المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موطن الجٓمال...Land of Beauty



عابر سبيل
23-04-2015, 07:43 PM
**نقاش قديم لم يكتمل**


هل يمكن حصر الجمال في حدود معينة، جغرافية كانت
او قُطرية؟
‏‏
أم أن الجمال مرتكز في السمات الحِسية و تحديدا الجسدية!؟



اذا كان الجمال هو ما تراه العيون،،
فيكف اذا ينعم ب "جميل"
من حُرم من الإبصارٍ بالعيون!!؟؟

ان كان الجمال هو ما تخبئه الظنون،
فيكف اذا نتهم من جن بليلى، أنه مجنون!!؟؟

ما هو الجمال،
وهل هو مرهون بتكامل صورة المخلوق، من رأسه الى
أخمص قدمه.. ام ان مسحة من الجمال في اي من مركبات الجسد
تكفي لنوال شهادة في الجمال؟


ان التعمق في مسألة جدلية أزلية هو خوض في حقل شاااائك
لا يسلم المرء ان تمكن من الخوض فيه و الخروج منه
من وخزات قد تؤلمه
او إصابات قد تسعده!

فما رأيك اخي القارئ/اختي القارئة..
هل ههنا من يملك إجابة وافية شافية؟
محددة المعالم ...و بالإحداثيات الجغرافية..


هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
23-04-2015, 07:48 PM
إلى ذلك الذي أدعي انه يُهمّه أمري..
و بذكاء استخباراتي نجح في استدراجي..

لو باليد كان الترحيب بك فضح أمري!!

الى هذا الحد.. اكتفي
و لغيرك لن اشتكي همي..
يا من يهمني أمره..
كما يهمه.. أمري
،،

كان هذا فاصل ترحيبي
لذلك الذي حفز يوما ما..النقاش في فكري

قولوا له يطيعني...
و لنتعاون في تحديد موطن الجمال.. او كما أشار هو...
في مكان غير هذا
The Land of
Beauty

بنت شرق
23-04-2015, 09:52 PM
الجمال الإلهي ،،،هو خلق كل شيء بمنتهى التناسق والتمام والجمال والدقة ليؤدي كل شيء دوره بتوازن وفي ميعاده ،،،،ونراه متجسدا في جمال الطبيعة الاخاذ ،،سماء رائعة وارض غنية
بجمالها ومناظرها ،،،

الجمال البشري منقسم لان تقسيم الانسان منقسم ،،،،فالانسان جسد وروح وعقل واخلاق ،،،،فهناك ذو الجمال الجسدي وهناك الجميل باخلاقياته ،،،وهناك الجميل بمعرفته وعلمه ومنطقه ،،،

الجمال مساحة من التعلم في الارتقاء بتذوق الجمال ،،،،فقد تتذوق الكلمة الجميلة وتطرب لهانفسك ،،،،وقد تعجبك الصورة الجميلة ،،،وقد يعجبك الحسن في الملبس والتأنق والاثاث والسكن
وقد يعجبك تذوق الطعام المفعم بالملذات الحسية ،،،وقد تجد ضالتك بسيمفونية بيتهوفن اوموزارت ،،،،،وتعجب بجمال اللحن الموسيقي ،،،وقد يعجبك جمال الحياة وبخاصة بمراحل الشباب ،،،
افضل الجمال مابقي ،،،ولا افضل من الروح الطيبة الحسنة لانها تخلو من تلوث الجسد والحس،،،وهذا غير قابل للرصد والمتابعة لانها خافية

اما موطنه فهو في الجنة والخيال والصلاح الخلقي والخلقي والتأمل ،،الجمال هوفرح القلب ،،بالرؤية او الاستبصار

نور الحور
23-04-2015, 11:58 PM
طييييعه ..

طيعه في تحديد مواطن الجمال يا من يهمه امرك ويهمك امره !!:nice:

واسمح لي ارحب به عني وعنك .. حتى لا يفتضح امرك ! :omen2:

.

.

متابعة بشغف ولي عودة ان شاء الله للرد والتعقيب

Bin Hood
24-04-2015, 02:04 AM
معجب من زمان بطريقة طرحك
واسلوبك الاستثنائي في السجع والجناس
عندما اقرأ مواضيعك او (هم)
اشعر انني اترنم في الكلام !


على فكرة نسيت اقول من (هم)
هم الجني والزاجل و POboxing
كأن من يكتب مواضيعك + (هم)
شخص 1 مع تغيير اسم المعرف
مع ان المعروف لا يعرف

نرجع لصلب الموضوع

هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

اما المجنون فلا!
الباقي فنعم

القبح هو كل ما تزديه النفس من قول وفعل

الجمال هو كل محبب للنفس

استفاضة

الابتسامة تغير كل شيء
حتى العقل يظن انه سعيد بالابتسامة من دون سبب!

اللباقة في الكلام
وحسن التصرف
والنفس الطيبة
والرائحة كذلك

يحكى ان (قريب) وسيم
تزوج امرأة ليس لها نصيب !
مع ان الزوج مبصر وقد يكون بصير كذلك!

المرأة طيبة خفيفة النفس
مع وتوافر كثرة من الاخلاق
وتعرف السنع وعلوم الرجال

وجابوا الاعيال والسعادة مولوده قلبهم
وعاش الاثنان اجمل الاعمار

عابر سبيل
24-04-2015, 07:40 PM
الجمال الإلهي ،،،هو خلق كل شيء بمنتهى التناسق والتمام والجمال والدقة ليؤدي كل شيء دوره بتوازن وفي ميعاده ،،،،ونراه متجسدا في جمال الطبيعة الاخاذ ،،سماء رائعة وارض غنية
بجمالها ومناظرها ،،،



سبحانه،
كلام و مدخل رائع ..

اعجبتني لفتتك للزمن او الاوان
فعلا، هنالك أشياء لا تحلو في غير وقتها




الجمال البشري منقسم لان تقسيم الانسان منقسم ،،،،فالانسان جسد وروح وعقل واخلاق ،،،،فهناك ذو الجمال الجسدي وهناك الجميل باخلاقياته ،،،وهناك الجميل بمعرفته وعلمه ومنطقه ،،،

الجمال مساحة من التعلم في الارتقاء بتذوق الجمال ،،،،فقد تتذوق الكلمة الجميلة وتطرب لهانفسك ،،،،وقد تعجبك الصورة الجميلة ،،،وقد يعجبك الحسن في الملبس والتأنق والاثاث والسكن
وقد يعجبك تذوق الطعام المفعم بالملذات الحسية ،،،وقد تجد ضالتك بسيمفونية بيتهوفن اوموزارت ،،،،،وتعجب بجمال اللحن الموسيقي ،،،وقد يعجبك جمال الحياة وبخاصة بمراحل الشباب ،،،
افضل الجمال مابقي ،،،ولا افضل من الروح الطيبة الحسنة لانها تخلو من تلوث الجسد والحس،،،وهذا غير قابل للرصد والمتابعة لانها خافية




تأصيل جميل و سعة أفق تأخذنا لابعاد عديدة و متنوعة
لا يملك المرء الا الاستغراق في عمقها ليتمتع بجمال المعاني
التي تحويها



اما موطنه فهو في الجنة
والخيال والصلاح الخلقي والخلقي والتأمل ،،
الجمال هوفرح القلب ،،بالرؤية او الاستبصار

رزقنا الله وإياك و من يقرأ الجنة،

و لكننا نسأل عن "موطنه" هنا في الدنيا،،

و لأسهل عليك ان احببت العودة مجددا للنقاش
و على من يحب ان يدلي بدلوه بعدك
فإن المبحث ليس -عندي- بلا اجابة
و ليس النقاش فضفاضا

فأنا ادعي انه يوجد للجمال "موطن" و موضع قدم
و هو،، في رأيي امر لن يختلف عليه اثنان

انتظر عودتك مجددا بعد هذا الذي سأعتبره مقدمة (نوعية)
جائت فيما أبدعتيه مما قرأناه بالأعلى

مستوى الدعم
25-04-2015, 06:04 PM
عندما نتحدث عن الجمال بشكل علمي فإن تعريف الجمال يختزل إلى الأشكال التي تراها العيون.. بدءاً من الطبيعة كالسماء والجبال والبحار والغابات ....وانتهاء بملامح الوجوه..
هناك فيديو رأيته منذ سنة كان يتحدث عن تعريف الجمال الشكلي.. وحينها سمعت تعريفاً للمرة الأولى وهو:

الجمال هو مدى قرب الشكل من الملامح الآدمية.. أي كلما كانت ملامح الشخص تمثل خصائص ملامح البشر مثل اعتدال توزيع الشعر في الوجه والجسد واعتدال المسافة بين العينين.. الخ. عندها فقط يعد الشخص جميلاً

وطبقاً للطريقة العلمية فإن هناك خاصيتين تحددان مدى جمال الشخص/ الشيء:

1. التناظر symmetry
ويقصد به تماثل جزئي الوجه والجسم، فلو رسمنا النصف الأيمن للوجه والجسد على ورقة ثم نسخناها ورسمنا النصف الأيسر.. عندها نقول أن النصفان متناظران.. وأي شخص يتناظر به النصفان يكون جميلاً.. ولكن معظم البشر في الواقع يكون النصفان بهما غير متساويين فتكون اليد اليمنى أكبر قليلاً من اليسرى.. أو يكون شكل أحد الحاجبين غير مطابق للآخر..
وفي الرسمين التاليين تتضح جاذبية الوجوه المتناظرة مقارنة بغير المتناظرة

http://www8.0zz0.com/2015/04/25/18/478881434.png

http://www5.0zz0.com/2015/04/25/18/263321053.png

مستوى الدعم
25-04-2015, 06:13 PM
2. النسبة الذهبية
هناك رقم سحري أو ذهبي توصل إليه ليوناردو دافنشي اذا انطبقت قياساته على الملامح فإن ذلك يعني أن الوجه أو الجسم يتسم بالجمال المثالي.. وكان هو نفسه يستخدمه عند رسم الأشخاص.. وفي الواقع فإن الجراحات التجميلية اليوم تعتمد بشكل رئيسي على مقاييس دافنشي

هذا الرقم يدعى النسبة الذهبية Golden Ratio
وهو يساوي 1 إلى 1.618

ويدعي بعض العلماء أن هذه النسبة يتم تطبيقها على كل شيء بدءاً من أحشائنا وانتهاء بهندسة الكون.. والله أعلم

أمثلة على استخدام النسبة الذهبية في قياس "مدى الجمال"

مثلاً الطول المثالي ليد الإنسان من المرفق حتى الأصابع هو:

http://www7.0zz0.com/2015/04/25/18/160238182.jpg


http://www7.0zz0.com/2015/04/25/18/195520858.png

http://www2.0zz0.com/2015/04/25/18/746367308.png

على فكرة الأمثلة السابقة مجرد تطبيقات بسيطة على النسبة الذهبية.. ومن أراد الاستزادة سيجد في جوجل أمثلة كثيرة جداً..

مستوى الدعم
25-04-2015, 06:19 PM
في مشاركاتي السابقة تحدثت عن الجزئية الأكثر شيوعاً والتي تتبادر إلى أذهاننا حين التحدث عن الجمال.. ألا وهي الجمال الحسي.. ولكن هذا لا يدركه إلا مبصر...
إذاً كما ذكرت أنت أخي عابر ماذا عن الكفيف؟ هل يدرك الجمال ويتذوقه؟
لقد قال الشاعر بشار بن برد وهو كفيف كما نعلم..

والأذن تعشق قبل العين أحياناً

وبما أنني أحب المرجعية الدينية في الأمور فقد حاولت تجميع شتات ما أذكره عن الجمال في ديننا الحنيف..

أهم حديث نبوي يحضرني كما يحضر غيري هو: " إن الله جميل يحب الجمال"
وكما نعلم.. فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً
وقال تعالى في محكم التنزيل: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

من ذلك كله نستخلص أن الجمال في معناه المطلق مرتبط بالخير والحق والنور وكل المعاني الطيبة والصالحة..

والجمال سواءً حسياً كان أم روحانياً يبعث السرور في النفس
فنحن نُسر إذا رأينا طفلاً جميلاً يبتسم لنا.. أو شلالاً متدفقاً من الماء في جو معتدل...
كما نُسر إذا علمنا أن قاضياً حكم بالعدل لصالح شخص ضعيف مظلوم ضد شخص متنفذ ظالم..

إذاً الجمال في نظري هو
ملخص كل الأشياء الإيجابية في الحياة مع لمسة من الإحسان..

ولكن لا يتذوق الجمال إلا من يقدره.. ويتمتع به من الداخل.. ألا يقولون
إن الجمال في عيني الناظر

ويقولون أيضاً أن العين هي مرآة الروح..

إذاً .. أصل الجمال هو روح المتلقي...

المخفي
25-04-2015, 07:00 PM
متابع بصمت

ضوى
26-04-2015, 08:19 AM
مستوى الدعم

امتعتيني بتعليقج جدا

عابر سبيل

الجمال ؟ اختصره فقط في جمال سيدنا يوسف ، او لم يعطي نصف جمال الدنيا ليوسف عليه السلام ! ومع ذلك لم يشفع له الجمال بشي حبس وسجن بل ان هذا الجمال كان وبالاً عليه حين افتتنت به امراة العزيز ،

اختصارا للموضوع الجمال فتنه عظيمة سلم منها من سلم ووقع فيها من وقع

تحياتي لك ياعابر واستمر باستفزازك الجميل لكل من الجني والاستاذ عمالقة الحوار العام لربما يعود باقي الغائبون معهم

مختلفة عقليا
26-04-2015, 11:44 AM
السلام عليكم

هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

لا يمكن .,

الجميل من يري الجمال في كل شي حتي القبيح ., والقبيح من يرا القبيح في كل شي حتي الجميل

فكيف يتفقان !!

من رائي الشخصي ( لا ) يجب ان نتفق حتي لا تبور السلع ., :victory:

ويسلموو

عابر سبيل
26-04-2015, 01:00 PM
طييييعه ..

طيعه في تحديد مواطن الجمال يا من يهمه امرك ويهمك امره !!:nice:

واسمح لي ارحب به عني وعنك .. حتى لا يفتضح امرك ! :omen2:

.

.

متابعة بشغف ولي عودة ان شاء الله للرد والتعقيب

في انتظار العودة التي ارجو ان لا تطول
حتى لا تصعب علي في الرد المهمة..

اقول..يستاهل هذه الحفاوة والترحيب و التحية...
و ها هي تأتيك "يا ذاك" مثناّة و مذيلة بشغف "نور الحور"..
فلب النداء و لا ترد التحايا خائبة..


Note:
اخت نور..بس ممكن سؤال جانبي!:shy:

من هو هذا الذي..اشغل التركيز هكذا عن "موضوعي"؟؟!!:omg:

عابر سبيل
26-04-2015, 07:56 PM
نرجع لصلب الموضوع



هذا هو المهم و الأفضل





هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

اما المجنون فلا!
الباقي فنعم



اما انا فأتصور أني آتيكم بما يمكن ان يشمل التوافق عليه
بالذات من "المجنون"!!!
و الجنون كما تعلم يا بن هود "فنون"
فليس شرطا ان يكون "مجنون" الجمال غائب العقل..على الدوام!



القبح هو كل ما تزديه النفس من قول وفعل

الجمال هو كل محبب للنفس

استفاضة

الابتسامة تغير كل شيء
حتى العقل يظن انه سعيد بالابتسامة من دون سبب!

اللباقة في الكلام
وحسن التصرف
والنفس الطيبة
والرائحة كذلك



انت في هذا تدندن قرييبا مما في بالي،

لأبسّط المسألة عليك و من هو مهتم

احيانا لنعرف الامر، ينبغي ان نُعرِّف ضده!

و الجمال الذي اعنيه، أكرر القول هو حسي

و انا اعتقد انه سهل و متاح تقريبا لكل الناس!!!

نعم، هو معرض للزياده و النقصان!
هو امر ابسط بكثيييير مما في اغلب التعريفات و الظنون

اننا نحن من يعقد الأمور، اما عن قصد او لجهل!!
او بسبب مؤثرات إعلامية او اجتماعية ...الخ الخ!!





يحكى ان (قريب) وسيم
تزوج امرأة ليس لها نصيب !
مع ان الزوج مبصر وقد يكون بصير كذلك!

المرأة طيبة خفيفة النفس
مع وتوافر كثرة من الاخلاق
وتعرف السنع وعلوم الرجال

وجابوا الاعيال والسعادة مولوده قلبهم
وعاش الاثنان اجمل الاعمار


مطلع جميل او مدخل، لرواية جديدة!!:victory:

"البيوت السعيدة متشابهة، و لكن البيوت الحزينة لكل واحد منها قصته"!!

تصدق ان هالجملة كانت بداية لرواية من أضخم الروايات و أنجحها على الإطلاق،،
رواية "آنا كارنينا"

انصحك ان لم تقرأها، بان تحصل على النسخة الكاملة منها،،،

imation
27-04-2015, 01:09 AM
,




اخي الكريم عابر سبيل,

لكي لا يغني كل احد على ليلاه ,

ونحاول الأقتراب من احداثيات هدفك المنشود,

يجدر بنا في البداية وباختصار تعريف معنى الجَمال وعدم الخلط بينه وبين معنى الحُسن,

وما ذكر في القرآن الكريم وما ذكره أصحاب الشأن سواء في معاجم اللغة والتفسير,

ورد ذكر مفهوم الجَمال في القرآن الكريم في ثمانية مواضع نذكرها حتى يتبين المعنى منها :

1- ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) {النحل:6 }.

2- (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) {يوسف:18}.

3- ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) {يوسف:83}.

4- ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ) { المعارج:5} .

5- ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) { الحجر:85}.

6- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) { الأحزاب:28}.

7- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) {الأحزاب:49}.

8- ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) { المزّمِّل:10}.

يوضح ابوهلال العسكري في كتابة " الفروق اللغوية ",

وهو احد اعلام القرن الرابع الهجري, الفرق بين الحُسن والجَمال بقولة :

" أن الجَمال هو ما يشتهر ويرتفع به الإنسان من الإفعال والأخلاق,

ومن كثرة المال والجسم , وليس هو من الحسن في شيء,

ألا ترى يقال لك في هذا الأمر جمال ولا يقال لك فيه حسن,

وفي القرآن ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ﴾ {النحل: 6 } يعني الخيل والإبل.

والحسن في الأصل الصورة ثم استعمل في الأفعال والأخلاق,

والجمال في الأصل للأفعال والأخلاق والأحوال الظاهرة ثم استعمل في الصور,

وأصل الجمال في العربية العظم , ومنه قيل الجملة لأنها أعظم من التفاريق,

والجُمَل الحبل الغليظ والجَمَل سمي جَملاً لعظم خلقته ومنه قيل للشحم المذاب جميل لعظم نفعه ".


لذلك كما ثبت في حديث الإسراء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثة عن سيدنا يوسف عليه السلام

قال : " فإذا هو قد أعطي شطر الحسن " ولم يقل الجمال.

ويصف الصحابي الجليل والفارس عمرو بن معد يكرب الجَمال في قصيدته المشهورة :

لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ ... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سابِغَةً ... وعَـــــــــدَّاءً عَلَنْدْى

نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُدُّ ... البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذاكَ ... مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيدَ ... تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى ... يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا ... يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها ... قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

وبَدَتْ مَحاسِنُها التي ... تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ ... أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي ... وأَنْذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْتُ ... ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَــــــــــــــهُ ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

أُغْنِي غَناء الذَّاهِبينَ ... أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا


وهذا للفائده رابط كتاب " الفروق اللغوية (https://ia902704.us.archive.org/5/items/FPfrlg/frlg.pdf)"




,

عابر سبيل
27-04-2015, 12:00 PM
الفاضلة/ مستوى الدعم
والفاضل/ imation

أشكركما -بلا قصور بمداخلات الباقين-
على النقلة النوعية في النقاش...

و لي عودة لمداخلاتكما "العلمية" /الادبية..


و لكني..اود و سيرا على منهجيتكما
في الحوار في هذا "الحقل الشائك"..

ان اضع مقدمة لما انا عازم على البوح به..

هنالك مصطلح انجليزي لفظه

Paradigm shift

و الترجمة الفورية له للعربية عبر الانترنت تترج المصطلح الى "نقلة نوعية"..

و لكني اميل للقول ان هذه ليست ترجمة دقيقة للمصطلح..

عليه فسآتي بالتعريف الاصلي(بالانجليزية) لل Paradigm shift
و اتمنى ان يسهم العارفون..انتما و كل المتاخلين و من شاء من الاعضاء
ان يساعد في ترجمةالتالي ترجمة تفي بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح:

"
a change in the basic assumptions, or paradigms, within the ruling theory of science. It is in contrast to his idea of normal science.
"
و هنا ايضا اضافة مفيدة
"
New paradigms tend to be most dramatic in sciences that appear to be stable and mature
"
و اخيرا..
"

"Successive transition from one paradigm to another via revolution is the usual developmental pattern of mature science."

*
*
،،
اتمنى ان يصبر معي كل مهتم...
فالامر على شدة بساطته..
الا ان فيه نقلة او قفزة..
تتطلب هذا الكم الهائل من الصبر و التحضير..

الامر عندي صعب لانه ببساطة ينطبق عليه القول
"من المعضلات شرح الواضحات"

** اكرر الطلب شاكرا من قلبي..لكل الاعرف والاقدر لغة و ترجمة
على ترجمة ما وضعته بالانجليزي اعلاه

مستوى الدعم
27-04-2015, 09:25 PM
عليه فسآتي بالتعريف الاصلي(بالانجليزية) لل Paradigm shift
و اتمنى ان يسهم العارفون..انتما و كل المتاخلين و من شاء من الاعضاء
ان يساعد في ترجمةالتالي ترجمة تفي بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح:

"
a change in the basic assumptions, or paradigms, within the ruling theory of science. It is in contrast to his idea of normal science.


** اكرر الطلب شاكرا من قلبي..لكل الاعرف والاقدر لغة و ترجمة
على ترجمة ما وضعته بالانجليزي اعلاه


كنت لأتصدى لهذه المهمة، بل أنني لا أمانع حتى في وضع ترجمة للمصطلح من جهدي الشخصي إن لم يوجد ترجمة عربية له، ولكنني وجدت شيئاً قد يكون مفيداً على الويكيبديا العربية

وفيه شرح جيد لذلك المفهوم وبأمثلة تسهل الاستيعاب ..

البارادايم.. نموذج فكري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC_%D9%81%D9%83%D8%B1% D9%8A)

تحول البارادايم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7% D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D9%85)

عابر سبيل
28-04-2015, 06:24 AM
شكرا..قليلة في حقك يا مستوى الدعم
ما قصرتي ..روابط وافيه و شافية..
فجزاك الله خير..

عسى الله يعين في ما تبقى

بوحارب
28-04-2015, 08:22 AM
والله الموضوع شكله من النوع الفخم

تحياتي لك يالعضو الجميل عابر سبيل ;)

عابر سبيل
28-04-2015, 09:05 AM
ان الاشكال الحقيقي عند محاولة الوصول الى "موطن" الجمال
هو في محاولة التفكير النمطي لتحديد ""أطر" او مقاييس نموذجية
يكاد يكون من المستحيل او الخيالي وجودها او اجتماعها
الا في مخيلة واضعي تلك الأطر و المحددات و المقاييس!

تعمدت استخدام كلمة "موطن" التي توحي بالمكان الجغرافي
و لكن ما عنيته في هذا الطرح
-الذي هو "الثالث" حيث سبق ان طرحته للنقاش في مكانين اخرين-
المكمن او الحيز الذي يكمن فيه "عنصر" جمال
لا خلاف على عليه بين الكل

فعند استعراض كافة الطروحات التي تتكلم عن الجمال او "الحسن" الذي ينبهنا له
الأخ/ imation
فاننا لا بد و ان نجد تصادما واختلافا بين الناس
عند محاولة اسقاط أي من هذه التعريفات او المقاييس
على شيء ما او أحد ما في ارض الواقع!

فحتى المقاييس التي توضع بشكل علمي، لا يمكن ان تستاغ او ان يتفق عليها
متى ما خلت من "المؤثرات" التحسينية و التكميلية التي أدت الى اختيارها
كعنصر "جمال" من قبل من تبناها و كافح لاثبات انها الصفة التي تعطي صاحبها
صفة الجمال!

فلنأخذ مثلا،
"طعس" /كثيب رملي في الصحراء
و بحيرة في ربوع أوروبا!

الن نجد من الناس من يجد كما هائلا من الجمال في منظر هذا "الطعس" الرملي
في الوقت الذي سنجد أناسا لا يرون "جمال الطبيعة" الا في مثل تلك البحيرة الصافية الهادئة
و المنظر الخلاب الأخضر من حواليها!

لنتعمق قليلا في الصورتين، و ندقق في الفروق بينهما!
عندما يقف المتأمل عند حافة الطعس..فانه لن يرى الا رملا "مجردا" تلعب به الرياح
و عندما يحاول الوطء بقدمه على هذا الكثيب..
فان إحساسا رائعا سيأتيه...بسبب "غوص" قدميه في هذا البحر الرملي!
و عندما يعتلي قمته..
فانه سيجد في نفسه نشوة و زهوا و راحة مصدرها احساسه "بجمال" هذا المكان
تبلغ قمتها بملامسته لهذا "الجمال الطبيعي" المتجرد من كافة المحسنات و المؤنقات و الألوان!

اليس ذلك هو نفسه –تقريبا- الشعور الذي ينتاب ذلك الذي يقترب من "البحيرة" الرائعة
فعند ضفافها..سيقف على "طين"...و اول ما يطء بقدميه ماؤها..ستتبلل ثيابه
و عندما يسبح في عمقها او يركب مركبا يأخذها الى وسطها..
فانه سيشعر و هو في وسط هذا المنظر الاخاذ..تقريبا بنفس الشعور الذي
احس به ذلك الذي اعتلى "قمة" الطعس!!

لنتخيل الان ان نفس الشخصان اتي بهما لمناظرة لاثبات ان
الاخر مخطئ و ان الجمال ليس في ذلك الطعس بل في البحيرة..
و الاخر سيستميت ليثبت ان البحيرة و ان كانت حقا جميلة فانها لا تتفوق على جمال الطعس..
فأن لم يكونا متساويين في الجمال..فإن الطعس "أجمل و احلى"!

اليست البحيرة عند النظر اليها "بالتجري" ما هي الا "طين" يتوسطه ماء
و يعلوه كساء أخضر من حشائش و اعشاب و شيء من شجر..
و الطعس هو "رمل مجرد" من كافة المحسنات و الألوان..

لنقارن اذا بمقياس اكثر عدلا و اتزانا و نضجا و كفائة..
"الطين"/ الوحل..
بالرمل الذهبي...

ايهما عند ذلك "الأجمل"!!

اما جمال ماء البحيرة..
فلا بد من مقارنته بماء بحر..او نهر...
او سيل بعد المطر في الصحراء او "غدير/واحة"!!


قطعا انا اضع امثلة لتقريب الصورة!
فالخلاف يكمن اذا، في محاولة تأطير و تنزيل
"صفة" الجمال على أسس غير متفق عليها
و يمكن الجدال-بكل سهولة و يسر- حولها
و تفنيدها..كما في المثل المبسط حول البحيرة و الطعس..أعلاه!
*
*
،،
لا اود ان اطيل او استرسل اكثر و إلا ففي الجعبة الكثير من الكلام..
عموما..انا أحاول ان اعمل "باراديام شفت"
Paradigm Shift
لهذه القضية الازلية الشائكة المعقدة..

فالتاريخ يأخذنا للجدال حول جمال "كليوباترا" و ادواتها التجميلية
و الآثار تطرقت لجمال "امنا" سارّة..
ام إسحاق و زوجة سيدنا ابراهيم
-عليه و على كل الأنبياء من ذريتة الى نبينا محمد
افضل الصلاة والسلام-

و بين هذا و ذاك..الكثير و الكثير
و كما أشار imation
الى شطر الحسن المتمثل في سيدنا يوسف عليه السلام!

و ان عدنا لبداية كل البدايات..
فان قابيل و هابيل
ما دب الخلاف وما تبعه من مأساة..الا بسبب
"جمال" اختيهما!!



على ذلك..

فالأمر يحمل في ثناياه من الأهمية والخطورة ما هو غير مجهول
سواء المأخوذ من كل القصص و العبر عبر ازمنة سحيقة في البشرية..
و هو اليوم معاش في واقعنا و مع كل التطورات ..كامر حيوي و أهميته على اشدها في حياة البشر العصرية..
بل ان الحصول على وهم "الجمال" ذي المقاييس الافتراضية
"سلعة" تجارية تقوم عليها صناعات هائلة في شتى المجالات
الطبية –الجراحية التجميلية والجلدية بالذات-
و الإعلامية و الدوائية و الغذائية..الخ الخ الخ.., القائمة تطوووول
فقطعا دون ادنى مجال للشك و الجدال..
"الجمال" امر أساسي في المسيرة "الاقتصادية" حول الكرة الأرضية
*
*
،،

و للكلام –لاحقا- تتمة

بشائر
28-04-2015, 09:14 AM
**نقاش قديم لم يكتمل**



هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

*
*
،،
يتبع

موضوع جميل فلسفي ....
أجد أن تحديد الجمال يختلف من شخص لآخر لاعتبارات كثيرة ..
والجمال المعنوي أقوى وأدوم من الجمال الحسي .. رغم أهمية الجمال الحسي في تأكيد ورفع الشعور بالجمال المعني ..
فما تراه أنت جميلا قد لا أراه أنا كذلك .. وقد أرى جمالا في أمور لا تعد من الجمال أوالقبح بالنسبة لك..
فكم ألهبت الصحراء رغم قسوتها المشاعر وفاضت قرائح شعرائها بأروع القصائد ..
وكم هو الحنين إليها رغم المدنية والتطور الذي يشهده العالم اليوم .. فلا أنهار جارية ولا خضرة نضرة (جمال منطقي)..
إلا أن أهلها يرونها في قمة الهرم الجمالي لجماليات الكون ..
إذا موطن الجمال الحقيقي هو الروح ومدى قناعتها به..

