تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الوعد والعهد



امـ حمد
14-05-2015, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوفاء بالعهد من صفات الإيمان، ومن مكارم الأخلاق،إتمام الشيء وإكماله،
والعهد،الشرط،والعقد،والميثاق،والأمان،والوصية،
والفرق بين الوعد والعهد هو،
الوفاء بالعهد هو،عدم النكث به، بل تنفيذه،وصفة الرجال،والعظماء، هكذا أمرنا الله تعالى أن نكون، وعلى هذه الصفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان عليه من مكارم الأخلاق، كان صلى الله عليه وسلم يفي بعهده، ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهداً قطعه على نفسه، وكان صلى الله عليه وسلم ترجمان القرآن قال الله تعالى في كتابه الكريم﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل،
قال تعالى﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ)الأنفال،
قال السعدي في تفسير الآيه، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق فنكل بهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون به عبرة لمن بعدهم،
وقد كان صلى الله عليه وسلم أوفى الأوفياء بالعهود،
ومن الوفاء،إنجاز الكلمة وحفظ الصداقة فيقال،إنسان وفّي إذا حفظ حق الصحبة، وإنسان لا وفاء عنده،إذا تنكر للصحبة،
فما أكثر من يتصف بهذه الصفة الخسيسة وهي التنكر للمعروف، وقد كثرت في هذه الأيام،لأنه نظر إلى الصداقة من باب المنفعة أو المصلحة، وهذه تذهب بذهاب أسبابها،أما الحب في الله،من أهم خصائصه الوفاء،
وقد كان صلى الله عليه وسلم،المثل الأعلى في كل مكارم الأخلاق ومنها هذه الصفة التي عزت في هذه الأيام، (كان محمد صلى الله عليه وسلم يفي بعهده ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهداً قطعه على نفسه،
(فالوفاء بالوعد أو العهد أدب رباني وخلق كريم وسلوك إسلامي نبيل،والوفاء بالعهد هو قيام المسلم بما التزم به، سواء كان قولاً أم كتابة،فإذا أبرم المسلم عقداً فيجب أن يحترمه، وإذا أعطى عهداً فيجب أن يلتزم به،فالعهد لا بد من الوفاء به، كما أن اليمين لا بد من البر بها،ومناط الوفاء والبر أن يتعلق الأمر بالحق والخير،وإلا فلا عهد في عصيان، ولا يمين في مأثم، فلا عهد إلا بمعروف،
وقد تتابعت آيات القرآن الكريم تحض على الوفاء وتخوف من الغدر،
قال الله تعالى ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾الإسراء،ومن الشؤون التي اهتم بها الإسلام ونوه كثيراً بقيمة الوفاء بها، الديون، فإن سدادها من آكد الحقوق عند الله تعالى، حتى إن الشهيد يغفر الله له كل شيء إلا قضاء الدين،
أن الوعد،يكون في الخير والشر، وهو يقتضي الانجاز،
وأما العهدفهو ما كان مقروناً بشرط ويقتضي الوفاء،وهو داخل في الإيمان،والوفاء بالعهد خلق يقتضيه الإنصاف والصدق،وتوجبه المروءة وكرم النفس،وتحتمه الرجولة والنبل،ما أصغر وما أذل وما أخس النفس التي تتخذ عهدها وسيلة إلى التغرير بمن تعاهده،وتجعل يمينها سبيلًا إلى أن تفاجئه وهو آمه مطمئن،
الغادر كاذب حانث خادع،قد جعل كلامه وعهده حبالة لمآربه،ودب من وراء الأمن إلى خصمه كما تدب الثعالب والذئاب،أين هذا من الإنسانية في أخلاقها العالية، والرجولة في سجاياها الحرة،وأين هذا من أخلاق القرآن،
فمن تولى عملًا فقد عاهد أن يفي به على الوجه الأكمل، فإذا لم يفعل فقد خالف العهد، ومن آمن بدين فقد عاهد أن يأتمر بأوامره وينتهي بنواهيه، فإن لم يفعل فقد نقض العهد، ومن دخل في جماعة فقد عاهدها على أن ينفعها ولا يضرها، فإن ضرها أو قصر في نفعها فقد غدر،وهكذا،نقرأ في الكتاب الكريم(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)آل عمران،فهذه مواثيق عامة تضمنتها رسالة الأنبياء وعلم الذين أوتوا الكتاب،
