المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تطبيق المعايير القطرية في مشاريع تأهيل سكك الحديد بالسودان



Beho
22-04-2015, 10:51 PM
تطبيق معايير "جي ساس" القطرية في مشاريع تأهيل سكك الحديد بالسودان
بوابة الشرق - 22/04/2015

وقعت كلً من هيئة سكك حديد السودان والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، مذكرة تعاون بينهما لتدريب وتوعية جميع المختصين والمهندسين والمخططين والعاملين في مشاريع إعادة تأهيل سكك الحديد في السودان بمبادئ ومتطلبات الاستدامة في البيئة العمرانية.

وتهدف الشراكة الإستراتيجية الجديدة إلى دراسة تطبيق معايير "جي ساس" في مشاريع النقل العام في السودان من شأنها الحد من استهلاك الطاقة وتخفيض الانبعاثات الكربونية وتشجيع استخدام المواد الآمنة بيئياً وتحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي في مشاريع تأهيل البنى التحتية لسكك الحديد في السودان التي تقوم خطوطها على أكثر من 4180 كلم والتي من شأنها ربط 16 ولاية ببعضها البعض داخلياً، بالإضافة إلى ربط 6 دول مجاورة، ستكون فيها السودان المحور الاساسي لنقل البضائع والركاب لجميع هذه الدول.

وقام بتوقيع الإتفاقية كلّ من سعادة المهندس ابراهيم فضل عبدالله، مدير عام هيئة سكك حديد السودان والدكتور يوسف الحرّ، رئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير.

كما شهد حفل توقيع مذكرة التعاون الذي انعقد يوم الخميس 16 أبريل 2015 في المقر الرئيسي للمنظمة الخليجية للبحث والتطوير في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالدوحة، كلّ من سعادة السيد أحمد إبراهيم أحمد – وكيل وزارة النقل في السودان، والمهندس عبدالرحمن شريف – مدير الإدارة العامة للمشروعات، والدكتور عصام السراج – مدير الأبحاث والتطوير في المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، والسيد صلاح الأيوبي – مدير شؤون التسويق والإتصالات المؤسساتية في المنظمة الخليجية للبحث والتطوير.


نظام متكامل

وصرّح الدكتور يوسف الحرّ: "ان "جي ساس" هو نظام متكامل ومرن يتوائم مع ظروف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي اطار التزامنا بنشر وتعزيز مبادئ الاستدامة في البيئة العمرانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحرصاً منّا على تطبيق الشعار الأسمى "إبداع إرث أخضر" سنتعاون مع هيئة سكك الحديد لجعل جمهورية السودان في مقدمة الدول المستدامة بيئياً في منطقة شمال أفريقيا في المستقبل القريب، وذلك عبر تنظيم ورش عمل تعريفية بمعايير الإستدامة "جي ساس" لتدريب جميع المختصين والمهندسين والمخططين والعاملين في مشاريع إعادة تأهيل سكك الحديد في السودان على تطبيق هذه المعايير في المشاريع المستقبلية."

واشار الى ان دليل تقييم مشاريع السكك الحديدية ضمن منظومة "جي ساس" يعتبر النظام الوحيد في العالم الذي يختص بتقييم هذا النوع من المنشآت وقد تم تطويره عبر فرق متخصصة محلياً وعالمياً بريادة المنظمة الخليجية من خلال دراسة أفضل السبل والممارسات المتبعة في هذا الصدد، وقد كانت شركة الرّيل (qrail) الشركة الرائدة في تبني معايير "جي ساس" للقطارات كأول مشروع مستدام من نوعه على مستوى العالم.

السكك الحديدية

ومن جانبه قال مدير عام هيئة سكك الحديد ووكيل وزارة النقل في السودان المهندس ابراهيم فضل عبدالله انه تعرف على معايير الاستدامة جي ساس في مشاريع السكك الحديدية ومدى اهميتها لجمهورية السودان، عندما كان مشاركا خلال الشهر الماضي في المؤتمر التاسع للسكك الحديدة للشرق الأوسط في الإمارات – دبي، وفي إحدى الأوراق التي كان يتحدث فيها د. عصام السراج عن معايير جي ساس حيث كان التعريف عن جي ساس كافية لنا بأن هذه المعايير هي ما نحتاجه لمشاريع السكك الحديدية، حيث أننا لدينا خبرة طويلة في السودان ومشاريع كثيرة عن سكك الحديد، فإن عمر هذه المشاريع أكثر من 100 سنة ويبلغ طولها أكثر من 4180 كلم من السكك الحديدية التي تربط الشمال والجنوب والشرق والغرب، ونحن الآن في طور خطة جديدة لتأهيل هذه السكك، وهذه الخطة أساسها هو إيلاج الاستدامة في هذا التأهيل، التي كنا نتكلم عنها منذ سنوات عديدة من خلال مؤتمرات وورش ولكن بدون وجود معايير مناسبة لنا وكيفية تطبيقها في مشاريعنا، لذلك بعد تعرفنا لجي ساس شعرنا بحاجة وضرورية لهذه المعايير لنا في المرحلة القادمة والتي هي تأهيل خطوط سكك الحديد في السودان.