كن جميلا ترى الوجود جميلا ..

عابر سبيل
28-04-2015, 01:45 PM
عندما نتحدث عن الجمال بشكل علمي فإن تعريف الجمال يختزل إلى الأشكال التي تراها العيون.. بدءاً من الطبيعة كالسماء والجبال والبحار والغابات ....وانتهاء بملامح الوجوه..
هناك فيديو رأيته منذ سنة كان يتحدث عن تعريف الجمال الشكلي.. وحينها سمعت تعريفاً للمرة الأولى وهو:

الجمال هو مدى قرب الشكل من الملامح الآدمية.. أي كلما كانت ملامح الشخص تمثل خصائص ملامح البشر مثل اعتدال توزيع الشعر في الوجه والجسد واعتدال المسافة بين العينين.. الخ. عندها فقط يعد الشخص جميلاً

وطبقاً للطريقة العلمية فإن هناك خاصيتين تحددان مدى جمال الشخص/ الشيء:

1. التناظر symmetry


http://www8.0zz0.com/2015/04/25/18/478881434.png

http://www5.0zz0.com/2015/04/25/18/263321053.png




2. النسبة الذهبية
هناك رقم سحري أو ذهبي توصل إليه ليوناردو دافنشي اذا انطبقت قياساته على الملامح فإن ذلك يعني أن الوجه أو الجسم يتسم بالجمال المثالي.. وكان هو نفسه يستخدمه عند رسم الأشخاص.. وفي الواقع فإن الجراحات التجميلية اليوم تعتمد بشكل رئيسي على مقاييس دافنشي

هذا الرقم يدعى النسبة الذهبية Golden Ratio
وهو يساوي 1 إلى 1.618

ويدعي بعض العلماء أن هذه النسبة يتم تطبيقها على كل شيء بدءاً من أحشائنا وانتهاء بهندسة الكون.. والله أعلم

أمثلة على استخدام النسبة الذهبية في قياس "مدى الجمال"

مثلاً الطول المثالي ليد الإنسان من المرفق حتى الأصابع هو:

http://www7.0zz0.com/2015/04/25/18/160238182.jpg


http://www7.0zz0.com/2015/04/25/18/195520858.png

http://www2.0zz0.com/2015/04/25/18/746367308.png

..

افدتينا كثيرا يا مستوى الدعم..
والمحاور التي تطرحينها تمكنت و اعانت..
على دحرجة النقاش بالاتجاه الذي كنت اتمناه...

فانا يهمني عندما اطرح فكرة..أن أحفز القارئ والمشارك للفكر و البحث..
و في غالب - ان لم يكن كل- المرات التي انجح في ذلك..

أكتسب معارف و معلومات جديدة ..لم تكن على بالي
قبل الطرح..
كما يحدث معنا اليوم وبالاخص فيما يتعلق بالرقم او النسبة الذهبية
فالمعلومات التي جلبتيها مبهرة..فاكرر الشكر لك على كللللل ما قدمتيه
و ما اظنه سيأتي مستقبلا :shy:


اود ان اربط - لو سمحت- بجزء من كلامك ههنا
فيما كتبته(مطولا) في مداخلتي الاسترسالية هذا الصباح..

فانت تقولين ان هذه النسبة استخدمها دافنشي في رسماته و لوحاته..
(اي في عالم افتراضي و ليس واقعي)!!

و ان كنت لا اتصور ان احدا يؤمن بوجود هذه النسبة او يسعى للحصول عليها بحذافيرها في الواقع...

لكني لا اشك بأن هنالك من يأخذ مثل هذه المقاييس كمراجع
لكي يقترب منها البعض.. او ليسوق البعض الاخر "بضاعته" على المغرر بهم..
ليحصل (الاول) على "رضاه" عن جماله و حيويته و "جاذبيته"!!
و ينال الثاني مكاسبه من بيع الهواء اوالسراب على "البلهاء" بحسب تصوره هو لا ادعائي أنا!!

و هنا مكمن الاشكال عند محاولة "تحجيم" الجمال و "تعليبه"
في مقاييس "لا تصلح للواقع..

فانت لا شك ترين و سمعت عن الكم الهااائل من الناس
الذين يقدمون على عمليات تجميلية لاجسامهم..
من "زراعة شعر" و تحت لتفاصيل بالوجه كالانف او الفكين
او الخدود...بل ان من الناس (و بالخص النساء) من تذهب
ابعد من ذلك في اللعب باجزاء اخرى من الجسم...


فيا ترى..ما الذي جعلهم يقدمون على مثل ذلك..
انه البحث عن "الجمال" بالعرف السائد..
و الذي هو اشبه بالبحث عن "السراب"..

فاغلب مقاييس الجمال السائدة اعلاميا و عرفا/شعبيا..
هي مقاييس لا يمكن التحقق منها او الوصول و الاستمرار عليها..في ارض الواقع!!
الا من قبل ذلك الذي يدعي انه "يشرب" و يرتوي من "السراب"!

ريم الشمال
28-04-2015, 04:19 PM
نوضح سرا من أسرار الآية الكريمة قوله تعالى" أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ" السجدة 8
نعم إن كل شيء في الوجود بل حتى ما يبدو أنه أقبح شيء فيه جهة حسن حقيقية فما من شيء في الكون وما من حادث يقع إلا وهو جميل بذاته أو جميل بغيره أي جميل بنتائجه التي يفضي إليها ... فهناك من الحوادث التي تبدوا في ظاهر أمرها قبيحة مضطربة ومشوشة ، إلا أن تحت ذلك الستار الظاهري أنواعا من جمال رائق ، وأنماطا من نظم دقيقة .
فتحت حجاب الطين والغبار والعواصف والأمطار الغزيرة في الربيع تختبئ ابتسامات الأزهار الزاهية بروعتها رشاقة النباتات الهيفاء الساحرة الجميلة ...
نعم إن هناك تفتحا لأزهار معنوية كثيرة تختبئ تحت ستار عصف العواصف إذا عصفت وزلزلة الأرض إذا تزلزلت ، وانتشار الأمراض والأوبئة إذا انتشرت .
فبذور القابليات ، ونوى الاستعدادات الكامنة تتسنبل وتتجمل نتيجة حوادث تبدو قبيحة في ظاهر شأنها .
بيد أن الإنسان المفتون بالمظاهر والمتشبث بها والذي لا ينظر إلى الأمور والأحداث إلا من خلال أنانيته ومصلحته بالذات ، تراه تتوجه أنظاره إلى ظاهر الأمور وتنحصر فيها فيحكم عليها بالقبح !.. وحيث إنه يزن كل شيء بحسب نتائجه منها إلى الإنسان تراه يحكم عليه بالشر !
علما أن الغاية من الأشياء إن كانت المتوجهة منها إلى الإنسان واحدة ، فالمتوجهة منها إلى أسماء صانعها الجليل تعد بالألوف .
فمثلاً : الأشجار والأعشاب ذات الأشواك التي تدمي يد الإنسان الممتدة إليها يتضايق منها بينما هي في منتهى الأهمية لتلك الأشجار والأعشاب حيث تحرسها وتحفظها ممن يريد مسها بسوء ..

جميع الحسن والكمال والجمال ما هو إلا ظل ضعيف بالنسبة لكماله الحقيقي سبحانه وتعالى
اولاً : قصرا فخماً منقشاً مزينا مكملا يدل بالضرورة على فاعل وصناع ومهندس تدل بلا شك على صفة الصنعة المكملة لدى ذلك الصناع وعلى غرار هذا القصر العالم يدل بالبداهية على أفعال في غاية الكمال والجمال .

ترى ما أهمية كمال وجمال نسبي ينظر إلى الغير وإلى الأمثال وإلى التفوق على الأضداد بعد ثبوت وجود كمال وجمال ذاتي حقيقي ثبوتا إلى هذا الحد ؟ ألا يكون خافتا منطفئاً ؟

ثانياً عندما ينظر إلى هذا الكون بنظرة العبرة ، يشعر الوجدان والقلب بحدس صادق أن الذي يجمل هذه الكائنات ويزينها بأنواع المحاسن ولا شك أن له جمالاً وكمالاً لا منتهى لهما ، ولهذا يظهر الجمال والكمال في فعله .
ثالثاً : من المعلوم أن الصنائع الموزونة المنتظمة الجميله تستند إلى برنامج في غاية الحسن والإتقان ، والبرنامج الكامل المتقن الجميل يستند إلى علم جميل وإلى ذهن حسن وإلى قابلية روحية كاملة ، وهذا يعني أن الجمال المعنوي للروح يظهر في الصنعة بالعلم .
فهذه الكائنات وما فيها مع جميع محاسنها المادية التي لاتعد ولا تحصى ، ما هي إلا ترشحات محاسن معنوية وعلمية ، وتلك المحاسن والكمال العلمي والمعنوي لا شك أنها جلوات حسن وجمال وكمال سرمدي .

مقتطفات متنوعة مما قراءة وإذا في النسق هناك المزيد مما يتحدث عن الجمال السرمدي الذي هو اصل الجمال وسبب

imation
28-04-2015, 05:36 PM
,





اخي الكريم عابر سبيل ,

اخرج لنا ما في عميق بحرك ,

وغزير علمك ,

وعجيب نظمك ,

وتفصيل نثرك ,

وتسلسل افكارك ,

وسحر بيانك ,

,,,,,,

فانت من النوادر الذين اذا حاورتهم,

رفعوك لمستواهم,

وجذبوك اليهم كما يجذب المغناطيس الحديد,

,,,,,,

اعتقد والله أعلم , بأن "موطن" الجمال موجود بشكل فردي في كل انسان منا,

بحسب التصورات والتجارب والخواطر المسبقة الموجودة لدى هذا الشخص او ذاك ,

فلو اخذنا المثالين السابقين (الطعس والبحيرة) ,

فمن كانت له تجربة سعيدة مع الطعس فسوف يراه جميلا ,

لأنه بمجرد رؤية صورة الطعس

فستنساب سلسة الذكريات الجملية التي قضاها في هذا المكان ,

اما اذا كانت التجربة مع الطعس فاشلة مثل انه غرز في هذا المكان,

فبمجرد رؤية صورة الطعس (فبتشوف ان البوز مدود شبرين).


ولكن من حيث المنظور القرآني للجمال,

فنستطيع أن نعرف الجمال, بآثار الجمال على النفس من السرور والرضى والاعجاب ,

او كما يعرف الفلاسفة الجمال :

" بأنه صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضاً ".

مستوى الدعم
28-04-2015, 10:05 PM
فيا ترى..ما الذي جعلهم يقدمون على مثل ذلك..
انه البحث عن "الجمال" بالعرف السائد..
و الذي هو اشبه بالبحث عن "السراب"..

فاغلب مقاييس الجمال السائدة اعلاميا و عرفا/شعبيا..
هي مقاييس لا يمكن التحقق منها او الوصول و الاستمرار عليها..في ارض الواقع!!
الا من قبل ذلك الذي يدعي انه "يشرب" و يرتوي من "السراب"!




بما أنك ذكرت أن الناس يلجأون لتلك الممارسات الخطيرة والمؤلمة (أقصد العمليات التجميلية)... بهدف البحث عن الجمال..
هذا يجعلنا نتساءل لماذا يبحثون عن الجمال؟

أما السبب الذي يجعل بنات حواء يبحثن عما يزيد جمالهن واضح ومعروف

فالنساء مفطورات على التزين كما قال ربنا سبحانه تعالى:
( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)

حب التميز فالنساء دائماً في حالة منافسة وغيرة من بعضهن البعض.. فكل واحدة تود أن تكون الأجمل والأكثر أناقة ورشاقة..
وهنا أتذكر مقولة غربية طريفة تقول: أن المرأة تفضل أن تكون الأولى على الأرض على أن تكون الثانية في السماء..

إضافة إلى طبع المقارنة الراسخ في النفس الأنثوية.. اشمعنى فلانة ضعفت؟ أنا بعد بضعف ، ليش فلانة تسوي عملية تجميل وأنا ما أسوي..هي مب أحسن مني..

وفوق ذلك إن الطبيعة العاطفية التي جبلت عليها النساء تجعلهن شديدات الولع باكتساب المديح.. فالفتاة تختبر منذ صغرها من يثني على ملابسها وشعرها.. بدءاً من أمها ووالدها وعمتها وصديقاتها.. الخ ، وتدرك الفتاة كم كان شعورها جميلاً عندما نالت المديح.. لذلك تسعى لاكتسابه مجدداً.. ألم يقل الشاعر أحمد شوقي:

خدعوها بقولهم حسناء ,,,,,,,,,,,,,,,, والغواني يغرهن الثناء

مستوى الدعم
28-04-2015, 10:37 PM
سعي النساء وراء الزينة وعلاقته بالمال

تضخيم الحسابات البنكية..!

بما أن أكثر الأسباب التي شرحت بها سر حب النساء للتزين هي أسباب عاطفية بالأساس.. فقد ازدهرت صناعات كاملة على حساب هذه الرغبة.. مثل صناعات مستحضرات العناية بالبشرة والشعر والمكياج، والأزياء والمجوهرات، والأندية الصحية (الجم)، والطب التجميلي بأكمله، بل حتى قطاع عريض من طب الأسنان

وكل تلك الصناعات تتفنن في خلق الحاجة في نفوس النساء لطلب خدماتهم وسلعهم..حيث يخترعون مقاييس جديدة للجمال والأناقة ويفرضونها على الذوق العام بالتكرار وعن طريق استخدام أحد/ إحدى المشاهير في الترويج لسلعهم..

وهنا يحضرني مثال عن مصمم هندي يملك مؤسسة لتصنيع الجينز في أمريكا في فترة السبعينات.. وحتى تلك الفترة كان الانطباع السائد عن الجينز أنه قماش رخيص وعملي (وشبه سوقي) ولا يصلح للتأنق.. قام هذا المصمم بإقناع امرأة سليلة أسرة عريقة وغنية اسمها غلوريا فاندربلت Gloria Vanderbilt بالتسويق لمنتجه عن طريق وضع اسمها على الجينز. وأن تقوم هي بنفسها بارتداء منتجاته. هنا تغير الانطباع المرتبط بالجينز ليصبح أرقى ولتستخدمه شرائح أوسع من المجتمع


الأغنياء يفرضون الموضة ومقاييس الجمال

ومن قصة غلوريا أود الوصول إلى نتيجة مهمة للغاية.. وهي حقيقة مذكورة في القرآن الكريم وأيدتها شواهد التاريخ.. ألا وهي .. رغبة الناس في التشبه والاقتداء بالأغنياء..
نحن نذكر قوله تعالى:
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
إذاً أسهل وسيلة لفرض سلوك في مجتمع هي إقناع الأغنياء به..

ودلالة على ما سبق سوف أطرح الفرق بين الشعوب في أحد مقاييس الجمال وهو لون البشرة..

في الصين ودول شرق آسيا.. يعد لون البشرة الأبيض هو لون الجمال.. لأن الغنيات سابقاً كن لا يعملن ولا يضطررن للتعرض للشمس فتظل بشرتهن بيضاء فيما كانت النساء اللاتي يعملن في الحقول سمراوات (وهذا الكلام من فم آسيوية).. إذاً اللون الأبيض دليل الغنى.. وما زالت النساء عندهم حتى يومنا هذا يحتفين بالبياض ويحاولن الاستزادة منه.. أتذكر في رحلة لي هناك أني استغربت أنه حتى في مجلة الطائرة جميع العارضات بيضاوات (سواء كن صينيات أو غربيات) .. في حين أن الموضة العالمية كانت التسمير tanning.. وعندما تجولت في تلك البلاد وجدت سوقاً واسعة لمنتجات تبيض البشرة.. كما أنني شاهدت نساء الأحياء الراقية بلون بشرة فاقع يكاد تختفي معه الملامح

في أوروبا وأمريكا في وقتنا الحالي.. فإن لون البشرة البرونزي هو علامة الجمال.. لأنه يعني أن الشخص غني ويستطيع تحمل نفقات الذهاب للبلاد المشمسة واكتساب لون أسمر.. حتى أني شاهدت غربيات يشتكين في برامج من خجلهن بسبب شدة بياضهن!!!

مهرة
29-04-2015, 11:45 AM
..


ودي أشارك وودي أضيف وودي لكن راح ودي ..!

عابر سبيل
29-04-2015, 11:47 AM
^^^ إضافاتك-أعلاه- قيمة و رائعة ...وهي للحوار مكملة و متممة^^



في مشاركاتي السابقة تحدثت عن الجزئية الأكثر شيوعاً والتي تتبادر إلى أذهاننا حين التحدث عن الجمال.. ألا وهي الجمال الحسي.. ولكن هذا لا يدركه إلا مبصر...
إذاً كما ذكرت أنت أخي عابر ماذا عن الكفيف؟ هل يدرك الجمال ويتذوقه؟
لقد قال الشاعر بشار بن برد وهو كفيف كما نعلم..

والأذن تعشق قبل العين أحياناً

...[/COLOR]

هنا نقترب كثيييرا
من ال "باراديم شفت" الذي اسعى له..

سيدتي..انتي لو ما تأملتي وضعتي محورين متضادين..
فانت تدعين ان "الجمال الحسي" لا يدركه الا مبصر"!!
ثم مباشرة تستشهدين على ضد قولك ب قول شاعر "كفيف" يتكلم عن التعلق او عشق ما هو " جميل"!!

انا مستمتع جدا بكل المداخلات المتنوعة حول فضاءات الجمال..

و لا بقصور بكل المداخلات..
إلا ان مداخلة الفاضلة/ ريم الشمال (البارحة)
تأخذنا لقمة في الرقي نحو اسماها..

حتى انها فاقت الموضوع الاصلي و كل ما كتبته انا

فاتمنى منكِ و منها و من البقية..
عدم الامتناع -بسبب ما سأقوله في هذه المداخلة-
عن الاتيان بكل ما يحبون ان يثقفوننا به ويمتعوننا معهم بمعرفته..

اعود للمحور الذي يقربنا من "التغيير الجذري" في تحديد
"موطن" للجمال الحسي
و يمكن الاتفاق عليه حتى من قبل
من لا تعمل عندهم اعضاء او وظائف حسية..
كالبصر او السمع او اللسان و الآذان!!

لآخذك سيدتي الى جزئية بعيدة "صادمة" استمعت لها يوما عبر الاذاعة..

ففي يوم من الأيام قبل عدة سنوات..
تحدث و على الهواء..
"متصل" -اظنه تونسي- لاحدى الاذاعات الخليجية...
محاورا المذيع و المذيعة حول نظريته المفندة للقول الشائع
"العقل السليم في الجسم السليم"!!

و قد اسهب في الاتيان بمحاوره التي يستند لها لتفنيد صحة هذا القول.
و قد كان بارعا ابهر المذيعين.. الا انهما ابديا عدم قبول تام بالكلام
حيث انه يحاول ازالة "معتقد" مترسخ في الاذهان
تلخص في هذا المثال الشااااائع بين ايدي الناس!

و قبل ان يختم..اتاهم بما "اسكتهم" من برهان..
فبعد ان ابدع في الحوار..
قال لهما..انه نفسه- المتحدث- من المعوقين..و اظنه كان "أعمى"...

فبهت "الاثنان" من صحة حجج الرجل...

فمن الخطأ التصديق بكل "موروث" على عواهنه..

فالمسيرة في حياة اغلب البشر ان "الجمال"الحسي
هو "علبة/صندوق"
يجب ان "نعلب/نحشر" بها كل طالب لهذه السلعة..

و هذه كلها مقاييس ادت الى "التشوهات" الفكرية و اكبرها اهتزاز اوانعدام
الثقة في النفس و عدم الرضى بصفاته الجسدية المحسوسة..
لدى شريحة عرييييضة من الناس و بمختلف المراحل العمرية..


و هذا الذي اعيد و اكرر..انه امر عندي ينطبق عليه
"من المعضلات شرح الواضحات"..


فاعينوني..انتي و البقية الكرام..
بالمزيد من الصبر و العطاء..
كما قدمتوه للان..لجعل هذا الحوار مفيدا لنا..كمتحاورين
و لكل من قد يجد متسعا من الوقت و الفكر..ليطلع عليه معنا..

مستوى الدعم
29-04-2015, 12:34 PM
^^^ إضافاتك-أعلاه- قيمة و رائعة ...وهي للحوار مكملة و متممة^^




هنا نقترب كثيييرا
من ال "باراديم شفت" الذي اسعى له..

سيدتي..انتي لو ما تأملتي وضعتي محورين متضادين..
فانت تدعين ان "الجمال الحسي" لا يدركه الا مبصر"!!
ثم مباشرة تستشهدين على ضد قولك ب قول شاعر "كفيف" يتكلم عن التعلق او عشق ما هو " جميل"!!

انا مستمتع جدا بكل المداخلات المتنوعة حول فضاءات الجمال..

و لا بقصور بكل المداخلات..
إلا ان مداخلة الفاضلة/ ريم الشمال (البارحة)
تأخذنا لقمة في الرقي نحو اسماها..



عذراً لتكرار الاقتحام لموضوعك.. فقد يصيب القارئين بالملل

كلمة الحسي كانت خطأ .. وكنت أقصد الشكلي..
شكراً على لفت النظر..

أتفق معك بأن مشاركة ريم الشمال كانت من الروعة بحيث أني أعدت قراءتها أكثر من مرة..
واصلي أختي ريم في إثرائنا بهذا الفكر القيم والأسلوب البديع..

عابر سبيل
29-04-2015, 12:56 PM
^^^^^
اذا متفقان يا مستوى الدعم..
و لا تحاتين "ملل" بعض القراء..

فمن سيعجبه النقاش..لن يمل من تشابك الحوار
و تكرار الطلات..منك او مني او من البقية..

فاستمري
*
*
،،



متابع بصمت



..


ودي أشارك وودي أضيف وودي لكن راح ودي ..!

هالكلام "ما يعجبني"..
بصمت و ودي و ما ودي..
ما يمشي عندي..الاثراء يكون بكتابة ما في الجعبة..
اكان الكلام "مخفيا" ايها المخفي..
ام خواطر سريعة.. على صهوة افكارك يا "مهرة"!!


والله الموضوع شكله من النوع الفخم

تحياتي لك يالعضو الجميل عابر سبيل ;)

انت تذكرني بماركة "عمر افندي"..

كلمة فخم تغري الكاتب و تخربط القارئ ..

كل شي عندك فخم ...
اخاف انت تضيف نقطة فوق الحاء
و انت ما تدري يا بو حارب "افندي"!!:telephone:

ريم الشمال
29-04-2015, 04:15 PM
استاذنا عابر سبيل يطرق ابواب جمال رسم اختص به وهو جمال الكلمة
وما أنا إلا تلميذة في محراب جمال الكلمة ومن يملكها فقد اوتي شيء يحلم به الكثير
استمر استاذنا فنحن تستطرب عيوننا بما تخطه اناملك
اما مستوى الدعم فهي مثل حامل المفاتيح تفتح بكل مشاركة افاق جديدة بما تسطر تلوج من باب إلى باب ونحن نقراء ونستمتع بما تسطر ولا تخافي الملل فأن ما تخطين وما تضيفين يفتح افاق وابواب في عقول من يقراء

اتمنى اكون عند حسن ظنكم ولم تكن مشاركتي إلا بعد مشاركات فتحت لنا ابواب مغلق ومبهمة فأتت المشاركات لتضفي عليها من علمها وتفتح لنا افاق نولج فيها ونبحر على علم من سبقنا من مشاركات

إن لذة الشئ وحسنه وجماله يرجع إلى مظاهره أكثر من رجوعه إلى أضداده وأمثاله .
فمثلا : الكرم صفة جميلة لطيفة ، فالكريم يتلذذ لذة ممتعة من تلذذ من يكرمهم ، ويستمتع بفرحهم أكثر ألف مرة من لذة نسبية يحصل عليها من تفوقه على أقرانه من المكرمين .
وكذا الشفيق والرحيم ، يتلذذ كل منهما ، لذة حقيقية بقدر راحة من يشفق عليهم من المخلوقات .
فالذة التي تحصل عليها الوالدة من راحة أولادها ومن سعادتهم قوية راسخة إلى حد تضحي بروحها لأجل راحتهم ، حتى إن لذة تلك الشفقة تدفع الدجاجة إلى الهجوم على الأسد حماية لأفراخها .
فاللذة والحسن والكمال والسعادة الحقيقية في الأوصاف الراقية الرفيعة إذن لا ترجع إلى الأقران ولا تنظر إلى الأضداد ، بل إلى مظاهرها ومتعلقاتها ، فإن جمال رحمة ذي الجمال والكمال الحي القيوم الحنان المنان الرحمن الرحيم ، ينظر ويتوجه إلى المرحومين الذين نالوا رحمته وشفقته الرؤوفة في الجنة الخالدة .
وكل اسم من ألف اسم من الأسماء الإلهية الحسنى طبقات حسن وجمال وفضل وكمال كثيرة جداً وهو منبع ألوف أنواع الكمالات والإحسان والجمال السامي .

وما السميع ولا البصير بأفضل ممن لا يسمع ولا يبصر فقد اختصهم الله من دون خلقه أن منع عنهم هذه النعمة حتى إذا حشر الناس كان هؤلاء متجاوز عنهم في محاسبة السمع والبصر وتفضل الله عليهم بذلك هذه نعمة منعت ورغم أهميتها ولكن الذي فقدها يجب أن يجد فيها السعادة والجمال الذي من أجله منعه عنه حيث الجمال تمثل بإن الله خفف عنهم ذنوباً ووهبت لهم حسنات ما كانوا يستطيعون الحصول عليها لولا المنع فسبحان الله .

اسعد إنسان هو الإنسان الذي يكون عمر آثامه قصيراً . والأسعد منه هو الشخص المصان من الآثام .

عابر سبيل
29-04-2015, 04:30 PM
اسمحوا لي هذه القفزة،،
فان مداخلاتك يا اخت/ريم
لها وقع وجداني إيماني يهز الانسان هزا،،

تعليقي عليها صعب الا أني سأتمثل بهذه الأبيات
واضع أدناه كامل القصيدة مؤداه كأنشودة رائعته،،
هذا كل ما املك ان اعلق به على ما تتحفيننا به
متمنيا ان لا تبخلي بالجود بالمزيد من مثل هذا

أثابك الله و غفر لنا و لك
*
*
،،

والمؤمن اطلع الوجود مسلماً
أهلاً بمن حاز الجمال مسلماً

فجثت لطلعته الجبال وأذعنت
إذ كان منها في الحقيقة أعظما


ورأى الحياة بنظرة قدسية
وبها إلى عز المهيمن قد سما


عرف الحقيقة فاستنار بنورها
وتراه في عمق التفكر ملهما


في كل ماثلة تمر بعينه
عبر تعرفه الإله الأعظما


حبل الرجاء غدا به متمسكاً
أنعم بحبل قط لن يتصرما



http://youtu.be/lDFvI0fBVKY

المخفي
29-04-2015, 04:39 PM
هل صحيح الجمال عند كلداري :rolleyes:

عابر سبيل
30-04-2015, 09:10 AM
هل صحيح الجمال عند كلداري :rolleyes:


ركز في الموضوع يا المخفي
و خلك من الكلام اللي ماله داعي..

نتكلم بالعموم..و لا نحدد احد..شخصا كان او مؤسسة..

عابر سبيل
30-04-2015, 09:18 AM
وبما أنني أحب المرجعية الدينية في الأمور فقد حاولت تجميع شتات ما أذكره عن الجمال في ديننا الحنيف..

أهم حديث نبوي يحضرني كما يحضر غيري هو: " إن الله جميل يحب الجمال"
وكما نعلم.. فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً
وقال تعالى في محكم التنزيل: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ غ– وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ

من ذلك كله نستخلص أن الجمال في معناه المطلق مرتبط بالخير والحق والنور وكل المعاني الطيبة والصالحة..

والجمال سواءً حسياً كان أم روحانياً يبعث السرور في النفس
فنحن نُسر إذا رأينا طفلاً جميلاً يبتسم لنا.. أو شلالاً متدفقاً من الماء في جو معتدل...
كما نُسر إذا علمنا أن قاضياً حكم بالعدل لصالح شخص ضعيف مظلوم ضد شخص متنفذ ظالم..

إذاً الجمال في نظري هو
ملخص كل الأشياء الإيجابية في الحياة مع لمسة من الإحسان..

ولكن لا يتذوق الجمال إلا من يقدره.. ويتمتع به من الداخل.. ألا يقولون
إن الجمال في عيني الناظر

ويقولون أيضاً أن العين هي مرآة الروح..

إذاً .. أصل الجمال هو روح المتلقي...


تسلسل و منطق لا يمكن ان نختلف حوله..



