الاجتماعية في إدارة الطفرة، أبرز الخبير الاقتصادي المجهودات التي بذلت في هذا المجال خاصة في قطاعات التعليم والصحة والبحث العلمي، مشيرا إلى مشروعات المدينة التعليمة ومؤسسة قطر ومشاريع البحث في سدرة وواحة العلوم والتكنولوجيا.
وأكد الخاطر على محاولات الجادة لربط مخرجات التعليم بسوق العمل، خاصة أن قطر قطعت مراحل كبيرة في الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة مرورا بالاقتصاد الرقمي.
وأوضح مختلف الإجراءات التي اتخذت من أجل تنويع القاعدة الاقتصادية من خلال إطلاق مبادرة حاضنة الأعمال لتشجيع أصحاب المبادرات المجددة والمبتكرة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع في الواقع.
انعكاس جيد على القطاع الخاص
بدوره أكد رجل الأعمال سعد آل تواه الهاجري أن قطر تمكنت من تحقيق جملة من النتائج الإيجابية خلال الفترة الماضية وأن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة لم يكن له تأثير يذكر على التوازنات الاقتصادية للدولة خاصة فيما يخص التضخم والموازنة وتوفر السيولة والميزان التجاري.
وأشار إلى أن المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدولة والتي قدرت استثماراتها بنحو 30مليار دولار خلال العام الحالي فقط وهو رقم يغني عن كل تعليق، مشيرا إلى أن التحكم في مختلف توازنات الاقتصاد الكلي ستمكن قطر وتسمح لها بمواصلة سياسة الإنفاق خاصة في مجالات البنية التحتية استعدادا للفعاليات الكبرى التي ستحتضنها في السنوات القادمة.
ثقة في الاقتصاد
وقال الهاجري إن هذه التوجهات وهذه القدرة على الكبرى على إدارة الأمور سيكون لها انعكاس إيجابي على القطاع الخاص في الدولة ويجعله أكثر ثقة في مناخ الاستثمار والأعمال في الدولة الذي ما فتئ يتدعم من سنة إلى أخرى ، مضيفا :" هي ثقة في قدرة القطاع الخاص القطري على لعب دور محوري في السنوات القادمة من خلال توفير كافة أسباب النجاح و خاصة مناخ الاستثمار الذي يرتكز بالدرجة الأولى على البنى الأساسية المحفزة للنمو والتطور".
وقال إن الإعلان عن فائض تجاوز 137 مليار دولار للموازنة خلال الفترة الماضية يؤكد القدرة الكاملة على تمويل المشاريع التي أطلقت أو تلك التي برمجت للتنفيذ في السنوات القادمة، قائلا:" الطفرة الحقيقية ستعيشها دولة قطر ما بعد تنفيذ مشاريع كأس العالم مع دخول المشاريع الاستراتيجية طور الإنتاج خاصة تلك بالمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق اللوجستية وما سيترتب عليها من تكامل مع باقي القطاعات المرتبطة بالصناعات البتروكيماوية."
ويشار إلى أن القطاع غير النفطي كان هو محرك النمو في عام 2014، إذ حقق نمواً بنسبة 11,5% على خلفية الإنفاق الاستثماري الضخم، فيما كان قطاع البناء من بين القطاعات الأكثر إسهاماً في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع غير النفطي.
ذلك بالإضافة إلى التمويل والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال التجارية، والتجارة والفنادق والمطاعم، حيث توسع قطاع البناء بنسبة 18,0% على خلفية تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرئيسية، مثل مشروع لوسيل ومدينة بروة والمدينة التعليمية، أما قطاع التمويل والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال التجارية، وقطاع التجارة والفنادق والمطاعم، وقطاع الخدمات الحكومية فقد استفادت من النمو السريع في عدد السكان والذي شكل دفعة إضافية لتوسع القطاع غير النفطي.
تدرج في إنجاز المشاريع
ولفت إلى أن المشاريع التي تم برمجتها لتنظيم فعاليات كأس العالم تشهد تدرجا في التنفيذ والإعلان وهو عكس التوجه لتلك المشاريع التي برمجت ونفذت بمناسبة تنظيم فعاليات الألعاب الآسيوية والتي تسببت في ضغط على المواد الإنشائية وغيرها من السلع المرتبطة بإنجاز المشاريع، مما يبرز الخبرة والتجربة التي اكتسبتها القيادات القطرية في تنفيذ المشاريع، وهو ما انعكس على نسب التضخم والتي ظلت في مستويات دنيا وتحت السيطرة نتيجة التحكم في أسعار تأجير العقارات.
ولفت إلى أن مسار تنويع الاقتصاد القطري وتوفير جملة من مدخلات الإنتاج وطنيا مكن أيضا من إدارة جيدة للطفرة التي تمر بها قطر حاليا ومكن من تجاوز بعض الإشكاليات التي قد تطرأ بين الحين والآخر جراء تراجع أسعار النفط، خاصة أنه في السنوات القليلة الماضية برزت جملة من المشاريع الكبرى في القطاع العقاري وفي التعدين والسياحة والبتروكيماويات.
وقال رجل الأعمال إن العديد من القطاعات يمكن أن تكون المحرك للاقتصاد القطري في السنوات القادمة على غرار قطاع النقل والمواصلات وقطاع السياحة والقطاع العقاري مثل مشروع مشيرب ولوسيل وقطاع البلاستيك والبتروكيماويات وهي مشاريع قادرة على تقديم القيمة المضافة للاقتصاد وتوفير فرص عمل كبيرة.
وأشار أيضا إلى أن استراتيجيات المشتريات والتسليم على المستوى الوطني مكنت من حسن تنفيذ المشاريع بعيدا عن النقص والمضاربات وبالتالي تحقيق أفضل النتائج على مستوى الأداء.
الشرق القطرية - 11/04/2015
يواصل الاقتصاد القطري تحقيق نتائج اقتصادية إيجابية، وأداءه القوي بالرغم من تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث هوت هذه الأسعار بنحو 50 % بداية من النصف الثاني من العام الماضي.
وبلغت نسبة النمو في العام 2014 نحو 6.2%، بالإضافة إلى توقعات بتحقيق نسبة نمو تناهز نحو 7 % في العام الحالي. نمو يؤكد الخبراء أنه هادئ وناعم ، بعيدا عن ارتدادات الجانبية التي عادة ما تصاحب النمو السريع للاقتصاديات.
نمو مدفوع بالدرجة الأولى أيضا بالقطاع غير النفطي الذي استمر في تحقيق نمو مزدوج الرقم، حيث تعد بيانات النمو دليلا على متانة الاقتصاد القطري وقدرته على الصمود في وجه انخفاض أسعار النفط وذلك بفضل الأسس القوية للاقتصاد الكلي.
ولفت الخبراء إلى أن نسب النمو القوية كان لها الأثر الكبير في تحقيق طفرة اقتصادية كبرى تمثلت تجلياتها في المشاريع العملاقة التي رصدت لها الحكومة استثمارات ناهزت 200 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة وتشمل البنى الأساسية للنقل والمواصلات والكهرباء والماء والطرقات والقطاع الصناعي على غرار المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق اللوجستية التي تشمل مختلف مناطق الدولة في إطار ما يسمى اقتصاديا بالتنمية المتكاملة والمندمجة.
وشدد المتابعون للشأن الاقتصادي القطري التأكيد على القدرات التي أظهرتها قطر في إدارة الطفرة التي تشهدها الدولة حاليا والخبرة التي اكتسبتها على مر السنوات الماضية في إطلاق سلسلة من المشاريع العملاقة بصفة متدرجة دون تأثير يذكر على التوازنات الاقتصادية الكبرى خاصة فيما يتعلق بالسيولة ونسب التضخم التي ظلت وفق جل الخبراء تحت السيطرة.
وتشير الأرقام إلى تسجيل معدل التضخم في الدولة بلغ 3 % خلال عام 2014، ومن المتوقع استمراره عند مستويات مقبولة خلال السنوات القليلة القادمة. كما شهدت السنة المالية الماضية فائضا خلال هذه الفترة ما يقارب 137مليار ريال والذي تم توجيهه إلى مجالات مختلفة لتعزيز استثمارات الدولة ووضعها المالي بما فيها زيادة احتياطيات مصرف قطر المركزي وتعزيز قدرات جهاز قطر للاستثمار.
ومن المتوقع وفق التقارير المختصة أن تتواصل عملية التنويع الاقتصادي وأن تزيد حصة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لتصل إلى 68,5% في العام 2017، فيما ستوفر معدلات التضخم المنخفضة، والميزانيات العامة الصحية وفوائض الحساب الجاري الضخمة، بيئة اقتصادية مواتية لتعزيز زخم النمو.
طفرة استثنائية
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر أن دولة قطر نجحت نجاحا كبيرا في إدارة طفرة استثنائية تعيشها حاليا ، على اعتبار أن معدلات النمو الكبيرة التي تحققها متأتية من السير العادي للمشاريع التنموية المرتبطة برؤية قطر للعام 2030، وبالمشاريع المرتبطة بالفعاليات الكبرى التي ستحتضنها في المستقبل القريب، قائلا :" العمل التنموي في قطر يمر بطفرة استثنائية فهناك تنمية في شكلها الأصيل والعادي وتنمية مرتبطة بالالتزامات بالمواعيد الدولية والفعاليات التي ستنظمها الدولة في المستقبل ".
