مغروور قطر
07-09-2006, 04:34 AM
قلة الاسهم وتسريب الاخبار والعامل النفسي وراء «فك الارتباط» بين اسعار السوق ونتائج الشركات
مشعل حسن الحربي (جدة)
رغم خروج النتائج المالية الجيدة لاغلب شركات المساهمة ، إلا أن عدم تفاعل أسعار اسهم تلك الشركات مع أدائها المالي ، جدد التساؤل القديم المتجدد (بإتساع هذا العام )عن أسباب عدم هذا التفاعل لاسيما وأن بعض الشركات حققت ارباحا مضاعفة قياسا على ارباحها في الفترة ذاتها في العام الماضي او في الربع الاول من هذا العام، وفي نفس الوقت لازالت بعض الشركات والتي سجلت خسائر تحظى اسعار اسهمها بالارتفاع ، فهل يكرس هذا تحول جزء كبير من المتعاملين الى مضاربين فقط،
«عكاظ» ناقشت أبرز هذه الاسباب مع مختصين ومتعاملين بالسوق السعودي للاسهم، فمن جهته يرى الخبير المالي الدكتور عبدالله الحربي،استاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ،أنه يمكن إرجاع عدم تفاعل أسهم شركات السوق مع نتائجها المالية إلى أسباب عدة من أهمها: - تمركز ملكية معظم أسهم شركات السوق لدى قلة من المتعاملين بالسوق وبالتالي أصبحت أسعار أسهم تلك الشركات لاتتحرك بناء على قوى الطلب والعرض الطبيعية من خلال ورود معلومات جديدة حول أداء الشركات بل بحسب رغبات كبار المتعاملين السوق.
أما السبب الثاني فيمكن إرجاعه إلى وجود تسريبات معلوماتية داخلية تسبق ظهور النتائج المالية للشركات وبالتالي فالتفاعل مع نتائج الشركات غالبا ما يسبق ظهور تلك النتائج.
كذلك سيطرة عمليات المضاربة وعمليات جني الربح على حساب قرار الاستثمار طويل الأجل من قبل معظم المتعاملين بالسوق وبالتالي أصبح هناك مايعرف بفك الارتباط بين سعر سهم الشركة ونتائجها المالية. ولذا فأنني لاأتفق مع القول بعدم ملاءمة التحليل الأساسي والفني لتقييم شركاتنا. ولكنني أرى أن العيب والخلل ليس في طرق التحليل الأساسي أوالفني ومدى إمكانية تطبيقها في سوقنا المحلية ولكن الخلل يكمن في تمركزملكية معظم أسهم شركات السوق في أيدي قلة من كبار المضاربين كما أسلفت ومايعرف بـ «القروبات» (المجموعات) الذين أستغلوا بشكل سلبي كل الظروف المحيطة والمؤثرة في السوق كانخفاض أرباح بعض الشركات القيادية عن مستوى التوقعات والظروف والمستجدات بالمنطقة العربية.
وأخيراً إعلان طرح عدد من الشركات للإكتتاب العام والقيام بالضغط على السوق من خلال إستغلال عامل الخوف لدى كافة المتعاملين بالسوق وإجبارهم على خيار البيع الجماعي والخروج بأقل الخسائر. كبارالمضاربين ولذا فأنني أرى أنه من المناسب أن تبذل هيئة السوق المالية جهدا أكبر وتتخذ كل ما يلزم لضبط تسريبات أخبارالشركات ومجالس أداراتها قبل الإعلان عنها رسميا. كما أرى أنه يتوجب على الهيئة أن تضع حلولا للشركات ذات العدد المحدود من الاسهم والتي يسهل امتلاكها من قبل كبار المضاربين وبالتالي التحكم في مسار أسعار أسهمها بشكل يعطل قوى العرض والطلب. مع الاستمرار في الحملات الاعلامية التوعوية.
ومن جهته يرى بندر الحرازي، «متعامل بالسوق» أن العامل النفسي، واستمرار التذبذبات وعدم الاستقرار يعد عاملا رئيسيا لعدم تفاعل الشركات مع نتائجها الجيده للربع الثاني، من هذا العام.
وأضاف الاكثر غرابة هو استمرار ارتفاع اسهم بعض الشركات رغم تحقيقها خسائر في هذه الفترة،وقال لقد كنا نلحظ هذا الامر في السابق، ولكنه بدا اكثر وضوحا بعد نتائج الربع الاول وزاد الامر بعد نتائج الربع الثاني حيث لم نسجل تناغما واضحا بين الارباح الجيده والتفاعل معها،في اكثر الشركات، وقد يكون ذلك نتاجا للانخفاض الكبير الذي شهده مؤشر السوق مؤخرا من انخفاضه من حاجز العشرين الف نقطه الى اقل من 10 الاف نقطة، ولم يمر هذا الانخفاض مرور الكرام،بل خلف بعده تأثيرا نفسيا للمتعاملين، وهو ما يمكن أن نسميه «العامل النفسي» للمتعاملين،وكما شاهدنا فالمؤشر يصل لـ 13 الف نقطة ثم يعود الى الـ 10 الاف نقطة،ويتراوح في تذبذبات بين هذين الرقمين، وهو ما يعطي تأثيرا واضحا للعامل النفسي للمتداولين.
وقد يكون المتعاملون الآن في أمس الحاجة للاحساس بالاستقرار في السوق، والبعد عن مصادر الشائعات والتي تعد سببا هاما في ذلك،سواء عبر منتديات الانترنت أو عبر التوصيات الشخصية بأية وسيلة،وكما هو واضح الآن فإن طابع المضاربة اكثر من طابع الاستثمار، والمفترض أن يكون الحيز الاكبر للاستثمار طويل الاجل وليس العكس،ومتى ما أصبح السوق في بيئة جيده من حيث البعد عن الشائعات وتسريبات الاخبار وزيادة مساحة الثقة للمتعاملين بعطاء السوق، وازدياد كثافة الاعتماد على نتائج التحليل الفني ،عندها سنرى تأثير النتائج الجيده للشركات مع أدائها بالسوق.
مشعل حسن الحربي (جدة)
رغم خروج النتائج المالية الجيدة لاغلب شركات المساهمة ، إلا أن عدم تفاعل أسعار اسهم تلك الشركات مع أدائها المالي ، جدد التساؤل القديم المتجدد (بإتساع هذا العام )عن أسباب عدم هذا التفاعل لاسيما وأن بعض الشركات حققت ارباحا مضاعفة قياسا على ارباحها في الفترة ذاتها في العام الماضي او في الربع الاول من هذا العام، وفي نفس الوقت لازالت بعض الشركات والتي سجلت خسائر تحظى اسعار اسهمها بالارتفاع ، فهل يكرس هذا تحول جزء كبير من المتعاملين الى مضاربين فقط،
«عكاظ» ناقشت أبرز هذه الاسباب مع مختصين ومتعاملين بالسوق السعودي للاسهم، فمن جهته يرى الخبير المالي الدكتور عبدالله الحربي،استاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ،أنه يمكن إرجاع عدم تفاعل أسهم شركات السوق مع نتائجها المالية إلى أسباب عدة من أهمها: - تمركز ملكية معظم أسهم شركات السوق لدى قلة من المتعاملين بالسوق وبالتالي أصبحت أسعار أسهم تلك الشركات لاتتحرك بناء على قوى الطلب والعرض الطبيعية من خلال ورود معلومات جديدة حول أداء الشركات بل بحسب رغبات كبار المتعاملين السوق.
أما السبب الثاني فيمكن إرجاعه إلى وجود تسريبات معلوماتية داخلية تسبق ظهور النتائج المالية للشركات وبالتالي فالتفاعل مع نتائج الشركات غالبا ما يسبق ظهور تلك النتائج.
كذلك سيطرة عمليات المضاربة وعمليات جني الربح على حساب قرار الاستثمار طويل الأجل من قبل معظم المتعاملين بالسوق وبالتالي أصبح هناك مايعرف بفك الارتباط بين سعر سهم الشركة ونتائجها المالية. ولذا فأنني لاأتفق مع القول بعدم ملاءمة التحليل الأساسي والفني لتقييم شركاتنا. ولكنني أرى أن العيب والخلل ليس في طرق التحليل الأساسي أوالفني ومدى إمكانية تطبيقها في سوقنا المحلية ولكن الخلل يكمن في تمركزملكية معظم أسهم شركات السوق في أيدي قلة من كبار المضاربين كما أسلفت ومايعرف بـ «القروبات» (المجموعات) الذين أستغلوا بشكل سلبي كل الظروف المحيطة والمؤثرة في السوق كانخفاض أرباح بعض الشركات القيادية عن مستوى التوقعات والظروف والمستجدات بالمنطقة العربية.
وأخيراً إعلان طرح عدد من الشركات للإكتتاب العام والقيام بالضغط على السوق من خلال إستغلال عامل الخوف لدى كافة المتعاملين بالسوق وإجبارهم على خيار البيع الجماعي والخروج بأقل الخسائر. كبارالمضاربين ولذا فأنني أرى أنه من المناسب أن تبذل هيئة السوق المالية جهدا أكبر وتتخذ كل ما يلزم لضبط تسريبات أخبارالشركات ومجالس أداراتها قبل الإعلان عنها رسميا. كما أرى أنه يتوجب على الهيئة أن تضع حلولا للشركات ذات العدد المحدود من الاسهم والتي يسهل امتلاكها من قبل كبار المضاربين وبالتالي التحكم في مسار أسعار أسهمها بشكل يعطل قوى العرض والطلب. مع الاستمرار في الحملات الاعلامية التوعوية.
ومن جهته يرى بندر الحرازي، «متعامل بالسوق» أن العامل النفسي، واستمرار التذبذبات وعدم الاستقرار يعد عاملا رئيسيا لعدم تفاعل الشركات مع نتائجها الجيده للربع الثاني، من هذا العام.
وأضاف الاكثر غرابة هو استمرار ارتفاع اسهم بعض الشركات رغم تحقيقها خسائر في هذه الفترة،وقال لقد كنا نلحظ هذا الامر في السابق، ولكنه بدا اكثر وضوحا بعد نتائج الربع الاول وزاد الامر بعد نتائج الربع الثاني حيث لم نسجل تناغما واضحا بين الارباح الجيده والتفاعل معها،في اكثر الشركات، وقد يكون ذلك نتاجا للانخفاض الكبير الذي شهده مؤشر السوق مؤخرا من انخفاضه من حاجز العشرين الف نقطه الى اقل من 10 الاف نقطة، ولم يمر هذا الانخفاض مرور الكرام،بل خلف بعده تأثيرا نفسيا للمتعاملين، وهو ما يمكن أن نسميه «العامل النفسي» للمتعاملين،وكما شاهدنا فالمؤشر يصل لـ 13 الف نقطة ثم يعود الى الـ 10 الاف نقطة،ويتراوح في تذبذبات بين هذين الرقمين، وهو ما يعطي تأثيرا واضحا للعامل النفسي للمتداولين.
وقد يكون المتعاملون الآن في أمس الحاجة للاحساس بالاستقرار في السوق، والبعد عن مصادر الشائعات والتي تعد سببا هاما في ذلك،سواء عبر منتديات الانترنت أو عبر التوصيات الشخصية بأية وسيلة،وكما هو واضح الآن فإن طابع المضاربة اكثر من طابع الاستثمار، والمفترض أن يكون الحيز الاكبر للاستثمار طويل الاجل وليس العكس،ومتى ما أصبح السوق في بيئة جيده من حيث البعد عن الشائعات وتسريبات الاخبار وزيادة مساحة الثقة للمتعاملين بعطاء السوق، وازدياد كثافة الاعتماد على نتائج التحليل الفني ،عندها سنرى تأثير النتائج الجيده للشركات مع أدائها بالسوق.