مستوى الدعم

امتعتيني بتعليقج جدا

عابر سبيل

الجمال ؟ اختصره فقط في جمال سيدنا يوسف ، او لم يعطي نصف جمال الدنيا ليوسف عليه السلام ! ومع ذلك لم يشفع له الجمال بشي حبس وسجن بل ان هذا الجمال كان وبالاً عليه حين افتتنت به امراة العزيز ،

اختصارا للموضوع الجمال فتنه عظيمة سلم منها من سلم ووقع فيها من وقع

تحياتي لك ياعابر واستمر باستفزازك الجميل لكل من الجني والاستاذ عمالقة الحوار العام لربما يعود باقي الغائبون معهم

حياك الله و بياك يا ضوى..
و اشادتك بما قدمته و تقدمه مستوى الدعم ..لاشك في محلها...
"فتنة الجمال"..
كلام عميق لا يكفينا منه هذا السطر..
فاتمنى نك ان تجدي سعة من الوقت
لتثري النقاش حول هذا المحور بما
يخدم في شرحه و استيعابه...
فانا ارى انه يحتاج الى المزيد من التفصيل..

شاكرا لك مقدما كل ما تجودين به..

اما الاستفزاز ..
فانا ما استفز..لكن فيه ناس هي اللي تشد الانتباه..غصبا عن ال"مدقق"..

انتبه لها من يبحث عن الجوهر..
و غفل عن مكنون عطائها..
من لا يحسن القرائة بروية و تؤدة!

عابر سبيل
30-04-2015, 09:21 AM
السلام عليكم

هل يوجد امر يمكن الاتفاق عليه
لتحديد "الجمال" و تفريقه عن القبح
و يستوي فيه الأعمى و البصير
و العاقل و المجنون!!؟؟

لا يمكن .,

الجميل من يري الجمال في كل شي حتي القبيح ., والقبيح من يرا القبيح في كل شي حتي الجميل

فكيف يتفقان !!

من رائي الشخصي ( لا ) يجب ان نتفق حتي لا تبور السلع ., :victory:

ويسلموو

رأيك و لا يمكن ان اجادلك فيه..
اما انا..فادعي انه يمكن ايجاد ارضية
مشتركة ..نتفق فيها على
"مبدأ" اساسي و موحد..
للجمال..

سهل الحصول عليه..بل هو بمقدور كل احد..
و متوفر لكل احد..و باسهل السبل و اقلها كلفة..

هذا ما نحتاج ان نوجه له.."التركيز"..
لكي ننجح في عملية ال
Paradigm Shift

التي سبق ان تطرقنا لها في عدد من الردود اعلاه..

عابر سبيل
30-04-2015, 11:40 AM
:victory:
,




اخي الكريم عابر سبيل,

لكي لا يغني كل احد على ليلاه ,

ونحاول الأقتراب من احداثيات هدفك المنشود,

يجدر بنا في البداية وباختصار تعريف معنى الجَمال وعدم الخلط بينه وبين معنى الحُسن,

وما ذكر في القرآن الكريم وما ذكره أصحاب الشأن سواء في معاجم اللغة والتفسير,

ورد ذكر مفهوم الجَمال في القرآن الكريم في ثمانية مواضع نذكرها حتى يتبين المعنى منها :

1- ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) {النحل:6 }.

2- (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) {يوسف:18}.

3- ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) {يوسف:83}.

4- ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ) { المعارج:5} .

5- ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) { الحجر:85}.

6- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) { الأحزاب:28}.

7- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) {الأحزاب:49}.

8- ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) { المزّمِّل:10}.

يوضح ابوهلال العسكري في كتابة " الفروق اللغوية ",

وهو احد اعلام القرن الرابع الهجري, الفرق بين الحُسن والجَمال بقولة :

" أن الجَمال هو ما يشتهر ويرتفع به الإنسان من الإفعال والأخلاق,

ومن كثرة المال والجسم , وليس هو من الحسن في شيء,

ألا ترى يقال لك في هذا الأمر جمال ولا يقال لك فيه حسن,

وفي القرآن ï´؟ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ï´¾ {النحل: 6 } يعني الخيل والإبل.

والحسن في الأصل الصورة ثم استعمل في الأفعال والأخلاق,

والجمال في الأصل للأفعال والأخلاق والأحوال الظاهرة ثم استعمل في الصور,

وأصل الجمال في العربية العظم , ومنه قيل الجملة لأنها أعظم من التفاريق,

والجُمَل الحبل الغليظ والجَمَل سمي جَملاً لعظم خلقته ومنه قيل للشحم المذاب جميل لعظم نفعه ".


لذلك كما ثبت في حديث الإسراء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثة عن سيدنا يوسف عليه السلام

قال : " فإذا هو قد أعطي شطر الحسن " ولم يقل الجمال.

ويصف الصحابي الجليل والفارس عمرو بن معد يكرب الجَمال في قصيدته المشهورة :

لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ ... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سابِغَةً ... وعَـــــــــدَّاءً عَلَنْدْى

نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُدُّ ... البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذاكَ ... مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِيدَ ... تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى ... يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا ... يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها ... قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

وبَدَتْ مَحاسِنُها التي ... تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ ... أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي ... وأَنْذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْتُ ... ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَــــــــــــــهُ ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

أُغْنِي غَناء الذَّاهِبينَ ... أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا


وهذا للفائده رابط كتاب " الفروق اللغوية (https://ia902704.us.archive.org/5/items/FPfrlg/frlg.pdf)"





,




ها نحن اخي/ imation
نقترب معك رويدا رويدا نحو الاحداثيات التي
تمهَد لها ايّما تمهيد...
بمداخلاتكم الرائعة التي امتعت كل من قرأ معنا..

و ما مقدمتك اللغوية النوعية هذه..و التي يصعب التعقيب عليها
الا جوهرة من الجواهر التي ملأت اركان هذا النقاش..

شاكر لك كل ما قدمته..
و الرابط الثمين الذي ختمت به تمهيدك البديع
الذي بالاعلى اقتبسته

فشكرا لك من اعماق القلب هذه الهدية



,





اخي الكريم عابر سبيل ,

اخرج لنا ما في عميق بحرك ,

وغزير علمك ,

وعجيب نظمك ,

وتفصيل نثرك ,

وتسلسل افكارك ,

وسحر بيانك ,

,,,,,,

فانت من النوادر الذين اذا حاورتهم,

رفعوك لمستواهم,

وجذبوك اليهم كما يجذب المغناطيس الحديد,

,,,,,,

اعتقد والله أعلم , بأن "موطن" الجمال موجود بشكل فردي في كل انسان منا:victory:,:discuss:

بحسب التصورات والتجارب والخواطر المسبقة الموجودة لدى هذا الشخص او ذاك ,

فلو اخذنا المثالين السابقين (الطعس والبحيرة) ,

فمن كانت له تجربة سعيدة مع الطعس فسوف يراه جميلا ,

لأنه بمجرد رؤية صورة الطعس

فستنساب سلسة الذكريات الجملية التي قضاها في هذا المكان ,

اما اذا كانت التجربة مع الطعس فاشلة مثل انه غرز في هذا المكان,

فبمجرد رؤية صورة الطعس (فبتشوف ان البوز مدود شبرين).


ولكن من حيث المنظور القرآني للجمال,

فنستطيع أن نعرف الجمال, بآثار الجمال على النفس من السرور والرضى والاعجاب ,

او كما يعرف الفلاسفة الجمال :

" بأنه صفة تلحظ في الأشياء وتبعث في النفس سروراً ورضاً ".







و هنا انت يا "كريما" في الناس..
تصب لنا "قوالب" الاحداثيات صباً مُحكما..
و لكأنك تصنع الاحداثيات بمهارة
نحات ينحت "التعريفات" كما تنحت قوالب الحجر و الصلب!


فهنيئا لي-حقيقة- هذا الدعم النوعي السخي الذي وجدته منكم جميعا..
و ان كنت تحاورت من قبل عميقا مع اغلب من كتب ههنا..
الا انني اعترف اني كنت اجهل "عمقك" انت بالذات يا imation ..


انا الان لا اخفيك..و البقية..
انني اصبحت متخوفا و مترددا من الإعلان عن.. و كشف
"موطن" الجمال..
لاني اخشى ان اصدمكم..

لان سياق النقاش ههنا عالٍ جدا و ياخذ القارئ لمقامات عالية سامية..

اما ما دندنتُ عليه كثيرا من قبل..
فان بضاعتي اشك انها-بعد هذا- ستكون عندكم "مزجاة"..
او ذات اضافة كبيرة لمن هذه قاماتهم الفكرية..

فانتظروني..مستذكرين ما كررته قبل
"من المعضلات..شرح الواضحات"..

السكين
30-04-2015, 12:19 PM
موضوع جميل ورائع أكتفي بالمتابعة والاستفادة من طرح الكاتب والاخوة الراقي ما شاء الله أول مرة أسمع بنظريات الجمال وموضوع ديفنشي ..

موضوع جميل مرة أخرى

ريم الشمال
30-04-2015, 01:50 PM
إن محبتنا للأشياء الجميلة والأمور الطيبة يجعلنا نقول : ما أجمل خلقه !

فهي تفتح السبيل أمام أذواق حب الجمال والشوق إلى الحسن لتتطلع إلى مراتب أذواق أسمى وأرفع ، وتريه هناك كنوز تلك الخزائن النفسية فيتملاها المرء في نشوة سامية عالية ، وتفتح آفاق أمام القلب ليحول نظره من آثار الصانع الجليل إلى جمال أفعاله البديعة .

محبتنا للمناظر البهيجة ولا سيما مناظر الربيع ، فحيث إنها مشاهدة لبدائع صنع الله والاطلاع عليها ، فذهاب ذلك الربيع ( مثل حب شخص لفتاة جميلة كانت زوجته منذوا الشباب حتى الشيخوخة فإن ذلك لا يذهب جمالها من مخيلة زوجها المحب ) ولا يزيل لذة المشاهدة ومتعة التفرج ، إذ يترك وراءه معانيه الجميلة .

فخيالك والزمن شبيهان بالشريط السينمائي يديمان لك لذة المشاهدة هذه ويجددان دوما تلك المعاني التي تحملها رسالة الربيع ، فلا يكون حبك إذن لذلك الجمال مؤقتا ولا مغمورا بالأسف والأسى بل صافيا خالصاً لذيذا ممتعا .

إن الله سبحانه وتعالى - بألوهيته الجليلة ورحمته الجميلة ، وربوبيته الكبيرة ، ورأفته الكريمة ، وقدرته العظيمة وحكمته اللطيفته - قد زين هذا الإنسان الصغير بحواس ومشاعر تستدل وتبحث عن الجمال ، وجمله بجوارح وأجهزة وأعضاء مختلفة ليستشعر مواطن جمال خلقه .

ومجمل القول أن حبنا للجمال وما تثير لدينا من احاسيس جميلة بالمعنى ( الحرفي ) وليس بالمعنى ( الاسمي ) أي لمعنى ما فيها وليس لذاتها .

ولا تقل لشئ : ما أجمل هذا ، بل قل : ما أجمله خلقا أو ما أجمل خلقه .

لأن اصل الجمال هو الجمال السرمدي الله سبحانه

ابن التويم
30-04-2015, 02:00 PM
انا الان لا اخفيك..و البقية..
انني اصبحت متخوفا و مترددا من الإعلان عن.. و كشف
"موطن" الجمال..
لاني اخشى ان اصدمكم..

لان سياق النقاش ههنا عالٍ جدا و ياخذ القارئ لمقامات عالية سامية..

اما ما دندنتُ عليه كثيرا من قبل..
فان بضاعتي اشك انها-بعد هذا- ستكون عندكم "مزجاة"..
او ذات اضافة كبيرة لمن هذه قاماتهم الفكرية..

إنه الإحتقان إنه التضخم في حب الجمال جاء موضوعك كالإبرة فحدث الإنفجار حدثت الثورة

حتى وإن ارتفع مستوى النقاش إلى أعلى من المتوقع ..

فلا بأس

لأن موضوعك ثورة "ثورة تعبير" ..... (حاذر من الثورة المضاده ثورة تكميم الأفواه وحب القبح والدمامه)

فالجمال حاجة ملحه وهذا هو حال الثورات يرتفع فيها سقف المطالب والتوقعات بالتزامن مع النجاح والإنتشار بسبب ملامستها لحاجات القلوب المحرومة وإحياء فيها الأمل بالتمتع بالجمال يوما قبل مفارقة الحياة

إن للجمال لآيه وآية الجميل حب الناس له وإلتفافهم حوله وعكس ذلك عكسه وآيته نفور الناس منه وإن حمل بعض صفات الجمال الشكليه

أخي الجميل لا تخشى بلوغ الموضوع مقامات سامية

وتذكر أن أعظم الإنتصارات بدأت زحفا ولكن إنتهت بإمتشاق القامة لتبلغ أعلى طولها مع ركز العلم وإعلان النصر الثمين. ولو سألت القادة العظام عن أجمل ليلة ناموها لقالوا لك إنها ليلة النصر، إذا حتى النصرلايخلوا ايضا من حلاوة الجمال

بالمناسبة ماعلاقة الحلو بالجمال ولماذا يترادفان دائما !

بشائر
01-05-2015, 07:17 AM
وتذكر أن أعظم الإنتصارات بدأت زحفا ولكن إنتهت بإمتشاق القامة لتبلغ أعلى طولها مع ركز العلم وإعلان النصر الثمين. ولو سألت القادة العظام عن أجمل ليلة ناموها لقالوا لك إنها ليلة النصر، [COLOR="#B22222"]إذا حتى النصرلايخلوا ايضا من حلاوة الجمال

بالمناسبة ماعلاقة الحلو بالجمال ولماذا يترادفان دائما !

حياك الله اخوي ابن التويم .. صاحب المداخلات المميزة .. سأحاول أن أجيب على سؤالك .. لكن اسمح لي بداية أن أختلف معك هاهنا ..
وبما ظللته بالأحمر فقط ..

ظلمت النصر يأخي .. وأبخصته حقه .. وهل هناك جمال بدون حلاوة ؟ وهل هناك حلاوة لا تكون جميلة؟
فإن لم تكن للنصر لذة وحلاوة فبم يكون ؟ و لمن ؟
كيف وقد حق له ما لا يحق لغيره استثناء من الله .. فهو عز وجل يبغض مشية الخيلاء إلا عند النصر ..
لأن النفس حينها تكون قد بلغت مبلغها بروعة ماتشربته من حلاوة النصر حتى سكرت .. فكان الخيلاء والزهو بعده ردة فعل فطرية ....

ألـــــم تــــــر أن الــســيــف يــنــقــص قــــــدره * * * *إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
فكيف بمن يقول أن النصر لا يخلو من حلاوة الجمال .. ولا شك أننا متفقون على أن للنصر جمال ..


والاختلاف في الرأي أيها الفاضل لا يفسد أبدا للود قضية .. ولا أقصد أبدا التقليل من رأيك ولكننا هنا فعلا أجده تطبيقا عمليا
لاختلاف منظورنا لمفهوم الجمال ..فما أراه أنا جميلا قد لا تراه أنت كذلك ..
الأجمل بهذا الموضوع وأسلوب الحوار المثري فيه هو أنه جعلنا ننظر للجمال من عدة زوايا ..
وأجد كل زاوية تعكس موطن الجمال الذي بداخل صاحبها .. وكأن حروفه بمثابة خارطة توصلنا إلى مكان الجمال لديه ..
لذا جاءت المشاركات مثرية للموضوع ..
وحتى فيمن شذ منهم وابتعد عن المضمون المعنوي المطلوب .. إلا أن الأجمل من ذلك اعتبار صاحب الموضوع لهذا أنه من جماليات الفكر!

وأما عن علاقة الحلو بالجمال فهي علاقة سببية فكل ما ينتج عنه سعادة النفس ورضاها = ( شعور حلو ) فهو جميل ..
والبحث عن الجمال وحلاوة الحياة مطلب أساسي للنفس حتى تفنى ..وكما أن للسكر طعم حلو يتذوقه اللسان يترك أثر بالرضى وقتي حتى الانتهاء منه ..
للكلمة أيضا حلاوة تتذوقها الروح يفوق أثرها طعم السكر بل ويدوم فترة أطول ..
ولا عجب لمن قالوا عن القرآن بعد سماعه وملاحظة أثره العميق على عقولهم وأفئدتهم:
(والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ) .. فأي مبلغ بلغته أرواحهم
من اللذة والسعادة بآياته ؟ ولولا شدة حلاوته لما استشعروا جماله ..

عابر سبيل
01-05-2015, 04:22 PM
موضوع جميل فلسفي ....
أجد أن تحديد الجمال يختلف من شخص لآخر لاعتبارات كثيرة ..
والجمال المعنوي أقوى وأدوم من الجمال الحسي .. رغم أهمية الجمال الحسي في تأكيد ورفع الشعور بالجمال المعني ..
فما تراه أنت جميلا قد لا أراه أنا كذلك .. وقد أرى جمالا في أمور لا تعد من الجمال أوالقبح بالنسبة لك..
فكم ألهبت الصحراء رغم قسوتها المشاعر وفاضت قرائح شعرائها بأروع القصائد ..
وكم هو الحنين إليها رغم المدنية والتطور الذي يشهده العالم اليوم .. فلا أنهار جارية ولا خضرة نضرة (جمال منطقي)..
إلا أن أهلها يرونها في قمة الهرم الجمالي لجماليات الكون ..
إذا موطن الجمال الحقيقي هو الروح ومدى قناعتها به..

كن جميلا ترى الوجود جميلا ..

الاختلاف من شخص لاخر..
هو الذي احاول اجتيازه ...

"فما تراه انت جميلا قد لا اراه انا"

وتحديدا هذا الذي ادندن حوله..

فما مصدر هذا الاختلاف في وجهات النظر؟
اهو اساس او ارضية مشتركة
ام انها اختلافات مبنيه ف الغالب
على "الامزجة"!!

سيدتي..لن يستطيع احد اقناع اخر بشيء
غير مقنع...هذا في اغلب الامور
لكن في الجمال...كيف لك ان تقنعي من يختلف معك
ان لم توجد اسس او منطق يرجع لها عند الاختلاف..

جمال الروح..لا يمكن ابدا ان يعزل عن جمال الشكل/المظهر/ الحس

ولكن..هل لك ان تلومي من يصد عمن "روحه جميله"
لانزعاجه او نفوره من امر حسي..يعتري "ذات" جميل الروح

اذا..ليس ههنا محاوله لفصل "الجمالين"
وليس ههنا محاوله لتقليل اهميه او قدر
الجمال"المتمم" لجمال الروح...
وهو امر سنرى-بعون الله- ان فيه مطلب شرعي

عليه..فالشرع "لا يكلفنا " الا ما نطيق..
وهنا مصدر "تصادم"
بين الشائع من مقاييس الجمال الظاهر..الحسي..
وما هو مقبول ومندوح له ومطلوب..شرعا !

كيلو حديد
01-05-2015, 04:28 PM
علم الجمال من أعقد علوم الفلسفة
معقد جدا جدا
وللحين ما دخلته لأنه محتاج لقراءه أكثر حتى أصل لمرحلة فهم مصطلحاته

في نظري
الجمال هو كل ما يورثك الراحة والطمأنينة

عابر سبيل
01-05-2015, 05:46 PM
هل
يترادف دوما
الحلو بالجمال!!

الا يمكن ان يطغى الشعور بالألم عند حضرة "الجمال"!!

لنقف سويا عند هذه الاستراحة
حتى لا يُسئمنا طول الفضفضة و الكلام
و لنختبر حقيقة مشاعرنا
عندما نجلس لوحدنا، نستمع و نشاهد
هذا الإبداع..

اي الشعورين أطغى،
حلاوة نتذوقها من جمال القول و الصوت و الصورة!!
ام ألم ينتابنا-رغم الجمال- من "روح" المعاناة التي في معانيه!


http://youtu.be/nSrSKufcRZg

imation
01-05-2015, 05:54 PM
,





اخي الكريم عابر سبيل,

ما هي علاقة السحر بالجمال ؟ ولماذا يربط السحر بالشيء الذي لايستطيع الناس تفسير ماهيته ؟

واستشهد ببعض من الآيات القرانية والحديث الشريف,

كمدخل للاجابة على ما طرحت في الأعلى من أسئلة لكي يجيب عليها من اهو اقدر مني في الاجابة عليها,

} قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)

فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)

وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)} [ الأعراف ].

} قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)

فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى) 68 (

وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) } [ طه].

يصور لنا القران الكريم في هذه الآيات, مشهد يوم الزينة في قصة سيدنا موسى علية السلام مع سحرة فرعون بأدق تفاصيلها,

وقوة تأثير السحر على أعين الناس وعلى ونفوسهم في هذا المشهد , ولسنا في هذا المقام بصدد تفسير الآيات,

بل بقدر ما نستطيع من اخذ العبرة منها, وبما يخدم موضوع البحث.

تبين الآيات أن من قوة ما جاء به سحرة فرعون من السحر, كان تأثيره في البداية على عيون من حضروا المشهد,

ومنها سرى الى نفوسهم, وهو ما يسمى بسحر التخيل , لأن السحر أو الساحر لا يستطيع أن يقلب حقيقة الأشياء,

ولكن تأثيره يكون على الشخص او الأشخاص المستهدفين. اما المعجزة في عصا سيدنا موسى انها قلبت حقيقة العصى الى ثعبان مبين.


كما يذكر المفسرون بأنه عندما القى سيدنا موسى عصاه وتحولت الى ثعبان , ابتلعت الحبال والعصي ,

ولكن أعتقد والله أعلم ان عصا سيدنا موسى لم تلتقف الحبال والعصي, ولكن التقفت السحر,

والذي هو متمثل بصور الثعابين في أعين الناس وتركت الحبال والعصي على حالها او على حقيقتها الأصلية,

ويمكن أن نستدل على ذلك بهاتين الآيتين : } وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}

[ الأعراف, 117 ]. }يَأْفِكُونَ } بمعنى يكذبون .

}وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [69].


لأن السحرة قد لا يكونوا هم من صنعوا الحبال والعصي ولكن صنعها اشخاص آخرون,

ولكن من الثابت والواضح من سياق الآيات القرانية أن الأفك الذي أتوا به ,

و كيد الساحر الذي صنعوه , هو سحر التخيل الذي سحروا به أعين الناس.

والعجيب في مشهد يوم الزينة انه لم يؤمن في هذا اليوم إلا السحرة , لأنهم بعد ما رأوا تحول عصى سيدنا موسى الى ثعبان حقيقي,

عرفوا بأن ما يجري امام أعينهم هو أمر خارق لما عرفوه وتعلموه من علم السحر ولايستطيع البشر من القيام به إلا بمعجزة,

وان ما جاء به موسى هو الحق,

أما بقية من حضر المشهد من الناس اعتقدوا بأن سحر موسى كان اقوى من سحر سحرة فرعون لذلك لم يؤمنوا.

وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله علية وسلم انه قال : " ان من البيان لسحرا "

واكتفي بهذا المدخل مؤقتا لكي لا اطيل في الشرح





,

بشائر
02-05-2015, 09:07 AM
الاختلاف من شخص لاخر..
هو الذي احاول اجتيازه ...

"فما تراه انت جميلا قد لا اراه انا"

وتحديدا هذا الذي ادندن حوله..

فما مصدر هذا الاختلاف في وجهات النظر؟
اهو اساس او ارضية مشتركة
ام انها اختلافات مبنيه ف الغالب
على "الامزجة"!!

سيدتي..لن يستطيع احد اقناع اخر بشيء
غير مقنع...هذا في اغلب الامور
لكن في الجمال...كيف لك ان تقنعي من يختلف معك
ان لم توجد اسس او منطق يرجع لها عند الاختلاف..

جمال الروح..لا يمكن ابدا ان يعزل عن جمال الشكل/المظهر/ الحس

ولكن..هل لك ان تلومي من يصد عمن "روحه جميله"
لانزعاجه او نفوره من امر حسي..يعتري "ذات" جميل الروح

اذا..ليس ههنا محاوله لفصل "الجمالين"
وليس ههنا محاوله لتقليل اهميه او قدر
الجمال"المتمم" لجمال الروح...
وهو امر سنرى-بعون الله- ان فيه مطلب شرعي

عليه..فالشرع "لا يكلفنا " الا ما نطيق..
وهنا مصدر "تصادم"
بين الشائع من مقاييس الجمال الظاهر..الحسي..
وما هو مقبول ومندوح له ومطلوب..شرعا !

أسئلة دقيقة جدا .. وملاحظات قيمة أجدها ههنا .. أشكرك عليها ..

مصدر هذا الاختلاف أجده في (حاجة الإنسان ) وطبيعة تكوين شخصيته ..
والتي تؤثر على مزاجه بشكل كبير .. فذو الحاجة البصرية يعطي اهتماما أكثر للصور والمناظر والألوان
ويعتبرها مقياسا يطلق من خلالها أحكامه .. صوته عالي ولا يهتم كثيرا بلباقة الأسلوب ..لذا فهو دائم البحث عن الجمال الظاهري الذي يسعده .. يبهره منظر الشلال
وانحداره على الصخور وصفاء الماء .. وتعابير الوجه ..إن كان متضايقا في مكانه أو تعابير وجهك غاضبة فلن تستطيع أن تصل معه لحوار مشترك
بسبب التشويش الحاصل له .. ولا ألوم من يصد عمن "روحه جميله"لانزعاجه او نفوره من امر حسي..يعتري "ذات" جميل الروح


وذو الاحتياج السمعي .. يعطي اهتماما أكثر للأصوات والكلمات يستخدم طبقات صوت ملونة عند حديثه لتأكيد معنى معين
يتأثر كثيرا بما يسمعه ويبني عليه قرارته .. يمتعه صوت الشلال ويسبب له استرخاء .. فالجمال لديه ماتقول .. نسق كلامك
عند الحديث معه وأحسن اختيار عباراتك ولا ترفع صوتك بعصبية أمامه حتى وإن كان الحديث عن تنظيم رحلة حتى لا تسبب
له التشويش فيكره الاستمرار بالموضوع..

وذو الاحتياج الحسي ..يعطي اهتماما أكبر للمشاعر ويبحث عنها .. هادئ يتخذ قراراته بناء على أحاسيسه .. إحساسه بجمال المنظر وصوت الشلال قد يبكيه
أو يسعده إن كان مرتبطا بذكرى معينة .. كلمة ثناء لا تلقي لها بالا تعدل مزاجه و تجعله يطير بها فرحا ..

و قد يكون كل ذلك مصدر "تصادم" بين الشائع من مقاييس الجمال الظاهر..الحسي..وما هو مقبول ومندوح له ومطلوب ... شرعا ..إن لم يتم الاتفاق على
أرضية مشتركة تحفظ توازن العلاقات بين الناس على مختلف انماطهم كـ ( الروابط - الاحترام - القيم - تقبل الآخر .. الخ ) .. والماهر يحسن التعامل مع كل
هذه الأنماط كل حسب حاجته ..

عابر سبيل
02-05-2015, 11:15 PM
نوضح سرا من أسرار الآية الكريمة قوله تعالى" أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ" السجدة 8
نعم إن كل شيء في الوجود بل حتى ما يبدو أنه أقبح شيء فيه جهة حسن حقيقية فما من شيء في الكون وما من حادث يقع إلا وهو جميل بذاته أو جميل بغيره أي جميل بنتائجه التي يفضي إليها ... فهناك من الحوادث التي تبدوا في ظاهر أمرها قبيحة مضطربة ومشوشة ، إلا أن تحت ذلك الستار الظاهري أنواعا من جمال رائق ، وأنماطا من نظم دقيقة .
فتحت حجاب الطين والغبار والعواصف والأمطار الغزيرة في الربيع تختبئ ابتسامات الأزهار الزاهية بروعتها رشاقة النباتات الهيفاء الساحرة الجميلة ...
نعم إن هناك تفتحا لأزهار معنوية كثيرة تختبئ تحت ستار عصف العواصف إذا عصفت وزلزلة الأرض إذا تزلزلت ، وانتشار الأمراض والأوبئة إذا انتشرت .
فبذور القابليات ، ونوى الاستعدادات الكامنة تتسنبل وتتجمل نتيجة حوادث تبدو قبيحة في ظاهر شأنها .
بيد أن الإنسان المفتون بالمظاهر والمتشبث بها والذي لا ينظر إلى الأمور والأحداث إلا من خلال أنانيته ومصلحته بالذات ، تراه تتوجه أنظاره إلى ظاهر الأمور وتنحصر فيها فيحكم عليها بالقبح !.. وحيث إنه يزن كل شيء بحسب نتائجه منها إلى الإنسان تراه يحكم عليه بالشر !
علما أن الغاية من الأشياء إن كانت المتوجهة منها إلى الإنسان واحدة ، فالمتوجهة منها إلى أسماء صانعها الجليل تعد بالألوف .
فمثلاً : الأشجار والأعشاب ذات الأشواك التي تدمي يد الإنسان الممتدة إليها يتضايق منها بينما هي في منتهى الأهمية لتلك الأشجار والأعشاب حيث تحرسها وتحفظها ممن يريد مسها بسوء ..

جميع الحسن والكمال والجمال ما هو إلا ظل ضعيف بالنسبة لكماله الحقيقي سبحانه وتعالى
اولاً : قصرا فخماً منقشاً مزينا مكملا يدل بالضرورة على فاعل وصناع ومهندس تدل بلا شك على صفة الصنعة المكملة لدى ذلك الصناع وعلى غرار هذا القصر العالم يدل بالبداهية على أفعال في غاية الكمال والجمال .

