تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا يكون بيت المسلم



امـ حمد
25-04-2015, 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً)فهكذا يريد الإسلام البيت مكاناً للسكينة النفسية والاطمئنان الشعوري،
هكذا يريده مريحاً تطمئن إليه النفس وتسكن وتأمن سواء بكفايته المادية للسكنى والراحة,أو باطمئنان من فيه بعضهم لبعض,ويسكن من فيه كل إلى الآخر، فليس البيت مكاناً للنزاع والشقاق والخصام,إنما هو مبيت وسكن وأمن واطمئنان وسلام،
ومن ثم يضمن الإسلام للبيت حرمته,ليضمن له أمنه وسلامه واطمئنانه،
فلا يدخله داخل إلا بعد الاستئذان,ولا يقتحمه أحد،ولا يتطلع أحد على من فيه لسبب من الأسباب,ولا يتجسس أحد على أهله في غفلة منهم أو غيبة,
فيروع أمنهم,ويخل بالسكن الذي يريده الإسلام للبيوت,ويعبر عنه ذلك التعبير الجميل العميق(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً)
فالبيت،هو ذلك المكان الذي أعدَّه الإنسان ليأوي إليه،ويسكنه، ويرتاح فيه بعد كَدِّه وتعبه في السعي على رزقه وقضاء حوائجه،
وهذا المكان نعمة من الله تعالى تستوجب الشكر،
معنى البيت،من البيتوتة،وهي النوم ليلاً، وكأنه سُمي بيتًا لكثرة بيتوتة الإنسان فيه،
وقال ابن عاشور،والبيت،مكان يجعل له بناء يحيط به،يعين مكانه ،ليتخذه جاعله مقراً يأوي إليه،من الحر والقَر،
ويسمى البيت سكناً،لأن الإنسان جعله مقراً له،تسكنون فيه وتخلدون للراحة،ويستر عوراتكم وحرمكم،قال تعالى(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)النحل،
نعمة البيوت،هذا من تعداد النِّعم التي ألهم الله إليها الإنسان،وهي نعمة الفكر بصنع البيوت الواقية،وهيَّأَ له وسائلها،
ونعمة الإلهام إلى اتِّخاذ البيوت هي أصل الحفظ من حوادث الجوِّ من شدَّة بردٍ أو حرّ،ومن السباع والهوام،ودفعًا لتطاول السرَّاق والمعتدين،وحفظًا لمقتنيات الإنسان وأمواله،وليُطمأن إليه ويُرتاح به
فامتن الله،الذي له الحكمة البالغة على عباده بأن جعل لهم من بيوتهم موضعاً يسكنون فيه،فيأوون إليه،فيستر عوراتهم وحرمهم، ويقيهم حر الصيف وبرد ومطر الشتاء،ويحفظون فيه متاعهم وأغراضهم،
فمن أعظم نِعَم الله على عباده أن يكون لهم سكَن يأوون إليه،
وامتن عليهم بنعمة أخرى يتم بها كمال السكن،بأن جعل لهم من أصواف الغنم،وأوبار الإبل،وأشعار المعز ما يكون فراشاً وأثاثاً لهذه المساكن،فالأثاث هو متاع البيت،
والمتاع ما يفرش في المنازل من الفرش ويتزين به،
والسكن والطمأنينة في البيوت نعمة لا يقدرها حق قدرها إلا المشردون الذين لا بيوت لهم،ولا سكن،ولا طمأنينة(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا)أي،مكانًا للسكينة النفسية،والاطمئنان،
فليس البيت مكاناً للنزاع والشقاق والخصام،إنما هو مبيت وسكن وأمن واطمئنان وسلام،
ومن ثم يضمن الإسلام للبيت حرمته،ليضمن له أمنه وسلامه واطمئنانه،فلا يدخله داخل إلا بعد الاستئذان،ولا يقتحمه أحد بغير حق،ولا يتطلع أحد على من فيه لسبب من الأسباب،ولا يتجسس أحد على أهله في غفلة منهم أو غيبة،فيروع أمنهم،ويخل بالسكن الذي يريده الإسلام للبيوت،
شكر نعمة السكن،ولذلك يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم،أن نشكر نعمة السكن،ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه،أَنَّ رَسُولَ اللَه،كان إذا أوى إلى فراشه قَال(الحمد لله الذى أطعمنا،وسقَانا، وكفانا،وآوانا،فكم ممن لا كافي له ولا مئوى)أي،لا موطن له،ولا مسكن يأوي إليه ويسكن إياه،
ومعنى،وكفانا،أي،دفع عنا شر خلقه،فكم ممن لا كافي له ولا مئوي،ولا يجعل لهم مسكناً،
