الحياة الخالدة
10-05-2015, 02:17 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مساكم الله بالخير
مقال للدكتور ربيعـــــة بن صباح الكواري
أضعه بين أيديكــــــم
--------
استطاعت "مؤسسة البترول" خلال العقد الماضي أن تخطو خطوات كبيرة نحو الارتقاء بالمؤسسة عبر التخطيط القائم على التقطير أولا ومن ثم بناء مؤسسة قادرة على التنوع والانتاج بشكل افضل من الفترة التي سبقتها، واليوم يسود المؤسسة بعض التغييرات والتنقلات الادارية التي لا نعرف نهايتها مع إعادة الجدولة لبعض الخطط والمشاريع السابقة التي لم تكن مدروسة بالشكل المطلوب كما يقرؤها بعض المسئولين في المؤسسة اليوم لكونها لا تساير الفائدة المرجوة منها، ولهذا انتشر اليوم بعض اللغط والانتقاد للإدارة الحالية بسبب العشوائية في طريقة التغيير والاختيار!!.
ويتساءل الكثير من أبناء هذا المجتمع وبخاصة من يعمل في " قطر للبترول " عن الدواعي والاسباب التي اجتاحت " مؤسسة قطر للبترول " خلال الاشهر الماضية وهل هناك معايير ينبغي تحقيقها خلال هذه المرحلة لإجراء كل هذه التغييرات مرة واحدة والتي اثارت بعض الارتباك وعدم الاستقرار بين القطاعات والادارات بشكل خاص وبين الموظفين بشكل عام!!.
** كيف يسير التغيير للأفضل؟:
ويسأل البعض:
التغيير يكون لفترة محددة من الزمن ولا يكون لفترة تمتد الى اطول من المتوقع والمأمول منه، لان التغيير متى ما كان مفيدا وناجعا فانه يأخذ بعض الوقت وقد يأتي بثماره المرجوة منه وهو ما سينعكس على ترتيب بيت المؤسسة في المستقبل، اما اذا كان التغيير على مدى شهور او اطول من ذلك فان البعض قد ينسب ذلك الى الفوضى الادارية ويتسبب في الإصابة بـ " فيروس التذمر " لمجرد التغيير دون الاتكاء على سياسة واضحة للمصلحة العامة التي غابت من خلال هذه التغييرات العشوائية دون دراسة متأنية!!.
هذه التغييرات والتنقلات طالت بعض القطريين كما طالت بكل تأكيد المقيمين من غير القطريين او بعض " الوافدين " الذين تم جلبهم من الخارج وتوظيفهم بطرق قد تكون لا تخدم المؤسسة في الوقت الراهن ويتحمل تعيينهم من قام بتوظيفهم في السابق، ولذلك فإنهاء خدمات بعضهم سيكون متوقعا.
** لكن من حق البعض أن يسأل:
هل انهاء خدمات بعض القطريين واحالتهم للتقاعد أو احالتهم لإدارات اخرى داخل المؤسسة يخدم " قطر للبترول "؟؟ أم ان التغيير يأتي من باب اختيار الكفاءات والتمسك بمن يعمل وينتج في عمله والتخلص من غير المنتجين منهم كما يردد ويشاع داخل المؤسسة؟؟.
ويتساءل البعض كذلك:
لماذا كل هذه العشوائية في التغييرات والتنقلات التي جاءت في يوم وليلة؟ والى متى سيستمر سيناريو التغيير والدمج؟ ثم ما هي ابرز النتائج الايجابية التي ستنعكس بالتأييد أو بالتحفظ على كل تلك التنقلات والتغييرات المتسرعة؟، خاصة ان البعض يقول عنها بأنها غير مدروسة وفيها بعض التسرع في اتخاذ القرار.. انها اسئلة مشروعة لمعرفة الحقيقة الغائبة عن ما يحدث داخل أروقة " قطر للبترول "!!.
** الحاجة لهيكل تنظيمي جديد:
ورغم كل ما يثار حول الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة — كما جاء في الصحف المحلية — فان الحاجة غدت ماسة لإعطاء الأولوية لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تتمثل في تطوير موارد بشرية وقوى عاملة مؤهلة، تكون قادرة على العطاء في العمل، مع التركيز على تطوير القطريين منهم، بجانب تحقيق التفوق في إنجاز المشاريع الكبرى بطريقة آمنة، بالإضافة لتعظيم الفائدة لقطر للبترول من خلال حسن إدارة مختلف الترتيبات التعاقدية مع الشركاء، إضافة إلى تحقيق التميز في تشغيل وإدارة العمليات، وهو ما يسعى الى إعداد هيكل تنظيمي جديد يهدف إلى تلبية الاحتياجات الحالية وعلى المدى المتوسط ومن ثم تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى الطويل.