وقال الخاطر إن مسألة إدارة قطر للطفرة التي تمر بها حاليا يجب تفصيلها إلى ثلاث نقاط رئيسية أولها من حيث إدارة المشاريع والثانية تتعلق بإدارة الاقتصاد والثالثة تتعلق بإدارة المواضيع الاجتماعية .
وقال بخصوص النقطة الأولى إن التراكم الحاصل في المشاريع أفرز طفرة كبرى ستتواصل في سنوات القليلة القادمة في مختلف المجالات ، لافتا إلى السلاسة الحاصلة في التنفيذ، قائلا :" قد تحصل بعد الاختناقات وبعض الأخطاء في الفترات الانتقالية لتنفيذ المشاريع لكنها طبيعية وعادية في مثل هذه الظروف ولكن سير التنفيذ المشاريع يبقى إلى حد الآن جيد جدا".
بنية تحتية بديلة
وأضاف :" لقد لاحظنا طوال الفترة القليلة الماضية قدرة على إتمام المشاريع في التوقيت والجودة العالية وأن هناك إعدادا مميزا لمرحلة ما قبل الانطلاق من خلال تركيز بنية تحتية بديلة ساهمت من تخفيف من وطأة وطول فترات الإنجاز ".
ولدى تطرقه لإدارة الاقتصاد خلال فترة الطفرة، بيّن الخاطر أنها ـ أي الإدارة ـ كانت جيدة ، فمع ضبط سعر مرجعي في مستويات مقبولة للنفط في الفترة التي سبقت تراجع الأسعار مكن الموازنة من تحقيق فائض ضمن تمويل المشاريع بدون إشكاليات تذكر.
وقال إن السيولة خلال هذه الفترة لم تعرف نقصا، كذلك لم نشاهد مستويات مرتفعة من التضخم على عكس ما كان متوقعا بسبب ارتفاع الطلب على المواد والسلع واليد العاملة ، حيث بقي التضخم في مستويات مقبولة ومعقولة.
وأشار الخاطر إلى أن الطفرة تتحقق في ظل سياسات مالية صلبة وجدارة ائتمانية عالية وهي من أقوى المؤشرات الموضوعية.
وأكدت التصنيفات التي تحصلت عليها قطر من قبل مؤسسات الترقيم الدولية على متانة الوضع المالي، حيث أبرز التصنيف في التصنيف الائتماني الجديد لدولة قطر الذي أصدرته وكالة فيتش مؤخراً عند درجة «aa» وهي من أعلى التصنيفات الائتمانية، بوضوح قوة الأداء الاقتصادي في الدولة على الرغم من تراجع أسعار النفط.
ويأتي تصنيف وكالة فيتش في نفس مستوى التصنيفات الائتمانية التي أصدرتها وكالات التصنيف الأخرى مثل ستاندرد آند بورز. كما أن وكالة موديز قامت بتأكيد التصنيف السيادي المرتفع للدولة خلال شهر ديسمبر 2014.
ولدى تطرقه للزوايا الاجتماعية في إدارة الطفرة، أبرز الخبير الاقتصادي المجهودات التي بذلت في هذا المجال خاصة في قطاعات التعليم والصحة والبحث العلمي، مشيرا إلى مشروعات المدينة التعليمة ومؤسسة قطر ومشاريع البحث في سدرة وواحة العلوم والتكنولوجيا.
وأكد الخاطر على محاولات الجادة لربط مخرجات التعليم بسوق العمل، خاصة أن قطر قطعت مراحل كبيرة في الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة مرورا بالاقتصاد الرقمي.
وأوضح مختلف الإجراءات التي اتخذت من أجل تنويع القاعدة الاقتصادية من خلال إطلاق مبادرة حاضنة الأعمال لتشجيع أصحاب المبادرات المجددة والمبتكرة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع في الواقع.
انعكاس جيد على القطاع الخاص
بدوره أكد رجل الأعمال سعد آل تواه الهاجري أن قطر تمكنت من تحقيق جملة من النتائج الإيجابية خلال الفترة الماضية وأن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة لم يكن له تأثير يذكر على التوازنات الاقتصادية للدولة خاصة فيما يخص التضخم والموازنة وتوفر السيولة والميزان التجاري.
