المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا أوثر ابني ولا زوجتي ولا والدي على طاعة ربي



امـ حمد
14-04-2015, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أوثر ابني ولا زوجتي ولا والدي على طاعة ربي
قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)سورة لقمان،
اتَّقوا ربَّكم وأطيعوه،واتَّقوا عذابَهُ،وسَخطَهُ،اتقوا معصيةً تُفضِي بك إلى النارِ،
أحيانا الإنسانُ يعصي اللهَ من أجل ابنه وأحياناً يعصي اللهَ من أجل أبيه،فإذا عصيت اللهَ من أجل ابنك،ومن أجل ان تؤَمِّن له مالاً كثيراً الاِبنُ لا ينفع أباه يوم القيامةِ،
عن عائشة رضي اللّه عنها قالت،قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم(تحشرون حفاةً عراةً غرلاً،فقلت يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال الأمر أشد من أن يهمهم ذاك)رواه البخاري،
فقد تقع عينُ الأم على ابنها، تقول له يا بني جعلت لك صدري سقاءً وحجري وِطاءً وبطني وِعاءً،فهل من حسنةٍ تنفعني اليوم من حسناتك،يقول ابنها،ليتني أستطيع ذلك يا أماه، إنني أشكو مما أنتِ منه تشكين،فالإنسان عصى ربَّه من أجل ابنه فلا ينفعه أولاده يوم القيامة،وإذا عصى اللهَ من أجل والده،والدُه لا ينفعه شيئًا يوم القيامة،
الخير في المؤاثرةِ،ولكن لا أوثر ابني ولا زوجتي ولا والدي على طاعة ربي،قد يقول الواحد،أنا أعصي اللهَ من أجل أولادي، اللهُ يغفر لي، لا مؤاثرةَ في الخير،طاعة الله لا ينبغي أن تؤثر عليها أحداً،لا أبًأ ولا زوجةً ولا ابنًا، بل إن الله سبحانه وتعالى يقول(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)سورة التغابن،
قال علماء التفسير،هذه العداوة ليست عداوة حالٍ بل إنها عداوةُ مآلٍ،ولو أن الإنسانَ تحرك من هدي زوجته التي تحب الدنيا و تريد المظاهر فكسب المال الحرام من أجل زوجته،ويحبها في الدنيا،
أما يوم القيامة حينما يرى أن طاعتها كانت سبباً في دخوله النار تنقلب المحبَّة إلى عداوة،
مآل،كأن يقترح الشريك على شريكه صفقة غير نظامية ولما اشتروا هذه الصفقة وضبِطت، وأحيل الشريك إلى السجن عندها يكرهُ شريكه فالله تعالى قال(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا)سورة النساء،
وعدنا أن يحاسبنا،وأن يسألنا،ويجيبنا،قال تعالى(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)الحجر،
فالله تعالى(فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)سورة لقمان،
معنى تغرنكم،أي لا تعطوها حجماً فوق حجمها،
فالإنسان في بِدايات حياته يرى المال كل شيء،وأما عندما يحين وقت مغادرته يراه ليس بِشيء،بل الشيء الوحيد هو طاعة الله عز وجل،والمهم أن كل منا يعرف الحقيقة،قبل فوات الأوان،وهذه المعرفة لا قيمة لها إطلاقًا،
وأن تعرف الحقيقة وأنت صحيح قويّ قبل أن تمرض،وقبل أن تفتقر،وقبل أن تهرم،فهذا فرعون آمن وقال أنا من المسلمين، قال تعالى(أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ)يونس،
كل الحقائق التي تُعرض عليكم من خلال آيات كتاب الله سوف تعرفونها معرفة يقينية عند الموت،ولكن لا قيمة لهذه المعرفة،فالإنسان المؤمن الصادق يعد العدة لهذه الساعة، لذا لا تُعطي الدنيا حجماً أكبر مِن حجمها،
فقد روى الإمام الترمذي في سننه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا)
فالشيطان يُمني،ويعد،ويخوفك،ويعدك الفقر ويأمرك بالفحشاء،لذلك ابن عمر قال،خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا،
من البيوت ما انسكنت، وشهادات لم تستعمل، ومنصب لم يصله، لذا لا تغرنكم الحياة الدنيا، والدنيا تغر،وتضر،وتمرّ،وهي دار من لا دار له ولها يسعى من لا عقل لهï´؟فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)لقمان،عن سعيد ابن جبير،قال،أن تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة،
والله تعالى يقولï´؟قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا،الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)الكهف،
فالعبرة،الفرح بالطاعة،ومال تنفقه في سبيل الله،أما الاعتناء بالدنيا فهذا كزبد البحر،
عن أبي هريرة قال(قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )
فقال(يا معشر قريش،اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً،
يا بني عبد مناف،لا أُغني عنكم من الله شيئاً ،
يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئاً،
يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً،
ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئً )رواه البخاري،
عن ‏‏سهل بن سعد قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم (إني ‏ ‏فرطكم ‏‏على الحوض من مر علي شرب،ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني،ثم يحال بيني وبينهم،فَأقول إنهم مني فيقال إنك لَا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن غير بعدي)رواه البخاري،
اتقوا ربكم،وأطيعوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه،واحذروا يوم القيامة الذي لا يغني فيه والد عن ولده ولا مولود عن أبيه شيئًا، إن وعد الله حق لا ريب فيه، فلا تنخدعوا بالحياة الدنيا وزخرفها فتنسيكم الأخرى، ولا يخدعنكم بالله خادع من شياطين الجن والإنس،
يقول تعالى،أيها المشركون من قريش،اتقوا الله، وخافوا أن يحل بكم سخطه في يوم لا يغني والد عن ولده، ولا مولود هو مغن عن والده شيئاً، لأن الأمر يصير هنالك بيد من لا يغالب، ولا تنفع عنده الشفاعة والوسائل، إلا وسيلة من صالح الأعمال التي أسلفها في الدنيا،
وقوله،إن وعد الله حق،يقول،اعلموا أن مجيء هذا اليوم حق، وذلك أن الله قد وعد عباده ولا خلف لوعده(فلا تغرنكم الحياة الدنيا)يقول،فلا تخدعنكم زينة الحياة الدنيا ولذاتها، فتميلوا إليها،وتدعوا الاستعداد لما فيه خلاصكم من عقاب الله ذلك اليوم،
وقوله(ولا يغرنكم بالله الغرور)يقول،ولا يخدعنكم بالله خادع، والغرور،هو ما غر الإنسان من شيء كائناً ما كان شيطاناً،أو إنساناً أو دنيا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له حجاباً من النار)
والمعني باالإحسان إلى البنات يحجب العبد عن النار، ويكون الولد سابقاً له إلى الجنة،
(فلا تغرنكم)أي تخدعنكم ،الحياة الدنيا،بزينتها فتتكلوا عليها وتركنوا إليها وتتركوا العمل للآخرة(ولا يغرنكم بالله الغرور)وهو الشيطان الذي يغر الخلق ويمنيهم الدنيا ويليهيهم عن الآخرة،
يقول تعالى منذراً للناس يوم المعاد, وآمراً لهم بتقواه والخوف منه والخشية من يوم القيامة حيث (لا يجزي والد عن ولده)أي لو أراد أن يفديه بنفسه لما قبل منه،
وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه،لم يقبل منه,أي لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الاخرة،
قال عزير عليه السلام،لما رأيت بلاء قومي,اشتد حزني وكثر همي وأرق نومي, فضرعت إلى ربي وصليت وصمت,فأنا في ذلك أتضرع أبكي,إذ أتاني الملك فقلت له, خبرني هل تشفع أرواح المصدقين للظلمة أو الاباء لأبنائهم،قال،إن القيامة فيها فصل القضاء,وملك ظاهر ليس فيه رخصة لا يتكلم فيه أحد إلا بإذن الرحمن,ولا يؤخذ فيه والد عن ولده,ولا ولد عن والده,ولا أخ عن أخيه,ولا عبد عن سيده,ولا يهتم أحد به غيره,ولا يحزن لحزنه, ولا أحد يرحمه, كل مشفق على نفسه, ولا يؤخذ إنسان عن إنسان, كل يهمه همه, ويبكي عوله, ويحمل وزره, ولا يحمل وزره معه غيره)رواه ابن أبي حاتم،
يقول تعالى ،مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها،وأنها لا دوام لها،وغاية ما فيها لهو ولعب(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ )أي،الحياة الدائمة الحق الذي لا زوال لها ولا انقضاء، بل هي مستمرة أبد الآباد،

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال،كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،يقوم من مجلس حتى يدعو بـهؤلاء الدعوات( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تُـهون به علينا مصيبات الدنيا ،ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا،واجعل ثأرنا على من ظلمنا،وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا،ولا مبلغ علمنا،ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
اللهم آميـــــن.

الحسيمqtr
15-04-2015, 06:32 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-04-2015, 02:42 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
19-04-2015, 01:32 PM
لا اله الا الله
الموضوع جدا مهم وكثيررر منا غافل عن الدنيا وما فيها
وعن الاخره واهوالهااا

جزيتي خيراا

امـ حمد
19-04-2015, 04:31 PM
لا اله الا الله
الموضوع جدا مهم وكثيررر منا غافل عن الدنيا وما فيها
وعن الاخره واهوالهااا

جزيتي خيراا



تسلمين حبيبتي كازانوفا نورتي صفحتي المتواضعه
بارك الله فيج ويزاااج ربي جنة الفردوس

كازانوفا
20-04-2015, 10:37 AM
ربي يسلمك ويعافيكي يا غاليه