** مواكبة التوسع الكمي والنوعي:
لعل من القضايا المهمة التي يجب التنبيه اليها في الوقت الراهن الاهتمام بابتعاث الشباب القطري للدراسة في الخارج لخدمة المؤسسة بما يساير التوسع الكمي والنوعي للصناعة المتقدمة، وذلك لكي يشغل هذا الشباب في المستقبل القريب كافة مستويات الوظائف، مع عدم اهمال تحسين الرواتب والبدلات المختلفة والحوافز التشجيعية لهم خاصة تلك البدلات المرتبطة بمواقع العمل وطبيعتها بجانب توفير المساعدات التعليمية لأبناء العاملين منهم، وكذلك الاسراع بإصدار " قانون التقاعد " للموظفين المواطنين بشكل عصري يحقق تطلعاتهم واحلامهم بعد سن الستين. فقد كانت وما زالت خطابات سمو أمير البلاد المفدى تركز دائما على الاهتمام بالعاملين من الشباب القطري وتدريبهم وتأهيلهم لخدمة وطنهم من خلال توفير كافة الامكانيات.
** وبعد هذا كله:
نتمنى ان يكون التغيير اليوم في " قطر للبترول " ينصب في نهاية المطاف للمصلحة العامة وبما يرعى رؤية قطر الوطنية 2030 وهذا هو الأهم لأنه وسيجعلها أكثر تماسكا وديناميكية لتحقيق أهداف استراتيجية المؤسسة مع تقطير الوظائف القيادية والادارية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ونحن لا نريدها أن تسير بعكس ذلك الاتجاه!!.
** كلمة أخيرة:
التخطيط قطار النجاح، وهو عمل فكري يعتمد المخطط فيه على خبراته ومهاراته في دراسة الوضع الراهن للمؤسسة، ومن فوائد التخطيط: التعرف على مواطن القوة والضعف، وتوضيح مراحل العمل وخطوات التنفيذ، ومعرفة المطلوب من المال والأيدي العاملة والمواد ومدة التنفيذ.
--------
المصدر : جريدة الشرق
http://www.al-sharq.com/news/details/335680
مساكم الله بالخير
مقال للدكتور ربيعـــــة بن صباح الكواري
أضعه بين أيديكــــــم
--------
استطاعت "مؤسسة البترول" خلال العقد الماضي أن تخطو خطوات كبيرة نحو الارتقاء بالمؤسسة عبر التخطيط القائم على التقطير أولا ومن ثم بناء مؤسسة قادرة على التنوع والانتاج بشكل افضل من الفترة التي سبقتها، واليوم يسود المؤسسة بعض التغييرات والتنقلات الادارية التي لا نعرف نهايتها مع إعادة الجدولة لبعض الخطط والمشاريع السابقة التي لم تكن مدروسة بالشكل المطلوب كما يقرؤها بعض المسئولين في المؤسسة اليوم لكونها لا تساير الفائدة المرجوة منها، ولهذا انتشر اليوم بعض اللغط والانتقاد للإدارة الحالية بسبب العشوائية في طريقة التغيير والاختيار!!.
ويتساءل الكثير من أبناء هذا المجتمع وبخاصة من يعمل في " قطر للبترول " عن الدواعي والاسباب التي اجتاحت " مؤسسة قطر للبترول " خلال الاشهر الماضية وهل هناك معايير ينبغي تحقيقها خلال هذه المرحلة لإجراء كل هذه التغييرات مرة واحدة والتي اثارت بعض الارتباك وعدم الاستقرار بين القطاعات والادارات بشكل خاص وبين الموظفين بشكل عام!!.
** كيف يسير التغيير للأفضل؟:
ويسأل البعض:
التغيير يكون لفترة محددة من الزمن ولا يكون لفترة تمتد الى اطول من المتوقع والمأمول منه، لان التغيير متى ما كان مفيدا وناجعا فانه يأخذ بعض الوقت وقد يأتي بثماره المرجوة منه وهو ما سينعكس على ترتيب بيت المؤسسة في المستقبل، اما اذا كان التغيير على مدى شهور او اطول من ذلك فان البعض قد ينسب ذلك الى الفوضى الادارية ويتسبب في الإصابة بـ " فيروس التذمر " لمجرد التغيير دون الاتكاء على سياسة واضحة للمصلحة العامة التي غابت من خلال هذه التغييرات العشوائية دون دراسة متأنية!!.