وأشار إلى أن المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدولة والتي قدرت استثماراتها بنحو 30مليار دولار خلال العام الحالي فقط وهو رقم يغني عن كل تعليق، مشيرا إلى أن التحكم في مختلف توازنات الاقتصاد الكلي ستمكن قطر وتسمح لها بمواصلة سياسة الإنفاق خاصة في مجالات البنية التحتية استعدادا للفعاليات الكبرى التي ستحتضنها في السنوات القادمة.
ثقة في الاقتصاد
وقال الهاجري إن هذه التوجهات وهذه القدرة على الكبرى على إدارة الأمور سيكون لها انعكاس إيجابي على القطاع الخاص في الدولة ويجعله أكثر ثقة في مناخ الاستثمار والأعمال في الدولة الذي ما فتئ يتدعم من سنة إلى أخرى ، مضيفا :" هي ثقة في قدرة القطاع الخاص القطري على لعب دور محوري في السنوات القادمة من خلال توفير كافة أسباب النجاح و خاصة مناخ الاستثمار الذي يرتكز بالدرجة الأولى على البنى الأساسية المحفزة للنمو والتطور".
وقال إن الإعلان عن فائض تجاوز 137 مليار دولار للموازنة خلال الفترة الماضية يؤكد القدرة الكاملة على تمويل المشاريع التي أطلقت أو تلك التي برمجت للتنفيذ في السنوات القادمة، قائلا:" الطفرة الحقيقية ستعيشها دولة قطر ما بعد تنفيذ مشاريع كأس العالم مع دخول المشاريع الاستراتيجية طور الإنتاج خاصة تلك بالمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق اللوجستية وما سيترتب عليها من تكامل مع باقي القطاعات المرتبطة بالصناعات البتروكيماوية."
ويشار إلى أن القطاع غير النفطي كان هو محرك النمو في عام 2014، إذ حقق نمواً بنسبة 11,5% على خلفية الإنفاق الاستثماري الضخم، فيما كان قطاع البناء من بين القطاعات الأكثر إسهاماً في نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع غير النفطي.
ذلك بالإضافة إلى التمويل والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال التجارية، والتجارة والفنادق والمطاعم، حيث توسع قطاع البناء بنسبة 18,0% على خلفية تنفيذ مشاريع البنية التحتية الرئيسية، مثل مشروع لوسيل ومدينة بروة والمدينة التعليمية، أما قطاع التمويل والتأمين والعقارات وخدمات الأعمال التجارية، وقطاع التجارة والفنادق والمطاعم، وقطاع الخدمات الحكومية فقد استفادت من النمو السريع في عدد السكان والذي شكل دفعة إضافية لتوسع القطاع غير النفطي.
تدرج في إنجاز المشاريع
ولفت إلى أن المشاريع التي تم برمجتها لتنظيم فعاليات كأس العالم تشهد تدرجا في التنفيذ والإعلان وهو عكس التوجه لتلك المشاريع التي برمجت ونفذت بمناسبة تنظيم فعاليات الألعاب الآسيوية والتي تسببت في ضغط على المواد الإنشائية وغيرها من السلع المرتبطة بإنجاز المشاريع، مما يبرز الخبرة والتجربة التي اكتسبتها القيادات القطرية في تنفيذ المشاريع، وهو ما انعكس على نسب التضخم والتي ظلت في مستويات دنيا وتحت السيطرة نتيجة التحكم في أسعار تأجير العقارات.
ولفت إلى أن مسار تنويع الاقتصاد القطري وتوفير جملة من مدخلات الإنتاج وطنيا مكن أيضا من إدارة جيدة للطفرة التي تمر بها قطر حاليا ومكن من تجاوز بعض الإشكاليات التي قد تطرأ بين الحين والآخر جراء تراجع أسعار النفط، خاصة أنه في السنوات القليلة الماضية برزت جملة من المشاريع الكبرى في القطاع العقاري وفي التعدين والسياحة والبتروكيماويات.
وقال رجل الأعمال إن العديد من القطاعات يمكن أن تكون المحرك للاقتصاد القطري في السنوات القادمة على غرار قطاع النقل والمواصلات وقطاع السياحة والقطاع العقاري مثل مشروع مشيرب ولوسيل وقطاع البلاستيك والبتروكيماويات وهي مشاريع قادرة على تقديم القيمة المضافة للاقتصاد وتوفير فرص عمل كبيرة.
وأشار أيضا إلى أن استراتيجيات المشتريات والتسليم على المستوى الوطني مكنت من حسن تنفيذ المشاريع بعيدا عن النقص والمضاربات وبالتالي تحقيق أفضل النتائج على مستوى الأداء.