امـ حمد
17-04-2015, 02:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كف عنا جشاءك
لا شك أن تعمد رفع الصوت بالجشاء مناف للآداب الإسلامية، ومكارم الأخلاق،وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في سنن الترمذي،عن ابن عمر قال،تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال(كف عنا جشاءك)أخرجه ابن ماجه،
ومعنى الجشاء،التكرع بعد الأكل أو من غير الأكل ونسمع بعض الناس يتكرعون بصوت عالي ويرددون الحمد لله،وينبغي للمسلم أن يتعلم آداب الأكل والعطاس والتثاؤب،ويعرف الهدي النبوي في ذلك،كما يجتنب كل سلوك ينفر الجالسين،ويتأكد على من لم يتحل بآداب الشرع أن يراقب نفسه،ويقوّم اعوجاجها،ويحلي نفسه بالأخلاق والسلوكيات الفاضلة،
حكم التجشؤ بصوت مرتفع،الجُشاء هو،خروج الهواء بصوت من المعدة عن طريق الفم،مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع،
وقد ورد في الحديث،عن ابن عمر،قال تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال( كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة)سنن الترمذي،والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير،
وفي شرح السنة،أقصر من( جشاءك )أي،النهي عن الشبع،لأنه السبب الجالب له،
والتجشؤ بصوت مرتفع ليس محرماً،وإنما يعد فعله خلاف الأدب، إن كان بحضرة الآخرين،حتى لا يتأذوا من الصوت والرائحة،
والأولى أن يكتمه قدر المستطاع،فإن غلبه سُنَّ له أن يغطي فاه بيده، أو يضع منديلاً،هذا إن كان بحضرة الآخرين،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي)
الراوي،أبي أُمَامَة،المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع
وعن أبي كريمة المقدام،رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ما ملأ آدمي وعاءًا شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه،وحسنه الألباني،في صحيحه،
قال تعالى(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا)الاحقاف،
ذُكر أن عمر بن الخطاب كان يقول،لو شئت كنت أطيبكم طعاماً،وألينكم لباساً،ولكني أستبقي طيباتي،
وذُكر أنه لما قدم الشام، صنع له طعام لم ير قبله مثله، قال،هذا لنا، فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير،قال خالد بن الوليد،لهم الجنة، فاغرورقت عينا عمر،
عن قتادة،قال،حدثنا صاحب لنا عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال، إنما كان طعامنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الأسودين،الماء، والتمر،
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت ) صحيح البخاري ،
فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه، كان إذا تغدى لا يتعشى ، وإذا تعشى لا يتغدى،
ويقول عليه الصلاة والسلام (كلوا واشربوا،وتصدقوا والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة )
وقد لخص الله تعالى ذلك كله في آية واحدة،قال تعالى( كلوا وأشربوا ولا تسرفوا )
كثرة الطعام تحمل قليل الإيمان على ارتكاب المعاصي كما في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري (إن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم)رواه البخاري،
وهكذا فإن الاستسلام لشهوات البطن سقوط بالهمة وضعف في اليقين واسترخاء مع الشيطان، ولذلك نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله الذي رواه البزار عنه (إن شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم)رواه البزار،
أي إما بالحرام أو بالإسراف المؤدي إليه، فما أحرانا أن نقتصد في ذلك بكل عفة مدخرين من طعامنا وشرابنا طعاما للجائع والسائل والمحروم والمنكوب متذكرين أن المسلم يتعالى فوق ضرورات الطعام والشراب إلا ما يحتاج إليه وأن التأنق والتفنن فيه يجعله إنسانا لا يعير تفكيرا ولا همة لأهداف دينه ومثله العليا لأنه جعل الدنيا لا الدين أكبر همه ولعل هذا المثال الذي ضربه لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل كافر كان مهتما ببطنه فلما نور الله قلبه وأسلم انتقل همه إلى دينه بدل بطنه إلا قليلا، خرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله أضاف رجلا كافرا فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم انه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فلم يستتمه،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أكلاً قَليلاً،فذكر ذلك للنبِي،صلى اللَه عليه وسلم،فَقَال(إن المؤمن يأكل في معى واحد،والكافر يأكل في سبعة أمعاء)رواه البخاري، وأخرجه احمد،والشيخان،وابن ماجه،
إنه تصوير لانتقال هذا الرجل من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، وعندها لم يكترث أن يروي بطنه بل فكر في حياة جديدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كف عنا جشاءك