وكيل وزارة النقل السوداني: دور بارز للمنظمة الخليجية في مشاريعنا المستقبلية.. الربط السككي بالدول المجاورة يجعل السودان محور أساسيا لنقل البضائع والركاب
وفيما يتعلق بمشاريع السكك الحديدية في جمهورية السودان خلال الفترة القادمة، قال ان هنالك خطة لفترة 20 سنة تمت البداية بتطبيقها منذ عام 2011 وهي تتقسم إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة إعادة تأهيل البنى التحتية السكك الحديدة وتقوية وتطوير للخطوط نفسها حيث انه تم بناءها منذ أكثر من 120 عام وتحتاج إلى إعادة تصميم أيضاً، المرحلة الثانية هي المرحلة الانعاشية وهي ربط المدن الأساسية في السودان حيث أن تاريخ هذه الخطوط بنيت منذ الاستعمار البريطاني للسودان، فهي بالطبيعة كان تهتم بمدن من دون الأخرى، والآن لدينا 16 ولاية وكل ولاية لها عاصمة، فلابد لنا بربط جميع هذه العواصم بخطوط سكك الحديد، أما المرحلة الأخيرة هي مرحلة توسيعية بحيث أننا نربط سكك الحديد في السودان بالدول المجاورة وهي مصر، أريتريا وأثيوبيا، جنوب السودان، التشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وطبعاً أغلب هذه الدول ليس لها سواحل على البحر فهي بالطبع تحتاج إلى مشاريع سكك الحديد للتواصل مع العالم وذلك عبر ربطها مع ميناء ومرافىء السودان، وبهذه الحالة فإن السودان ستكون المحور الاساسي لنقل البضائع والركاب لجميع هذه الدول.


تعاون مشترك

وحول مجالات التعاون التي استرعت انتباهكم وترغبون في التركيز عليها مستقبلا بين هيئتكم وبين المنظمة، قال انه سيكون للمنظمة الخليجية دور بارز ومهم جداً في المراحل القادمة، حيث أن مرحلة التعاون الأولى ستكون الترويج لمعايير الاستدامة "جي ساس" في السودان والتي هي جديدة لنا، لذلك لا بد لنا من نقل هذه المعرفة إلى جميع المختصين والمهندسين والمخططين والعاملين في مجال الانشاءات والتنمية في السودان وذلك عبر إقامة ورش العمل التعريفية لجي ساس، أما المرحلة القادمة فإننا بصدد العمل على دراسة مع شركة ألمانية وهي عبارة عن دراسة لسوق سكك الحديد في السودان لذلك يجب علينا حتماً إدخال معايير جي ساس في هذه الدراسة كمعايير أساسية لنا، فسيكون دور المنظمة هنا تقديم الخدمات الاستشارية لتطبيق هذه المعايير في مشاريع سكك الحديد في السودان والاستفادة منها في مرحلة طرح العطاءات والتصاميم وتنفيذ هذه المشاريع المستقبلية.

واشار الى انه تمت مناقشة عقد دورات وورش العمل مع المنظمة، حيث أنها ستكون في المرحلة الثانية بعد توقيع مذكرة التعاون، ونعتبرها أساس التعاون المستمر بين الطرفين، من ثم ندخل في برنامج تفصيلي يتضمن كيفية إقامة الورشات التدريبية وعددها وتاريخها. المستقبل القريب سيشهد الاآلية المناسبة لهذه الاتفاقية.


معايير جي ساس

واكد رغبة هيئة السكك الحديدية بتطبيق معايير الاستدامة جي ساس في مشاريعها المستقبلية، موضحا ذلك بقوله: "هذا هو سبب زيارتنا للدوحة بطبيعة الحال، ومنذ أن عرفنا بوجود هذه المعايير في الشهر الفائت، قمنا بتحرك سريع للتعاون مع المنظمة لتكون لنا الاستفادة المباشرة من نظام جي ساس في مشاريعنا. وقد تعلمنا من خبرتنا السابقة حيث أننا طبقنا معايير أخرى في مشاريع لنا ولكنها لم تنجح جميعها، وأما التي نجحت فهي لم تستمر. لذلك نحن بحاجة لتطبيق معايير الاستدامة في جي ساس لأننا على يقين أنها سوف تنجح في مشاريع سكك الحديد في السودان.. إننا نقوم دائماً بالتنسيق المستمر بيننا كهيئة سكك الحديد وبين وزارة النقل كما ذكر الوكيل، وفور وصولنا إلى السودان بعد هذه الزيارة سنقوم بتقديم هذه المعلومات في تقرير رسمي لسعادة وزير النقل ليتم طرح هذه المعايير على صعيد مجلس الوزراء، ليتسنى أيضاً للوزارات الأخرى معرفة وتبني معايير الاستدامة بحيث يمكن تطبيقها في عدد من المشاريع الأخرى كالمشاريع الزراعية والحيوانية على صعيد جمهورية السودان.