ترى ما أهمية كمال وجمال نسبي ينظر إلى الغير وإلى الأمثال وإلى التفوق على الأضداد بعد ثبوت وجود كمال وجمال ذاتي حقيقي ثبوتا إلى هذا الحد ؟ ألا يكون خافتا منطفئاً ؟

ثانياً عندما ينظر إلى هذا الكون بنظرة العبرة ، يشعر الوجدان والقلب بحدس صادق أن الذي يجمل هذه الكائنات ويزينها بأنواع المحاسن ولا شك أن له جمالاً وكمالاً لا منتهى لهما ، ولهذا يظهر الجمال والكمال في فعله .
ثالثاً : من المعلوم أن الصنائع الموزونة المنتظمة الجميله تستند إلى برنامج في غاية الحسن والإتقان ، والبرنامج الكامل المتقن الجميل يستند إلى علم جميل وإلى ذهن حسن وإلى قابلية روحية كاملة ، وهذا يعني أن الجمال المعنوي للروح يظهر في الصنعة بالعلم .
فهذه الكائنات وما فيها مع جميع محاسنها المادية التي لاتعد ولا تحصى ، ما هي إلا ترشحات محاسن معنوية وعلمية ، وتلك المحاسن والكمال العلمي والمعنوي لا شك أنها جلوات حسن وجمال وكمال سرمدي .

مقتطفات متنوعة مما قراءة وإذا في النسق هناك المزيد مما يتحدث عن الجمال السرمدي الذي هو اصل الجمال وسبب

سبحان مبدع الكون و الخلائق




إن لذة الشئ وحسنه وجماله يرجع إلى مظاهره أكثر من رجوعه إلى أضداده وأمثاله .
فمثلا : الكرم صفة جميلة لطيفة ، فالكريم يتلذذ لذة ممتعة من تلذذ من يكرمهم ، ويستمتع بفرحهم أكثر ألف مرة من لذة نسبية يحصل عليها من تفوقه على أقرانه من المكرمين .
وكذا الشفيق والرحيم ، يتلذذ كل منهما ، لذة حقيقية بقدر راحة من يشفق عليهم من المخلوقات .
فالذة التي تحصل عليها الوالدة من راحة أولادها ومن سعادتهم قوية راسخة إلى حد تضحي بروحها لأجل راحتهم ، حتى إن لذة تلك الشفقة تدفع الدجاجة إلى الهجوم على الأسد حماية لأفراخها .
فاللذة والحسن والكمال والسعادة الحقيقية في الأوصاف الراقية الرفيعة إذن لا ترجع إلى الأقران ولا تنظر إلى الأضداد ، بل إلى مظاهرها ومتعلقاتها ، فإن جمال رحمة ذي الجمال والكمال الحي القيوم الحنان المنان الرحمن الرحيم ، ينظر ويتوجه إلى المرحومين الذين نالوا رحمته وشفقته الرؤوفة في الجنة الخالدة .
وكل اسم من ألف اسم من الأسماء الإلهية الحسنى طبقات حسن وجمال وفضل وكمال كثيرة جداً وهو منبع ألوف أنواع الكمالات والإحسان والجمال السامي .

وما السميع ولا البصير بأفضل ممن لا يسمع ولا يبصر فقد اختصهم الله من دون خلقه أن منع عنهم هذه النعمة حتى إذا حشر الناس كان هؤلاء متجاوز عنهم في محاسبة السمع والبصر وتفضل الله عليهم بذلك هذه نعمة منعت ورغم أهميتها ولكن الذي فقدها يجب أن يجد فيها السعادة والجمال الذي من أجله منعه عنه حيث الجمال تمثل بإن الله خفف عنهم ذنوباً ووهبت لهم حسنات ما كانوا يستطيعون الحصول عليها لولا المنع فسبحان الله .

اسعد إنسان هو الإنسان الذي يكون عمر آثامه قصيراً . والأسعد منه هو الشخص المصان من الآثام .





إن محبتنا للأشياء الجميلة والأمور الطيبة يجعلنا نقول : ما أجمل خلقه !

فهي تفتح السبيل أمام أذواق حب الجمال والشوق إلى الحسن لتتطلع إلى مراتب أذواق أسمى وأرفع ، وتريه هناك كنوز تلك الخزائن النفسية فيتملاها المرء في نشوة سامية عالية ، وتفتح آفاق أمام القلب ليحول نظره من آثار الصانع الجليل إلى جمال أفعاله البديعة .

محبتنا للمناظر البهيجة ولا سيما مناظر الربيع ، فحيث إنها مشاهدة لبدائع صنع الله والاطلاع عليها ، فذهاب ذلك الربيع ( مثل حب شخص لفتاة جميلة كانت زوجته منذوا الشباب حتى الشيخوخة فإن ذلك لا يذهب جمالها من مخيلة زوجها المحب ) ولا يزيل لذة المشاهدة ومتعة التفرج ، إذ يترك وراءه معانيه الجميلة .

فخيالك والزمن شبيهان بالشريط السينمائي يديمان لك لذة المشاهدة هذه ويجددان دوما تلك المعاني التي تحملها رسالة الربيع ، فلا يكون حبك إذن لذلك الجمال مؤقتا ولا مغمورا بالأسف والأسى بل صافيا خالصاً لذيذا ممتعا .

إن الله سبحانه وتعالى - بألوهيته الجليلة ورحمته الجميلة ، وربوبيته الكبيرة ، ورأفته الكريمة ، وقدرته العظيمة وحكمته اللطيفته - قد زين هذا الإنسان الصغير بحواس ومشاعر تستدل وتبحث عن الجمال ، وجمله بجوارح وأجهزة وأعضاء مختلفة ليستشعر مواطن جمال خلقه .

ومجمل القول أن حبنا للجمال وما تثير لدينا من احاسيس جميلة بالمعنى ( الحرفي ) وليس بالمعنى ( الاسمي ) أي لمعنى ما فيها وليس لذاتها .

ولا تقل لشئ : ما أجمل هذا ، بل قل : ما أجمله خلقا أو ما أجمل خلقه .

لأن اصل الجمال هو الجمال السرمدي الله سبحانه

اتمنى اولا.. ان لإيقاف هذا المداد البديع
الذي يأخذنا لآفاق علوية سامية،،


جميلة هذه المداخلات،، و بديعة ما فيها من
التنبيهات..

ورغم جمال وجودها هنا، إلا أنني أتمنى انها تكون في بوتقة و موضوع خاص
لكي تعم منها الفائدة و لا تظل حبيسة
نقاش هو اقل منها و اكثر ضحالة و بساطة
من عمق و عظم ما في مثل هذه المداخلات..

فجزاك الله خيرا يا ريم الشمال،،
مشاركات تقوي و تجدد و تحيي في القلوب..
نبض الايمان..

ريم الشمال
03-05-2015, 02:15 PM
سبحان مبدع الكون و الخلائق








اتمنى اولا.. ان لإيقاف هذا المداد البديع
الذي يأخذنا لآفاق علوية سامية،،


جميلة هذه المداخلات،، و بديعة ما فيها من
التنبيهات..

ورغم جمال وجودها هنا، إلا أنني أتمنى انها تكون في بوتقة و موضوع خاص
لكي تعم منها الفائدة و لا تظل حبيسة
نقاش هو اقل منها و اكثر ضحالة و بساطة
من عمق و عظم ما في مثل هذه المداخلات..

فجزاك الله خيرا يا ريم الشمال،،
مشاركات تقوي و تجدد و تحيي في القلوب..
نبض الايمان..

استاذ الكلمة عابر سبيل ما توفيقي إلا من الله ومشاركاتي تحمل روح الفلسفة وهي صعب إلا على القليل وهي بحر لمن أراد
وما مشاركتي في موضوعك إلا من باب تبليغ ما نقراء من جمال الكلمة
ولا تعتبر يا صاحب الكلمة الجميلة موضوعك اقل جمال بل هو يصف الجمال ويفتح ابواب وافاقه التي لا تقف عند حد معين

aloosh
03-05-2015, 10:47 PM
ما معنى حديث إن الله جميل يحبّ الجمال ، ما هو المقصود بالجمال خصوصا وأن بعض الناس يستدل بهذا الحديث على جواز النظر إلى النساء الجميلات وجواز الاستمتاع بكل شيء جميل ، هل من توضيح .


الحمد لله
الحديث المذكور في السؤال قد أخرجه مسلم في صحيحه رقم 131 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ .

قال ابن القيم رحمه الله شارحا ومبيّنا : وقوله في الحديث إن الله جميل يحب الجمال يتناول جمال الثياب المسؤول عنه في نفس الحديث ويدخل فيه بطريق العموم الجمال من كل شيء ، وفي صحيح مسلم برقم 1686 : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " ، وفي سنن الترمذي " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " رواه الترمذي برقم 2963 وقال حسن صحيح ، وعن أبي الأحوص الجشمي قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعليَّ أطمار فقال هل لك من مال قلت نعم قال من أي المال قلت من كل ما آتى الله من الإبل والشاه قال فلتر نعمته وكرامته عليك " رواه أحمد برقم 15323 والترمذي 1929 والنسائي 5128 ، فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده فإنه من الجمال الذي يحبه وذلك من شكره على نعمه وهو جمال باطن ، فيحب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها ، ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباسا وزينة تجمل ظواهرهم وتقوى تجمل بواطنهم ؛ فقال : " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير " الأعراف 26 ، وقال في أهل الجنة : " ولقَّاهم نضرة وسرورا (11) وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا (12) " الإنسان ، فجمل وجوههم بالنضرة وبواطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير وهو سبحانه كما يحب الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيأة يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والثياب والهيأة فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله ولكن ضلّ في هذا الموضوع فريقان : فريق قالوا كل ما خلقه جميل فهو يحبّ كل ما خلقه ونحن نحب جميع ما خلقه فلا نبغض منه شيئا ، قالوا : ومن رأى الكائنات منه رآها كلها جميلة .. وهؤلاء قد عدمت الغيرة لله من قلوبهم والبغض في الله والمعاداة فيه وإنكار المنكر والجهاد في سبيله وإقامة حدوده ويرى جمال الصور من الذكور والإناث من الجمال الذي يحبه الله فيتعبدون بفسقهم وربما غلا بعضهم حتى يزعم أن معبوده يظهر في تلك الصورة ويحل فيها .

وقابلهم الفريق الثاني فقالوا قد ذم الله سبحانه جمال الصور وتمام القامة والخلقة فقال عن المنافقين : " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " المنافقون 4 وقال : " وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا " مريم 74 أي أموالا ومناظر ، وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " صحيح مسلم رقم 4651 .. وفي الحديث : " البذاذة من الإيمان " رواه ابن ماجه 4108 وأبو داود 3630 وصححه الألباني رحمه الله

وفصل النزاع أن يقال الجمال في الصورة واللباس والهيأة ثلاثة أنواع منه ما يحمد ومنه ما يذم ومنه مالا يتعلق به مدح ولا ذم ، فالمحمود منه ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود وهو نظير لباس آلة الحرب للقتال ولباس الحرير في الحرب والخيلاء فيه فإن ذلك محمود إذا تضمن إعلاء كلمة الله ونصر دينه وغيظ عدوه والمذموم منه ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والتوسل إلى الشهوات وأن يكون هو غاية العبد وأقصى مطلبه فإن كثيرا من النفوس ليس لها همة في سوى ذلك ، وأما مالا يحمد ولا يذم هو ما خلا عن هذين القصدين وتجرد عن الوصفين .

والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين فأوله معرفة وآخره سلوك فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك .

الفوائد 1/185

أين هذه المعاني العظيمة للحديث من ضلالات أصحاب الهوى الذين يريدون فهما منحرفا لتبرير مقاصدهم السيئة نسأل الله العافية وصلى الله على نبينا محمد .

الحياة الخالدة
03-05-2015, 11:07 PM
يكفي هذا الموضوع من معاني الجمــــــال وجود هذه الكوكبة المتميزة من المشاركين فيه .. وعودة بعض الطيور المهاجرة
و الذين أضفوا على جماله جمالاً
فهنيئاً لنا هذه الاحتفاليـــــــة الرائعة

ولا تزال تتردد ببالي هذه الكلمات القديمـــــة من زمن الطيبيـــــن :

أنا رديت لعيونج أنا رديت .. و لج حنيت مثل ما يحن حمام البيت

تحياتــــــي للجميع

عابر سبيل
04-05-2015, 02:10 PM
تحويل الاهتمام/الارتكاز>>Paradigm Shift


ان النمط الاعتيادي لاغلبنا-ان لم نكن كلنا- عند محاولة تحديد "الجميل"؛ الذي اما اننا نسعى لبلوغه او امتلاكه (او التشارك معه)..
هو اننا نفكر في الصفة او الامر الذي يكون فيها او بالاتصاف بها
محفز إيجابي/جاذب لاحدى حواسنا.

و حيث ان كافة الآثار التي تصدت لموضوع "الجمال" ركزت بشكل شبه انفرادي على ما يجذب العين/ البصر،
و التي يُدعى انها مفتاح القلب! و ان كانت القلوب تطلب "الجميل" ؛ و بالتالي فان العين لو اتفقنا-جدلا- انها مفتاح القلب..
الا ان الأثر الاعمق و الاصدق لل"جمال" هو ما اثر على الروح و حرك تفاعلها بها!!

لقد كتبت بتكرار و منذ البداية ان ما اسعى له
هو "معيار" جمالي يمكن الاتفاق عليه من قبل طيف عريض من البشر
حتى من حرم حاسة النظر!! و ربما السمع و الكلام!!

عليه، فالمقياس الذي توصلت اليه و ادعوا له
هو مقياس عكسي لاكتشاف هذا "الموطن"..
أي أنني اسعى لاثبات ما ارمي له..ليس بالاستدلال عليه –فقط- من حيث جاذبيته و تأثيره عند حضور هذا "الموطن" و وجوده..
بل انني ادعي ان الموطن الذي يمكن الاتفاق عليه..اصدق دليل عليه هو وجود ضده!

و كما سبق ان اسلفنا في ثنايا الحوار ههنا،
فان الاختلاف بين الناس حاضر و طاغٍ حول كافة المقاييس و المعايير او "المواطن" الدارجة للجمال
سواء بوجود او الاتصاف بتلك المعايير او بعضها او حتى يمكن الجدال حول إمكانية تحقق صفة "الجمال" عند عدم وجودها او بوجود ما يضادها!


فلنأخذ مثلا "بياض البشرة"!
ففي الغالب الاعم انه مقياس "رئيسي" عند كثيرين للجمال...بيضهم و سمرهم..
و قد طغى عند البعض- ليس بالقليل- على ان هذا المعيار هو المعيار "الرئيسي" للجمال..

و هذا امر خاطئ و يمكن تفنيده ..
بكل سهولة -أولا- بانه معيار لاقيمة له عند من لا "يبصر" !!

و التفنيد الاخر، انه من قال بان انعدامه..او حضور الصفة المعاكسة له
تدل على عدم جمال..او لو بالغنا بالوصف..بانها دليل "قبح"!

لا اجد مجالا للجدال او داعيا للاستدلال..ان هذا المقياس لوحده يصعب على ارض الواقع ان يصمد
كمعيار "جمال" به من الجاذبية ما يُعجز المرء عن ان يفنده..بل انه و بما لا يمكن الجدال حوله
يوجد من عندهم هذه الصفة و لكنهم لايصمدون بتاتا عند مقارنة جمالهم بجمال "النقيض" لهم..سُمُر البشرة!!

و على ذلك، فلنبتعد –الى حين- عن هذه الأرض شديدة الوعورة عند الكلام
عن جمال البشر و صفات الجمال عندهم...وانا ادع مجالا لمخيلة كل قارئ ليضع أيا من المقاييس
المتعارف عليها ضد نقيضه، ليكتشف انه لا يمكن لأي منها ان يقف صامدا في وجه كل صفة "نقيضة" له
ليكون هو المعيار "للجمال" و الصفة المضادة له..هي معيار "القبح" والدمامة و النفور!
(الطول و القصر...السمنة والنحافة..لون الشعر..امتلاء اواكتناز هذا العضو في الجسد او نقيصه...الخ الخ)

لنقف قليلا عند مخلوقات أخرى..قد تقربني و اياكم لما اسعى لاثباته!
عند الكلام عن الخيول تحديدا، لا يمكن ان نجد اجماعا شبه تام بيننا نحن البشر..
على ان هذه المخلوقات تدل على الجمال..بمجرد ذكرها
و ان اختلفت المستويات بين افرادها..

و لكن..على النقيض، و الذي هو "عنصر" الحمير – اجلكم الله
هل يمكن ان يوجد اجماع على ان نقيض الخيول هو علامة للقبح و الدمامة و النفور
للأفئدة والارواح و العيون و لكافة الحواس((باستثناء الصوت الذي هو ثابت له القبح بالوحي الالهي))!

هل سيكفينا ان نرى احدى قمم الجمال عند النظر الى الحُمُر الوحشية
التي فيها من الابداع الجمالي لألوان جلودها..ما لا يخفى و لا يجادل حووله..

و ان اردنا السير اكثر فمن الممكن الحديث عن الجمال في قوائمها و شيئا من تفاصيل جسمها-ربما عدى شكل الرأس -
ما لا يمكن ان يوضع في خانة النقيض التي تعاكس تماما جمال الخيول..

نعم قد تكون اقل جمالا(و ليس على الاطلاق) و لكن لا يمكن ان يأتي احد ليقول انها الدمامة والقبح، او انها (لانها حمير) ..معدومة الجمال!

لنقترب اكثر، و نحن نزحف نحو الصفة "الذميمة" التي تناقض تماما و بالاجماع
"موطن الجمال" الذي ادعي انه امر يمكننا الاتفاق عليه...ليس بالاتفاق على جمال ذلك الموطن فحسب..
بل أولا بالاتفاق المطلق على دمامة و قبح كل من اتصف او تلبس او توشح بما هو عكس
لذلك الموطن!

قبل البوح به..ادع كل من يقرأ ان يفتح جيدا مخيلته..اكنت أيها القارئ
مبصرا..سليم السمع و النطق..
ام كنت ممن قدر المولى عليه الله بانعدام أي من هذه الحواس..

ليتخيل معي-للتقريب كما اتفقنا- ايهما اجمل عنده و ايهمااكثر نفورا في نظره و مخيلته او حتى بمجرد
قراءة اسمه...

القنفذ!! (بالخليجي الدعَلَي)
الذي هو عبارة عن مخلوق كككرة من الشوك..

ام ان الأقرب لنفسه هو الحيوان ذو الفرو الأسود و الأبيض
المسمى بال"ضربان"..

اعرفتموه ام لا..نعم نعم..
الحيوان الذي رغم كل ما به من جمال "صوري" لفروهِ و شكل جسمه..
الا ان صفة واحدة فيه..لا غير
هي الكفيلة بجلعه منبوذا مكروها مقرفا عند مقارنة بأي نظير من الحيوانات الأخرى!!

أعرفتم الان "موطن" الجمال الذي اعنيه!

انها "طيب الرائحة"!
هي الصفة التي يمكن لكل انسان ان يكتسيها..
و هي الصفة التي ان عدمت..يحق لاي انسان ان ينفر و ربما عيب و يكره القرب ممن
تعمد افتقادها او اهمالها ..و بالتالي الاتصاف بنقيضها..

بل هي الصفة التي ان امعنتم بها..و استحضرتم ذاكرتكم و معارفكم الاخرى..
التي لم يكتفي شرعنا الحنيف بالحث عليها..
بل ان التفاصيل التشريعية فيها...جعلت الرائحة الكريهة
مدعاة ليس فقط للسماح بمن تلك سمته" لعدم حضور صلاة الجماعة..
بل ان في الاثار روايات قالت "بطرد" كريه الرائحة من المساجد
لان هذه صفةٌ تؤذي اهل المسجد من بشر و "ملائكة"!

Paradigm shift

هنا يكمن لمن تأمل معي منذ بداية الطرح الى تغيير وجهة التركيز او البرادايم شفت الذي
اطلبه و انشده عند التحدث عن "موطن" للجمال..

اتفقنا ان كافة الشروط و المقاييس الأخرى معرضة للقبول و الرفض..
و التأييد و الاعراض ..وانه يصعب إيجاد اجماع على اتخاذها صفات جمال موحدة و بمعايير محددة
لدى كل الناس والاجناس..

و من هذا المنطلق..دحرجت هذا النقاش في مسعى
لايجاد أرضية مشتركة..تجعل المختلفين يقفون بداية عليها
لكي يسهل فك الارتباط عند الاختلاف..

و لما ان كان الاتفاق العام صعب و ربما مستحيل..
عند محاولة تفضيل الرائحة الزكية و تحديد اي الروائح و الاطياب الارقى و الاجمل و الاحلى و الازكى..
انتقلت بالتركيز بمبدأ ال Paradigm Shift من البحث عن الصفة الجاذبة
الى التركيز على الصفة المناقضة لموطن الجمال "هذا"..

فلا يمكن التصديق بان هنالك شخص طبيعي..من البشر..و حتى غالب الكائنات الحية
من يمكن ان يجادل على بغض و قبح و دمامة صفة "الرائحة الكريهة" والاتفاق على انها
من الصفات المنفرة..و التي هي اذا بعكس الجمال الذي هو صفة جاذبة..

عليه..استدللت بعد عمق تفكر في هذا الشأن..
و بعد ان قلبت الفكر والبصر في التخبط الشديد الذي نعيشه
و هو ما اسهبنا في وصفه حول اضطراب البشر عند الحديث عن الجمال..
و قد أدى ذلك الى الكثير من التشوهات في السلوك والنفوس و حتى المظاهر..

بينما..فإن التدقيق و الاستبصار و الحكمة والتعقل..
تجعل من الممكن تدريب النفوس و إعادة توعيتها
على ان مصدر الجمال الذي هو مسعى لنفوسنا و محرك للكثير من مكامن ارواحنا وافئدتنا..
بل انه مؤثر عند بعض العلماء على مستوى الذكاء..
ما هو الا "طيب الرائحة"

فالعنصر القبيح الذي لابد انه منفر لنا و مزعج لأرواحنا ..
هو المصدر الذي يدخل علينا..لا عبر ابصارنا و افواهنا و آذاننا..

بل ان العنصر الذي يغزونا...بقوة..عند ولوجه "لداخلنا" من خلال انوفنا..

*
*
،،
و عذرا على التأخر و طول الشرح أعلاه..
اذكركم مجددا..انا اجد انه
من "المعضلات شرح الواضحات"
و قد اعود-لاحقا- لمزيد من الاتمام ان تطلب الامر

ابن التويم
04-05-2015, 03:11 PM
تحويل الاهتمام/الارتكاز>>Paradigm Shift

يعني قير عادي

عاد أحنا ما نبي نرده نمره اخاف يكع الموضوع ويحك صدره في الأرض ويقعد يحن وهو يمشي ببطئ خلنا من سواقة الشيبان الحذره وايد وإذا كان في رابع لاترده ثالث بالعكس ريحه خامس وخله ينطلق بسرعه نحو الأفق لين يخف وزنه ويرتفع و يهيم ...

طيب الرائحه

نعم هناك راوئح طيبه كالورد والمسك والعود والعنبر

وهناك روائح لها مكانه كرائحة الجده وملفعها العتيق عندما تشتمها عند تقبيل رأسها من بعد إنقطاع عنها وطول سفر

وهناك روائح بريئه كرائحة الرضيع/الرضيعه اللتي كل غذائها من الحليب ولم تأكل شياً في حياتها بعد حيث أنها رضيعه مايجعل رائحتها مميزه من الحليب تشعر انك ستأكلها مع القبله اوتخنقها مع الحضن

وهناك روائح حبيبه على النفس كرائحة الحبيب الخليل شريك العمر أو الذي سيصبح شريك العمر

وهناك رائحة البيت

وهناك رائحه تسمع بها اذا قابلت مواطنك وهو في غربه طويله وأنت أتيته من الوطن للتو تسمعه يحدثك عن رائحه فيقول لك فيك ريحة قطر

سبحان الله روائح بدون عطور ولكنها تميز اصحابها وتميز الأماكن

إلا إنني اشك في ان هذا هو موطن الجمال الحقيقي على سبيل المثال انت تكره رائة السيجاره لأنها كريهه ولكن غيرك يدخنها بعنف من لذتها بالنسبة له ..

لا أطيل عليك اعتقد موطن الجمال هو في التصور والنفس والعقل والحواس وكيف تجتمع تلك الاشياء في تناول شيئ ما لتصنع لك منه بسرعه هائله مزيجاً عجيبا ثم يصنف على أنه جميل ثم يخزن في الذاكره جميلا ..

بشائر
04-05-2015, 07:13 PM
تحويل الاهتمام/الارتكاز>>Paradigm Shift

إلا إنني اشك في ان هذا هو موطن الجمال الحقيقي على سبيل المثال انت تكره رائة السيجاره لأنها كريهه ولكن غيرك يدخنها بعنف من لذتها بالنسبة له ..

لا أطيل عليك اعتقد موطن الجمال هو في التصور والنفس والعقل والحواس وكيف تجتمع تلك الاشياء في تناول شيئ ما لتصنع لك منه بسرعه هائله مزيجاً عجيبا ثم يصنف على أنه جميل ثم يخزن في الذاكره جميلا ..


أتفق مع هذا الرد .. والمثال قوي جدا .. :thumbup1:

عابر سبيل شكرا لك .. موضوعك أشبه بالعصف الذهني للطلاب .. عصرت معلوماتنا
وطلعت أفضل ماعندنا .. موفق يالأستاذ ..

عابر سبيل
04-05-2015, 10:16 PM
^^
اما انني لم أوصل الفكرة بشكل صحيح
او أنكما لم تمهلا أنفسكما مهلة كافية لاستيضاحها

قبل العودة لتسلسل الردود

أسألكما يا ابن التويم و بشاير
هذا المدخن ، ان كان شخصا ليس به خلل او انتكاس في طبيعته
هل يجرؤ على التدخين في سيارته و هو مقفل الشبابيك فتحتشر سيارته و ملابسه
برائحة دخانه؟؟

التدخين -بحسب فهمي- و استمتاع من يتمتع به في كفة..
و إقرار مثل هؤلاء بان رائحتها امر "كريه" في كفة اخرى!!

وعلى ذات السياق، اليست هنالك أدوية مرة و ذات روائح كريهة و مع ذلك
يقدم المرضى على تعاطيها دون ان يقلبوا حقيقة مرارتها او سوء رائحتها!!

و حتى شاربي المسكرات، يحبونها رقم إقرارهم بسوء طعمها و سوء رائحة
تلك المشروبات!!

فمن اعرفهم من المدخنين، اراهم دوما و أبدا يتنزهون عن ابقاء رائحة
سجائرهم عالقة بأصابعهم و افواههم او ثيابهم عبر تعاطي
كل ما يزيل تلك الروائح منهم مباشرة بعد انتهائهم من التدخين!!

فلتاخذا الامر بروية و تفرقا بين الامرين..

عابر سبيل
04-05-2015, 10:23 PM
موضوع جميل ورائع أكتفي بالمتابعة والاستفادة من طرح الكاتب والاخوة الراقي ما شاء الله أول مرة أسمع بنظريات الجمال وموضوع ديفنشي ..

موضوع جميل مرة أخرى

شاكر لك الإطراء و هذا المرور الخفيف،،
أتمنى لك و للبقية الاستفادة الكاملة




علم الجمال من أعقد علوم الفلسفة
معقد جدا جدا
وللحين ما دخلته لأنه محتاج لقراءه أكثر حتى أصل لمرحلة فهم مصطلحاته

في نظري
الجمال هو كل ما يورثك الراحة والطمأنينة

تماما كما تصف، الموضوع صعب جدا جدا،،
و تعريفك يقترب من أقوال و كتابات عدة تتفق في المعنى معك!

نور الحور
04-05-2015, 11:29 PM
^

وأنا معكم ابن التويم وبشاير أشك أن موطن الجمال بطيب الرائحة!! ..

لأنه وببساطة .. ما هو وضع من فقد حاسة الشم ؟؟

ألا يشعر بالجمال ؟؟ او حتى القبح ؟

أما بالنسبة لمثال السيجارة الذي طرحه ابن التويم

فبالفعل اعرف شخصيا من يعشق رائحتها حتى ولو لم يدخنها

ويظنها من اجمل الروائح !!!

و لو اردت اسباب اكثر تدعم شكي بموطن الجمال الذي ذكرت

فإنني مستعدة للاسترسال .. ولكنني اكتفيت بإشارة بسيطة

بالاستفسار عن وضع من فقد تلك الحاسة (الشم ) ..


الموضوع في نظري شائك أكثر ..

ولازلت عند وعدي بالعودة والتعقيب ..

مستمرة على شغف المتابعة :nice:

عابر سبيل
05-05-2015, 01:22 PM
:)

يعجبني التحدي
لانه ببساطه يشخذ الهمه و يدعوا للمزيد من التفكر

اخت نور و من سبقاك..
انا وضعت ما عندي..
لكنكم لم تعطونا البديل الذي تعتقدون انه موطن الجمال

فلا يكفي ان تعترضو..
بل عليكم ان تأتوا
بال"موطن"
الذي يفند
ما أدعي انه للجمال "الموطن"

وانتبهوا انني للان لم آت بكل ما عندي..
فالشواهد التي اتكئ عليها كثيييره ومتعددة و متنوعه


عموما..اليكم هذه المعادله

عنصر /صفه"x" + رائحة نتنه= جمال؟

فلتضعوا لنا الصفة الحسيه/الجسديه/ الظاهره
مكان العنصر x

بشائر
05-05-2015, 09:41 PM
بالنسبة للسؤال اخوي عابر سبيل .. طبعا هناك فرق بين من يحب رائحة السجائر ومن يخنق نفسه بها كحال صاحبنا اللي في السيارة ..

فأنا مثلا أعشق رائحة احتراق الحطب ( شبة الضو) لكن صعب إني أتحملها في خيمة مغلقة دون تهوية !
أما المدخنون وتنزيه ملابسهم وأجسادهم من رائحة السجائر فليس لكرههم لها ..ولكن لعلمهم
أن غيرهم يكرهو تلك الرائحة ولا يتقبلون أصاحبها .. والا شوف حاله مع المدخنين أمثاله .. أظن حتى
ما يشمون ريحتها من كثر ماتعاطوها ..

وعجبتني فكرة التحدي ..
والأمر ماهو كذلك طبعا فالتلميذ لا يتفوق على أستاذه ولكنها وجهات نظر ..وجذبتني روح المنافسة هنا ..

وبالنسبة للمعادلة بعطيك بعض الأمثلة اللي عايشتها ..

( عنصر ) رائحة البترول "x" + رائحة كريهة = جمال ( كثيرون ممن أعرفهم شخصيا يحبون رائحته) المززززعجة :stop:
(عنصر ) رائحة أقلام السبورة + رائحة كريهة نفاثة = جمال لدى الكثير من الطلاب والطالبات ..
(عنصر ) معقم المستشفيات + رائحة كريهة = جمال أغلب اللي في المستشفى يرونها رائحة نظافة لكني أكرهها وأتضايق منها ..

طبعا بالإضافة إلى السجائر
والكحول ..

وأما البديل لموطن الجمال .. فقد ذكرته آنفا .. هو ( الروح ) فهي موطن الجمال الحقيقي ..
قال تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .. ) الآية
هي من تجعل دنياك جميلة إن كانت إيجابية .. وتجعل الحياة تعيسة إن كانت سلبية ..
تصدق إنه حتى للروح حلاوة ؟! نقول للشخص اللي نألفه بسرعة ( روحه حلوة ) ..
عند رضاها ترى كل شيء حولها جميل .. وعند ضيقها وهمها تنعدم رؤيتها للجمال حتى وإن كان جليا .. مثال ( أرق على أرق) ..

استسلم اخوي عابر سبيل وارفع الراية البيضاء ..:telephone:
فما تراه جميلا قد لا يراه البعض كذلك ..

مستوى الدعم
06-05-2015, 03:10 AM
أنا لن أعلن عن رأيي في الاتفاق أو الاختلاف مع وجهة نظر الأخ عابر سبيل.. بخصوص الرائحة الطيبة كموطن للجمال
ولكنني في هذه المرحلة فقط سوف أطرح بعض الأمثلة للتفكر والنقاش

(1)
يحدث أن تندلع نقاشات حادة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بين شباب وفتيات الخليج
حيث يتحدث الشباب حول جمال الفتيات من جنسية معينة ومقارنتهن ببنات الخليج.. ليتوصلون إلى أن بنات تلك الجنسية أجمل من الخليجيات.. عندها تنبري الخليجيات دفاعاً بأقوال من نوعية..

وع.. ما لقيت إلا اللبنانيات الي ريحتهم ثوم تقول عنهم أحلى منا؟
أو.. صج الإنجليزيات حلوين.. بس إذا مريت من جنبهم سديت خشمك ولاعت جبدك .. الوحدة فيهم ما تتسبح غير مرة من سنة لين سنة..

لماذا نجد هذه الحجة متواجدة بقوة وبشكل دائم في النقاشات الخاصة بالجمال الظاهري الذي تراه الأبصار لا الأنوف؟

(2)
جاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة
سؤال: لماذا شدد على أمر الرائحة الطيبة ولم يقل أيما امرأة تبرجت ليرى الرجال وجهها؟

(3)
في التراث العربي يحكى أن رجلاً أعرابياً أوصى ابنته في ليلة زفافها فقال:

(أطيب الطيب الماء، وأزين الزينة الكحل)

والمقصود بالماء هو الاستحمام، ومعنى وصيته أن النظافة والخلو من الرائحة الكريهة مقدم على أنواع الطيب الأخرى
لماذا اختزل كرجل نصيحته لابنته في الاستحمام والكحل كوسائل للتجمل في عين زوجها؟

عابر سبيل
06-05-2015, 10:43 AM
اضافة لما تفضلت به من آثار اخت/ مستوى الدعم...

احب ان اضيف ما يلي:


فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في حفظ الصحة بالطيب[المصدر زاد المعاد >>Link (http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B2%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7% D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9#.D9.81.D8.B5.D9.84_.D9.81. D9.8A_.D9.87.D8.AF.D9.8A.D9.87_.D8.B5.D9.84.D9.89_ .D8.A7.D9.84.D9.84.D9.87_.D8.B9.D9.84.D9.8A.D9.87_ .D9.88.D8.B3.D9.84.D9.85_.D9.81.D9.8A_.D8.AD.D9.81 .D8.B8_.D8.A7.D9.84.D8.B5.D8.AD.D8.A9_.D8.A8.D8.A7 .D9.84.D8.B7.D9.8A.D8.A8)]

لما كانت الرائحةُ الطيبة غذاءَ الروح، والروحُ مطيةُ القُوَى، والقُوَى تزداد بالطيب، وهو ينفعُ الدماغَ والقلب، وسائر الأعضاء الباطنية، ويُفرِّحُ القلب، ويَسُرُّ النفس ويَبسُطُ الروحَ، وهو أصدقُ شىء للروح، وأشدُّه ملاءمةً لها، وبينه وبين الروح الطيبة نِسبةٌ قريبة. كان أحدَ المحبوبَيْن من الدنيا إلى أطيب الطَيِّبين صلوات الله عليه وسلامه.

وفي صحيح البخاري: أنه كان لا يَرُدُّ الطِّيبَ.

وفي صحيح مسلم عنه : "من عُرِضَ عليه رَيْحانٌ، فلا يَرُدَّهُ فإنه طَيِّبُ الرِّيح، خَفِيفُ المَحْمِلِ".

وفي سنن أبي داود والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي : "مَن عُرِضَ عَلَيهِ طِيبٌ، فَلا يَرُدَّهُ، فَإنَّهُ خَفِيفُ المَحْمِلِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ".

وفي مسند البزار: عن النبيِّ أنه قال: " إنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوادٌ يُحِبُّ الجُودَ، فَنَظِّفُوا أفْنَاءَكُم وسَاحَاتِكُم، ولا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ يَجْمَعُون الأكُبَّ في دُورِهِمْ ". الأكُب: الزبالة.

وذكر ابن أبي شيبة، أنه كان لَهُ سُكَّةٌ يَتَطَيَّب منها.

وصَحَّ عنه أنه قال: "إنَّ للهِ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ، وَإنْ كَانَ لَهُ طِيبٌ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ".

وفي الطيب من الخاصية، أنَّ الملائكة تُحبه، والشياطين تنفِرُ عنه، وأحبُّ شيءٍ إلى الشياطين الرائحةُ المنتنة الكريهة، فالأرواحُ الطيبة تُحِبُّ الرائحة الطيبة، والأرواحُ الخبيثة تُحِبُّ الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيباتُ للطيبين، والطيبون للطيبات، وهذا.

وإن كان في النساء والرجال، فإنه يتناولُ الأعمالَ والأقوالَ، والمطاعم والمشارب، والملابس والروائح، إما بعموم لفظه، أو بعموم معناه.

و عندما ضرب الرسول -صلى الله عليه و سلم امثلة للتشبيه بين من يحمل القران اكان مؤمنا اومنافقا :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)

و عندما ضرب -صلى اللهعليه و سلم مثالا للجلساء:
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " إِنِّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ,
فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يَحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ,
وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثَيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً " . رَوَاه الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ, عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ .


و الطيب..اضافه الرسل صلى الله عليه و سلم الى النساء في الحديث المشهور:
قال رسول الله- صلى الله عليه و سلم-:" حبب إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"


و نعود لمداخلتك الاخيرة / مستوى الدعم ..لاكمل جزئية مهمة وضعتيها
من وصية "الحارثية" لابنتها عندما اقبلت على الزواج..و هي مشهورة اقتطع منها ما يهمنا:
"
.....أي بنية..

احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرًا وذكرًا:

الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة،
والتعهد لموقع عينه،
والتفقد لموضع أنفه؛
فلا تقَعْ عيناه منك على قبيح،
ولا يشمَّ منك إلا أطيب ريح،

والكحل أحسن الحسن، والماء أطيب الطيب المفقود، .... الخ
"

ريم الشمال
06-05-2015, 02:46 PM
الجمال مسأله نسبية لا يتفق معها الجميع ولا يختلف .
الجمال لا يرتبط بالتكاليف والرفاهية بل هو بالذوق والأحساس .
وبما أن النسق العام قد اتجه إلى الحديث عن أرتباط الجمال بالرائحة .
فإن الرائحه الطيبة الجميله الذكية مفتاح من مفاتيح الجمال .
الجمال ايضا في كيف تتصرف المرأة وليس كيف تتجمل .
جميلة ومبتذلة ... زهرة بلا عطر

سوف انقلكم إلى
رواية ( العطر : قصة قاتل ) التي كتبها الألماني ( باتريك زوسكيند ) كتبها عام 1985م محققاً من ورائها شهرة واسعه ونجاحاً كبيراً .
ترجم بتحويلها إلى فلم وكان التحدي الأكبر الذي تضعه الرواية أمام كل من سيحاول الاستفادة منها وتحويلها إلى فلم هو أنها تتعامل مع مسارات وهمية وصور ذهنية يصعب تجسيدها على سطح الشاشة ، كالروائح العطرية .

رواية (العطر: قصة قاتل) تحكي قصة الشاب (غرنوي) الذي ولد في أقذر الأحياء الباريسية، وتعرض فور ولادته لمحاولة قتل على يد والدته، لكنه تمكن من النجاة، فحكم على أمه بالإعدام، ليعيش بعد ذلك يتيماً، ويرسل إلى دارة للأيتام.. وهناك يعي حقيقته، ويدرك ماهية الموهبة التي يمتلكها، وهي أنه ذو أنف حساس، وحاسة شم خارقة، تستطيع تمييز آلاف الروائح بسهولة. وبعد انتقاله للعمل في مصبغة للجلود تتطور موهبته لتتحول إلى مشروعٍ مرعبٍ يتمثل في رغبته امتلاك الرحيق الإنساني الذي تعبق به أجساد العذارى الجميلات. فيبدأ محاولاته لتحقيق هدفه، وتطبيق معاييره الجمالية، ولا يتورع في سبيل ذلك عن ارتكاب الجرائم البشعة. ثم يلتقي بصانع العطور الإيطالي (بالديني)، فيتفق الاثنان على صفقة غريبة، أن يصنع (غرنوي) عطوراً جميلة تنقذ تجارة (بالديني)، بشرط أن يقوم الإيطالي البائس بإرشاد (غرنوي) إلى الطريقة التي يستطيع من خلالها امتلاك رائحة (الجمال المطلق) إلى الأبد. وهكذا تتحول الرواية إلى ملاحقةٍ حثيثةٍ للجمال وسط ركام من القذارة والدماء.

عايش زمانه
07-05-2015, 10:06 AM
مجرد اذواق..

تختلف النظرة من شخص الى اخر..

عابر سبيل
09-05-2015, 05:49 PM
الجمال مسأله نسبية لا يتفق معها الجميع ولا يختلف .
الجمال لا يرتبط بالتكاليف والرفاهية بل هو بالذوق والأحساس .
وبما أن النسق العام قد اتجه إلى الحديث عن أرتباط الجمال بالرائحة .
فإن الرائحه الطيبة الجميله الذكية مفتاح من مفاتيح الجمال .
الجمال ايضا في كيف تتصرف المرأة وليس كيف تتجمل .
جميلة ومبتذلة ... زهرة بلا عطر

سوف انقلكم إلى
رواية ( العطر : قصة قاتل ) التي كتبها الألماني ( باتريك زوسكيند ) كتبها عام 1985م محققاً من ورائها شهرة واسعه ونجاحاً كبيراً .
ترجم بتحويلها إلى فلم وكان التحدي الأكبر الذي تضعه الرواية أمام كل من سيحاول الاستفادة منها وتحويلها إلى فلم هو أنها تتعامل مع مسارات وهمية وصور ذهنية يصعب تجسيدها على سطح الشاشة ، كالروائح العطرية .

رواية (العطر: قصة قاتل) تحكي قصة الشاب (غرنوي) الذي ولد في أقذر الأحياء الباريسية، وتعرض فور ولادته لمحاولة قتل على يد والدته، لكنه تمكن من النجاة، فحكم على أمه بالإعدام، ليعيش بعد ذلك يتيماً، ويرسل إلى دارة للأيتام.. وهناك يعي حقيقته، ويدرك ماهية الموهبة التي يمتلكها، وهي أنه ذو أنف حساس، وحاسة شم خارقة، تستطيع تمييز آلاف الروائح بسهولة. وبعد انتقاله للعمل في مصبغة للجلود تتطور موهبته لتتحول إلى مشروعٍ مرعبٍ يتمثل في رغبته امتلاك الرحيق الإنساني الذي تعبق به أجساد العذارى الجميلات. فيبدأ محاولاته لتحقيق هدفه، وتطبيق معاييره الجمالية، ولا يتورع في سبيل ذلك عن ارتكاب الجرائم البشعة. ثم يلتقي بصانع العطور الإيطالي (بالديني)، فيتفق الاثنان على صفقة غريبة، أن يصنع (غرنوي) عطوراً جميلة تنقذ تجارة (بالديني)، بشرط أن يقوم الإيطالي البائس بإرشاد (غرنوي) إلى الطريقة التي يستطيع من خلالها امتلاك رائحة (الجمال المطلق) إلى الأبد. وهكذا تتحول الرواية إلى ملاحقةٍ حثيثةٍ للجمال وسط ركام من القذارة والدماء.


بعد هذا التلخيص الشيق..خطفت برجلي -اثناء سفري الخاطف-
لاحدى المكتبات خصيصا لابحث عن الروايه..
فاقتنيتها..بل وبدأت في قرائتها..

بشائر
10-05-2015, 02:51 PM
الجمال مسأله نسبية لا يتفق معها الجميع ولا يختلف .
الجمال لا يرتبط بالتكاليف والرفاهية بل هو بالذوق والأحساس .
وبما أن النسق العام قد اتجه إلى الحديث عن أرتباط الجمال بالرائحة .
فإن الرائحه الطيبة الجميله الذكية مفتاح من مفاتيح الجمال .
الجمال ايضا في كيف تتصرف المرأة وليس كيف تتجمل .




رد رااائع جدا من اختنا ريم الشمال ..
وما ظللته بالأحمر هو تماما ما أتفق به معك عزيزتي ..
فالجمال نسبي يختلف من شخص لآخر ..

كما أنه وكما تفضلتي مجرد (مفتاح) من مفاتيح الجمال وليس هو مفتاح الجمال الأوحد لذلك فهو ليس ( موطن للجمال ) ..

حقيقة موضوع في قمة الروعة والجمال اختيار موفق جدا .. والمشاركين في هذا الموضوع في قمة الرقي
والثقافة .. نخبة مميزة من الأقلام اجتمعت هنا .. بارك الله فيكم .

عابر سبيل
11-05-2015, 08:38 AM
التحية للجميع..
و اعذروني لاني و لاسباب السفر فيما مضى من ايام و لاسباب فنية
لم اتمكن من اقتباس الردود و التعقيب عليها..

لكني..اجد ان الافكار واضحة..و لا داعي لتطويل السرد فيها..
و انا مستمتع-كما اسلفت- بالاختلاف لانه يضعنا جميعا
امام حقيقة و مدى "التعقيد" الذي يكتنف هذه القضية..

احب ان اعيد للاذهان..ما دعوت لقرائته مسبقا حول مبدأ ال "بارادايم شفت/paradigm shift"
و الذي تكفلت الاخت الكريمة بمدادها و دعهما اللامحدود/ مستوى الدعم
بجلب ما يروي الغليل حوله في بداية النقاش..

عليه..فانا -فقط- ادعوا من يختلف معي
لان يقرأ كلامي حول المبدأ الذي اعتمدته للخلوص الى ان "الرائحة"
هي موطن الجمال...باستحضار مبدأ البرادايم شفت..

كما اني اود ان اوضح انني ما عنيت و لا ادعيت في كل سياق وتفاصيل عرضي
أني اعني بانه "المصدر" او العنصر " الأوحد" للجمال..

ما عنيته بانه "موطن" الجمال..
هو انه كالأساس..كأوطاننا الواقعية..

فالوطن/الموطن..
يضم و يحوي و يحمل فوقه كل "مُواطِن"..
سواء مواطنين للدول..

او "مَوَاطن" للجمال..
و التي هي كل ما تفضل به الاخوة و الاخوات..
من عناصر لا نختلف على انها منابع او مصبات "اضافية"
للجمال و بها تزداد درجة التنعم و الرضى..لكن بدون "موطن" الجمال
فانها اقرب "للسراب" الذي لا يلبث ان يختفي!


و انا وضعت قاعدة توضح بجلاء مبدأي..
و هي التعرف على "الشيء" او قوته..
من خلال نقيضه..

ثم صغتها لكم بشكل معادلة "رياضية" ..

حتى تسهل على كل من لا يحب الاسترسال في القراءة و تفحص الكلام في السطور الطوال..
و الذي يستلزم على قارئها "فتح" آفاق خياله و الغوص في بحور من الافكار "مترامية" الاطراف
و ليست المحصورة فيما اوردناه من امثلة بسيطة في سياق العرض لهذه المحاولة لاعادة "تأصيل" مبادئ "الجمال" و اسسه و تحديد مكامنه..

و التي اصر بعد كل هذا التفكير الذي اخذ مني "سنوات" قبل طرحي هذا..
بانه "الرائحة"..و كل ما عداه من عناصر "حسية" هي تبع لهذا "الأساس" او الموطن او الارض!

*
*
،،
عليه...اجد ان الموضوع قد "نضج" بفضل الله اولا
ثم بجهود كل المشاركات و الاثراءات التي نراها امامنا..

بل انني اشعر..اواتمنى..ان يكون هذا النقاش او المتصفح..
مستمرا و متاحا ومتجددا..
بكل ما يمكن اضافته من محاور و افكار و مقولات و منقولات...
مما تختارونه ايتها الاخوات و الاخوة الافاضل..

عابر سبيل
11-05-2015, 08:50 AM
من رواية "العطر: قصة قاتل"..ص 16-17
بعد ان تجادل القسيس مع المرضعة التي كلفتها الكنيسة لارضاع "الطفل/ بطل القصة حول ادعائها ان كان الطفل اللقيط ابن الشيطان ام لا
و الذي اتخذته سببا لرغبتها بارجاعه (لانه طفل ليس له رائحة)..بل و عدم قبولها بعرض القسيس بزيادة البدل المالي المخصص لذلك:
"
...أرجع تيرير(القسيس) ذراعه خلف ظهره.. وقال راضيا:
آه، اذاً انتهينا من حكاية الشيطان. لكن قولي لي من فضلك كيف هي رائحة الرضيع إذا كانت له رائحة بحسب زعمك؟ ها؟
قالت المرضع: له رائحة طيبة!
فصرخ فيها تيرير: و ما معنى طيبة؟ للكثير من الأشياء رائحة طيبة!!!..
باقة الخزامى لها رائحة طيبة!
مرق اللحم له رائحة طيبة!!،
الحدائق لها رائحة طيبة..أريد أن اعرف كيف تكون رائحة الرضيع؟؟

ترددت المرضع، فقد كانت تعرف كيف هي رائحة الرضيع،
كانت تعرف بكل تأكيد، فقد أرضعت العشرات منهم، اعتنت بهم، هزت مهودهم، قبلتهم..
كان بوسعها أن تجدهم في الظلام بأنفها، كانت رائحة الرضيع في انفها الآن أيضا، بيد انها لم تصفها قط بالكلمات.!

ها! (عوى في وجهها تيرير، و طقطق أصابعه بنفاد صبر..)

بدأت المرضع متباطئة:
إذا ليس من السهل ان أقول، لأن..لأنه ليس لهم الرائحة نفسها في كل موضع، مع ان رائحتهم طيبة في كل المواضع.

ابونا، اتوسل إليككم افهموني، مثلا لأقدامهم رائحة الحجر الأملس الساخن، لا لا، رائحة الزبادي..أو، مثل رائحة الزبدة، مثل الزبدة الطازجة. نعم بالضبط لهم رائحة الزبدة الطازجة.
و لأجسامهم رائحة مثل رائحة المعجنات المنقوعة في الحليب، و لرؤوسهم، هنا فوق، خلف الرأس، أينما يكون الشعر دوامة هنا،
انظر ابونا، هنا، ليس لديكم شعر..، و نقرت على صلعة تيرير وهو مسلوب الإرادة لبرهة في هذا الفيض من التفاصيل خافضا رأسه طواعية:. هنا هنا بالضبط، تكون رائحتهم أطيب رائحة. هنا تطلع منهم رائحة الكراميلا، رائحة حلوة، رائحة عظيمة، أبونا، لا يمكنك تتصورها. إذا شم احد رائحتهم هنا سيحبهم، سواء أكانوا اطفاله أم أطفال الغرباء.
و يجب أن يكون للأطفال الصغار مثل هذه الرائحة و لا غيرها. و إذا لم تكن لهم هذه الرائحة هنا فوق، اذا كانت رائحتهم هنا مثل رائحة الهواء البارد أو اقل، مثل هذا، ابن الحرام(تعني لطفل بطل القصة)، فإنهم...انتم تستطيعون تفسير هذا الشيء كما تحبون..الخ الخ..أما أنا "جان بوسي" لن أستلم هذا الشيء هنا ابدا ( و هي تنظر لسلة الطفل كأنها تنظر لسلة تحوي ضفادع)!!
"

الزعفراني
11-05-2015, 08:51 AM
مررت من هنا :)

مهرة
11-05-2015, 03:00 PM
..

إذاً الجمال بالنسبة لبعضكم هو جمال (الرائحة) بمعناة طيب الذكر من يخلف ورائه رائحه طيبه بأدبه وأخلاقه وإسلوبه وطريقة حواره وذو شخصية محبوبه بغض النظر عن جمال تقاسيم وجهه وهل يقاس على حسب معايير الجمال العالمي أم لا .,

ولكن العين البشرية على فطرتها تفضل وتتراقص طرباً ونظراً لرؤية كل شي جميل من حولها وياحبذا لو اشتهت كل مايخطر ببالها ويأتيها بكامل تفاصيلة الدقيقة وعلى أعلى قمم الجمال بلمح البصر ..!

نستطيع أن نجعل كل ماهو حولنا جميل نستطيع أن نصنع الجمال بأي مجال نستطيع نخلد الجمال بقلب أي إنسان فكل شي نستطيع أن نضع فيه كفه الجمال فتميل بكل نجاح ساحق ومنقطع النظير ., فالأنسان جمال بما فيه من أحزان ومشاعر وذكريات وأمنيات وضحكات وحتى في بعض الهذيان جمال .! الجمال بصري وحسي ولفظي وطاااااقة إيجابية كامنة كانت أم منطلقة.

:rolleyes2: حتى إجتماعات العمل فيها نسبة جمال .! لي عودة بإذن الله

imation
11-05-2015, 10:38 PM
التحية للجميع..
و اعذروني لاني و لاسباب السفر فيما مضى من ايام و لاسباب فنية
لم اتمكن من اقتباس الردود و التعقيب عليها..

لكني..اجد ان الافكار واضحة..و لا داعي لتطويل السرد فيها..
و انا مستمتع-كما اسلفت- بالاختلاف لانه يضعنا جميعا
امام حقيقة و مدى "التعقيد" الذي يكتنف هذه القضية..

احب ان اعيد للاذهان..ما دعوت لقرائته مسبقا حول مبدأ ال "بارادايم شفت/paradigm shift"
و الذي تكفلت الاخت الكريمة بمدادها و دعهما اللامحدود/ مستوى الدعم
بجلب ما يروي الغليل حوله في بداية النقاش..

عليه..فانا -فقط- ادعوا من يختلف معي
لان يقرأ كلامي حول المبدأ الذي اعتمدته للخلوص الى ان "الرائحة"
هي موطن الجمال...باستحضار مبدأ البرادايم شفت..

كما اني اود ان اوضح انني ما عنيت و لا ادعيت في كل سياق وتفاصيل عرضي
أني اعني بانه "المصدر" او العنصر " الأوحد" للجمال..

ما عنيته بانه "موطن" الجمال..
هو انه كالأساس..كأوطاننا الواقعية..

فالوطن/الموطن..
يضم و يحوي و يحمل فوقه كل "مُواطِن"..
سواء مواطنين للدول..

او "مَوَاطن" للجمال..
و التي هي كل ما تفضل به الاخوة و الاخوات..
من عناصر لا نختلف على انها منابع او مصبات "اضافية"
للجمال و بها تزداد درجة التنعم و الرضى..لكن بدون "موطن" الجمال
فانها اقرب "للسراب" الذي لا يلبث ان يختفي!


و انا وضعت قاعدة توضح بجلاء مبدأي..
و هي التعرف على "الشيء" او قوته..
من خلال نقيضه..

ثم صغتها لكم بشكل معادلة "رياضية" ..

حتى تسهل على كل من لا يحب الاسترسال في القراءة و تفحص الكلام في السطور الطوال..
و الذي يستلزم على قارئها "فتح" آفاق خياله و الغوص في بحور من الافكار "مترامية" الاطراف
و ليست المحصورة فيما اوردناه من امثلة بسيطة في سياق العرض لهذه المحاولة لاعادة "تأصيل" مبادئ "الجمال" و اسسه و تحديد مكامنه..

و التي اصر بعد كل هذا التفكير الذي اخذ مني "سنوات" قبل طرحي هذا..
بانه "الرائحة"..و كل ما عداه من عناصر "حسية" هي تبع لهذا "الأساس" او الموطن او الارض!

*
*
،،
عليه...اجد ان الموضوع قد "نضج" بفضل الله اولا
ثم بجهود كل المشاركات و الاثراءات التي نراها امامنا..

بل انني اشعر..اواتمنى..ان يكون هذا النقاش او المتصفح..
مستمرا و متاحا ومتجددا..
بكل ما يمكن اضافته من محاور و افكار و مقولات و منقولات...
مما تختارونه ايتها الاخوات و الاخوة الافاضل..

,




اخي الكريم عابر سبيل,

لعلك لم تضع في الحسبان , اثناء مداولاتك , هذا الحديث القدسي :

( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ

وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثُ وَلَا يَصْخَبُ

فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ

وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ

لِلصَّائِمِ فَرِحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) . رواه البخاري.


او لعلك لم تعرج على تفسير هذه الآية :

" وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ

وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ"

(الأعراف , 142)

والله تعالى اعلى وأعلم




,

عابر سبيل
12-05-2015, 09:27 AM
**احاول ان اقتبس مداخلتيك الاخيرة و التي قبلها..و لكن للاسف لم انجح-لاسباب اجهلها- الا في اقتباس هذه**



,




اخي الكريم عابر سبيل,

لعلك لم تضع في الحسبان , اثناء مداولاتك , هذا الحديث القدسي :

( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ

وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثُ وَلَا يَصْخَبُ

فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ

وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ

لِلصَّائِمِ فَرِحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) . رواه البخاري.







,

اما هذا الحديث، فقد كان من ضمن الاستدلالات التي عزمت على ايرادها
في مداخلتي التي سقت فيها عدد من الاحاديث النبوية..
و لكني سهوت اثناء الكتابة عنه..

فجزاك الله خيرا على تذكيرنا به..
فهو حديث "عظيم" يمكن لمن هو في موقفي الاستناد على فحواه
و الاستدلال به ...

و اضف لذلك..احاديث "رائحة دم الشهيد"


قال رَسُول اللَّهِ : (ما من مكلوم يكلم في سبيل اللَّه إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى؛ اللون لون دم والريح ريح مسك) مُتَّفّقٌ عَلَيهِ.

1296- وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (من قاتل في سبيل اللَّه من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن جرح جرحاً في سبيل اللَّه أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت؛ لونها الزعفران وريحها كالمسك) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.


اما الاية التي تأخذنا اليها بعد ذلك..
فحقيقة لا اخفيك اني لم ادرك مرادك بها..

و اخيرا..ربطك "العجيب" للسحر و الجمال" في مداخلتك التي سبقت هذه
فكان بودي انك انت تكمل لنا انت هذا المحور...

فانا عندما قرأت مداخلتك...تذكرت اصطلاحا كثيرا ما نسمع او احيانا نردده
"سحَره جماله(ـا).."
شيئا كان او مخلوقا!

فالجمال يسحر ايضا...

لذا..فهو امر"خطير" و من المهم فهمه و سبر اغواره و الوقوف على
عتبة مدخله..

و هذا ما اسعى له حاثا التفكير منذ سنوات عدة!



كما قلت بالامس..
اتمنى ان لا تقف المحاور عند هذا..
بل اتمنى عليك و البقية..ان تطرحوا و تُتموا
كل ما تظنون انه مكمل و متمم و مفيد..لمبحثنا هنا

فلا تتردد اخي/ imation
في العودة مجددا والابحار بنا في "عمق" محاورك الفريدة

مستوى الدعم
12-05-2015, 09:42 AM
كما قلت بالامس..
اتمنى ان لا تقف المحاور عند هذا..
بل اتمنى عليك و البقية..ان تطرحوا و تُتموا
كل ما تظنون انه مكمل و متمم و مفيد..لمبحثنا هنا

فلا تتردد اخي/ imation
في العودة مجددا والابحار بنا في "عمق" محاورك الفريدة


بما أن صاحب الموضوع أذن لنا بالانتقال إلى محور آخر.. ها أنا أفتح محوراً عن سبب تفضيل الناس لصفات جمالية معينة
استقيته من كتاب ابن حزم الأندلسي " طوق الحمامة في الألفة والألاف" حيث ذكر شيئاً لطيفاً عن ذلك فيما نسخت لكم أدناه:


باب من أحب صفةً لم يستحسن بعدها
غيرها مما يخالفها

واعلم — أعزَّك الله — أن للحُب حكمًا على النفوس ماضيًا، وسلطانًا قاضيًا، وأمرًا لا
يخالف، وحدٍّا لا يُعصى، وملكًا لا يُتعدَّى، وطاعةً لا تُصرف، ونفاذًا لا يُرد؛ وأنه ينقض
الِمرَر، ويَحُلُّ المُبرَم، ويُحلِّل الجامد، ويُخِلُّ الثابت، ويَحِلُّ الشغافَ، ويُحِلُّ الممنوع. ولقد
شاهدت كثيرًا من الناس لا يُتَّهمون في تمييزهم، ولا يُخاف عليهم سقوط في معرفتهم،
ولا اختلال بحُسن اختيارهم، ولا تَقصير في حَدْسهم، قد وصفوا أحبابًا لهم في بعض
صفاتهم بما ليس بمُستحسن عند الناس، ولا يُرضى في الجمال، فصارت هِجِّيراهم،
وعُرضة لأهوائهم، ومنتهى استحسانهم. ثم مضى أولئك إمَّا بسلوٍّ أو بَيْن أو هجر، أو
بعض عوارض الحب، وما فارقهم استحسان تلك الصفات ولا بان عنهم تفضيلُها على ما
هو أفضل منها في الخليقة، ولا مالوا إلى سواها، بل صارت تلك الصفات المُستجادة عند
الناس مهجورةً عندهم، وساقطةً لديهم إلى أن فارقوا الدنيا وانقضت أعمارهم، حنينًا
منهم إلى مَن فقدوه، وألفة لمن صحبوه.

وما أقول إن ذلك كان تصنُّعًا، لكن طبعًا حقيقيٍّا واختيارًا لا دَخَل فيه، ولا يرون
سواه، ولا يقولون في طيِّ عَقْدهم بغيره. وإني لأعرف من كان في جِيد حبيبه بعضُ
الوقص فما استحسن أغيد ولا غيداء بعد ذلك، وأعرف من كان أولَ علاقته بجارية
مائلة إلى القِصَر فما أحبَّ طويلةً بعد هذا، وأعرف أيضًا من هوَى جاريةً في فمها فَوَه
لطيف، فلقد كان يتقذَّر كل فم صغير ويذُمُّه ويكرهه الكراهية الصحيحة. وما أصف
عن مَنقوصي الحظُوظ في العلم والأدب، لكن عن أوفر الناس قسطًا في الإدراك، وأحقهم
باسم الفهم والدِّراية.

وعنِّي أخبرك أني أحببتُ في صباي جاريةً لي شقراء الشعر، فما استحسنتُ من ذلك
الوقت سوداء الشعر، ولو أنه على الشمس أو على صورة الحسن نفسه. وإني لأجد هذا
في أصل تركيبي من ذلك الوقت، لا تُؤاتيني نفسي على سواه، ولا تحب غيره البتة. وهذا
العارض بعينه عَرض لأبي — رضي الله عنه — وعلى ذلك جرى إلى أن وافاه أجلُه.

وأما جماعة خلفاء بني مروان — رحمهم الله — ولا سيما ولدُ الناصر منهم، فكلهم
مجبولون على تفضيل الشقرة، لا يختلف في ذلك منهم مختلف، وقد رأيناهم ورأينا من
رآهم من لَدُن دولة الناصر إلى الآن فما منهم إلا أشقر؛ نزاعًا إلى أمهاتهم، حتى قد صار
ذلك فيهم خِلقة، حاشَى سليمان الظافر — رحمه الله — فإني رأيته أسود اللمَّة واللحية.
وأما الناصر والحكم المُستنصر— رضي الله عنهما — فحدثني الوزير أبي — رحمه الله —
وغيره أنهما كانا أشقرَين أشهلين، وكذلك هشام المؤيَّد، ومحمد المهدي، وعبد
الرحمن المرتضى— رحمهم الله — فإني قد رأيتهم مرارًا، ودخلت عليهم فرأيتهم شُقرًا
شُهلًا، وهكذا أولادهم وإخوتهم وجميع أقاربهم، فلا أدري أذلك استحسان مركَّب في
جميعهم أم لرواية كانت عند أسلافهم في ذلك فجروا عليها. وهذا ظاهر في شعر عبد الملك
بن مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن أمير المؤمنين الناصر، وهو المعروف بالطليق،
وكان أشعر أهل الأندلس في زمانهم، وأكثر تغزله فبالشُّقر، وقد رأيته وجالسته.

وليس العجب فيمن أحبَّ قبيحًا ثم لم يَصحبه ذلك في سواه، فقد وقع من ذلك،
ولا فيمن طُبع مذ كان على تفضيل الأدنى، ولكن فيمن كان ينظُر بعين الحقيقة ثم
غَلب عليه هوًى عارضٌ بعد طول بقائه في الجماعة، فأحاله عما عهدتْه نفسُه حوالةً
صارت له طبعًا، وذهب طبعه الأول وهو يعرف فضل ما كان عليه أوَّلًا، فإذا رجع إلى
نفسه وجدها تأبَى إلا الأدنى، فأعجب لهذا التغلب الشديد والتسلط العظيم، وهو أصدق
المحبة حقٍّا، لا من يتحلَّى بشِيَم قوم ليس منهم، ويدَّعي غريزةً لا تقبله، فيزعم أنه يتخيَّر
من يحب. أما لو شغل الحب بصيرته وأطاح فكرته وأجحف بتمييزه؛ لحال بينه وبين
التخيُّل والارتياد.

غايه الطواش
12-05-2015, 11:47 AM
مستمتعه جدا بالحوار
وخاصه اني متهتمه اني ذوقي مب حلو في اختيار الجمال الشكلي :)

عابر سبيل
12-05-2015, 01:43 PM
اعود معكم مجددا لاولى مشاركات الاخ/ imation
و هي التي تحمل الرقم (15) في سلسلة الردود..

و لنقف عند التأصيل الغوي...الذي "أجْمَله" الاخ/ imation هناك
بشيء من التفصيل

فكلمة "جمال" مأخوذة من الجذر "جمل"!!

"
جمل (مقاييس اللغة)

الجيم والميم واللام أصلان:
أحدهما تجمُّع وعِظَم الخَلْق،
والآخر حُسْنٌ.

فالأوّل قولك أجْمَلْتُ الشّيءَ، وهذه جُمْلة الشّيء.
وأجمَلْتُه حصّلته.
وقال الله تعالى: وقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً [الفرقان 32].ويجوز أنْ يكون الجَمَل من هذا؛ لعِظَم خَلْقه.
والجُمَّل: حَبْل غَليظ، وهو من هذا أيضاً.
ويقال أجْمَلَ القومُ كثُرت جمالُهم.

والجُمَاليّ الرّجُل العظيم الخَلْق، كأنه شُبِّه بالجمل؛ وكذلك ناقةٌ جُمَالِيَّة. قال الفراء: جِمَالاَتٌ جمع جَمَل
.
والجِمَالات ما جمع من الحِبال والقُلُوس.

والأصل الآخر الجَمَال، وهو ضدُّ القبح.<<<paradigm shift!!!

ورجلٌ جميل وجُمال. قال ابن قتيبة: أصله من الجَمِيل وهو وَدَك الشَّحمِ المُذابِ.
يراد أنَّ ماءَ السِّمَنِ يجري في وجهه.

ويقال جَمَالَكَ أن تفَعَلَ كذا، أي اجْمُل ولا تَفْعَلْه. قال أبو ذؤيب:
جَمَالَكَ أيُّها القلبُ الجريحُ ستَلْقَى مَنْ تُحبُّ فتستريحُ

وقالت امرأةٌ لابنتها: "لا تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي" أي كُلِي الجميلَ -وهو الذي ذكرناه من الشَّحم المذاب- واشربي العُفَافَة، وهي البقية من اللبن.

و من القاموس المحيط

والجَمالُ: الحُسْنُ في الخُلُقِ والخَلْقِ،
جَمُلَ، ككرُمَ، فهو جَميلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ.
والجَمْلاءُ: الجميلةُ، والتامَّةُ الجِسْمِ من كُلِّ حيوانٍ.

و في الصحاح

والجُمَّالُ بالضم والتشديد: أَجْمَلُ مِنَ الجَميلِ

و اختار قريبا منه (لسان العرب)
والجَمَال مصدر الجَمِيل، والفعل جَمُل.


وفي الحديث: لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر، ويروى جُمَيْلهم، على التصغير، يريد صاحبهم؛
قال ابن الأَثير: هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى، وأَن قومه لم يُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه؛
ويروى: لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر، فاستعار البعير والجَمَل للصاحب.

وفي حديث عائشة: وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي؟ تريد زوجها أَي أَحبسه:eek5: عن إِتيان النساء غيري،
فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة!!

والتَّجَمُّل: تَكَلُّف الجَمِيل

جَمُلَ الرجلُ بالضم جَمالاً فهو جميلٌ، والمرأةُ جميلةٌ وجَمْلاءُ أيضاً،

و اخيرا

وجامَلَهُ: لم يُصْفِه الإِخاءَ بل ماسَحَه بالجَميلِ، أو أحْسَنَ عِشْرَتَهُ

راجي الْعفو
12-05-2015, 01:46 PM
ما هذه المصيبة التي ( بققت ) عيناك بجانبها يا ذا الجمال !

عابر سبيل
12-05-2015, 01:52 PM
ما هذه المصيبة التي ( بققت ) عيناك بجانبها يا ذا الجمال !


الحين..خليت شي و سبعين مشاركة..
و كل مداخلة..ما شاء الله..
اطول أو اجمل (اوكلاهما) من الاخرى..
و (بققت) عينك على الشكل اللي (مبقق)عيونه
في ثنايا (سطر) من بين الف سطر و سطر!!

انت قول ليش توقفت فقط ههنا..

أأنت "مؤخذ" مثلنا:shy:

الحياة الخالدة
12-05-2015, 02:28 PM
الحين..خليت شي و سبعين مشاركة..
و كل مداخلة..ما شاء الله..
اطول أو اجمل (اوكلاهما) من الاخرى..
و (بققت) عينك على الشكل اللي (مبقق)عيونه
في ثنايا (سطر) من بين الف سطر و سطر!!

انت قول ليش توقفت فقط ههنا..

أأنت "مؤخذ" مثلنا:shy:

هههههههه :secret: :secret::telephone:

راجي الْعفو
12-05-2015, 02:55 PM
الحين..خليت شي و سبعين مشاركة..
و كل مداخلة..ما شاء الله..
اطول أو اجمل (اوكلاهما) من الاخرى..
و (بققت) عينك على الشكل اللي (مبقق)عيونه
في ثنايا (سطر) من بين الف سطر و سطر!!

انت قول ليش توقفت فقط ههنا..

أأنت "مؤخذ" مثلنا:shy:

قلبت المواجع يا عابر محيط !

غرّني جمال غيرة هذه المرأة أيّما إغراء

وكما لا يخفى على لُبّ صاحب القرقاشة :

فعيون العربِ لمثل هذه توّاقة !

أضْحَك الله سنّك

الموضوع كاسمه !

ريم الشمال
12-05-2015, 06:34 PM
قراءة ممتعه استاذ الكلمة الجميلة
جزاك الله خيراً بشائر على الاطراء واتمنى أن استحق ذلك .

جميل كل ما تم اضافته كم أنتم مبدعون ومتميزون في جمال اختياراتكم ومشاركتكم ودعابتكم .

اضف شيء مما قراءة عن الجمال
حقيقة الجمال في معناه العام، كل قول أو فعل أو صورة تأخذ بلب الإنسان السوي الإحساس بعد أن تنفذ إلى أعماقه وتلامس شغاف قلبه، والإحساس بالجمال والميل إليه شيء فطري ما لم تكل العين ويمرض القلب، وإلا تراءت الأشياء على غير حقيقتها على حد قول الشاعر:

ويرى الشوك فــي الــورود ويعمـى
أن يـــرى فوقهــــا النــدى إكلـيـــــلا
إن قيمة الجمال كانت موضع عناية عز نظيرها، يظهر ذلك واضحا في تأكيد النصوص الشرعية -قرآنا وسنة-

سواء تعلق الأمر بجمال الظاهر كالمأكل والمشرب والملبس والمركب والبيوت وأفنيتها، والطرق وفضاءاتها، والأكوان وبهائها، أو جمال الباطن المتمثل في تطهير القلوب من الشرك، والتحلي بمكارم الأخلاق من حياء وصدق وأمانة وبر وإحسان وغيرها

تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون –أو بضع وستون- شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"؛
لكون نظافة الطريق أبهج لنفوس السالكين، وأنقى للنسيم، ووسيلة للوقاية من انتشار الأوبئة، كما أرشد الرسول الأكرم إلى الجزاء الذي أعده الله لمن يتمتع بالحس الجمالي قائلا: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له".

وكل ذلك مستمد من شيوع قيم الجمال المترسخة في الحياة الثقافية للمجتمع الإسلامي، والمنبثقة من جمال الطبيعة التي أبدعها الباري عز وجل على غير مثال، والتي يعيش الإنسان بين أحضانها ويقلب نظره بين آياته فيها في كل لحظة من اليوم والليلة،
حيث قال عز من قائل: "بديع السماوات والاَرض" [سورة البقرة، جزء من الآية: 117].

وقال سبحانه واصفا جمال الأرض مخصصا: "اِنا جعلنا ما على الاَرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا" [سورة الكهف، الآية: 7]،
كما قال –أيضا- في وصف جمال السماء: "ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين" [سورة الحجر، الآية: 16]،

وهكذا لم يترك التصوير القرآني مظهرا من مظاهر الجمال الظاهر والباطن إلا صوره في أجمل صورة، وأبرزه في أبهى حلة.

عابر سبيل
13-05-2015, 08:59 AM
إلى ذلك الذي أدعي انه يُهمّه أمري..
لغيرك لن اشتكي همي..
يا من يهمني أمره..
كما يهمه.. أمري
،،


^
^
v
v
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه
ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ
المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم
مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والْهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه
وانْسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
***

يا من أتانا بالسلام مبشراً
هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ
علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى
سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ
هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ
وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
وإذا وقفتَ على المنابر
أوشكتْ أخشابها للزهوِ أن تتكلما

*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
13-05-2015, 09:09 AM
مقدمة في فن التذوق الجمالي الإسلامي



تخنقنا زحمة الحياة، وتُلهينا متاهة مشاغلها الكثيرة، ودوَّامة همومها الصغيرة والكبيرة، فيتسلَّل الحزن -بلا استئذان- ضيفًا ثقيلاً على قلوبنا المُنهكة، ويحاصر القلق رؤوسنا المُثقلة، فيقل إحساسنا وتنعُّمنا بالجمال الكامن، الذي أبدعه الله -جلَّت قُدرته- وأوْدعه في المخلوقات التي تُحيط بنا، ونشاهدها صباحًا ومساءً.



لا تُعد هذه الظاهرة أمرًا مُقلقًا إذا كانت حالة عارضة استثنائية ومحدودة، ولكنها بلا شكٍّ تُصبح ظاهرة ضارَّة بالصحة النفسية والجسدية، إذا طال أمدُها واعتادها أصحابُها؛ لأنها تُولِّد الكآبة في النفس، وتخطُّ خطوط الحزن مُبعثرة على وجه الحياة.



إن من نِعَم الله -سبحانه- التي نَغفل عنها أنه أضفى الكثير من الجمال على مخلوقاته، ووزَّعها بحكمته؛ لتحيط الإنسان وتُرافقه في كل مكان وزمانٍ بصورها المختلفة؛ ليتأمَّلها، وينعمَ بها، فينشرحَ صدره، وتهْدَأ رُوحه، وترتاح نفسه.



إن تأمُّل الجمال -ليس كما يظن الكثير منا- أمرًا طبيعيًّا وعفويًّا، بل هو عادة حميدة ينبغي تعلُّمها وتعليمها بطُرق مُمنهجة ومدروسة، ومراعاتها وصَقْلها، وفي بعض الدول يَحرص المربون على غرْس بذور هذه العادة الجميلة في سنِّ الطفولة المبكرة، وتعليم الأطفال مهارةَ التأمُّل والتذوق الجمالي، وكما تُخصِّص المعاهد الفنية الراقية لطُلابها ومُنتسبيها موادًا علمية تطبيقية، ترتقي بحِسِّهم الفني، وتُثري فَهمهم وتَثمينهم للأعمال الفنية المتنوعة، ولعل هذه المعلومة تُزيل تعجُّب بعضنا، وسخرية الآخرين من مرأى بعض الزائرين للمعارض الفنية، وطول مُكثهم وتأمُّلهم العميق للوحة فنية.



إن الفن بصُوَره المختلفة مرآة تعكس بعضًا من خلجات الرُّوح وألوان المشاعر، وتأمُّل الفن شبيه بتلك التموُّجات البديعة والانعكاسات الرائعة على صفحة الماء، وما الفن إلا رسالة من المؤلف إلى الناظر والمتأمِّل، تزداد بهاءً وتتعدَّد زواياها الجمالية بالمزيد من التأمل العميق، والحِسِّ الرقيق والتذوق اللطيف.



ما أجملها وما أعجبها من رسالة رقيقة، تَفتح نافذة إلى عالم التأمل الواسع، الذي لا يعرف الحدود ولا يُقِرُّ بها! وكم من تأمُّل فاق في جماله ورِقَّته وعذوبته جمالَ الصورة الأصلية، والفضل لمن قدَح زناد التأمُّل، وأجهد نفسه، ورسَم لنا أو نحَت، أو ألَّف أو صنَع بعضًا من نزف رُوحه ومكنون وِجدانه.



إن تأمُّل الجمال حسًّا ومعنًى، ليس أمرًا دخيلاً على حضارتنا الإسلامية؛ فهو من أصول هذا الدين الحق، وكتاب ربِّنا -عز وجل- مملوء بالحث على التعبُّد بالتأمل والنظر: أفلا ينظرون، أفلا يتفكرون، وزينة، وجمالاً حين تُريحون، وفي سُنة المصطفى -عليه أفضل الصلاة وأعطر السلام-: ((إن الله جميل يحب الجمال، وحُبِّب إليّ من دنياكم الطِّيب والنساء، وجُعلت قُرَّة عيني في الصلاة، زيِّنوا القرآن بأصواتكم)).



وعائشة أم المؤمنين تتَّكئ على الرسول الأعظم، وهي تشاهد عرضًا عسكريًّا فنيًّا للأحباش يُقام داخل المسجد، نعم داخل المسجد! وأحسنُكم أحاسنكم أخلاقًا.



ارتقى الإسلام بالتأمل الجمالي، فلم يجعل التأمُّل غاية ومطلبًا في ذاته، بل زاده شرفًا حين جعله وسيلة لأعظم غاية وأشرف مقصود، فتأمَّل جمال الصنعة الحسي والمعنوي من المنظور الإسلامي؛ ليبلغ أبهى صوره، ويَلبس أجمل حُلله، حينما يُدِلُّ صاحبه ويُذكِّره بعظَمة الصانع، ويَملأ قلب المتأمِّل توحيدًا وإجلالاً، وخضوعًا وحبًّا لمن خلَق فسوَّى وأبدع، وأحسن كل شيء خلَقه، ثم هدى، إجلال يملأ المتأمِّل حبًّا وتأدُّبًا مع الله -عز وجل- في اتِّباع ما أمَر، والبعد عما نهى عنه وزجَر، إجلالاً للمعبود يُصفي نيَّة العامل، فيتعبد الله بعمله، ويرتقي في مدارج الإتقان والإحسان.



إن للجمال ضوابطَ ومقامات ودرجات ومُفاضلات، فحب الجمال الأعلى يُبعد المؤمن عما دونه، فجمال الروح وصفاؤها ونقاؤها، مكسبٌ أعلى وأغلى من نظرة عابرة، إلى جمال لم تتوفَّر شروط حِلِّه، والكبر والمَخيلة وغَمْط الحق، قُبح لا يستقيم معه جمال، وجمال روح الصائم التقي النقي، لا يَكمُل إلا بترْك قول الزور والعمل به، وجمال الصيام والصدقة والعبادة، يزول ويَضمحل ويخبو حين يُزاحمه قُبح المعصية في قول فاحش، وإيذاء جار، وخصومة وغشٍّ وقطيعة رحِمٍ.



يا لها من عادة جميلة، ويا ليتنا نتعلمها بآدابها وضوابطها الشرعية، فهي كفيلة بأن تُنسي الإنسان بعض همومه، وتُروِّح عن قلبه، وتجعل ابتسامة الأمل والرضا تُشرق على وجهه، وحَرِيٌّ بكل إنسان -مهما ادَّعى التشاغل أو اعتذر بالمشاغل- ألا يَحرم نفسه من هذه التأملات الجميلة المُبهجة.



يا لها من حسرة، وما أعظمه من حِرمان حينما يمر أحدنا مسرعًا مشغولاً مهمومًا بجوار الزهور والزنابق الحمراء والصفراء، ولا يَلحظها ولا يكاد يراها، وهي تتراقص فوق العُشب الأخضر.



لِم لا يقف لمدة نصف دقيقة ويترجل فيها عن عجَلة الحياة اللاهثة، بل يوقف فيها العالم أجمع؛ ليتأمَّل الزهرة، ويستمع إلى نعومتها ورِقَّتها وهي تدعوه بصوت هامس أن يبتسم؟!



إن هذه التأملات المُفرحة لا تنحصر في الزهور والورود والرياحين، بل تشمل كل المخلوقات، ولكن على المرء أن يتعلَّم كيف يحرِّك ويستثير حواسَّه كلها؛ ليبحث عن الزوايا الجميلة في كل ما يُحيط به، وعندئذ سوف يُمتع ناظِرَيه بزُرقة السماء، واللون الخشبي على مكتبه، ونعومة الجلد المدبوغ في محفظة نقوده، وانعكاس الصور على زجاج سيارته، وتمايُل الاغصان، ونقوش الظلال، ورائحة القهوة، وطعم الحلوى، وبسمة صديق، وانحناءة جميلة في توقيعٍ، وصورة بلاغية ورمزية مدهشة، وضحكة بريئة، وغناء عصفور.



ابحث عن الجمال حولك، وانْعَم به في وقفات قصيرة، واهْده وانْثِره على من حولك؛ لتزور فيها بسمة الرضا والأمل نفسك المُتعبة، فتُروِّح عنها لبعض الوقت، وتُذكِّرها بأن الحياة ليست -كما نتوهَّم أحيانًا- صحراءَ جامدة قاحلة، فهي ملأى بالكثير والكثير من ينابيع السعادة وواحات الأمل، ولا يهتدي إليها إلا من تعلَّم فنَّ التأمل، واستمع إلى همسات الزهور.

المصدر لأمانة النقل...
http://www.alukah.net/social/0/44189/

saeed2005
13-05-2015, 09:40 AM
إن محبتنا للأشياء الجميلة والأمور الطيبة يجعلنا نقول : ما أجمل خلقه !

فهي تفتح السبيل أمام أذواق حب الجمال والشوق إلى الحسن لتتطلع إلى مراتب أذواق أسمى وأرفع ، وتريه هناك كنوز تلك الخزائن النفسية فيتملاها المرء في نشوة سامية عالية ، وتفتح آفاق أمام القلب ليحول نظره من آثار الصانع الجليل إلى جمال أفعاله البديعة .

محبتنا للمناظر البهيجة ولا سيما مناظر الربيع ، فحيث إنها مشاهدة لبدائع صنع الله والاطلاع عليها ، فذهاب ذلك الربيع ( مثل حب شخص لفتاة جميلة كانت زوجته منذوا الشباب حتى الشيخوخة فإن ذلك لا يذهب جمالها من مخيلة زوجها المحب ) ولا يزيل لذة المشاهدة ومتعة التفرج ، إذ يترك وراءه معانيه الجميلة .

فخيالك والزمن شبيهان بالشريط السينمائي يديمان لك لذة المشاهدة هذه ويجددان دوما تلك المعاني التي تحملها رسالة الربيع ، فلا يكون حبك إذن لذلك الجمال مؤقتا ولا مغمورا بالأسف والأسى بل صافيا خالصاً لذيذا ممتعا .

إن الله سبحانه وتعالى - بألوهيته الجليلة ورحمته الجميلة ، وربوبيته الكبيرة ، ورأفته الكريمة ، وقدرته العظيمة وحكمته اللطيفته - قد زين هذا الإنسان الصغير بحواس ومشاعر تستدل وتبحث عن الجمال ، وجمله بجوارح وأجهزة وأعضاء مختلفة ليستشعر مواطن جمال خلقه .

ومجمل القول أن حبنا للجمال وما تثير لدينا من احاسيس جميلة بالمعنى ( الحرفي ) وليس بالمعنى ( الاسمي ) أي لمعنى ما فيها وليس لذاتها .

ولا تقل لشئ : ما أجمل هذا ، بل قل : ما أجمله خلقا أو ما أجمل خلقه .

لأن اصل الجمال هو الجمال السرمدي الله سبحانه

لو تنسبين ما تنقلينه أختي لمصادره لكان أجمل وأليق ..

ريم الشمال
13-05-2015, 05:06 PM
لو تنسبين ما تنقلينه أختي لمصادره لكان أجمل وأليق ..

مصدره هو كتاب قراءة وليس موقع أو منتدى ولو على الكتاب فقد كتبت عنه منذوا فتره في المنتدى وكنت الخص واعرض تلخيصه

تفضل هذا الموضوع كان لي
http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?579676-الكلمات-كليات-رسائل-تحمل-الخطاب-للنفس


أما ما تم اقتباسه من قبلك فهو تلخيص يعود لي أنا قمت بذلك بعد قراءة الكتاب

شاكر تعليقك

عابر سبيل
14-05-2015, 09:08 AM
هل الاختلاف الذي نراه ههنا امر "مشين"!!

ان العكس..لو ما تأملنا فيما مضى و ما سيأتي هو الامر
"المعيب"!!

مّن بدأ منذ البداية..قراية او كتابة او الاثنين..
سيرى اننا كنا نقترب "ررويدا رويدا" لنقطة التصادم..
مع احترام كل واحد منا لفكر الاخر و نظرته لهذا الحقل الملغم الشائك!

هل هذا امر مقتصر علينا نحن هنا..
ام انه أعم و اشمل و ربما اكبر بكثير من محاورتنا!

لنعد اذا..لشيء من التأصيل "العلمي"..
و الذي ارى ان فيه ما "يؤيد" و يدعم..."منهجي" الذي بنيت عليه
و استخلصت منه "الموطن" الذي ادعي انه ارض الجمال و مهدها..
و التي لا تصفوا للمتأمل و المتلذذ بالجمال صافية ان افتقد (تلكُمُ) الصِفةَ
التي سبق وان حددتها..

اختلف معي من اختلف.., سكت عن مجاراتي من سكت..و عز في هذا النزال من (يؤيدني):(

و لكني..اعيد و اكرر..
الامر قد يطول الى ان يسوق الله من ينبري (علميا)
لكي يثبت (نظريتي):shy:

*
*
،،
خلونا من الكلام اعلاه..
و لنقرأ بشديد تمعّن..
ما يلي!

عابر سبيل
14-05-2015, 09:18 AM
علم الجمال



إنشاء "علم الجمال" حلم راود الكثير من الفلاسفة، وتطلع إليه كل أولئك الذين اهتموا بالدراسات الجمالية، وما زالت الجهود يتبع المتأخر منها المتقدم حيث يجتمع بعضها إلى بعض في سبيل تحقيق ذلك.




وقد وصلت القناعة لدى بعضهم إلى اعتبار ذلك واقعًا قائمًا لا مرية فيه، وأن هذا العلم قد وقف على قدميه وأخذ موقعه المناسب مع بهائه بين العلوم الأخرى. ومن ثم وضعت التعاريف له كأي علم أخذ أبعاده في ميادين الثقافة والمعرفة. ونذكر هنا على سبيل المثال تعريف "هيغل" حيث قال:

"إن علم الجمال هو فلسفة الفن الجميل، إنه فلسفة للوعي الجمالي، وفلسفة للقدرة على الإبداع الأكثر صدقًا وجمالاً، فلسفة للتذوق الأكثر قدرة على الاستيعاب"[1].




واندفع بعضهم في عقد المقارنات بين "العلم" وبين "الفن" باعتباره الميدان الفسيح لموضوع "الجمال". فهذا "هربدت ريد"[2] يقرر أنه ليس ثمة معايير للحقيقة تنطبق على العلم وحده دون الفن، لأنه إذا كان للعلم لغته القائمة على العلامات، فإن للفن لغته القائمة على الرموز[3]... ثم يقول: فأنا في النهاية لا أميز بين العلم والفن إلا باعتبارهما مناهج، هذا إلى أني أعتقد أن التناقض الذي قام بينهما في الماضي كان راجعًا إلى نظرة قاصرة محدودة إلى كل من النشاطين، إذ الحق أن الفن هو وسيلة تمثيل إحدى الحقائق، وأن العلم هو تفسير الحقيقة نفسها[4].




وقد أكد هذا الاتجاه "ريمون بايير"[5] رغم اعترافه بالصعوبات الكثيرة التي حالت دون قيام علم موضوعي للجمال - حيث رأى أن "الاستطيقا" - علم الجمال - هي أولاً "علم الكيف" في حين أن العلوم جميعًا "كمية" ثم هي مشوبة بعامل ذاتي، في حين أن العلوم جميعًا موضوعية، وهي أخيرًا ذات طابع فردي أو جزئي أو خاص، في حين أن كل علم هو بالضرورة علم بالكلي أو العام[6]. وبهذا يرى أنه وضح الأركان التي يقوم عليها هذا العلم.




وفي المقابل ذهب فريق آخر إلى نفي إمكانية قيام هذا العلم، لاختلاف بين طبيعة العلم وبين طبيعة الفن. "فالعلم ينتقل من الوقائع المادية إلى الكشف عن القوانين العامة (التجريد)، أما الفن فإنه لا يستخدم التجريد أو البرهان كمنهج ولا يخضع للفروض (الافتراض) أو التصنيف العلمي، إنه ينبع من ذاتية الفنان المتفاعلة مع الموضوع"[7].




ويستبعد "ألكسيس كاريل"[8] إمكانية تطبيق النظرة العلمية في هذا الميدان حيث يقول: تبدو الوسيلة العلمية - للنظرة الأولى - غير قابلة للتطبيق على تحليل جميع وجوه نشاطنا.. لأن فنوننا لا تفهم الأشياء التي لا أبعاد لها ولا وزن، وإنما هي تصل فقط للمناطق التي تقع في الاتساع والزمن، إنها غير قادرة على قياس الغرور والحقد والحب والجمال[9].




ويذهب "جورج سانتيانا"[10] إلى أبعد من هذا فينكر علم الجمال أصلا ًفيقول: "إنني لا أسلم - في الفلسفة - بوجود فرع خاص يمكن أن نسميه باسم (فلسفة الجمال) فإن ما اصطلحنا في العادة على تسميته باسم (فلسفة الفن) لهو - فيما يبدو لي - مجرد دراسة لفظية. مثلها في ذلك كمثل فلسفة التاريخ سواء بسواء"[11]. ثم يؤكد ذلك بقوله: إن لفظ "استطيقا" - علم الجمال - ليس إلا مجرد لفظ مائع استخدم حديثًا في الأوساط الجامعية للإشارة إلى كل ما يمس الأعمال الفنية والإحساس بالجمال[12].




تلك كانت نماذج لآراء كل من الفريقين، يمكننا بعدها أن ندلي بالملاحظات التالية:

(1) إن الفريق الأول الذي قال بإمكانية قيام هذا العلم، قصره على الفن، باعتباره ميدان الجمال، وقد صرح بذلك هيغل في كتابه "المدخل إلى علم الجمال" حيث قال: "هذا المؤلف موقوف على الاستطيقا، أي على فلسفة الجمال، على علمه، وبمزيد من الدقة، الجمال الفني حصرًا دون الجمال الطبيعي"[13] وقد أغفلوا بذلك ميدانين فسيحين للجمال هما: الطبيعة والإنسان. بل إن بعضهم قصره على بعض فروع الفن الجميل كالنحت والتصوير.. وهذا نقص كبير يسجل على هذا العلم لو وجد!




(2) إنهم - أيضًا - لم يستطيعوا فصله عن الفلسفة.. حتى عد فصلاً من فصولها. وما كان كذلك لا يسمى علمًا، طالما أنه لا يستقل بنفسه، ويذهب "أبو ريان" إلى استحالة قيام علم للجمال لا يستند إلى إطار فلسفي واضح المعالم[14].




(3) إن هذا الفريق نفسه لا تجمع بين أفراده وجهة نظر واحدة. بل كثيرًا ما يكون بعضهم على طريفي نقيض مع بعضهم الآخر، على الرغم من حصرهم "للجمال" في "الفن" وهذا ما عبر عنه الدكتور زكريا إبراهيم بقوله: ولو أننا حاولنا الآن أن نبحث السمات العامة التي تتصف بها فلسفة الفن في الفكر المعاصر، لوجدنا أنه قد يكون من العسير - إن لم نقل من المستحيل - الاهتداء إلى خصائص مشتركة تجمع بين شتى الاتجاهات المعاصرة في فلسفة الفن. والسبب في ذلك أن تعدد المذاهب الفلسفية في القرن العشرين قد عمل على اختلاف وجهات نظر الفلاسفة في الحكم على "الخبرة الجمالية" حتى لقد يبدو لأول وهلة أننا نشهد اليوم "فوضى فكرية" لا نظير لها في ميدان الدراسات الجمالية بصفة عامة وفي طريق الحكم على الفن بصفة خاصة[15]...




(4) وحتى وقتنا الحاضر فليس هناك "مصطلحات" لعلم الجمال متفق عليها. بل يكاد يكون لكل عالم مصطلحاته الخاصة. فالفن عند "كروتشه"[16] (حدس)، والعمل الفني عند هيدجر (شيء) والأعمال الفنية مجرد أشياء. والموضوع الجمالي عند "سارتر"[17] هو مجرد "متخيل" أو"لا واقعي" ونجد "التمرد" عند ألبير كامي[18]...[19].




وعدم الاتفاق على المصطلحات أمر يعيق تقدم العلم. إذ لا يستطيع المتأخر البناء والمتابعة لما أنتجه من سبقه. بل إن عدم الوضوح في هذه المصطلحات قد يجعل الفائدة قليلة من ذلك الإنتاج ويعطينا المثال على ذلك الدكتور زكريا إبراهيم لدى بحثه عن فلسفة هيدجر فيقول: نرى لزاما ًعلينا أن نشير إلى ما في هذه الفلسفة من اصطلاحات فنية دقيقة قد تعسر ترجمتها أحيانًا إلى أية لغة أجنبية، وهذا هو العائق الكبير الذي اصطدم به معظم مترجمي هيدجر[20]...




تلك بعض المآخذ على القول بإنشاء "علم للجمال" وهي مآخذ مهمة لا يمكن الإغضاء عنها وتجاوزها، وهي السبب في تضخم الموضوعات التي نسبت إلى هذا العلم بل وتورمها في بعض الأحيان، مما جعل الكثير من هذه البحوث ليست بذات جدوى.




موضوعات "علم الجمال":

على الرغم مما سبق ذكره - من استبعاد وجود علم الجمال - فإن الكتب التي ظهرت تحت هذا العنوان كثيرة جدًا، فما هي الموضوعات التي تضمنتها هذه الكتب؟ أو بتعبير أدق، ما هي الموضوعات التي يرى الراغبون في قيام هذا العلم وجودها فيه؟




إن الموضوع الأساسي لعلم الجمال؛ هو دراسة الجمال في أعمال الفن الجميل[21]. ولكن "بومجارتن"[22] أضاف إلى ذلك دراسة تكوين الذوق، وطبيعة الانفعال، والاهتمام بتحليل منطق الفن ممثلاً في طبيعة الخيال الفني[23]. وجاء "كانت" بعده فأثار من المشكلات الجمالية ما لم يكن للفلاسفة به عهد. مثل مشكلة الحكم الجمالي، ومشكلة صلة الشكل بالمضمون في العمل الفني، ومشكلة علاقة الفن بالطبيعة، ومشكلة تصنيف الفنون، ومشكلة الصلة بين الجميل والجليل[24]...




ثم اتسع نطاق هذه الموضوعات في القرن العشرين بتأثير النظريات الفلسفية "فلم يكتف الباحثون في فلسفة الفن بإعادة النظر إلى المفاهيم التي درج علماء الجمال على استخدامها مثل مفهوم "التعبير" ومفهوم "الصورة" ومفهوم "الحدس" ومفهوم الرمزية... بل حاولوا أيضًا ربط "فلسفة الفن" بمباحث أخرى مهمة مثل مبحث اللغويات العام[25]...




على أننا نستطيع أن نرجع الموضوعات التي تناولتها كتب علم الجمال إلى أصلين رئيسيين: أحدهما يتعلق بالموضوع الجمالي، والثاني يتعلق بالفنان.




(1) أما ما يتعلق بالموضوع الجمالي، فلا نجد كتابًا تناول كل ما يتعلق به، وإنما تناول كل كاتب جانبًا من الجوانب. ولعل أهم الفقرات هي:

• معنى الجمال، الجمال المجرد.

• هل الجمال هو ذات الشيء الجميل، أم هو المشاعر؟.

• جمال الطبيعة وجمال الفن.

• الشكل والمضمون.

• أسس الجمال وضوابطه.. التناظم والتناسق..

• مهمة الفن: إيقاظ المشاعر.. تهذيب الأخلاق.

• التصور الموضوعي للفن.

• الفكرة.

• خصائص اللغة الفنية.

• اللذة الجمالية واللذة الحسية.

• تصنيف الفنون الجميلة.

• علوم جمالية جديدة.. علم الجمال الاجتماعي.. علم الجمال الصناعي.

• وظيفة الفن.. ترفيهية، مثالية، تطهيرية..



(2) وأما ما يتعلق بالفنان، فمما تناولته كتب الجمال:

• شخصية الفنان وأثرها.. وضرورة الاهتمام بها؟!..

• العبقرية والإلهام.

• الخيال والواقع.

• الإبداع وكيفية حدوثه.

• التقليد والمحاكاة للطبيعة.

• الأسلوب، الطريقة، الأصالة.

• الموهبة، الذوق، الذكاء..

• الخبرة الجمالية.. في التذوق والنقد والعمل الفني.

• علاقة الفنان بالمجتمع.

• مهمة الفنان..

• الالتزام.. الفن الموجه..

• المدارس الفنية.



وهناك إضافة إلى ما سبق موضوعات تتعلق بالمشاهد (المتأمل) ومدى خبرته الفنية ومشاركته الفنان نظرته...




وكذلك فيما يتعلق بعالم الجمال ومهمته، هل هي مجرد دراسة للعمل الفني.. أم هي نقد...؟

ذلك سرد لأهم الموضوعات.. ومن خلالها يتبين لنا أن كثيرًا من العناصر حشرت وأضيفت إلى هذا الفن لمجرد شبهة العلاقة كموضوع الإبداع وكيفية حدوثه.. والإلهام والعبقرية.. كما أن موضوع الفن طغى طغيانًا تامًا على "الجمال" فتحول الحديث إلى الفن.. وترك الجمال وشأنه.




والملاحظة المهمة:

أنه وحتى وقتنا الحاضر قد سجل هذا العلم فشله في إيجاد خطة منهجية للبحث يسير الكاتب أو المؤلف من خلالها.
فنرى عناوين هذه الكتب متشابهة بل ومتطابقة بعض الأحيان.
ثم لا نجد تشابهًا في طريقة البحث، أو تناول الموضوعات.
فما يتناوله مؤلف قد لا يستوقف مؤلفًا آخر.. ويهتم بعضهم بما يهمله الآخر.


***المصدر لامانة النقل
http://www.alukah.net/culture/0/52760/

عابر سبيل
14-05-2015, 09:35 AM
الان..اولا منعا للتكرار..و لاني حقيقة لا استطيع دوما ان اقتبس مشاركات سابقة كمشاركتي بالرقم 51...

اود ممن يريد ان يعينني على هذا الامر الذي (لسنوات) محيرني و شاغل فكري..

ان يضح النص الاخير ( اعلاه) و كلامي الذي اوردته في المشاركة رقم 51..

و يصدقني القول...هل في شيء مما كتبته هناك..
اقتراب من التفوق على العيوب "المنهجية/العلمية" التي تطرق لها د.صالح الشامي
في المقال اعلاه!!


انا اعتقد في نفسي..انني بما شرحته و المبدأ الذي انتهجته ما يمكن ان يعتبر اسلوبا "علميا"..
للوصول الى نقطة (لا اختلاف) حولها..

و ان كان الاخ/ ابن التويم و الاخوات/ بشاير..و نور الحور
قد حاولوا تفنيده..

لكنهم في كلامهم..لم يقروا ابدا بان من يحب روائح (غير طيبة)
كالسيجارة اوالبنزين او او..هم مدعين بانها روائح (طيبة)..

كان الرد منهم..بان هنالك من يستسيغ و يحب و يدمن (روائح) غير طيبة..

و هذا امر لا يفند ابدا ان تلكم الروائج (غير طيبة)!!

اعيد المحاولة بجديد في محاولة للمزيد من التوضيح..

انه بالامكان لنا نحن (البشر) بل و بعض المخلوقات الاخرى ذات الارواح
ان نتفق على ان (الروائح) لها اكبر واقوى تأثير ..جاذب و منفر!!!
حتى بحضور صفات اخرى اما اجمل او اقبح!

لكن شيئا دون رائحة (طيبة) لا يمكن له ان يصمد بمفرده كعنصر (جمال)!!
حتى ة و ان لم يكن من ذوات الارواح..بل جمادا!


و اذكر بان القوة في الروائح تتضح بكل جلاء عندما تكون سلاحا للتنفير..

و هنا اسوق كلاما قرأته في اكثر من مكان..و احسب ان اكثركم يعلهه..


يُنسب لأحد الضباط (الفرنسيين) المحتلين للجزائر اثناء الاستعمار!!

اتذكرونه..اتذكرون ما ذكره بخصوص عفة (حرائر الجزائر)
اللاتي فقدن كافة الدفاعات الممكنة من رجال و سلاح و بيوت و اسوار
ضد همجية الفرنسيين الذين كانوا يحاولون العبث و الفتك بهن عبث الذئاب بحظيرة الغنم!

قال ذلكم الضابط انه (لن ينسى ابدا) عمل تلكم الجزائريات
اللاتي لم يجدن بدا من (تعفير انفسهن) بروث البقر و الحيوانات..
لكي يمنعن عنهن تلكم الذئاب (الفرنسية) التي كانت تريد اغتصابهن!!

فكان لهن ذلك ...سلاحا فعالا جدا جدا جدا!!

لنربط هذه الحادثة و هذا الكلام..
بالحديث النبوي الشريف الذي شبه فيه
(المتعطرة) في الشارع وامام الغرباء من الرجال
(بالزانية)!!

و اترك لكم..التفكر والتأمل ..منعا للاطالة..
و ايمانا بقوة قدراتكم على التخيل و الاسترتسال في الفكر..

بنت شرق
14-05-2015, 10:55 AM
صار الموضوع فلسفي ازياده عن الحد،،،والواحد حاس انه بتحنقل فيه
موطن الجمال وين ،،لازال سؤال ،،مطروح ام ،،تمت الإجابة عنه ،،ماتابعت جيدا،،
لكن بالتأكيد ،،فيه اكثر من موطن للجمال ،،قلت سابق انه الجنة لأني تصورت ان السؤال عن مطلق الجمال ،،فربطت مطلق الجمال بمطلق الراحة ،،
لكن بما أن الجمال متعددة اماكنه واشكاله ،،نتيجة لاختلاف الذائقة فبالتأكيد هناك مواطن كثيرة للجمال،،فليش نحصره بمكان ما او هيئة معينة ،،
او شخص ما ،،هذا سيتعب الاخرين الذين يشعرون بنقص جمالهم عن المعايير المحددة جسديا اجتماعيا دينيا ،،الخ
لذا ،،الجمال هو في قبول مالديك وتحسين ماتستطيع تحسينه من نقص او قصور ،،،
الإشكالية الثانية التي اراها ،،،النظر للقيم بتجرد ،،وهو ليس مبحث صدق ،، لانه الحياة تدعم الابعاد ،،في القيم ،،والمؤثرات بالقيم ،،
،،

مثال اجد أنه الجمال هو في التعبير الصادق عن التناغم مع جمال الموسيقى والالحان ،،وكثيرون يقولون لي الله يهديج ،،تقترفين اثام بالاستماع
أنا لدي حس جمالي بالموسيقى ،هل هذا الجمال محرم ،، ،،

بشائر
14-05-2015, 09:57 PM
حقيقة أهنيك على طولة بالك وصمودك لأجل توضيح وجهة نظرك ..
أقدر أقول إنه الحين وصلتني الفكرة بوضوح ..
خاصة بعد المشاركتين الأخيرتين ..
بعد التأمل بما طرحته بالمشاركة رقم 84 عدت مجددا لقراءة مشاركتك رقم 51 ..
ما أورده الدكتور صالح الشامي من آراء واختلافات حول الجمال ..
وعدت وقرأت مشاركتي رقم 58 .. وقدرت حجم البعد فيها عن المضمون..
يمكن كانت وجهة نظري قائمة على أن هناك أمور من الجمال الحقيقي لا ترتبط بالجمال الحسي لا بشكل ولا برائحة
وليس من الإنصاف جعلها بمعزل عن موطن الجمال .. كقراءة الكتب .. والشعر .. والنثر .. وكثير من الأمور المعنوية .. كم تؤثر فينا تسعدنا وتحزننا ..
وتنقلنا بروعتها من مكان لآخر .. نبحر معها في خيالنا .. ونعيش زمان ومكان نحدده ونختاره باختيارنا ما نحب قراءته .. مما لا يفهمه من لا يحب القراءة ..
فالجمال هو كل ما يعكس في النفس شعور إيجابيا طيبا يسبب لها الراحة والسعادة ..
ولكن... من المؤكد أن عنصر قوي كالرائحة ...
قادر على التشويش والحول دون وصول ذلك الشعور الجميل للنفس وإتمام تأثيره عليها ..





لكن شيئا دون رائحة (طيبة) لا يمكن له ان يصمد بمفرده كعنصر (جمال)!!
حتى ة و ان لم يكن من ذوات الارواح..بل جمادا!


..


أعترف بقوة هذه العبارة .. وأتفق معك فيها ... وأجدها زبدة الموضوع بأكمله ..
شكرا لك أخوي عابر سبيل على هذا التدرج الراقي ..
وفقك الله ..

عابر سبيل
15-05-2015, 12:55 AM
بل الشكر لكم أنتم اخت/بشاير
و كل من اهتم معنا بهذا الموضوع
سواء ممن بادر و كتب ولو تحيته او من اكتفى بالمتابعة
و التعليق من خلف الحجب!!
*
*
،،
يوريكا يوريكا
أظن أني وجدت شيئا من ضالتي فيما سأورده فيما يلي!!

عابر سبيل
15-05-2015, 12:57 AM
"
جسم كامل الطهارة، كامل النظافة.
ثياب، أنيقة جميلة.
شعر.. استوفى حقه من العناية والإكرام.
عطر يزين كل ذلك برائحته.
تلك هي معالم الهيئة التي يطلبها الإسلام.


"

للتفصيل
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
15-05-2015, 01:06 AM
من جماليات الشكل: الطيب والعطر
التشريعات الجمالية في المنهج الإسلامي

الجمال في بعض معانيه تلبية إيجابيه للحواس، تبعث على السرور والسعادة. وإذا كان المنظر الجميل تلبية لحاسة النظر، واللحن العذب تلبية لحاسة السمع، فإن لحاسة الشم جمالياتها التي تلبي بطريقة غير مسموعة أو منظورة، وما الورود والأزاهير في بعض معانيها إلا العطر الذي يلون النسيم بشذاه، فإذا هو بعضك من زهر وبعض من عبير.

تلك هي بعض مهام الطيب..

إنه للهيئة بمكان العطر من الزهرة، فالزهرة عندما تفقد أريجها تتحول إلى ورد شبه صناعي ليس فيه من معاني الورد إلا الشكل والمنظر.

وهذا بعض السر الذي يفسر لنا ذلك السلوك العظيم من الرسول الكريم، حيث تحدث عن نفسه فقال: "حبب إلي الطيب.."[1].

وذلك هو المعروف من سنته العملية صلى الله عليه وسلم.

ويكفي الطيب رفعة، أن الهدي النبوي منع الإنسان أن يرده إذا أهدي إليه.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطيب لم يرُدَّه"[2].

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من عرض عليه طيب فلا يرده، فإنه طيب الريح خفيف المحمِل"[3].

وإذا كانت الورود والرياحين هي المصدر الأول للطيب، فإنها تستحق التكريم أيضاً. قال صلى الله عليه وسلم: "من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح"[4].

قال النووي في شرح هذا الحديث: قال أهل اللغة وغريب الحديث في تفسير هذا الحديث: الريحان: هو كل نبت مشموم طيب الريح. ا. هـ.

أجل، هذا هو الصواب، فما الريحان إلا صنف من أصناف كثيرة من النباتات التي تحمل العطر إضافة إلى الورود والزهور.. فكل ما كان في معنى الريحان فله حكمه.

وفي الحديث دعوة إلى العناية بهذا النوع من النباتات، ولاستكمال بعض التفصيل لا بد من الحديث عن نقطتين:
الأولى: النظافة قبل الطيب:
قلنا إن المنهج الإسلامي في كل جمالياته يقوم على إزالة العيوب ثم السعي إلى التجمل بعد ذلك. وذاك هو المسلك في شأن الطيب أيضاً.

إن الطيب على الجسم الوسخ، وعلى الثوب القذر لا يفيد شيئاً، لأن الروائح الفاسدة ستبطل مفعوله، إذ ينتج خليط من الروائح يغلب عليه الفساد، ولذا بدأ الإسلام بطلب النظافة أولاً، والنظافة تحقق إزالة كل ما يكره من الروائح الخبيثة، وعندها سيكون للروائح الطيبة أثرها الكبير.

إن الطهارة والنظافة في سنة الإسلام أمران ملازمان للإنسان، ولهذا دعي إلى التعامل مع الطيب بشكل مستمر.

ومع ذلك، فإذا ما حدث عارض ما يبعث رائحة كريهة فينبغي التخلص منه، وهذا ما رأيناه في فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

قالت عائشة رضي الله عنها: "صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بردة سوداء، فلبسها، فلما عرق فيها وجد منها ريح الصوف فقذفها"[5].

إنه لا فائدة من استعمال الطيب، وهناك مصدراً آخر لرائحة سيئة.

الثانية: الطيب والمجتمعات:
والتصعيد الجمالي في أمر الطيب، شأنه شأن الطهارة والثياب، وكلما عظم حجم المجتمع كان الأمر أوكد.

ففي صلاة الجماعة اليومية ورد التأكيد المتتابع على الابتعاد عن كل الروائح السيئة، وتلك هي الدرجة الأولى في تحقيق الجو النظيف، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم كل من أكل ثوماً أو بصلاً عن حضور المسجد، ذلك أن هذين النوعين من الطعام مصدر ومبعث للروائح الكريهة.

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الثوم: "من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا"[6].

ويرد التعليل لهذا المنع في رواية أبي هريرة. قال صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم"[7].

وليست القضية قاصرة على الثوم، وإنما الثوم نموذج لهذه الأنواع من المأكولات.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل ثوماً أو بصلاً، فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا".

وفي رواية أخرى "من أكل البصل والثوم الكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى بما يتأذى منه بنو آدم"[8].

وتشير الرواية الثانية إلى أن الملائكة تتأذى من ذلك... وهذا تأكيد آخر للنهي.

والذي يبدو أن بعض الصحابة حمل هذا النهي على محمل استحسان البعد عن ذلك، فكأنهم لم يلتزموا بذلك، الأمر الذي احتاج إلى بيان أوضح. توضحه رواية عمر رضي الله عنه حيث قال: ".. ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحها - أي ريح البصل أو الثوم - من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع.."[9].

نستطيع القول بعد هذا: إن قضية النظافة من الروائح الكريهة من أجل حضور صلاة الجماعة في المسجد أمر واجب. وتغيب من أصاب من ذلك شيئاً أفضل من حضوره، لأنه ينفذ أمر الرسول الكريم في البعد والاعتزال.

وليس ذلك قاصراً على الأكل، بل ينبغي أن نقيس عليه كل ما يؤذي من الروائح.

إن الجزار الذي يحضر إلى المسجد بثياب مهنته ليس أقل، من حيث سوء رائحته - من الذي أكل البصل أو الثوم. وكذلك الدَّهان الذي يعمل في طلاء الجدران..

إن هؤلاء وأمثالهم ينبغي أن تكون صلاتهم في بيوتهم، إذا لم تتح لهم طبيعة عملهم تغيير ملابسهم وتنظيف أجسامهم لحضور الجماعة.

ذلك هو الحد الأدنى؛ نظافة من الروائح الكريهة في الجماعة اليومية. فإذا كانت الصلاة صلاة جمعة، أو صلاة عيد، حيث يكثر العدد، فإن المنهج يضيف إلى الأمر السابق أمراً آخر هو المطالبة باستعمال الطيب، وقد سبق ذكر بعض ذلك. والملاحظة التي تلفت النظر حقاً، أن أكثر الأحاديث التي أمرت بالغسل يوم الجمعة قد قرنت إلى ذلك الأمر بالطيب.

قال صلى الله عليه وسلم "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه" وفي رواية قال في الطيب "ولو من طيب المرأة"[10].

وشأن العيد مثل الجمعة.

والحج - بعد ذلك - هو الموسم العظيم، وعلى الرغم من أن الحج - كما سبق القول - هو مناسبة تقشف وتذلل، فإن قضية الطيب ظلت سارية على الأصل، فإنه لم يمنع إلا في حالة الإحرام، بل جاءت السنة تبين أنه لا مانع من التطيب قبل الإحرام مع بقاء أثره بعد ذلك، كما يطلب الطيب بعد الإحرام.. بهذا المسلك الفواح ينشد الإسلام ذلك الجو العطر[11].
••••

جسم كامل الطهارة، كامل النظافة.
ثياب، أنيقة جميلة.
شعر.. استوفى حقه من العناية والإكرام.
عطر يزين كل ذلك برائحته.
تلك هي معالم الهيئة التي يطلبها الإسلام.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/79793/#ixzz3a9Wt4BP2

بنت شرق
15-05-2015, 01:49 AM
،،احنا شرقنا وغربنا بالموضوع وبالآخر ،،طلع باتجاه اخر ،،،جمال الهيئة ،،الإسلامية ،،
المهم ،،اعتقد لازم نظيف الزينة ،،،وخذوا زينتكم عند كل مسجد ،،
والزينة تكمل الهيئة الجميلة والنظيفة ،،
والجسد الطاهر بدون قلب نقي لاغل فيه ولاحسد ،،،فلايعطي الجمال الكامل ،،لأنه بالدين ينظر الله عزوجل لقلوبنا لا إلى صورنا واشكالنا
ثم الحديث عن الموضوع دينيا يجب أن نتطرق إلى شيئين ،،
احدهما ،،حديث الاشعث الاغبر الذي لو اقسم على الله لابره ،،،
وحديث البذاذة من الإيمان ،،،،
وذلك لأن الدين يحث على التواضع إلى جانب الاهتمام بالجمال ،،،
والتواضع الديني هدفه ،،،حتى لايبغي بعضكم على بعض

عابر سبيل
16-05-2015, 09:48 AM
،،احنا شرقنا وغربنا بالموضوع وبالآخر ،،طلع باتجاه اخر ،،،جمال الهيئة ،،الإسلامية ،،
المهم ،،اعتقد لازم نظيف الزينة ،،،وخذوا زينتكم عند كل مسجد ،،
والزينة تكمل الهيئة الجميلة والنظيفة ،،
والجسد الطاهر بدون قلب نقي لاغل فيه ولاحسد ،،،فلايعطي الجمال الكامل ،،لأنه بالدين ينظر الله عزوجل لقلوبنا لا إلى صورنا واشكالنا
ثم الحديث عن الموضوع دينيا يجب أن نتطرق إلى شيئين ،،
احدهما ،،حديث الاشعث الاغبر الذي لو اقسم على الله لابره ،،،
وحديث البذاذة من الإيمان ،،،،
وذلك لأن الدين يحث على التواضع إلى جانب الاهتمام بالجمال ،،،
والتواضع الديني هدفه ،،،حتى لايبغي بعضكم على بعض


لا شرقنا و لا غربنا اخت/بنت شرق
إنتي سبق وان قلتي انك شفتيه من البداية ثم انقطعتي عن متابعته
ثم عدتي لآخره..
فهذا اضافة لانه أفقدك معرفة الكثير من الدرر من إضافات الإخوة والاخوات و التي حواها
النقاش..
فانه جعلك تظنين ان النقاش مشرق و مغرب (او متخبط) و هو ليس كذلك،،،،،

شاكر لك كل إضافاتك التي أسهمت منذ البداية
في دفع الحوار و تنوعه،، فان لفتتك للحديث الكريم حول البذاذة
هي اضافة قيمة جدا و معلومة شخصيا لم أكن اعرفها،،
و الرد عليها متوفر بكل وضوح و تفصيل في هذا الرابط


"
كيف الجمع بين استحباب التجمل واستحباب البذاذة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34261

عابر سبيل
16-05-2015, 10:05 AM
أعترف بقوة هذه العبارة .. وأتفق معك فيها ... وأجدها زبدة الموضوع بأكمله ..
..

"
لكن شيئا دون رائحة (طيبة) لا يمكن له ان يصمد بمفرده كعنصر (جمال)!!
حتى و ان لم يكن من ذوات الارواح..بل جمادا!
"

ان كنت قد قررت ..اخت/بشاير
ان الجملة أعلاه زبدة الموضوع او محوره الأساسي

إلا أني اجد ان نقاشنا و تحديدا دفاعي او تعليلي لصحتها
كان ناقصا فأكمله المقال المطول للاستاذ/صالح الشامي
و الذي أوردته بالمشاركة رقم 90

حيث انه بين انه "لا شيء"
مما يمكن وضعه كعنصر جمال
بما فيها "الرائحة الطيبة"
يمكن اعتباره كذلك في حضور الرائحة "غير الطيبة"

فقد كتب ذلك موضحا
"إن الطيب على الجسم الوسخ، وعلى الثوب القذر لا يفيد شيئاً، لأن الروائح الفاسدة ستبطل مفعوله، إذ ينتج خليط من الروائح يغلب عليه الفساد، ولذا بدأ الإسلام بطلب النظافة أولاً، والنظافة تحقق إزالة كل ما يكره من الروائح الخبيثة، وعندها سيكون للروائح الطيبة أثرها الكبير.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/79793/#ixzz3aHZReZ00


و هذا يعيدنا لمداخلة سابقة
في خضم المشاركات العديدة في بحر هذا الموضوع،
و التي ذكرت ان
"الماء أطيب الطيب"

اي انه اهم مصادر "الجمال" لمن قد يتفق معي جزئيا او كليا..
حول مكمن و مكان الجمال


فالجمال الحقيقي،،
أمره سهل ويسير
و كلفته غير كبيرة و لا عسيرة
وهو امر يؤجر عليه المسلم

فقط نحتاج الى paradigm shift
لنعيد البوصلة للاتجاه الصحيح
في أبحارنا نحو " موطن الجمال" الحقيقي
،،،،...،،،،؛؛

عابر سبيل
20-05-2015, 08:35 AM
في موضوع اخر..كتَبتَ صاحبة القلم المنتظر ردا على الحياة خالدة
"لا سحاب و لا مطر"..