ويتعرضون لإيذاء الوحوش وغيرها،فلا سكن،ولا اطمئنان،ولا راحة،
ما يقول عند الخروج،روى أبو داود والترمذي عن أنس رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا خرج الرجل من بيته فقال،بسم الله،توكلت على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله )
قال،يقال حينئذٍ هديت،وكفيت،ووقيت،فتتنحى له الشياطين،فيقول له شيطان آخر،كيف لك برجل قد هدي،وكفي،ووقي،
وروى نحوه ابن ماجة عن أبي هريرة،عن كعب قال،إذا خرج الرجل من بيته فقال،بسم الله،قال له الملك (هديت)
وإذا قال،توكلت على الله،قال له الملك( كفيت )
وإذا قال،لا حول ولا قوة إلا بالله،قال الملك( وقيت )
قال،فتتفرق الشياطين،فتقول،لا سبيل لكم إليه،إنه قد هدي وكفي ووقي،وروى أحمد وأهل السنن عن أم سلمة رضي الله عنها،أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان إذا خرج من بيته إلا رفع طرفه إلى السماءِ فقال(اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل،أو أزل أو أزل،أو أظلم أو أظلم،أو أجهل أو يجهل علي)رواه أبو داود، والترمذي،وصححه النسائي،وابن ماجة،
قال الطيبي رحمه الله،(ومن خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ،ويزاول الأمور،فيخاف أن يعدل عن الصراط المستقيم،فإما أن يكون في أمر الدين،فلا يخلو من أن يضل أو يضل،وإما أن يكون في أمر الدنيا ، فإما بسبب جريان المعاملة معهم،بأن يظلم أو يُظلم،وإما بسبب الاختلاط والمصاحبة،فإما أن يجهل أو يجهل عليه ،فاستعيذ من هذه الأحوال كلها)رواه مسلم عن أهل السنن
آداب عند الدخول،قال ابن القيم رحمه الله،لم يكن ليفجأ أهله بغتة، يتخونهم،ولكن كان يدخل على أهله على علم منهم بدخوله،وكان يسلم عليهم،وكان إذا دخل بدأ بالسؤال،أو سأل عنهم،وربما قال،هل عندكم من غداء،وربما سكت حتى يحضر بين يديه ما تيسر)زاد الميعاد،
فيا لها من آداب تملأ البيت مودة ورحمة ، وتشيع الألفة والمحبة بين أفراده،
ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه،قال،نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم)قال النووي رحمه الله،ومعنى (يتخونهم)يظن خيانتهم، ويكشف أستارهم،ويكشف هل خانوا أم لا )رواه مسلم،
وأما قول ابن القيم(وكان يسلم عليهم،وكان إذا دخل بدأ بالسؤال،أوسأل عنهم) ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها،قالت(ويريبني في وجعي أني لا أرى من النَّبِي صلى الله عليه وسلم،اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم،ثم يقول،كيف تيكم) ففيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يسلم إذا دخل على أهله، وكان يسأل عنهم،ويتلطف معهن حال مرضهن،
فقد روى مسلم عن عائشه رضي الله عنها،قالت،قال لي رسول اللَه صلى الله عليه وسلم،ذات يوم،ياعائشة،هل عندكم شىء،قالت،فقلت،يا رسول الله،ما عندنا شيء،قال،فإني صائم)

اللهم اجعل بـيـوتنا محمديـة واجعـلها عـلـى الـسعـادة مبنية واجعـلها عـامرة بذكرك
وطاعـتك،وحسن عبادتك،
اللهم آميـــــن.

الحسيمqtr
25-04-2015, 07:50 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-04-2015, 02:39 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

راعي ال VXR
14-05-2015, 02:54 PM
جزاك الله خيرااا

امـ حمد
14-05-2015, 03:32 PM
جزاك الله خيرااا


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

ولد بومشعل
08-06-2015, 11:44 AM
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك

امـ حمد
08-06-2015, 07:34 PM
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي ولد بو مشعل
بارك الله في حسناتك