أما أسئلة سعادة السيد أحمد إبراهيم أحمد – وكيل وزارة النقل في السودان كانت على النحو التالي:

وقال ان زيارته للدوحة هي أول زيارة له كوكيل وزارة النقل لدولة قطر، ولكن هناك تبادل متواصل للمعلومات بين وزارة النقل في قطر ووزارة النقل في السودان. إن سبب هذه الزيارة هو للاطلاع على معايير جي ساس وكيفية تطبيقها في المشاريع بشكل عام وسكك الحديد على وجه الخصوص. تعرفنا على المنظمة الخليجية للبحث والتطوير من خلال مشاركتنا في مؤتمر السكك الحديدية في دبي، حيث كانت كلمة الدكتور عصام السراج حول المنظومة العالمية لتقييم الاستدام "جي ساس"، تبيّن لنا أنها معايير جديدة ومختلفة عن المعايير المطبقة في المشاريع الهندسية، كما وجدنا أن هذه المعايير ستكون مفيدة لنا في وزارة النقل وبالتالي إرتأينا أنه لا بد أن يكون هناك تنسيق مع المنظمة الخليجية للاستفادة من المعلومات والمعايير الجديدة.

واشار الى انه تم مناقشة العديد من اوجه التعاون الحالية والمستقبلية مع المنظمة الخليجية، نذكر منها توقيع مذكرة التعاون من قبل الطرفين، إطلاق ورش عمل حول "جي ساس" في السودان، العون الفني المطلوب لتطبيق معايير "جي ساس "في مشاريعنا القادمة.

وتابع يقول: "كنا في السابق مهتمين بمختلف معايير الاستدامة منها البريطانية والأمريكية وغيرها، ولكننا اليوم على يقين بأن معايير "جي ساس" هي الأفضل والأنسب لنا بحيث انها تشمل جميع أنواع المنشآت وخاصة البنى التحتية، حيث أننا بصدد إعادة تأهيل البنى التحتية لسكك الحديد في السودان، لذلك سنقوم بالعمل على إدراج هذه المعايير في هذه المشاريع، وسنكون من المتمسكين والمنفذين لهذه المعايير الجديدة فيها.


ورش عمل

وقال انه لدى عودته إلى السودان سيعقب هذه الزيارة إنعقاد ورش عمل تعريفية بمعايير الاستدامة "جي ساس" لكافة الشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية التي لها علاقة بقطاع الانشاءات في السودان، حيث سنقوم بابتكار شبكة تواصل وارتباط بيننا وبين المنظمة الخليجية وجميع الجهات المعنية، لافتا الى ان زيارته للدوحة كانت ناجحة وموفقة حيث وجدنا كل التعاون والترحاب من المنظمة الخليجية، إضافة لاكتسابنا للمعلومات المفيدة التي كنا نتطلع للحصول عليها من أجل مشاريعنا المستقبلية، كما ندعو القائمين على المنظمة بزيارتنا في السودان لتوثيق التعاون والعمل على تطبيق معايير الاستدامة "جي ساس" في المشاريع، كم أننا نرى أن تكون هذه المعايير موحدة ومطبقة في جميع الدول العربية وسنسعى جاهدين إلى التنسيق فيما بيننا للحصول على المراد والمبتغى.

المنظمة الخليجية للبحث والتطوير مؤسسة قطرية تركز اهتمامها على تغيير طرق تصاميم وبناء وتشغيل الأبنية من خلال الترويج لممارسات البناء الصحية والموفرة للطاقة والموارد.

تحظى المنظمة الخليجية للبحث والتطوير برعاية شركة لوسيل إحدى الشركات التابعة للديار القطرية، وتهدف لتعزيز وبناء تجمعات محلية وإقليمية ودولية قوية وحيوية وشبكة من المعاهد البحثية والشركات الإستشارية والتكنولوجية والشركات العقارية والإنشائية والمؤسسات والمنظمات الحكومية والمهنية التي لديها اهتمام حقيقي والتزام راسخ لدعم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وذلك لمعالجة التحديات البيئية وتمكين مجتمع البناء لاعتماد تطبيقات وممارسات مستدامة.

وتهدف رؤية المنظمة لجعل قطر دولة رائدة في مجال تطوير وتصميم وإنشاء المباني المستدامة، ولجعل المنظمة أحد العناصر الرئيسية الداعمة والمحركة لهذا التحول في المنظور الإنشائي العقاري.

ستدير المنظمة الخليجية للبحث و التطوير البحوث العلمية من خلال برامجها البحثية الخاصة وشراكاتها مع مؤسسات محلية ودولية، من مقاربات بحثية أكاديمية وتطبيقية لمشاركة التكنولوجيا وبناء شبكات لتعزيز البيئة المبنية المستدامة في قطر.

تتضمن برامج البحوث، على سبيل المثال لا الحصر، المحافظة على الطاقة وتوفيرها، الطاقة المتجددة، المواد، المياه، تدوير النفايات، بالإضافة إلى تطوير قواعد بيانات من مخلفات بناء جديدة وقائمة من ضمنها مشاريع بحثية تجريبية ودراسات الجدوى وتحويلها إلى حقيقة تجارية لتحقيق الأفضل لمستقبل الإقتصاد المحلي والبيئة المبنية المستدامة.