وكذلك العلم الذي حمل أهل الكتاب أمانته، هو عهد عليهم أن يعلِّموه الناس، ويظهروه غير مبالين ما ينفعهم وما يضرهم في إظهاره،
وكذلك كل من عرف حقًّا وهُدى إلى معرفة، وكل من ولي ولاية للناس، وكل من وكل إليه عمل، كل هؤلاء كأنهم عاهدوا الله والناس على أن يُعرِّفوا الناس ما عرفوا، وأن يؤدوا أعمالهم على الوجه الأحسن،
ومن ذلك قول القرآن الكريم(مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)الأحزاب،
(لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ)الأحزاب،
فهذا العهد هو ما التزمه المسلمون حين قبلوا الإسلام من القيام بفروضه، ونصرته والدفاع عنه، والاستماتة في تأييده.
والقسم الثاني من العهد الخاص،وقد حث القرآن على الوفاء بالعهد،يأمر الله سبحانه بالعدل والإحسان، وصلة الأرحام، وينهى عن الفحشاء وكل منكر، وعن البغي على الناس، وهذا أمر بكل خير، ونهي عن كل شر،
ثم يخص الوفاء بالعهد، فيأمر به ويسميه عهد الله، وكل عهد بين اثنين يسمى عهد الله؛ لأن الله رقيب على أعمال الناس، وقد أمرهم بأن يصدقوا ويحسنوا ويفوا بالعهود، ولأن العهد قسم بالله، وشهادة لله على الوفاء، وأكد الأمر بقوله(وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا)
فالإنسان حين يعاهد يشهد الله على عهده، ويجعل الله كفيلًا عليه بالوفاء، فكيف تنقض صفقة تكفَّل بها الله،
رتب الله على الوفاء بالعهد ثمرات عظيمة للفرد في دنياه وأخراه،أن الوفاء بالعهد من صفات المتقين في كتاب الله،ومن أعظم أسباب تحصيل التقوى،قال تعالى( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )آل عمران،
الوفاء بالعهد سبب لحصول الأمن في الدنيا وصيانة الدماء ، وحفظ حقوق العباد، كما قال تعالى( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الأنفال،
كما أنه سبب لتكفير السيئات وإدخال الجنات،كما نجد هذا في قوله تعالى في سورة البقرة( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ )البقرة،
قال ابن جرير،وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة،
الخيانة هي ضد الأمانة والوفاء،فإذا كانت الأمانة والوفاء هي من خصال الإيمان والتقوى،فإن الخيانة والغدر من خصال النفاق والفجور،والعياذ بالله،
عن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً،من إذا حدّث كذب،وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر،وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها )رواه البخاري،ومسلم،
نسأل الله أن يجعلنا من الموفين بالعهود والمواثيق وأن يعيذنا من الخيانة ونقض العهد وأن يوفقنا لحسن القول والعمل،
اللهم آميــــن.

الحسيمqtr
14-05-2015, 06:24 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

راعي ال VXR
14-05-2015, 02:34 PM
جزاكم الله خيرااا

امـ حمد
14-05-2015, 03:43 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
14-05-2015, 03:43 PM
جزاكم الله خيرااا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

ولد بومشعل
08-06-2015, 11:48 AM
جزاك الله خيراً

امـ حمد
08-06-2015, 07:18 PM
جزاك الله خيراً

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي ولد بو مشعل
بارك الله في حسناتك

فناجيل دزاين
06-07-2015, 10:17 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

امـ حمد
10-07-2015, 07:14 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس