المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ



امـ حمد
13-04-2015, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيم)المططفين،
أن رب العزة قد جعل قلوب الكافرين وكأنها قد خلقت من حديد، ويتكون عليها طبقة من الران،والران الذى تكون على قلوب الكافرين يشبه الصدأ نتيجة فعل الذنوب والكبائر التى يقترفونها،فأفقدت قلوبهم ليونتها،وجعلتها كالحجارة فى القسوة،بل وأشد منها يقول تعالى(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )البقرة،
فكذلك يكون الران طبقة عازلة تغلف قلوب الكافرين وتمنع عنهم الإيمان بالله تعالى(وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ)البقرة،
ولأن الجزاء من جنس العمل،فكما أن الران على قلوب الكافرين عزلهم فى الحياة الدنيا عن المنهج الإيمانى،فكان لزاما أن يعزلهم ربهم ويحجب عنهم نعيم رؤيته يوم القيامة يقول تعالى(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)المطففين،
ويقول تعالى( أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )آل عمران،
والران على قلوب الكافرين،يلزم له صليهم فى الجحيم حتى تنقى قلوبهم من هذه الشوائب،التى حالت بينهم وبين اتباع منهج الدين القيم يقول تعالى(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيم)المطففين،
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن العبد إذا أخطأ خطيئته نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب، صقل قلبه، فإن عاد زيد فيها، حتى تعلو على قلبه، وهو،الران ،الذي ذكر الله في كتابه(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)هذا حديث صحيح،رواه الترمذي،
قال مجاهد،هو الرجل يذنب الذنب، فيحيط الذنب بقلبه، ثم يذنب الذنب فيحيط الذنب بقلبه،حتى تغشي الذنوب قلبه،ولا يعي خيراً، ولا يثبت فيه صلاح،فأعلم الله،جل ثناؤه،أن المؤمنين ينظرون إليه ،وأن الكفار محجوبون عنه ،
وقال الشافعي،حجب قوماً بالسخط ، دل على أن قوماً يرونه بالرضا،ثم قال،أما والله لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى ربه في المعاد لما عبده في الدنيا،
وقال الحسين بن الفضل،لما حجبهم في الدنيا عن نور توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته،
وقال مجاهد في قوله تعالى،لمحجوبون،أي عن كرامته ورحمته ممنوعون،
وقال قتادة،هو أن الله لا ينظر إليهم برحمته ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم،وأنهم محجوبون عن رؤيته فلا يرونه،
وهذا الحجاب عن ربهم,عذاب فوق كل عذاب,وحرمان فوق كل حرمان،ونهاية بائسة إلى درجة يستحق معها الجحيم،ومع الجحيم التأنيب(ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )
(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيم)أي ملازموها،ومحترقون فيها غير خارجين منها( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ،يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً )
ثم تقول لهم خزنة جهنم هذا الذي كنتم به تكذّبون رسل الله في الدنيا،
ذلك حال الفجار المكذبين،لقد حجبت قلوبهم المعاصي والآثام , حجبتها عن الإحساس بربها في الدنيا،وطمستها حتى أظلمت وعميت في الحياة،
فالنهاية والجزاء في الآخرة أن يحرموا النظر إلى وجه الله الكريم,وأن يحال بينهم وبين هذه السعادة الكبرى,التي لا تتاح إلا لمن شفت روحه ورقت وصفت واستحقت أن تكشف الحجب بينها وبين ربها،ممن قال فيهم في سورة القيامة(‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏)‏القيامة‏،
من نعيم الأبرار في الجنة (إنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)فالآية لم تقل،إن الأبرار في الجنة لفي نعيم،أي أن المؤمن في هذه الدنيا أيضاً في نعيم،
ولكن المؤمن مبتلى،فـ(الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)ويقول تعالى في كتابه الكريم(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)إن نعيم المؤمن في باطنه،حيث أن قلبه مطمئن دائماً،لهذا كان الإمام الكاظم،في السجن، يعيش الشكر الإلهي، لنعمة التفرغ للعبادة،
ويوسف الصديق،أما(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ)هذا السجن أحب إلي من قصر زليخا،نعم المؤمنون في نعيم دائم، هذا النعيم يتضاعف، ويتضاعف في جنة الخلد(عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ) (الأَرَائِكِ)جمع أريكة، والأريكة السرير،وهي البيت المزين للعروس،
(يَنظُرُونَ)إلى الحور،أو إلى الغلمان،فدرجات أهل الجنة مختلفة، البعض ينظر للحور،والبعض ينظر لخالق الحور،و(يَنظُرُونَ)إلى مناظر الجنة البهجة، وما فيها من النعيم المقيم،
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)والمعنى،كل من نظر إلى وجوههم،يعرف فيها بهجة النعيم الذي هم فيه،فهؤلاء وجوههم منعمة،
(يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ)الرحيق: الشراب الصافي، الخالص من الغش، ويناسبه وصفه بأنه مختوم، فإنه إنما يختم على الشيء النفيس الخالص،ليسلم من الغش،
(يُسْقَوْنَ) ما قال،يشربون،فالإنسان عندما يشرب، هو الذي يختار،أما عندما يُسقى، فإن الساقي هو الذي يختار له، ولكن من الذي يسقيهم،يقول تعالى(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)
وقوله تعالى(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)يطهرهم عن كل شيء،
(خِتَامُهُ مِسْكٌ)الذي يختم به في الدنيا،
(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)والمعنى،فليتنافس المتنافسون في نعيم الجنة،وفي الرحيق المختوم الذي يسقونه خاصة،
يا أهل الدنيا،ألا تريدون الشرب والسكر والنعيم والرحيق، تسابقوا للحصول عليه،
(وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ)عين في الجنة، سماه الله "تسنيماً،
هذا الشراب عليه ختم من المسك،فرب العالمين خلط شراب الجنة، بماء التسنيم،هناك أنهار من لبن، وأنهار من عسل، وأنهار من خمر، وهناك أنهار من تسنيم،
أنه يمزج بها ما في كأس الأبرار من الرحيق المختوم،ويدل ذلك على أن التسنيم أفضل من الرحيق المختوم، الذي يزيد لذة بمزجها،
وأن المقربين أعلى درجة من الأبرار،وهناك درجات للنعيم في الجنة،
فإذا كان كتاب الفجار في(سجين)يفيد الانحطاط والسفول،
فإن كتاب الأبرار في(عليين)والأبرار،هم الطائعون الفاعلون كل خير،ولفظ(عليين)يوحي بالعلو والارتفاع،
اللهم اجعل كتابى فى عليين واحفظ لسانى عن العآلمين،
اللهم آميـــــــن.

الحسيمqtr
13-04-2015, 09:17 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
14-04-2015, 02:57 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
14-04-2015, 03:35 AM
اللهم اجعلنا وصاحبة هذا الطرح من الابرار
وجعل كتاب الجميع في عليين

جزيتي الجنة

امـ حمد
14-04-2015, 06:40 AM
اللهم اجعلنا وصاحبة هذا الطرح من الابرار
وجعل كتاب الجميع في عليين

جزيتي الجنة

اللهم آمين
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي قطري
وجزاك ربي جنة الفردوس

فناجيل دزاين
06-07-2015, 10:46 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

فناجيل دزاين
06-07-2015, 11:22 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

امـ حمد
10-07-2015, 07:11 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس