غريب الدّار
19-05-2015, 07:45 AM
يقول الشيخ خالد عبدالمنعم الرفاعي: «ما تتقاضاه المرأة من راتب وجميع ما تملك فهو ملك خاص بها، وليس من حق الزوج أن يَتَسَلَّط على شيء منه إلا بطيب نفس منها؛ لقوله الله عز وجل: (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) [سورة النساء:4].. والزوجة لا تتحمل شرعاً شيئاً من النفقات، بل المسؤولية المالية كلها من نفقةٍ وكسوةٍ وسكنى... إلى آخره من مسؤوليات الزوج وحده، مهما كان غنى زوجته وكثرة مالها».
لا خلاف بين الفقهاء وحتى أغلب الأعراف حول موضوع النفقة الواجبة على الزوج، والنفقة الواجبة على الأخت أو الأم، ولن أتحدث عن زواج «السكني تجاري»، والذي يتحدث عن الزواج من المرأة العاملة.. حقيقة الأمر أن (فلوس) المرأة ليست مشكلة بل من المفترض ألا تكون قضية تطرح من الأساس، ندعو دائماً أن يزيدهنّ الله مالاً وجمالاً ودلالاً.. في الوقت ذاته يأتي هذا المقال ليَطرح سؤالاً مباشراً وصريحاً: ما الوضع النفسي لبعض أصحاب السعادة من الرجال (الأنانيين والجشعين) حين يرى في جيب أو حساب قريبته سواء كانت أخته أو أمه أو زوجته مالاً– بغض النظر عن غزارته وهيئته؟! لماذا تتعب تلك الفئة من الذكور حين يشم رائحة المال لدى «محروسته»، فيكيد لها المكائد، بالطيب والغصب، بالغزل والمديح أو حتى بالتهديد والوعيد كي يستولي على ما بحوزتها من مال؟!
يُطرح الموضوع، حين بدأت العديد من النُسوة ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، مناقشة هذه الظاهرة، بطريقة التلميح أو حتى الاستشارة بعد المكاشفة والمصارحة مع زميلاتهن من الجنس الناعم.. فهذا يطلب منها بطاقة الصرف، وذاك، يناقشها عن كل ريال تستخدمه من مرتبها؛ ليأخذ الباقي، وآخر لا يتوانى عن طلب المال صراحةً دون مقدمات وبحجج واهية، حتى لشراء متعلقاته الشخصية، ورابع يشترط أن تتحمل زوجته تكاليف تربية طفله واحتياجاته وتعليمه أو حتى حاضنته.. وأخ يحرم أخته من ورثها بحجّة أن ليس خلفها مسؤولية تجميع مهر وزواج، وأب يستخدم مهر ابنته ليسدد دينه ويشتري عقارا أو سيارة.
وكأن هذه النقاشات تبني وجهة نظرٍ قسريّة ومشتركة عن الذكور بأن المال الذي بحوزة الأنثى سواء كان مرتّباً شهريّا، أو ورثاً، أو عائداً من مدخرات وأملاك أخرى... إلخ، يجب أن يُخلّف قصّة، أحيانَا روْعة وأخرى مُروّعة مع زوجها أو ابنها أو أخيها، بل وفي أحوال سيئة جدا، يصبح مالها محل نزاع بين تلك الأطراف الثلاثة تنتج عنها مشادات ونزاعات بينهم حول من يستطيع الاستيلاء على النسبة الأكبر من مالها، لتخرج هي صفر اليدين بعد أن خيبتها الظنون أن تجد من يحمل همها ويخفف عنها قلقها ويدافع عن أبسط حقوق مالها.
ويبقى مالها بين حالتين غالبا كالتالي: رجل أمين، يتركها حرّة التصرف به، أو يستثمره لها بالحلال، حافظا أو خوفا عليه من العبث، وإما ذكرٌ بلا رجولة، يبتزها ويستغلها بالحرَام، والثاني، قد يكون عاطلا عن العمل، كسولا ومتواكلا، استبعَد فكرة العمل؛ لأن زوجته هي الصراف الشهري.. أو لأن أخته تعمل وتتحمل أعباء المنزل.. وقد يكون مقتدرا وفي حالات كثيرة مرتبه أضعاف مرتبها، لكن يُقرّ ويعترف أنه لا يرى من المجدي أن يُبقي فلسا تحت تصرفها، يُريدها ذليلة، (تشحت) منه وتطلبه.. أو لا يرى جدوى من اقتنائها للمال، فمن وجهة نظره تبعثره في أغراض شخصية وهدايا لن يستفيد هو منها، متناسياً تعب شهر كامل تحلم فيه أن تستبدل فيه حذاءها أو عباءتها.
مقال للأستاذة : زهرة بنت سعيد القايدي
من جريدة الوطن القطرية عدد اليوم الثلاثاء 19/5/2015
لا خلاف بين الفقهاء وحتى أغلب الأعراف حول موضوع النفقة الواجبة على الزوج، والنفقة الواجبة على الأخت أو الأم، ولن أتحدث عن زواج «السكني تجاري»، والذي يتحدث عن الزواج من المرأة العاملة.. حقيقة الأمر أن (فلوس) المرأة ليست مشكلة بل من المفترض ألا تكون قضية تطرح من الأساس، ندعو دائماً أن يزيدهنّ الله مالاً وجمالاً ودلالاً.. في الوقت ذاته يأتي هذا المقال ليَطرح سؤالاً مباشراً وصريحاً: ما الوضع النفسي لبعض أصحاب السعادة من الرجال (الأنانيين والجشعين) حين يرى في جيب أو حساب قريبته سواء كانت أخته أو أمه أو زوجته مالاً– بغض النظر عن غزارته وهيئته؟! لماذا تتعب تلك الفئة من الذكور حين يشم رائحة المال لدى «محروسته»، فيكيد لها المكائد، بالطيب والغصب، بالغزل والمديح أو حتى بالتهديد والوعيد كي يستولي على ما بحوزتها من مال؟!
يُطرح الموضوع، حين بدأت العديد من النُسوة ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، مناقشة هذه الظاهرة، بطريقة التلميح أو حتى الاستشارة بعد المكاشفة والمصارحة مع زميلاتهن من الجنس الناعم.. فهذا يطلب منها بطاقة الصرف، وذاك، يناقشها عن كل ريال تستخدمه من مرتبها؛ ليأخذ الباقي، وآخر لا يتوانى عن طلب المال صراحةً دون مقدمات وبحجج واهية، حتى لشراء متعلقاته الشخصية، ورابع يشترط أن تتحمل زوجته تكاليف تربية طفله واحتياجاته وتعليمه أو حتى حاضنته.. وأخ يحرم أخته من ورثها بحجّة أن ليس خلفها مسؤولية تجميع مهر وزواج، وأب يستخدم مهر ابنته ليسدد دينه ويشتري عقارا أو سيارة.
وكأن هذه النقاشات تبني وجهة نظرٍ قسريّة ومشتركة عن الذكور بأن المال الذي بحوزة الأنثى سواء كان مرتّباً شهريّا، أو ورثاً، أو عائداً من مدخرات وأملاك أخرى... إلخ، يجب أن يُخلّف قصّة، أحيانَا روْعة وأخرى مُروّعة مع زوجها أو ابنها أو أخيها، بل وفي أحوال سيئة جدا، يصبح مالها محل نزاع بين تلك الأطراف الثلاثة تنتج عنها مشادات ونزاعات بينهم حول من يستطيع الاستيلاء على النسبة الأكبر من مالها، لتخرج هي صفر اليدين بعد أن خيبتها الظنون أن تجد من يحمل همها ويخفف عنها قلقها ويدافع عن أبسط حقوق مالها.
ويبقى مالها بين حالتين غالبا كالتالي: رجل أمين، يتركها حرّة التصرف به، أو يستثمره لها بالحلال، حافظا أو خوفا عليه من العبث، وإما ذكرٌ بلا رجولة، يبتزها ويستغلها بالحرَام، والثاني، قد يكون عاطلا عن العمل، كسولا ومتواكلا، استبعَد فكرة العمل؛ لأن زوجته هي الصراف الشهري.. أو لأن أخته تعمل وتتحمل أعباء المنزل.. وقد يكون مقتدرا وفي حالات كثيرة مرتبه أضعاف مرتبها، لكن يُقرّ ويعترف أنه لا يرى من المجدي أن يُبقي فلسا تحت تصرفها، يُريدها ذليلة، (تشحت) منه وتطلبه.. أو لا يرى جدوى من اقتنائها للمال، فمن وجهة نظره تبعثره في أغراض شخصية وهدايا لن يستفيد هو منها، متناسياً تعب شهر كامل تحلم فيه أن تستبدل فيه حذاءها أو عباءتها.
مقال للأستاذة : زهرة بنت سعيد القايدي
من جريدة الوطن القطرية عدد اليوم الثلاثاء 19/5/2015