تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فليقل خيراً أو لِيصمت



امـ حمد
17-05-2015, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فليقل خيراً أو لِيصمت)
أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول اللَه صلى الله عليه وسلم(من كان يؤمن باللهِ واليوم الآخر فليقل خيراً أو لِيصمت)
في هذا الحديثِ الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم،
المؤكد بحِفظِ اللسان، مَعنَاهُ الشّخصُ إذَا أَرادَ أنْ يَتكَلّم ليَنظُر قَبلَ أن يتَكلّم هَل في هَذا الكَلامِ خَيرٌ أو شَر،فإنْ عَلِمَ فِيه خَيرًا تَكلَّمَ أو ليَسكُت،
والعَملُ بهذا الحديثِ فِيه حِفظُ الدّينِ فإنَّ الإنسَانَ إذا تَكلَّمَ بما يَخطُرُ لَهُ دُونَ تَفكِيرٍ فقَد يَكُونُ فِيه مَعصِيةٌ أو تَضيِيعٌ للوَقتِ لا فائِدَةَ فِيهِ فيُهلِك نَفسَه،
ثم أكثَرُ المعَاصِي معَاصِي اللّسان، لأنّ النُّطقَ أَسهَلُ شَىءٍ على الإنسانِ، لذلكَ الرسولُ أَكّدَ على أُمّتِه أنْ لا يَتكَلّمُوا إلا بخَير، يَنبَغِي على المسلم،أنْ يُمسِكَ عن الكَلام إلا مَا فيهِ خَيرٌ، إمّا مَصلَحةٌ في المعيشَة أو في الدِّين أو نَفعُ النّاس،ولا يتَكلَّمُوا إلا بما فيه سَلامةٌ مما لا يَضُرُّ دِينَهم،حتى في أُمورِ الدُّنيا الإنسانُ إذا أَطْلَقَ لِسَانَه قَبلَ أن يُفكّر قَد يَكُونُ فِيه ما يُهلِكُه ويُفسِدُ عَليه ءاخِرَتَه،
قال ابن عبد البر،وفي هذا الحديث آداب وسنن، منها التأكيد في لزوم الصمت،
وقول الخير أفضل من الصمت،لأن قول الخير غنيمة، والسكوت سلامة، والغنيمة أفضل من السلامة،
وقال النووي(وأما قوله صلى الله عليه وسلم(فليقل خيرًا أو ليصمت))فمعناه،أنه إذا أراد أن يتكلم،فإن كان ما يتكلم به خيرًا محققًا يثاب عليه ،فليتكلم،
وإن لم يظهر له أنه خير يثاب عليه،فليمسك عن الكلام، سواء ظهر له أنه حرام أو مكروه،أو مباح،فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورًا بتركه، مندوبًا إلى الإمساك عنه،مخافةً من انجراره إلى المحرم أو المكروه،
عن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صمت نجا)أي،سكت عن الشر،
أي،فاز وظفر بكل خير، أو نجا من آفات الدارين)
قال الغزالي(من تأمل جميع،آفات اللسان علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم، وعند ذلك يعرف سر قوله صلى الله عليه وسلم(من صمت نجا)لأن هذه الآفات كلها مهالك ومعاطب،فإن سكت سلم من الكل، وإن نطق وتكلم خاطر بنفسه، إلا أن يوافقه لسان فصيح، وعلم غزير، وورع حافظ، ومراقبة لازمة، ويقلل من الكلام،فعساه يسلم عند ذلك،
وهو مع جميع ذلك لا ينفك عن الخطر، فإن كنت لا تقدر على أن تكون ممن تكلم فغنم، فكن ممن سكت فسلم، فالسلامة إحدى الغنيمتين،
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث( فالمعنى من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بما يجب عليه، أو الصمت عما لا يعنيه ضمن له الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة،فإن النطق باللسان أصل في حصول كل مطلوب، فإذا لم ينطق به إلا في خير سلم، وقال ابن بطال،دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء في الدنيا لسانه وفرجه، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر)
ومراقبة الحق،جل وعلا،أعسر شيء أن تكون في اللسان، ولهذا نبه بقوله(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وهنا أمره بأن يقول خيرا أو أن يصمت،
وأنه إذا لم يجد خيرا يقوله أن يختار الصمت،وهذا لأن الإنسان محاسب على ما يتكلم به،
وقد قال،جل وعلا(لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)
وقول الخير متعلق بالثلاثة التي في آية النساء قال( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، أَوْ مَعْرُوفٍ، أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ،
فالصدقة واضحة والإصلاح أيضا واضح،
والمعروف هو ما عرف حسنه، ويدخل في ذلك جميع الأمر بالواجبات والمستحبات، وجميع النهي عن المحرمات والمكروهات، وتعليم العلم والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
وقوله،عليه الصلاة والسلام،فليقل خيراً يعني،فليقل أمراً بالصدقة، وأمراً بالمعروف، فليقل بما فيه إصلاح بين الناس، وغير هذه ليس فيها خير، وقد تكون من المباحة، وقد تكون من المكروهة، وإذا كان كذلك فالاختيار أن يصمت، وخاصة إذا كان في ذلك إحداث لإصلاح ذات البين، يعني أن يكون ما بينه وبين الناس صالحاً على جهة الاستقامة بين المؤمنين الأخوة،
أن حفظ اللسان من الفضول بقول الخير، أو بالصمت إن لم تجد خيرا أن هذا من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر،لأن أشد شيء على الإنسان أن يحفظه لسانه،
والتوسع في الكلام المباح قد يؤدي إلى الاستئناس بكلام مكروه أو كلام محرم ، فإن الذين توسعوا في الكلام، وأكثروا منه في غير الثلاثة المذكورة في الآية جرهم ذلك إلى أن يدخلوا في أمور محرمة من غيبة أو نميمة أو بهتان أو مداهنة، أو ما أشبه ذلك مما لا يحل،
روي بلال بن الحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها له رضوانه إلى يوم يلقاه ،وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ) موطأ الأمام مالك
قال ابن مسعود،والذي لا إله غيره ، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان،
قال إبراهيم التيمي،المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر فإن كان كلامه له تكلم ، وإن كان عليه أمسك عنه ، والفاجر إنما لسانه رسلا رسلا دائماً منطلق،
قال الشافعي في حفظ اللسان،
احفظ لسانك أيها الإنسان،،،،،لا يلدغنك،إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه،،،،،كانت تهاب لقاءه الأقران
وقال الشافعي في فضل السكوت،
وجدت سكوتي متجرا فلزمته،،،،،إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر،،،،،،وتاجره يعلو على كل تاجر
وفي مخاطبة السفيه قال الشافعي،
يخاطبني السفيه بكل قبح،،،،،فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما،،،،،كعود زاده الإحراق طيبا،

الحسيمqtr
17-05-2015, 08:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
18-05-2015, 04:30 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
15-06-2015, 01:08 AM
فليقل خيراً أو لِيصمت....جمله تعتبر منهج منجي من حصاد الالسنه

ام حمد..جزيتي الجنه

امـ حمد
15-06-2015, 06:43 AM
فليقل خيراً أو لِيصمت....جمله تعتبر منهج منجي من حصاد الالسنه

ام حمد..جزيتي الجنه

تسلمين حبيبتي الصغيره
نورتي صفحتي ياالغاليه