فبحثت عن القصيدة فوجدت قائلها يقول:

الندى في وجنتك
صار عطر بلمستك
*
*
،،
محورين اساسيين يحق لكل منهما موضوع منفصل..
كنت و لا زلت اتمنى استكمالهما..من صاحبيهما
بل و من كل من هو مني ..على خوض هذه البحور.."أقدر"!

المداخلات بالأرقام
45 و 71


اما المداخلة رقم 61..
فاني سرت مع بحرها
و ابحرت في رواية "العطر" حتى اكملت الجزء الأول منها..
و هو احد 3 اجزاء تتألف منها الرواية..و هي بعدد الصفحات تعتبر نصف الرواية!

اعتقد..اني ان استطعت لملمة الافكار و الاتيان بملخص للرواية او اختصار..

فإني "اشعر" ان الرواية التي دلتنا عليها ريم الشمال
تلمس ما اورده كل من imation و مستوى الدعم
في 45 و 71!!

اتمنى ان يتحمس متحمسون اكثر.. لاقتناء و قراءة الرواية (الموسوعية)
و ان كانت الترجمته لا تتعدى صفحاتها ال300!!..

حتى نجد مجالا
ارحب للتنافس في التحليل و استخلاص
"سحر" العطر
و مدى شطط او انحراف او غواية
من يكون مما "عشق "..مسحور!
*
*
،،
نعود ل"جمال" الشعر..
اليس من السحر ان يتخيل احد هذا المشهد:

الندى في وجنتك صار
عطر بلمستك

ام ان احدا..عاش هذا واقعا؛؛؛

عابر سبيل
19-07-2015, 02:13 PM
:




اما المداخلة رقم 61..
فاني سرت مع بحرها
و ابحرت في رواية "العطر" حتى اكملت الجزء الأول منها..
و هو احد 3 اجزاء تتألف منها الرواية..و هي بعدد الصفحات تعتبر نصف الرواية!

اعتقد..اني ان استطعت لملمة الافكار و الاتيان بملخص للرواية او اختصار..

فإني "اشعر" ان الرواية التي دلتنا عليها [COLOR="#FF0000"]ريم الشمال
تلمس ما اورده كل من imation و مستوى الدعم
في 45 و 71!!

اتمنى ان يتحمس متحمسون اكثر.. لاقتناء و قراءة الرواية (الموسوعية)
و ان كانت الترجمته لا تتعدى صفحاتها ال300!!..

حتى نجد مجالا
ارحب للتنافس في التحليل و استخلاص
"سحر" العطر
و مدى شطط او انحراف او غواية
من يكون مما "عشق "..مسحور!
*
*
،،
؛؛؛


كما وعدت،
أتممت قرائة الرواية المذهلة
و اكثر من ذلك

وجدت ملخصا وافيا يكفيني عناء التلخيص
و يوفي حق الرواية بأسلوب وافٍ و كافٍ

سأضعه فيما يلي

عابر سبيل
19-07-2015, 02:18 PM
لم يترك باتريك زوسكيند عطراً ألا وحكي لنا عن مشتقاته وأصله

قراءة في رواية: عطر أو قصة قاتل
الأربعاء 14 ذو القعدة 1432هـ - 12 أكتوبر 2011م


عبدالستار ناصر
أتساءل بعد كل رواية انتهي من قراءتها (من أين وكيف تأتي أفكارها ومن أي بحر تتموج أحداثها) ؟ وأعني بذلك طبعاً الروايات الغرائبية المحشوة بالعجائب والتي تشعر بكاتبها وكأنه جاء من جرم بعيد عن الأرض كما هو الحال مع (باتريك زوسكيند) الذي أدهشني بروايته (العطر) مع أنها أول عمل إبداعي له !

هذا المبدع الألماني من مواليد 1949 لكنه كتب روايته البكر وهو في السادسة والثلاثين وأعطاها في البدء عنواناً ثانوياً هو (قصة قاتل) لكنها ترجمت إلي أكثر من عشرين لغة تحت اسم (العطر) وتسربت روائحها شرقاً وغرباً حتي حصل مؤلفها علي جائزة (غوتنبرغ) والتي تعطي للثقافة الفرانكوفونية في باريس، مما دفع بمبدعها باتريك زوسكيند إلي التفرغ نهائياً للكتابة في ساح الرواية والمسرح، علماً بأنه هو نفسه مؤلف مسرحية (عازف الكونتراباس) التي أصابت النجاح في مسارح أوروبا بعد عرضها أولاً علي مسرح (أمباخ) قرب جبال الألب مسقط رأس المؤلف .
ولعل من غرائب القول هو الاعتراف مسبقاً بأن هذا الكاتب جاء بشيء لم يطرح أبدا طوال ما فات من حياة الرواية لا سيما المضمون الغرائبي الذي لم يسبقه أحد إليه، فهي تحكي عن روائح البشر وعن تركيب العطور وصناعتها، ويمكن اعتبارها قاموساً أو أطلساً لنشوء العطور منذ القرن الثامن عشر ــ حيث تدور أحداثها ــ وحتي نهاية بطل الرواية وموته عام 1797.

ذلك يعني بالضرورة ان المؤلف عاد إلي الوراء مئتي سنة وأكثر حتي يقص علينا ما جري في باريس وأطرافها وصولاً إلي مارسيليا أيام كانت الشوارع تنضح برائحة الغائط وباحات المنازل الخلفية ترمي برائحة البول إلي مسافات بعيدة، بينما أدراج البنايات تحتك برائحة الخشب المتفسخ وروث الجرذان ــ بحسب تعبيره ــ أما مطابخ البيوت، وهذا ما كانت عليه عام 1756 فلا تشم منها غير رائحة الملفوف المتعفن وشحم الخراف، بينما تفوح رائحة الكبريت والمدابغ والمسالخ من كل جزء ومن كل ثغرة وخلف كل بيت من بيوت باريس العتيقة حتي توشك المدينة أن تكون محض مكان يغرق في مرحاض شاسع رهيب!
الرواية تحكي قصة (جان باتيست غرنوي) الذي ولدته أمه علي رصيف السمك ورمته هناك مغطّي بالحراشف دون أن تلتفت إليه، وبما أنها كررت الجريمة في أربع مرات سابقات، فقد أمرت سلطات المدينة بإعدامها تحت المقصلة ونفذ الأمر فعلاً .

وينتقل (غرنوي) من مرضعة إلي أخري، ترفضه المرضعات جميعهن بسبب امتصاصه كميات كبيرة من حليب صدورهن، حتي ينتهي به الحال إلي (مدام غايار) التي لا تفهم أبداً ما تعنيه الرحمة أو بقية التسميات التي يتعامل بها البشر أخلاقياً.
ومنذ طفولته أحس بالأشياء عن طريق الشم، كان له أنف استثنائي لا يشبه أنوف الناس، يمكنه أن يمشي في الظلمات وفي أكثر الزوايا عتمة وهو يستدل علي كل شيء عن طريق أنفه، كما أنه يعرف الروائح من مسافة تزيد علي ميل واحد، مما ساعده علي العمل في العطارة مع المستر (بالديني) أشهر عطار في باريس والذي أصبح غنياً جداً بسبب هذا الصبي الذي صنع له أجمل العطور وأكثرها سحراً، بينما هو نفسه (غرنوي) لا رائحة له ومساماته جرداء لا شيء ينبعث منها أو يشير إلي وجود إنسان (برائحة) مثل بقية البشر!

بطل الرواية أعرج وجسمه مملوء بالقروح والدمامل، لا أحد يلتفت إليه ولا يعني أي شيء، لكنه يتمكن من قتل (25) فتاة عذراء في سن الخامسة عشر دون أن يغتصبهن أو يتمتع بأجسادهن، بل يقطع حفنة من شعورهن وأجزاء من ثيابهن حتي يصنع (العطر) الذي يجعل الناس من حوله أشبه بالعبيد، بل توشك ان تغدو، أنت الذي تتعطر به، أقرب شبهاً بالآلهة، حتي إذا ما قبضوا علي (غرنوي) وأحالوه إلي القضاء، سرعان ما اعترف بجرائمه جميعها دون خوف وبلا أي إحساس بالرهبة، وعند صعوده إلي خشبة الإعدام نثر علي ثيابه وفوق مساماته شيئاً من ذاك العطر العجيب الذي صنعه من أجساد العذراوات المقتولات ومن عبق روائحهن وشعورهن، إذا بالجماهير الغفيرة التي احتشدت حول القاتل تريد ان تنهشه بمخالبها وأسنانها جزاء جرائمه الشنيعة، تقترب منه الآن وقد أصابتها النشوة والرغبات بحيث سقط الرجال والنساء في حمي من الشهوات العنيدة التي لا رادع لها مطلقاً، كلهم يتعرون في ساحة الإعدام وكلهم في حالة من الشفقة علي هذا القاتل الدميم الذي صار بالنسبة لهم من أجمل الكائنات بحيث يخرج من بينهم إلي الحرية ثم الهروب إلي باريس نحو المكان الذي ولدته أمه ورمته بين حراشف السمك وكومة القاذورات حيث الروائح الزنخة تملأ المكان شبراً شبراً، فما كان من (غرنوي) غير ان رمي علي نفسه قارورة العطر كلها، إذا بالناس تأتي إليه توشك أن تلتصق بلحمه وعظامه فرحاً بهذا المعبود الذي جاء من المجهول، وتزداد الحلقة ضيقاً عليه - بتأثير العطر ــ حتي الموت، بل راح الناس يلتهمون لحمه ويلعقون دمه بحيث لم يبق من (غرنوي) أي شيء سوي (العطر) الذي ما زال يفوح من المكان الذي تلاشي فيه صانع العطور الغريب.

أعود ثانية للسؤال عن العقل الجبار الذي يصنع أفكاراً من هذا النوع، بعد أن شبعنا من تلك النوعية التي تقص علينا ما هو مألوف من السرد والفوارق الطبقية وابنة الأغنياء التي أحبت فقيراً تزوجته دون رضا أهلها، ها نحن اليوم في شعاب الواقعية السحرية التي جلسنا معها في حضرة جورجي أمادو وإيزابيل الليندي وغابريل غارسيا ماركيز وبورخس ودينو بوتزاتي وغيرهم من عمالقة الرواية والقصة القصيرة .

باتريك زوسكيند لم يترك عطراً ألا وحكي لنا عن مشتقاته وأصله، ولا رائحة إلا وجاء علي ذكرها، مولع (هو) بوصف الأشياء حد الجنون، فهو لم يترك رائحة الشراشف الرطبة المحشوة بالريش ولا رائحة الغبار تحت المطر، ولا رائحة الأسنان المقلوعة والبصل الذابل،والسمك المجفف، وكذلك رائحة الفلاح في الصباح ورائحة الراهب في المساء، كما يحكي عن أغصان القرفة والبتولا والكافور والصنوبر والنارنج والمسك والسرو والبخور والياسمين والنرجس والزنبق والبلوط، حتي تري في كتابه ما يشبه القاموس لمئات الروائح والعطور، أنظر إلي قوله (كان ذئباً في فروة خروف وان رائحته لا تناسب غير حقير موهوب). صفحة 63.
وإذا كان (العطر) أول إبداعات هذا الكاتب فماذا تراه سيكتب في السنوات التالية وقد تفرغ كلياً للقراءة والتأليف ؟! هل اشتغل زوسكيند في مهنة العطارة أم أنه جاء بكل ذلك من إحساسه المرهف بما ينبعث حوله من روائح الأرض والبشر ؟ انه كما نري يفهم جيداً في طبخ الصابون من دهن الخنزير وخياطة القفازات من جلود التماسيح، كما انه يعلم كيف يبرم الشموع من فحم الخشب ونترات البوتاسيوم ونشارة الصندل وكيف يأتي بكرات الدخان من البخور والقرفة وجوز الهند، بل تراه يمضي بك إلي نكهة النعناع وزهر الخزامي وبذور اللوز المر وحبات المسك والعنبر وجذور البنفسج لتصنع أصفي أنواع الكحول (كيف ؟ لا تدري) لكنه علي طول الرواية (240 صفحة) لا ينقطع عن تركيب العطور وتصفية الخلائط والمساحيق والسوائل حتي يأتيك بما تشاء من حب اليانسون وبراعم الناردين والكمون وجوزة الطيب والقرنفل وما عليك غير الانتباه إلي نسبة ما تأخذ من هذا وذاك، إذا بك أمام عطر يفوح في البراري والسفوح والجبال والواحات القصية، تكفي قطرة واحدة ان تبعث السرور والفرح وقطرة غيرها من عطر آخر سوف تبعث الحزن وذرف الدموع !

كتاب عجيب حقاً هو (العطر) الذي أبدعه باتريك زوسكيند، وحين تشمّه جيداً ستأتي علي ذاكرتك حرب الوراثة في أسبانيا، وابنه أحد اتباع طائفة (الهوغنوت) التي سحرها أريج الخزامي فأسلمت نفسها إليه، ستري نفسك في ضوء القمر مع النبيذ وصياح الجنادب مثل أي أمير في قصر فاخر (صفحة 97) وحين ينتهي الكتاب بعد مزارع شاسعة من حبوب الجرجير والبيلسان وشجر التنوب والزعتر والكمون، ستكتشف فجأة أن كل ما رأيت لم يكن غير كتاب كنت تقرأ فيه برغم أن الروائح ستبقي حتي بعد آخر صفحة كنت تجلس فيها بين غابات المؤلف وأحراش بطل القصة (جان باتيست غرنوي) الذي مات (مأكولاً) في آخر سطر من الرواية، مع أن العطر كما أخبرتكم بذلك ما يزال يملأ سوق السمك في باريس وهو يحكي لنا قصة قاتل ما كان يفهم من جرائمه المتكررة غير انه، ومن أجساد النساء المذبوحات، كان يصنع عطراً



المصدر لأمانة النقل
http://www.alarabiya.net/articles/2011/10/12/171411.html

الجـــوديّ
20-07-2015, 09:30 PM
^

اتفق مع المقالة بكل حذافيرها ..
الرواية .. وكاتبها الفريد أدخلونا إلى عالم الروائح وكأنه عالم آخر من كثرة الروائح التي عرفناها وميزناها منذ صغرنا
وعكست انطباعات كثيرة وعديدة.. شكلت في دواخلنا ذكريات متنوعة .. حلوة ومريرة ..
لا نفتأ أن نمر على ذكر واحدة منها إلا وقد تجرنا إلى كثير من الذكريات والحقائق التي نعرفها ولكننا نجهل باننا نعرفها!

رواية أخّـــــاذة.. وأتوقع بانها في لغتها الأصلية ستكون رواية فوق الوصف... هي في حد ذاتها قطعة من الجمال!

حرف
20-07-2015, 11:36 PM
ليش كل هالغموض ؟
مع احترامي لكم جميعاً بس شلي حادكم على اختيار مفردات بعيدة عن المعنى
هل تبون الي يقراء يقول واو هذولا مثقفين ؟
ولا حق ناس معينين هم بس الي بيعرفون المعنى مثل مايقولون المعنى في بطن الشاعر

مهرة
22-07-2015, 03:38 AM
^^

اخوي في الله (حرف) اذا بغيت جواب لسؤالك ألقي نظرة علي موضوع مابين المد والجزر ..

بشائر
22-07-2015, 12:42 PM
ليش كل هالغموض ؟
مع احترامي لكم جميعاً بس شلي حادكم على اختيار مفردات بعيدة عن المعنى
هل تبون الي يقراء يقول واو هذولا مثقفين ؟
ولا حق ناس معينين هم بس الي بيعرفون المعنى مثل مايقولون المعنى في بطن الشاعر

حياك الله اخوي حرف .. ما تجده غموض هنا .. يجدونه متعة للعقول لا تضاهيها متعة ..
وهذا هو سوقهم وتلك هي بضاعتهم.. يتبارون في مداخلاتهم بعرض أجمل ماجنته عقولهم من بساتين الحياة والاطلاع ...
ولهم درجات في ذلك .. والمعيار والحكم هو الأسلوب .. وكيفية تطويع الحروف ( ياحرف) وتشكيل المترادفات والمتضادات الجميلة
لتنقل ما بداخل صاحبها من معان ومقاصد بمهارة وجمال بطريقة غير مألوفة لكل من يقرأ ويتابع فتعكس مدى شفافية وجمال نفسه .. وهنا مكمن المتعة ..
فيتعلم المبدئ مثلي منهم .. ويستمتع ..ويحاول مجاراتهم .. ( على الأقل ننشغل بأنفسنا عن غيرنا ونتعلم شي مفيد )..
فمن كانت له حاجة في مثل هذه الأسواق فحتما سيجد ضالته.. حاول انك تدخلها إن ماشريت شي على الأقل بتستمتع بمعروضاتهم .

يعني مثل المطاعم .. وسبب تفضيل مطعم عن غيره لذة الأكل و تنوعه ومستوى الخدمة .. فتلاقي ناس يعجبهم هذا الأمر ..
وفي المقابل ناس ما يجيب راسهم إلا المفاطيح .. :)

عابر سبيل
25-07-2015, 12:40 PM
^

اتفق مع المقالة بكل حذافيرها ..
الرواية .. وكاتبها الفريد أدخلونا إلى عالم الروائح وكأنه عالم آخر من كثرة الروائح التي عرفناها وميزناها منذ صغرنا
وعكست انطباعات كثيرة وعديدة.. شكلت في دواخلنا ذكريات متنوعة .. حلوة ومريرة ..
لا نفتأ أن نمر على ذكر واحدة منها إلا وقد تجرنا إلى كثير من الذكريات والحقائق التي نعرفها ولكننا نجهل باننا نعرفها!

رواية أخّـــــاذة.. وأتوقع بانها في لغتها الأصلية ستكون رواية فوق الوصف... هي في حد ذاتها قطعة من الجمال!

اما عن اللغة الاصلية..ففعلا انا كلما ابحرت في قرائتها تسائلت بيني و بين نفسي عن ذلك..
بل و اتعجب كل العجب من قدرة المترجم على ترجمتها بشكلها الاخاذ الى اللغة العربية..فحتما انها تطلبت جهدا جبارا..لان موضوعها و مفرداتها غير نمطية و لا موضوعها من المواضيع الدارجة حتى يتسنى لمن يترجمها استخدام مخزونه اللغوي الاعتيادي لترجمتها

عابر سبيل
25-07-2015, 12:43 PM
ليش كل هالغموض ؟
مع احترامي لكم جميعاً بس شلي حادكم على اختيار مفردات بعيدة عن المعنى
هل تبون الي يقراء يقول واو هذولا مثقفين ؟
ولا حق ناس معينين هم بس الي بيعرفون المعنى مثل مايقولون المعنى في بطن الشاعر


مع شكري و تقديري لتعقيبات كل من الاختين/مهرة و بشاير
احب فقط ان اتسائل اخي/حرف
عن مكمن اعتراضك
فانا حقيقة ما فهمت لمن بالتحديد توجه اعتراضك
و اي الكلام الذي اثار امتعاضك؟

حرف
01-08-2015, 11:34 PM
ياخوي موب معترض
انا منتقدت لاني صراحة رحت للموضوع الثاني ومافهمت شي
كلامكم اللغاز وكثير ومتعلق بمواضيع قديمة لكم يمكن من عشر سنوات كانها مسلسل تركي
المهم لاتزعل اخوي هذا مجرد انتقاد لا يمس شخصك الكريم بشي
ف رفقنا لعقولنا التي ماتستوعب

عابر سبيل
02-08-2015, 09:43 AM
ياخوي موب معترض
انا منتقدت لاني صراحة رحت للموضوع الثاني ومافهمت شي
كلامكم اللغاز وكثير ومتعلق بمواضيع قديمة لكم يمكن من عشر سنوات كانها مسلسل تركي
المهم لاتزعل اخوي هذا مجرد انتقاد لا يمس شخصك الكريم بشي
ف رفقنا لعقولنا التي ماتستوعب


عزيز و غالي يا اخ/ حرف...

اهتمامك بالمواضيع يشرفنا و يفرحنا...
لذا يعز علينا انها لم ترق لك او لم ترتق لمستوى فكرك..

فاعذرنا اخي الكريم..فاختلاف الاذواق لا يفسد للود قضية!

ابن التويم
02-08-2015, 05:55 PM
السلام عليك اخي عابر سبيل السلام على الجميع

لقد عزفت عن الإستمرار في المشاركة في هذا الموضوع والسبب
أني أحسست أني جرفت الموضوع بدون قصد إلى منحى آخر عندما تحدثت عن حب المدخنين لرائحة الدخان وكذلك لضيق الوقت ايضا بعد أن اكتشفت عمق الموضوع

وكان هذا لأن الصورة لم تكتمل لدي وقتها وربما إلى الآن ولكن لا شك ان الهدف بدى أوضح مما كان عليه

أخي عابر وكأني بك تبحث حلقة اخيرة مفقودة .. سأضع يدي بيدك للوصول إلى الهدف رغم اني مازلت لست مستوعب للموضوع تماما إلا انني معك فتحمل عثراتي ..

ابن التويم
02-08-2015, 07:05 PM
الحديث عن الرائحه العطره مثير جدا ومليئ بالأسرار ..

فأجمل الروائح تجدها ...

في أعماق المحيطات في بطن حوت .. كالعنبر

في أواسط الغابات في جذع شجره .. كالعود

في أعالي الجبال في رقبة غزال .. كالمسك

وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يرد الهدايا ولكنه ما كان يرد الطيب ابدا ومن سنته أن لا يرد الطيب ..

وانا شخصيا ارى ان الرائحه مخترقة للخصوصية فأنت تسطيع ان تقض بصرك او تصد عن جميل لكي لا يفتنك أو عن كريه لكي لا يزعجك

اما بالنسبة للرائحه سواء كانت طيبه او غيره فخصوصيتك منتهكه لأنك لا تستطيع اغلاق مناسمك تلك هي قوة الرائحه العابره لكل شيء

ومن الغريب ان لكل شيء رائحته المميزه حتى الانسان كل انسان رائحه مميزه كالبصمه .. ولكن الانسان حاسة الشم عنده ليست قوية
ولهذا تستخدم الكلاب البوليسيه في تعقب المجرمين عبر قطع اثر المجرم من خلال رائحته

افضل فصيله في الكلاب والتي تستخدم في الشرطه لديها حاسة الشم اقوى ب 10,000,000 مره من الانسان

اعود للموضوع الذي شغلك لسنوات ..

وهو المشاركة 51

والملاحظة المهمة: (د.صالح الشامي)

أنه وحتى وقتنا الحاضر قد سجل هذا العلم فشله في إيجاد خطة منهجية للبحث يسير الكاتب أو المؤلف من خلالها.
فنرى عناوين هذه الكتب متشابهة بل ومتطابقة بعض الأحيان.
ثم لا نجد تشابهًا في طريقة البحث، أو تناول الموضوعات.
فما يتناوله مؤلف قد لا يستوقف مؤلفًا آخر.. ويهتم بعضهم بما يهمله الآخر.

اعتقد إنك إن لم تتفوق فإنك اقتربت كثيرا من التفوق على العيوب المنهجيه في البحث

ولكن والله أعلم

أن محور التحول قد ينقلك من النقيض إلى النقيض من الرائحه العطره الى الرائحه الكريه وتمييز الجمال وموطنه بهذه الطريقه

إلا اني اعتقد انه لا بد من نقطة صفر وهو الماء الذي ليس له طعم ولا لون ولا رائحه

مثال

فتاة جميله اغتسلت في ليلة عرسها بالماء بعد جهد التحضير للفرح والعرق والتعب حتى لم يبقى بها رائحه ابدا لا طيبه ولا كريهه فهي الآن في نقطة صفر

وظلت في نقطة صفر ولم تتعطر للقاء زوجها لسبب ما ولنقل حساسية ..
هي جميلة لاشك وزوجها سيراها جميله ايضا ولكن سيرا جمالها منقوص لأنها في نقطة صفر

ولنقل خلية جمال نائمة فعندما يزينها العطر يحيا الجمال وينتقل المحور من صفر الى الجمال وليس من النقيض الى النقيض ..
واسمح لي ان اشبه العطر بأكسجين الجمال وروحه

ابن التويم
02-08-2015, 07:37 PM
سمعت يا مجيب دعوة الداعي فأجبتك

وان لم أفهم فدعني ادعي أني فهمتك

طلقة عشوائية ان اصبت فقد غنمتك

وان لم أصب خسرت طلقة ماخسرتك

بشائر
02-08-2015, 09:55 PM
ياخوي موب معترض
انا منتقدت لاني صراحة رحت للموضوع الثاني ومافهمت شي
كلامكم اللغاز وكثير ومتعلق بمواضيع قديمة لكم يمكن من عشر سنوات كانها مسلسل تركي
المهم لاتزعل اخوي هذا مجرد انتقاد لا يمس شخصك الكريم بشي
ف رفقنا لعقولنا التي ماتستوعب



حرف ... لا عليك يابُني ..غدا ستعلمك الأيام .. وستكبر حتى تصبح كلمة .. وربما ضحكت لك
الدنيا وأصبحت جملة أو فقرة بل ربما نصا بأكمله.. من قدك حينها ..:)

عابر سبيل
03-08-2015, 09:21 AM
سمعت يا مجيب دعوة الداعي فأجبتك

وان لم أفهم فدعني ادعي أني فهمتك

طلقة عشوائية ان اصبت فقد غنمتك

وان لم أصب خسرت طلقة ماخسرتك



لم تخسرني و لم تخسر الطلقة..

الخطين المتوازيين..لافهامنا
ستلتقي ان اكملت السير في ذات الاتجاه
عند تقاطع "الجمال"...بعد مدة!

*
*
،،
البرادايم شفت..بدأ-كمااظن- يظهر عندك شيئا فشيئا..
مفعوله:discuss:

مهرة
05-08-2015, 05:05 AM
ياخوي موب معترض
انا منتقدت لاني صراحة رحت للموضوع الثاني ومافهمت شي
كلامكم اللغاز وكثير ومتعلق بمواضيع قديمة لكم يمكن من عشر سنوات كانها مسلسل تركي
المهم لاتزعل اخوي هذا مجرد انتقاد لا يمس شخصك الكريم بشي
ف رفقنا لعقولنا التي ماتستوعب

..

أضحك الله سنك اخوي حرف،، والله ماخفيك اني ضحكت حتي انهمرت دمعاتي ضاحكة معي،، عالاقل أخذت بالمبادرة والنصيحة وحاولت القراءة وإيجاد الحلول لعلامات الاستفهام حولك فيعطيك العافية والخير مقبل :o

موفقين ان شاءالله*

الحياة الخالدة
07-08-2015, 06:21 AM
السلام عليكم و رحمة الله

بمناسبة الحديث عن الرائحة .. المرتبطة بالجمال

تعودنا كمجموعة من صديقات الدراسة .. الالتقاء بين فترة و أخرى .. مع ملاحظة أن كل منا من دولة خليجية مختلفة .. أي أننا قد لا نلتقي في العام إلا مرة أو مرتين
اجتمعنا للدراسة في مكان واحد منذ سنوات طويلة .. و عشنا كما تعيش الأخوات في بيت واحد بين حب و خصام .. و حزن و فرح .. و تجاذب و تنافر
ثم افترقنا لتبدأ كل منا حياة جديدة .. من نوع مختلف
و كلما التقينا .. يحدث ذلك و كأننا لم نفترق يوماً ما
اجتمعنا الأسبوع الماضي .. و بجمال اللقاء و روعته .. اختلطت رائحة عطرٍ قديم .. قالت إحدانا أنها عثرت عليه في السوق الحرة
و اشترته في الحال .. عندما أعاد إليها رائحة الأيام الجميلة
و أسمته : عطر الذكريات
و على نفس النسق .. كانت صديقتنا الأخرى تضع عطراً آخر مهدى إليها من إحدانا .. أسمته : عطر السعادة

و على ما أذكر أنني ابتعت ذات يومٍ منذ سنين طويلة .. عطراً آخر .. لا لشيء .. إلا لأنه ارتبط برائحة إحداهن .. من أيام الزمن الجميل

تعيد لنا بعض الروائح .. أحاسيس و مشاعر لا توصف
قد تغير المزاج تماماً .. إلى حالة روحانية عجيبة .. تبعث في النفس الأمل و السعادة .. و الجَمـــــــال
تلك هي : رائحة الأصدقـــــــاء

<اضرب واشرد>
07-08-2015, 07:01 AM
ثم افترقنا لتبدأ كل منا حياة جديدة .. من نوع مختلف
و كلما التقينا .. يحدث ذلك و كأننا لم نفترق يوماً ما
اجتمعنا الأسبوع الماضي .. و بجمال اللقاء و روعته .. اختلطت رائحة عطرٍ قديم .. قالت إحدانا أنها عثرت عليه في السوق الحرة
و اشترته في الحال .. عندما أعاد إليها رائحة الأيام الجميلة
و أسمته : عطر الذكريات
و على نفس النسق .. كانت صديقتنا الأخرى تضع عطراً آخر مهدى إليها من إحدانا .. أسمته : عطر السعادة

تلك هي : رائحة الأصدقـــــــاء

والله مب هينة مشرفتنا