هذه التغييرات والتنقلات طالت بعض القطريين كما طالت بكل تأكيد المقيمين من غير القطريين او بعض " الوافدين " الذين تم جلبهم من الخارج وتوظيفهم بطرق قد تكون لا تخدم المؤسسة في الوقت الراهن ويتحمل تعيينهم من قام بتوظيفهم في السابق، ولذلك فإنهاء خدمات بعضهم سيكون متوقعا.
** لكن من حق البعض أن يسأل:
هل انهاء خدمات بعض القطريين واحالتهم للتقاعد أو احالتهم لإدارات اخرى داخل المؤسسة يخدم " قطر للبترول "؟؟ أم ان التغيير يأتي من باب اختيار الكفاءات والتمسك بمن يعمل وينتج في عمله والتخلص من غير المنتجين منهم كما يردد ويشاع داخل المؤسسة؟؟.
ويتساءل البعض كذلك:
لماذا كل هذه العشوائية في التغييرات والتنقلات التي جاءت في يوم وليلة؟ والى متى سيستمر سيناريو التغيير والدمج؟ ثم ما هي ابرز النتائج الايجابية التي ستنعكس بالتأييد أو بالتحفظ على كل تلك التنقلات والتغييرات المتسرعة؟، خاصة ان البعض يقول عنها بأنها غير مدروسة وفيها بعض التسرع في اتخاذ القرار.. انها اسئلة مشروعة لمعرفة الحقيقة الغائبة عن ما يحدث داخل أروقة " قطر للبترول "!!.
** الحاجة لهيكل تنظيمي جديد:
ورغم كل ما يثار حول الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة — كما جاء في الصحف المحلية — فان الحاجة غدت ماسة لإعطاء الأولوية لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تتمثل في تطوير موارد بشرية وقوى عاملة مؤهلة، تكون قادرة على العطاء في العمل، مع التركيز على تطوير القطريين منهم، بجانب تحقيق التفوق في إنجاز المشاريع الكبرى بطريقة آمنة، بالإضافة لتعظيم الفائدة لقطر للبترول من خلال حسن إدارة مختلف الترتيبات التعاقدية مع الشركاء، إضافة إلى تحقيق التميز في تشغيل وإدارة العمليات، وهو ما يسعى الى إعداد هيكل تنظيمي جديد يهدف إلى تلبية الاحتياجات الحالية وعلى المدى المتوسط ومن ثم تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى الطويل.
** مواكبة التوسع الكمي والنوعي:
لعل من القضايا المهمة التي يجب التنبيه اليها في الوقت الراهن الاهتمام بابتعاث الشباب القطري للدراسة في الخارج لخدمة المؤسسة بما يساير التوسع الكمي والنوعي للصناعة المتقدمة، وذلك لكي يشغل هذا الشباب في المستقبل القريب كافة مستويات الوظائف، مع عدم اهمال تحسين الرواتب والبدلات المختلفة والحوافز التشجيعية لهم خاصة تلك البدلات المرتبطة بمواقع العمل وطبيعتها بجانب توفير المساعدات التعليمية لأبناء العاملين منهم، وكذلك الاسراع بإصدار " قانون التقاعد " للموظفين المواطنين بشكل عصري يحقق تطلعاتهم واحلامهم بعد سن الستين. فقد كانت وما زالت خطابات سمو أمير البلاد المفدى تركز دائما على الاهتمام بالعاملين من الشباب القطري وتدريبهم وتأهيلهم لخدمة وطنهم من خلال توفير كافة الامكانيات.
** وبعد هذا كله:
نتمنى ان يكون التغيير اليوم في " قطر للبترول " ينصب في نهاية المطاف للمصلحة العامة وبما يرعى رؤية قطر الوطنية 2030 وهذا هو الأهم لأنه وسيجعلها أكثر تماسكا وديناميكية لتحقيق أهداف استراتيجية المؤسسة مع تقطير الوظائف القيادية والادارية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ونحن لا نريدها أن تسير بعكس ذلك الاتجاه!!.
** كلمة أخيرة:
التخطيط قطار النجاح، وهو عمل فكري يعتمد المخطط فيه على خبراته ومهاراته في دراسة الوضع الراهن للمؤسسة، ومن فوائد التخطيط: التعرف على مواطن القوة والضعف، وتوضيح مراحل العمل وخطوات التنفيذ، ومعرفة المطلوب من المال والأيدي العاملة والمواد ومدة التنفيذ.
--------
المصدر : جريدة الشرق
http://www.al-sharq.com/news/details/335680