لا شك أن تعمد رفع الصوت بالجشاء مناف للآداب الإسلامية، ومكارم الأخلاق،وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في سنن الترمذي،عن ابن عمر قال،تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال(كف عنا جشاءك)أخرجه ابن ماجه،
ومعنى الجشاء،التكرع بعد الأكل أو من غير الأكل ونسمع بعض الناس يتكرعون بصوت عالي ويرددون الحمد لله،وينبغي للمسلم أن يتعلم آداب الأكل والعطاس والتثاؤب،ويعرف الهدي النبوي في ذلك،كما يجتنب كل سلوك ينفر الجالسين،ويتأكد على من لم يتحل بآداب الشرع أن يراقب نفسه،ويقوّم اعوجاجها،ويحلي نفسه بالأخلاق والسلوكيات الفاضلة،
حكم التجشؤ بصوت مرتفع،الجُشاء هو،خروج الهواء بصوت من المعدة عن طريق الفم،مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع،
وقد ورد في الحديث،عن ابن عمر،قال تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال( كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة)سنن الترمذي،والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير،
وفي شرح السنة،أقصر من( جشاءك )أي،النهي عن الشبع،لأنه السبب الجالب له،
والتجشؤ بصوت مرتفع ليس محرماً،وإنما يعد فعله خلاف الأدب، إن كان بحضرة الآخرين،حتى لا يتأذوا من الصوت والرائحة،
والأولى أن يكتمه قدر المستطاع،فإن غلبه سُنَّ له أن يغطي فاه بيده، أو يضع منديلاً،هذا إن كان بحضرة الآخرين،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي)
الراوي،أبي أُمَامَة،المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع
وعن أبي كريمة المقدام،رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ما ملأ آدمي وعاءًا شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه،وحسنه الألباني،في صحيحه،
قال تعالى(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا)الاحقاف،
ذُكر أن عمر بن الخطاب كان يقول،لو شئت كنت أطيبكم طعاماً،وألينكم لباساً،ولكني أستبقي طيباتي،
وذُكر أنه لما قدم الشام، صنع له طعام لم ير قبله مثله، قال،هذا لنا، فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وهم لا يشبعون من خبز الشعير،قال خالد بن الوليد،لهم الجنة، فاغرورقت عينا عمر،
عن قتادة،قال،حدثنا صاحب لنا عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال، إنما كان طعامنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الأسودين،الماء، والتمر،
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت ) صحيح البخاري ،
فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه، كان إذا تغدى لا يتعشى ، وإذا تعشى لا يتغدى،
ويقول عليه الصلاة والسلام (كلوا واشربوا،وتصدقوا والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة )
وقد لخص الله تعالى ذلك كله في آية واحدة،قال تعالى( كلوا وأشربوا ولا تسرفوا )
كثرة الطعام تحمل قليل الإيمان على ارتكاب المعاصي كما في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري (إن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم)رواه البخاري،
وهكذا فإن الاستسلام لشهوات البطن سقوط بالهمة وضعف في اليقين واسترخاء مع الشيطان، ولذلك نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله الذي رواه البزار عنه (إن شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم)رواه البزار،
أي إما بالحرام أو بالإسراف المؤدي إليه، فما أحرانا أن نقتصد في ذلك بكل عفة مدخرين من طعامنا وشرابنا طعاما للجائع والسائل والمحروم والمنكوب متذكرين أن المسلم يتعالى فوق ضرورات الطعام والشراب إلا ما يحتاج إليه وأن التأنق والتفنن فيه يجعله إنسانا لا يعير تفكيرا ولا همة لأهداف دينه ومثله العليا لأنه جعل الدنيا لا الدين أكبر همه ولعل هذا المثال الذي ضربه لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل كافر كان مهتما ببطنه فلما نور الله قلبه وأسلم انتقل همه إلى دينه بدل بطنه إلا قليلا، خرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله أضاف رجلا كافرا فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم انه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله بشاة فشرب حلابها ثم أخرى فلم يستتمه،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أكلاً قَليلاً،فذكر ذلك للنبِي،صلى اللَه عليه وسلم،فَقَال(إن المؤمن يأكل في معى واحد،والكافر يأكل في سبعة أمعاء)رواه البخاري، وأخرجه احمد،والشيخان،وابن ماجه،
إنه تصوير لانتقال هذا الرجل من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، وعندها لم يكترث أن يروي بطنه بل فكر في حياة جديدة.